حوار مع الأستاذ الباحث "رشيد العلوي": وضعية تدريس الفلسفة بالمغرب وقضايا راهنية أخرى...


فئة :  حوارات

حوار مع الأستاذ الباحث "رشيد العلوي": وضعية تدريس الفلسفة بالمغرب وقضايا راهنية أخرى...

حوار مع الأستاذ الباحث "رشيد العلوي":

وضعية تدريس الفلسفة بالمغرب وقضايا راهنية أخرى...

يعالج هذا الحوار الذي أجريناه مع الأستاذ الباحث "رشيد العلوي" مجموعة من القضايا الراهنية، والتي تشغل فكر الباحثين والدارسين سواء من داخل الحقل الفلسفي أو خارجه، ومن أهم هذه القضايا "وضعية تدريس الفلسفة والدرس الفلسفي بالمغرب" وما يرتبط بها من إكراهات وعوائق ديداكتيكية وبيداغوجية...بالإضافة إلى قضايا أخرى سنكتشفها جميعا من خلال الحوار التالي:

محمد الغرباوي: الأستاذ الباحث رشيد العلوي، أشكرك جزيل الشكر في البداية على قبولك بطلب الدردشة قليلا حول مواضيع تهم تدريس الفلسفة في المغرب، وكما جرت العادة، وقبل الغوص في عوالم أسئلة راهنية، أود أن تقرب القارئ الكريم من الشخصية الفكرية لرشيد العلوي التي فرضت ذاتها على الساحة المغربية والعربية بالفكر والنقد والسؤال...

رشيد العلوي: العلوي رشيد من مواليد شهر مايو 1977 بدوار اكضي (إقليم طاطا جنوب المغرب)، تابعت دراستي الثانوية بباشوية أقا، وانتقلت سنة 1996 لمتابعة الدراسة الجامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط وتابعت فيها أيضا استكمال التكوين في المدرسة العليا للأساتذة بنفس المدينة، والتحقت بالتدريس في التعليم الثانوي بالدار البيضاء إلى حدود سنة 2012، حيث التحقت بمركز تكوين مفتشي التعليم، وبعدها عينت مؤطرا تربويا بجهة بني ملال – خنيفرة منذ سنة 2014.

تابعت الدراسة العليا في جامعة محمد الخامس، واستكملت التكوين في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك (جامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء) ونلت شهادة الماستر في الفلسفة وآلياتها النقدية، وأنا بصدد إنهاء أطروحتي في ذات الكلية.

محمد الغرباوي: أستاذي، بحكم تدريسكم لمادة الفلسفة سابقا، وإشرافكم التربوي عليها في الوقت الحالي، والاحتكاك اليومي بمدرسي المادة والباحثين في مجالها، كيف تقومون وضعية الفلسفة والدرس الفلسفي بالمغرب؟ هل هو وضع أزمة، أم وضع ازدهار؟

رشيد العلوي: في حقيقة الأمر، يصعب الحكم على وضع تدريس الفلسفة بالمغرب لاعتبارات أهمها غياب تشخيص دراسي مبني على واقع ملموس، ولكن على العموم وبحكم ارتباطي بالفصول الدراسية كمؤطر منسق جهوي وزياراتي المتكررة لمؤسسات من أقاليم مختلفة وتبادلي الحديث دوما مع زملائي في جهات أخرى، أظن أن هناك خللا في ما يجري داخل الفصول: من جهة أن الدرس الفلسفي لم يعد درساً بالمعنى العميق للكلمة، بل صار مجموعة عمليات تقنية مغلفة بكلام حول الديداكتيك وبيداغوجيا الكفايات، ويمكن لأي مدرس أن يقوم بذلك، وأقصد بالأساس الاشتغال على النص الفلسفي: إشكال، أطروحة، حجاج... كما تم تغييب السياق التاريخي ومجموع الشروط المحيطة بالنص وبصاحبه، إلى درجة أن هناك تكافؤا بين المدرسين والمتعلمين على مستوى المعلومة، بل نجد أحيانا متعلمين يتجاوزون المدرسين في المعلومة: فهل يمكن اختزال الدرس الفلسفي في المستوى المبتذل من التدريسية بالنصوص؟ وهل المطلوب هو تدريس النصوص بهذه الصيغة الفجة؟

