الدين بين مسيحيّته وطبيعيّته: هيوم وكانط وجهًا لوجه


فئة :  أبحاث عامة

الدين بين مسيحيّته وطبيعيّته: هيوم وكانط وجهًا لوجه

الملخّص:

ننطلق في بحثنا من زاوية تأويلية مغايرة، كمحاولة لفضح خطاب الفلسفة الحداثي، والذي لم تكن أمينة فيه لحكاياتها الكبيرة؛ الفصل مع الدين وارتداء ثوب علمي لا يصغي للوحي أو النص المقدّس؟ فما أراده الخطاب الفلسفي الحديث؛ هو مَسْحَنة (مسيحيّة) للعقل الفلسفي الحديث، وعقلنة المسيحية، وتخريجها بطابع كونيّ إنساني، حالهم كحال مفكّري الإسلام، الذين يجمعهم هاجس الإسلام، وعالميته، وأنّه يصلح لكلّ زمان ومكان.

فهل يمكن عدّ ذلك شأنًا فلسفيًّا بحتًا، أم شأنًا يتعلّق بالكوزموبولتي، وجغرافيا معرفية ممتدّة؛ لأنّ هناك إلها يبارك الزحف باسمه، والتعريف بحقّه المغتصب من الآخرين؟ وربّما جاء هيوم وكانط، كنموذجين للتصوّر الحديث في الفلسفة، وكيفيّة العلاقة الحاضرة مع اللاهوت المسيحي، مع أننا ندافع، أيضًا، ضمن خطة منهجية بحثية مرتقبة، عن فكرة مفادها؛ أنّ الفلسفة لم تقدر على الاستقلال التام، بحسب ما تدّعي عن (عقلها) الديني؛ لذا بقيت أسيرة للقول اللاهوتي، سواء بصورة معلنة أو مستترة، وبدلًا من التصريح العقلاني، الرامي إلى التأويل الحر، لابدّ أن تقف الذاكرة المؤوّلة عند عتبة الأخلاق العقلانية، التي هي: دين المسيحية، كما نوّه أغلب عشّاق المسيحية، بمن فيهم كانط؛ فالدين يحتوي على العقل. والأخلاق، بدورها، لا تتقاطع مع الدين الموحى به، كما يرى أنصار الخطاب الديني؛ بل إنّ كانط، يؤكد على أنّ التعليم الفلسفي، لابدّ أن يستند على اللاهوت، الذي، بدوره، يعزّز الإيمان والعقيدة لدى الفرد؛ فالقانون المراد طاعته، أخلاقيًّا، هو: الوصايا العشرة للمسيح؛ لذا راح (كانط) يلوّح بهيمنة حتمية العقل على الإرادة الإنسانيّة، وبقي يتوسّل الإيمان، كأصل للعملية الأخلاقية، وكمنقذ للإنسان وحياته المأساوية، بقناعة أخلاقية مجرّدة، تعزّز الرؤى المسيحية التي انتقدها (نيتشه) بشدة؛ لأنها قيم عدمية أفلاطونية، لا تعطي اعتبارًا أنطولوجيًّا للإرادة الخلاقة المبدعة، الديونزيوسية الفاوستية، وهي القيم التي ألهمت الفكر الوجودي، لكي يتحدّى تعاليم الدين الكريمة للخنوع، وتكرار المأساة بنفس التحدي البرومثيوسي.

إنّ الخيبة الفلسفية، تتضح لنا من خلال التراجع الواضح للفلسفة، للمضي بالفلسفة إلى ميدان عام، يجسد مسرح التبرير أمام المنظومة الدينية؛ فالقانون الخلقي الديني، الذي يحكم الرؤية الكانطية والهيومية المتشككة؛ هو قانون مسيحي جليّ، الأمر الذي يشمل أغلب المنظومات الفلسفية التي عرفناها؛ ففلسفة كانط، وهيوم على نحو آخر، تربط الدين بالفلسفة، ولا يمكن التفريق بين الظاهرة الدينية والخلقية، مادام الدين، في أصله، هو مجرّد تسليم بالواجب، من حيث هو وصيّة إلهية.

ومن هنا، جاء البحث موزّعًا على محاور أساسيّة، منها:

- أهمية أسلوب الحوار في عرض وإقناع القارئ بالرسالة المراد توصيلها، وإجرائيّة البحث الحواري، وحجاجية البعد الحواري.

- ما هو الدين الطبيعي؟ وماهي طبيعة العلاقة التي تحكم بين النسق اللاهوتي والفلسفي الطبيعي بين فلسفة هيوم وكانط؟ أو ما هي العلاقة بين الدين الطبيعي والمسيحية؟

- الدين والشر وما يمكن أن نسمّيَه: جدليّة العلاقة بين الاثنين.

- الدين والفوضى والاضطرابات الحاصلة.

- الإنسان بين؛ الأخلاق، والدين، والفهم الفلسفي للعلاقة بين المحورين. وماهي طبيعة الإنسان لاهوتيًّا وفلسفيًّا؟

- الاغتراب المعرفي وأخلاقيات الوجود الإلهي، أو مبرّرات الحلّ الوجودي الإلهي.

- السيرة المسيحية، وسلطة المراقبة والتفكير الديني، وخيبة التفكير الفلسفي.

 

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا