برادايم الإصلاح والخطاب ما بعد-الديني في الهندوسيّة الحديثة د. سافيريو ماركينولي


فئة :  أبحاث محكمة

برادايم الإصلاح والخطاب ما بعد-الديني في الهندوسيّة الحديثة د. سافيريو ماركينولي

 برادايم الإصلاح والخطاب ما بعد-الديني في الهندوسيّة الحديثة

د. سافيريو ماركينولي([1])


الملخّص:

في سياق البحث الذي يوجّه فصول هذا الكتاب عن وضع إصلاحيّ مشترك بين الأديان، يهتمّ هذا الفصل بتوضيح مظاهر انخراط الهندوسيّة في هذا الوضع بخصائصه الأساسيّة التي يتحكّم فيها إلهام الإصلاح الغربيّ اللّوثري والأنواريّ للنظرة الإصلاحيّة المهيمنة بداية من القرن التاسع عشر في المستعمرات الأوروبيّة، في تميّزها عن الموقفين التراثي والأصوليّ.

وفي هذا الإطار، يتولّى كاتب هذا الفصل الأستاذ المتخصّص في الهندوسيّة سافيريو ماركينولي شرح مظاهر هذه الأطروحة الرائجة، بكون الهندوسيّة ينطبق عليها النموذج الإصلاحيّ؛ بما أنّها شهدت تحوّلات جذريّة قطعتها عن صيغتها القديمة التقليديّة، كانت أساساً نتيجة تأثرها بالغرب وبالمسيحيّة، وهي الأطروحة التي تبنّاها مختصّون بارزون في الهندوسيّة أمثال فارقهار، وهاكر، وهذا على الرّغم من تأكيد الهندوسيّة الجديدة أنّها تواصل للهندوسيّة القديمة.

يهتمّ الباحث بالاستدلال على صحّة هذه الأطروحة استناداً إلى توضيح مظاهر برادايم إصلاحي عاشته الهند والهندوسيّة في القرن التاسع عشر. وتمثّل هذا البرادايم في نشوء جدل قويّ في أوساط المثقّفين حول علاقة الإصلاح الدينيّ بالتحديث الشامل وأولويّته بين سائر قطاعات الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. وقد جرى التفكير داخل هذا البرادايم بوحي من النموذج الإصلاحيّ الأوروبيّ الذي عرفته المسيحيّة مدخلاً للحداثة.

ويعرض الباحث نماذج ممثّلة لهذا البرادايم الإصلاحيّ من خلال تأويلات دينيّة جديدة للهندوسيّة أنجزها أعلام للتجديد الدينيّ في الهند أمثال سارفجالي راداكريشنان (Sarvejalli Radhakrishnan) (1888-1975م)، والمفكّر البنغالي راموهان روي (Rammohan Roy)، ومؤسّس حركة الآريا ساماج (Arya Samaj)، الملقّب بـ دياناندا سارسفاتي (Dayananda Sarasvati) (1824-1883م).

ومن خلال هذه النماذج الممثّلة للتفكير الدينيّ الهنديّ المعاصر وغيرها، فإنّ من أبرز النتائج التي توصّل إليها الباحث أنّ تحليل الروابط بين مفاهيم (إصلاح)، و(نهضة)، و(حداثة)، الذي كان ميدان النزاعات بين مختلف سرديات النهضة الأوروبيّة الحديثة، ألقى بظلاله على تصوّر المفكّرين الهنود لتحديث بلادهم، ففهموا التحديث على أنّه مسار موحّد قائم على (نهضة) ثقافيّة، و(إصلاح) ديني، وسياسي، واجتماعي. وحتى بعد الانقلاب ما بعد الحديث على هذا النموذج التحديثيّ فقد ظلّ النموذج الغربيّ هو النموذج. وبهذا المنظور كان الإصلاح الدينيّ في الهند محكوماً بهذه الرؤية الغربيّة للمسيحيّة وللإصلاح الدينيّ.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]ـ هو عنوان الفصل الأوّل من كتاب: تجارب كونيّة في الإصلاح الدينيّ، محمّد الحدّاد، مؤمنون بلا حدود، 2015، ص ص 7-18.