هناك فعلا مشكلات معرفيَّة ومنهجيَّة مرتبطة بالتكوين وطبيعته الحالية، ومستوى الشهادات الجامعية من جهة، ومشكلات مرتبطة بالثقافة السائدة في المجتمع، حيث صارت النفعية الفجة وخدمة المصالح الشخصية والفردية والسعي وراء الربح السريع متفشية في الأوساط المجتمعية بشكل مهول، وتتحمل السياسة الرسمية عموما قسطا من المسؤولية في تعزيز هذه الثقافة كما تتحمل المنظمات السياسية والنقابية قسطا من المسؤولية أيضا، لذا أقول: هل هناك من يؤمن اليوم داخل الجسم التعليمي بالواجب المهني بما هو واجب مهني؟ أكيد أن هناك نفرا قليلا من رجال التعليم الذين يقومون بواجبهم كما يلزم، بل وأكثر من اللازم ولكن مع كامل الأسف هذا النوع يتجه نحو الانقراض والانمحاء، إلى درجة أنه صار نشازا داخل مؤسساتنا التعليمية، بفضل انتشار ثقافة "عدي وسلك" أو "ضرب الحديد ما حدو سخون".

ليست ازمة الدرس الفلسفي بمنفصلة عن أزمة التعليم عندنا، وعن أزمة النظام السياسي عموما. لكن رغم كل ذلك، فالدينامية الفلسفية المشهودة في المغرب خلال السنتين الأخيرتين مرتبطة بعوامل عدة يصعب حصرها بدقة، فمن جهة هناك ردة الفعل القوية لشبيبة مسيسة داخل الجامعات، والتي التحقت بالوظيفة العمومية والحاجة إلى تعبير سياسي عن نكسة ما بعد حركة 20 فبراير وما نجم عن سياسة حكومة العدالة والتنمية من نتائج اجتماعية وسياسية واقتصادية كارثية، ومن جهة أخرى توجه النظام السياسي نحو التليين من حدة حضور الإسلام السياسي في المشهد السياسي واستعمارهم للفضاء العمومي.

محمد الغرباوي: في تصوركم، ما هي المعيقات والصعوبات التي تعترض الدرس الفلسفي بالمغرب، سواء على المستوى البيداغوجي، أو على المستوى الديداكتيكي؟ وما سبل تجاوزها؟

رشيد العلوي: أولا، يجب الاعتراف بالتراكم الذي حصل في مجال الديداكتيك في تدريس الفلسفة في المغرب (وفي مواد أخرى) بالمقارنة مع بلدان مغاربية (أو عربية أخرى) وهذه الخبرة يتوجب أن تستثمر لصالح الفلسفة، رغم أنها تحولت إلى وصفات جاهزة ساهم فيها "تجار التربية والتكوين" وأصحاب "الكنانيش الموازية" إلى حد الابتذال؛ ففي حدود علمي أن البيداغوجيا والديداكتيك ليس بوصفة جاهزة ولا بنمط قار يمكن اتباعه بالحرف وتطبيقه، بل هو مجرد سند من سندات سير الدرس الفلسفي (التمشي بلغة أهل تونس)، يستعين به المدرس في عمله المهني. ولذا، فإن تحرير الدرس الفلسفي من النمطية الديداكتيكية والحضور القوي للنزعة التقنوية والرجوع إلى مقومات التفلسف وإعمال الفكر النقدي من شأنه أن يحسن من الأداء، حيث لا يعقل أن التلاميذ في المغرب يحصلون على معدلات عالية دون أن تكون كتاباتهم الإنشائية في المستوى المطلوب، فكيف نفسر مثلا حصول 56 % من مترشحي شعبة الآداب على معدلات عالية سنة 2015 على المستوى الوطني في حين أن 13 % منهم فقط حصلت على معدل في اللغة العربية. إننا أمام جيل يفتقد لخطاب فلسفي حجاجي مبني ويعبر فيه المترشح عن آرائه ويطرح فيه مفارقات معيشه، غير أنه من المستحيل فصل هذا الوضع الذي تعيشه المادة عن وضع المنظومة التعليمية ككل.

