الكونفوشيوسيَّة وروح الإصلاح


فئة :  أبحاث محكمة

الكونفوشيوسيَّة وروح الإصلاح

الكونفوشيوسيَّة وروح الإصلاح([1])


الملخّص:

في إطار تخصّص علم الأديان المقارن الباحث عن المشترك بين الأديان في عصورها التأسيسيّة التي تقترب ممّا يشبه وضعها البكر، أي قبل أن تتعرّض إلى تحويرات المنظومات الثقافيّة التي تتنزّل فيها، وفي إطار التفكير في قضايا الإصلاح الدينيّ الذي يمثّل أحد تحدّيات الحداثة على الأديان التاريخيّة وعلى الثقافات المرتبطة بها، ولاسيّما الثقافة العربيّة الإسلاميّة، يهتمّ هذا الفصل الذي ألّفته الأستاذة أمينا كريسما بالتفكير في المشكلة المنهجيّة الهرمينوطيقيّة التي يمثّلها النموذج الكونفوشيوسي الصينيّ لكلّ تفكير في نموذج كوني تعدّدي للقيم الدينيّة. وجوهر هذا الإشكال هو خروج هذا النموذج الصينيّ عن حدود الأفق الفكري واللّغوي للثقافة الغربيّة الذي يمكّنها من فهم نفسها وفهم الآخر. وهو ما يهدّد كلّ محاولة لتفهّم النموذج الدينيّ الصينيّ بالوقوع في عمليّة إبطال التمايز الطبيعيّ بين الذهنيّات، وإفراغها في قالب فكريّ نمطيّ ناسخ للمسافات الفاصلة بين الثقافات.

خاصيّة هذا النموذج أنَّه يقوم على خصائص تفكير تختلف عن نظيرتها الغربيّة التي ساهمت في إنتاجها طبيعة الأديان التوحيديّة الإبراهيميّة، فإنَّ مشاكل الألوهيّة، والخلق والوجود، والبدايات الأولى والنهايات، لم تكن من القضايا التي انشغل بها الفكر الدينيّ الصينيّ التقليدي أو القديم. فهو لم يعرف مفاهيم مثل اللّوغوس التي كانت تتولّد منها مثل هذه القضايا. فبدل كلّ هذا كان الوجود عند الصينيّين يتمثّل في الواقع الماثل أمامهم. وهو واقع يُعدّ حصيلة علاقة تفاعليّة مستمرّة لا تتوقّف. ويعني هذا في مستوى الوجود الإنسانيّ أنَّ مبدأه هو العبارة الكونفوشيوسيّة: «أن لا نفارق ولا نتعلّق»، فكلّ تعلّق توقّف وجمود ورؤية للأشياء من زاوية واحدة، واحتكار للحقيقة.

هذه الخصائص المميّزة هي التي كانت وراء الشكل الفلسفي المعروف اليوم للكونفوشيوسيّة، بفضل التجربة الإصلاحيّة التي عرفتها الثقافة الصينيّة في القرن التاسع عشر، على يدي كانغ يواي، وتابعه ليانغ كيشاو.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]ـ يمثّل هذا العنوان عنوان الفصل الثاتي من كتاب: تجارب كونيّة في الإصلاح الدينيّ، تعريب وتقديم محمّد الحدّاد، ص ص 19-32