كما أن ربط الدرس الفلسفي في التعليم الثانوي التأهيلي والدرس الفلسفي في الجامعة يمثل رهانا للخروج من هذا الوضع، ناهيك عن الحاجة إلى تطوير منهاج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.

محمد الغرباوي: التدريس بالنصوص أستاذي الفاضل، واحد من مقومات منهاج الفلسفة المنقح منذ 2007، فإلى أي حد يمكن اعتبار الكتاب المدرسي أداة تربوية فعالة في تعليم وتعلم الفكر الفلسفي النقدي؟ ألا يمكن أن نتفق على أن التقيد بالنصوص الفلسفية إقبارا للدرس الفلسفي؟

رشيد العلوي: على الرغم من حث منهاج مادة الفلسفة على أن النصوص هي مجرد معينات للاستئناس والاستثمار في مقاربة الإشكالات الفلسفية، إلا أن هناك توجها يقدس النصوص، وصار معه الدرس الفلسفي درسا للنصوص، حيث يتبع المدرس النصوص الواردة في المقررات المدرسية بحذافيرها دون أن يكلف نفسه عناء إعادة النظر فيها أو عناء اختيار نصوص أخرى بديلة، وقد يفسر هذا الأمر بعدة عوامل:

-                   ضعف مردودية المؤطرين التربويين الذين من المفروض فيهم أن يولوا العناية لمشكلات الدرس واقتراح معينات جديدة او نصوص جديدة وترجمات في المستوى المطلوب.

-                   ضعف اهتمام ومردودية المبرزين الذين أيضا يمكنهم بحكم تكوينهم الأكاديمي والمهني المساهمة في الرقي بالدرس الفلسفي.

-                   التحولات التي وقعت في الجامعة المغربية من حيث التكوين وانعكاسه سلبا على الخريجين الجدد.

-                   الاستهتار بقيمة التعلم، حيث يعتبر العديد من المدرسين أن التعلم عملية روتينية ومملة، وهو ما يحول دون الاجتهاد في طرائق ووسائل التدريس.

-                   هناك عوامل أخرى موضوعية مرتبطة بتحولات المدرسة والمجتمع عموما: الاكتظاظ، الحط من مكانة المدرس، مكانة المدرس في المنظومة الاجتماعية ككل...

لا أعتقد شخصيا أن التدريس بالنصوص يقيد الدرس الفلسفي أو يقبره، لأنها وسيلة فعالة لاحتكاك المتعلم باللغة والأفكار والحجج ولفهم منطق التفكير الفلسفي، غير أن الطريقة المتبعة عندنا لا تحفز على تعلم التفكير النقدي أو التساؤل النقدي لأن الاشتغال على الأطروحة والإشكال والحجج (والذي تحول إلى أساليب لغوية جافة) يتساوى فيه المتعلم والمدرس معا، وأحيانا نجد متعلمين متقدمين على المدرسين في قراءتهم وفهمهم لبعض النصوص وهذا ينذر بوضع كارثي، لذا يتوجب في نظري مراجعة طرائق الأداء التربوي في درس الفلسفة بعد تقييم حقيقي وجماعي يتدخل فيه مختلف الهيئات المعنية لحجم المشكلات التي تعترضه، وفي الآن ذاته، فإننا بحاجة إلى مناهضة هذه "النزعة التقنوية" التي حولت الدرس الفلسفي إلى مجرد تقنيات يمكن لأي مدرس آخر أن يقوم بها.

ليست النزعة التقنوية – بالمعنى الذي أورده هنا – مقتصرة على الفلسفة لوحدها، بل اجتاحت كل المواد وكل المستويات التعليمية بفضل تعميم بيداغوجيا الكفايات التي جنت على المحتوى النقدي لبرامج التعليم وعلى كفايات المتعلمين الحقيقية، بل إنها تتعدى المدرسة إلى المجتمع، حيث صار التقنوي نموذجا ناجحا في المجتمع ويقدم كفاعل سياسي واجتماعي واقتصادي.

ولهذا لا أعتقد أن درس الفلسفة وفق الوضع الراهن يسمح بإعمال العقل والتفكير والتساؤل النقديين. فالقليل من المدرسين من يفسح المجال للمتعلمين لتأمل المواقف الفلسفية والاعتراض عليها ومقارعة الحجة بالحجة، ويتم أحيانا التبخيس من قيمة المناقشة بين الأقران لأن المدرس يحتكر الكلام طوال الحصة، وكأنه متعطش للكلام من أجل الكلام، كما يتم التبجح أحيانا بضيق الوقت بسبب عدد الحصص وبسبب طول المقرر، غير أنه في نظري يمكن إعادة النظر في طريقة تدريسنا والتخلي عن بعض العادات السلبية في التدريس مع الاجتهاد قليلا في اختيار النصوص الملائمة والاستعانة بالأقوال الفلسفية والأشرطة الفلسفية أو الأفلام ذات البعد الفلسفي، أي أن مطلب التنويع صار ملحا أكثر لنجاعة التفكير الفلسفي ولحفز المتعلمين على تملك القدرات النقدية.

محمد الغرباوي: تحدث التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتعليم ان هناك أزمة قيم تعاني منها المدرسة المغربية. حسب اعتقادكم أستاذ رشيد، كيف يمكن للمؤسسة بشروطها وإكراهاتها الأيديولوجية والسياسية والثقافية، ومعها الفكر الفلسفي كحامل للقيم الأخلاقية الكونية أن ترقى بالمتغير القيمي كرافعة للارتقاء بالمجتمع؟

رشيد العلوي: سؤال القيم يستدعي استحضار نقاش واسع من طرف كل مكونات المجتمع المغربي، فزمن استيراد قيم خارجية لضمان استقرار وتوازن مجتمعي في خدمة الاستقرار السياسي قد مضى، مما يعني أن الأمر لا يتعلق بالمدرسة أو المجلس لوحده، بل بكل أطياف المجتمع، فثمة قيم مغربية بائدة لا تساير التحولات المعاصرة، كما أن قيم جديدة صارت في حكم تحصيل الحاصل لأن الاعتراف بحقوق الإنسان وتعزيز مكانتها في النظام الاجتماعي يفرض بحدة الاعتراف بالأقليات الجنسية أو اللغوية أو الثقافية أو الدينية في مجتمع يتسع للجميع.

موضوع القيم مهم للغاية؛ لأنه لا وجود لتربية أخلاقية في المدرسة المغربية، وأنا في هذه النقطة أشاطر الرأي مفكرنا التنويري "أحمد عصيد" الذي دعا إلى ضرورة استبدال التربية الدينية بالتربية على القيم الأخلاقية؛ لأن هذه الأخيرة لا تشترط أن يكون مدرسها ذا تكوين ديني أو سياسي، بقدر ما تشترط فقط الحسم في طبيعة القيم المناسبة اليوم لمجتمعنا. أما مسألة الكونية، فلا أظن بإمكان مجتمع معين أن يعيش منغلقا عن باقي الأمم في جميع المستويات، وحتى بعض الجماعات التي تدعي الخصوصية لا تملك من الحجج ما يكفي لتبرير خيار الانغلاق.

محمد الغرباوي: كيف ترون مهمة مدرس الفلسفة في المغرب، سواء في المؤسسات الثانوية أو الجامعية من حيث ما يمكن أن يلعبه من أدوار دفاعا عن الفلسفة وقيمها؟

رشيد العلوي: تعيش الجامعة المغربية أزمة هويّة في مختلف الحقول المعرفيّة والعلميّة... وترتبط هذه الأزمة بنيوياً بأزمة المجتمع ككل، وهي أزمة عامة تنعكس على درس الفلسفة؛ إلا أن تدريس الفلسفة على العموم في الجامعة لم يعد قادراً على أداءِ وظيفتِه النقديّة، كما لم يعد قادراً على تخطِّي مُعضِلاتِه نتيجة التّغيرات والتّحولات التي وقعت في المغرب. وقد صار هذا الدّرس مجرد رؤوس أقلام تحفظ للامتحان، وليس محاضرات تساءل القيّم والثقافة والسُّلوكيات والأحداث الرّاهنة التي تؤرق المجتمع.

لا نجد اليوم أي مُبرِّرٍ كي لا يهتم هذا الدّرس بسؤال الحداثة، ولكن ليس بمنظور إعادة قراءة كانط Kant أو هيجلHegel أو نيتشه Nietzsche أو فرويد Freud، ولا بتلقين دروس في التّحلِيل النّفسي أو في التعريف بالمشروع النقدي الكانطي، لأن ما يميز مجتمع المعرفة اليوم هو وفرة المعلومة ويُسْر الوصول إليها، إننا بحاجة إلى تعليم طرق الوصول إلى ما يفيد البحث، وإلزام بتقديم بحوثِه بشكل أصيل غير منقول، والدفاع عن الأطروحات التي توصل إليها أو تقديم خطة بحث عمّا سيواصل فيه البحث، ودفعه أيضا إلى التساؤل حول مُمكِنات قيام الحداثة بالمجتمع المغربي، والدفع به للتشبع بالقيم الكونيّة وبالمنظومة العالمية لحقوق الانسان، والانخراط في هموم الوطن، والبحث في الإشكالات التي تعترِض مجتمعنا نحو التّقدم والحريّة والتّحرر.

أما عن الدرس في الثانوي، فإن ربط درس الفلسفة بالامتحان الوطني يمثل أحد العوائق التي تقف أمامه، حيث صار رهين وحبيس النّقطة، فلم تعد الحاجة مرتبطة بتلقين قيّم معيّنة ولا بالتساؤل عن مشكلات معينة، وإنما بالعمل من أجل الظفر برتبةٍ مشرِّفة؛ إلا أن هذا المشكل ليس وحده العائق، فما الذي يمنع نجاح الدرس الفلسفي في السنة الأولى والثانية من التعليم الثانوي التأهيلي؟ ما الذي يمنع من أن يقوم المُدرِّس بدوره كمربي على التفكير النّقدي، وكمتسائِل أول عن القيم السائدة؟ وما الذي يمنع مدرس الفلسفة من أن يكون الفاعِل الأول في الحياة المدرسيّة، حيث التلاميذ بحاجة إلى تعلُّم أدوات التعبير عن الذات وعن الرأي، بحاجة إلى التساؤل عن هويته وادراكِها كما هي ليرفضها أو يقبلها؟ ما الذي يمنع هذا المدرس من أن يكون نموذجاً يقتدى به في حيّه ومجتمعِه الصغير؟

من البديهي جداً أن الترابُط بين المستوى الثانوي والجامعي قائم في علاقة جدلية لا ينكرها أحد. فأستاذ التعليم الجامعي يشتكي من ضعف مستوى الطلبة الذين يلتحقون بالجامعة، دون أن يسأل نفسه عن مصير أولئك الطلبة بعد أن يقضوا ثلاث سنوات أو خمس أو ثماني سنوات في الجامعة. كما يشتكي أساتذة الثانوي من ضعف مستوى الدّرس الفلسفي بالجامعة. أصبح التعليم في المغرب يعيش واقعاً محرجاً والكل يعرف عُمق الأزمة البنيويّة التي تطال البلد ككل، وليس التعليم وحده. ولكن لا أحد يجرؤ على إعلان القطيعة الممكنة مع هذا الواقع.

ولهذا، صار من اللاّزم إعادة النِقاش حول واقِع الفلسفة بالمغرب اليوم، والبحث بجديّة عن المخارِج الممكِنة للأزمة التي نتخبط فيها بحدة. كما صار من اللازم إعادة التّأكيد على دور هذا الدّرس في الدفع بعجلة التقدم إلى الأمام. وهو ما ليس ممكنا إلا بإعادة النظر في الموضوعات المدرسة وفي الطرائق التقليدية للتدريس، وفي الطابع التجاري (التسليع) الذي ينخُر جِسم الفلسفة. ولا سبيل غير الجرأة والشجاعة في طرح موضوعات: الدعاية، الجسد، الموت، الدين، الفن، الاختلاف، التعدد والتنوع، الخاص والعام، التواصل، النوع، الحق، العدالة، الدولة، الديمقراطية، الحرية، السعادة، العنف، الإقصاء، الغيرية، الاستبداد بالرأي

محمد الغرباوي: هناك أزمة طفت على السطح منذ أكتوبر 2016 بسبب الجدل الذي خلفته كتب التربية الإسلامية المنقحة، وما تضمنته من تكفير وتبخيس للفكر الفلسفي والعلمي، ما تعليقكم على هذا المستجد؟

رشيد العلوي: كما تتبع الرأي العام، فإن المراجعة التي شملت مقررات التربية الإسلامية بعد تنقيح منهاج المادة، سعى بعض المتأسلمين إلى أخونة التربية وشحن المتعلمين بعقلية التكفير والثنائية الضدية، وتم تقسيم العلوم إلى شرعية وغير شرعية، وقد سبق وأن قلت رأيي في الموضوع في حوارات عدة مع الجرائد الوطنية، وكان لتحرك الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة وللمهتمين بالفكر الفلسفي في المغرب عموما أثر واضح في المعركة، غير أن ربط الحاجة إلى مراجعة المقررات المنقحة لا ترتبط بهذا الوزير أو ذاك – وقد أجد في التهليل لوزير ضد آخر دعاية مجانية واعية كانت أو غير واعية – وإنما تخص مديرية المناهج التابعة للوزارة، والتي تتحمل مسؤوليتها في الأمر.

أبان إقحام نص "تسفيه الفلسفة" في منار التربية الإسلامية عن توجه إخواني داخل المنظومة التربوية، كما أن الأخطاء والهفوات التربوية أبانت أيضا عن مستوى الفاعلين التربويين عندنا، وهذا ينذر بما سميته قبل بالنزعة التقنوية من جهة، وبالتحولات القيمية والاجتماعية التي مست المجتمع المغربي.

ونتمنى أن يحظى مسلسل "تنقيح المنقح" بكامل العناية للحفاظ على وحدة المنظومة، رغم أن مطلبي واضح تجاه التربية الدينية: نحن بحاجة إلى التربية على القيم، وترك الشأن الديني للفرد أو كما قلت في حواري سابقا: نحن بحاجة إلى مدارس دينية خصوصية.

محمد الغرباوي: عرفت الساحة الفكرية عموما والفلسفية خصوصا ببلدنا نوعا من الحراك في الآونة الأخيرة، ما سبب هذه الدينامية التي كانت فيما قبل عبارة عن جمود وركود؟

رشيد العلوي: كل متتبع لما يجري في الساحة الثقافية المغربية، سيلاحظ بدون شك رجوع الفلسفة إلى دورها الثقافي والفكري في العديد من المدن المغربية، حيث تظافرت جهود الجمعيات والهيئات ومراكز البحث والمخابر والجامعات في تنظيم أيام دراسية وندوات وحلقات نقاش عدة طرحت قضايا مهمة للغاية. غير أن هذه الدينامية تفرض علينا تأملها بعين النقد والفحص الدقيق لاستشراف آفاقها الواعدة، ولهذا سأصدر قريبا تقريرا بحثيا حول هذه الدينامية في جزأين أحصيت فيه عدد المبادرات والمساهمين فيها والمدن التي شهدتها والموضوعات التي عالجتها وحتى المشاركين فيها والجهة المنظمة للأنشطة لكي نكون أمام تقييم موضوعي أو على الأقل مبني على دراسة جدية، وسأرفقه بمجموعة مقترحات للنقاش.

أما عن العوامل، فأكيد جدا أن وضعية مجتمعنا اليوم وتغطرس "الجماعات الإسلاموية" دفع بالعديد من الفاعلين في حقل الفلسفة إلى إعلاء قيم التنوير والعقل والحداثة في سبيل مجتمع ديمقراطي حقيقي يتسع للجميع، أضف إلى ذلك أن صراع السلطات ومؤسساتها مع هذه الجماعات قد سمحت نسبيا بأنشطة متنوعة ساهمت في خلق الدينامية، ولكن هذا ليس كافيا لوحده كتفسير ممكن، لأن هناك تحولات عميقة في المجتمع المغربي تفرض نفسها للبحث عن الأيديولوجيات الممكنة والبدائل السياسية الممكنة لحصول التغيير الحقيقي الذي يتم إقباره دوما باسم المحافظة والتقليدانية؛ فمن البديهي أن ما يتم تحاشيه لعقود من الزمن سيفرض نفسه بشكل بطيء أو سريع.

محمد الغرباوي: في ارتباطنا دائما بهذه الحركية الفكرية بالمغرب، أطلقتم مؤخرا موقعا إلكترونيا فكريا سميتموه "موقع كوة". ما سر هذه التسمية أولا؟ ثم ما هي الرهانات التي تراهنون عليها مستقبلا من خلال هذه البوابة الجديدة التي تنضاف الى المواقع العربية الثقافية والفكرية؟

رشيد العلوي: أطلقت في أبريل 2017 موقع كوة couua بعد تجربة تدوين تقارب 8 سنوات، وتمرين كتابة يعود فيها الفضل لطموح فردي، وهم جماعي في سبيل انعتاق مجتمعاتنا لتحمل راية الحرية بعد معركة تحرر قوية، وهو موقع لا يتوخى أية غاية ربحية أو منفعة أو مصلحة بقدر ما يروم مد جسور التواصل والحوار والتبادل والتفاعل بين نخب وطلائع مجتمعاتنا، لذا يحتاج موقع كُوَّة إلى دعمكم ليواصل طريقه. وقد وقع اختيارنا على اسم “كُوَّة”: الذي يفيد فُتحة وخرقا في الجدار، نافذة للتهوية والإضاءة ونحوها…، ففي مطبخ الأرياف الذي يسمى في بلدتي ب “أَنْوَالْ” إذا كان متسعاً وفسيحاً، أو “تَانْوَالْتْ” إذا كان ضيقاً. تقع الكُوَّة في وسط سطح المطبخ ليخرج منها الدخان نحو الفضاء الفسيح، ولأن الحطب هو المادة الأساس لإيقاد نار الطهي، فإن جدران “أنوال” أو “تانوالت” تُسوَّدُ بالكامل مع مرور الوقت مما يجعلها مكاناً مُظلماً لا ينيره إلا ضوء الكُوَّة.

تأتينا من الكُوَّة مادتان طبيعيتان لا نستطيع دونهما أن نضمن استمراريَّة الحياة البيولوجيَّة والنفسيَّة معاً هما: الهواء والضوء؛ حيث يتيح لنا الهواء إمكانيَّة التنفس الطبيعيَّة، والتنفِيس النفسي والروحي عن هموم حملناها كما يحملها الوعي الشقي، في حين يتيح لنا الضوء الطبيعي (أو النور بتعبير ديكارت) إمكانيَّة اختراق الظلام الدامس وإمكانيَّة ملء الفضاء الحالك الذي ينمحي معه كل إحساس بالزمن والمكان. ففي الهواء ذرات أوكسجين تنتمي في جزء مهم منها إلى الماء، كما أن الضوء قد يحمل في ذاتِه طاقةً أو ناراً. هكذا صارت العناصر الأربعة: الهواء، النار، الماء، والتراب (الذي ينبع من المكان والفضاء) أساس تأمل العالم أول الأمر.

لا نبحث عن تركيبة جديدة لهذه العناصر الطبيعيَّة، وإنما نروم توظيف ضوء الكُوَّة وهوائِها لإدراك الزمن والمكان بالدرجة الأولى، ولخلخلة عصر الظلمات الذي تعيشه منطقتنا وواقعنا الراهن بعد اجهاض آمال الشعوب في الانعتاق والتحرر. إن سيَّادة الفكر الظلامي والأصولي يؤشر على انتكاسة حضارية كبيرة ويحبس أنفاسنا في دُروب وأكواخ ومساكن ضيِّقة، ليسُدَّ علينا الباب وكل الكُوى الممكنة للوعي بالزمن وتجاوز معضلاته الوجودية والحضارية.

تمنحنا الكُوَّة إمكانيَّات عدة لفهم الفضاء المُظلم والعتمة الدامِسة التي أُرِيدَ لها أن تكون قدر شعوبنا، ومع الهواء والضوء ستتسع الكُوَّة بمقدار يتزايد يوماً عن يوم، ليتسع معها الفضاء المُعتم إلى أن يحمل نور العقل والتنوير وصوت الحداثة مكان صوت الأصوليَّات، (الدينيَّة والرأسماليَّة)، النشاز، لإحساسي أن القادِم مُعتم ومُظلِم سيأتي على الأخضر واليابس.

لهذه الاعتبارات وغيرها اخترنا أن يكون اسم الكُوَّة معبراً عن عمق حُلمنا وتعطشنا لتوسيع دائرته من خلال توفير فضاء للتنوير والسجال والتبادل والتفاعل في سبيل ثقافة عقلانيَّة، ناقِدة، شقيَّة، تُحدث زحزحة في اليقينيَّات الرَّاسِخة والدوغمائيَّات والوثوقيَّات التي تُكبل التفكير وتسُدُّ الباب في وجه إعمال العقل.

نسعى من وراء كُوَّتِنا، بما هي نافذة نحو عالم أسعَد وأرحَب يؤمن بالاختلاف والتعايش معاً وبكل حقوق الإنسان الكونيَّة، إلى فتح هذا الفضاء لبروز كوَى أخرى تشاطِرنا الحلم وتعبد معنا الطريق وتقتسم معنا الآمال والمآلات.

الكوة فتحةُ عالمٍ مُغاير مُمكن وضروري، لأن فُتحة الأنثى هي خطوتنا الأولى نحو عالمنا بما هو عليه، إنها جسرٌ ضروري لمغادرة رحمٍ طبيعي ضيِّق نحو رحمٍ ثقافي أوسع، فلنجعل من هذه الكوة الرقمية فتحةً في عالم أريد له أن يكون تقليدانيّاً ومُحافظاً ومُظلماً نحو عالم آخر يؤمن بالحريات الفرديَّة والجماعيَّة، ويدعو إلى التفكير وإعمال العقل النَّقدي، عالم غير مُتزمِّت يقف في وجه الفكر الأحادي والمنغلق لصالح الفكر الحر.

يهدف هذا الموقع إلى:

  • خلق فضاء للتّفكير الحرّ والنّقديّ في القضايا الملحة، والتي تشغل هم المبدعين والكتاب والمفكرين والباحثين من مختلف مجالات المعرفة.
  • توفير قاعدة بيانات ومواد متنوعة مكتوبة ومصورة ومسجلة ومرئية لمختلف مدرسي الفلسفة والفكر والحضارة والتاريخ والمنطق… ليكون نبراسا لإعمال العقل وتدقيق النظر عند الناشئة والأجيال القادمة.
  • ربط الصلة بين الطاقات الفكرية والأدبية والفنية في مجتمعاتنا بتوفير فضاء التقاء وتبادل وحوار.
  • إعداد فضاء للدردشة الجادة والمسؤولة لترسيخ ثقافة السجال وممارسة الحق في التفكير والاختلاف واحترام التعدد اللغوي والثقافي والديني.
  • تجميع مواد بعينها أو مساهمات جادة في ملفات لنشرها ورقيا في صيغة مجلة أو كتب جماعية.
  • تنظيم لقاءات وندوات وورشات للتفكير في قضايا مهمة متصلة بمجالات الموقع.

محمد الغرباوي: انطلاقا من كتاباتكم أستاذ رشيد، سواء التي تنشر بالمجلات أو الجرائد الورقية منها والإلكترونية، نجد اسم "حنا أرندت" حاضرا بقوة، لماذا بالضبط "حنا أرندت"؟

رشيد العلوي: في حقيقة الأمر اهتمامي بحنة آرنت متأخر جداً، ويعود إلى سنة 2008 بفضل صديقي الشاب "نبيل فازيو" الذي حفزني على ضرورة الاهتمام بهذه المفكرة السياسية، واكتشفت فيها عمقا فكريا وفلسفيا قل نظيره، وفي نفس الوقت استغربت لإهمال الجامعة المغربية لفكرها ومتنها الغزير في قضايا معاصرة وراهنية، ومنذ تلك السنة خصصت حيزا من وقتي للاشتغال على بعض أعمالها، وفي سنة 2012 لما كنت أتابع دراستي في مركز تكوين مفتشي التعليم اقترحت إنجاز دراسة مقارنة بين تصور إيمانويل كانط وتصور حنا آرنت لمسألة الشر (بعنوان سؤال الشر من الجذرية إلى التفاهة) تحت إشراف الأستاذة "أسماء الهندريس"، وهو العمل الذي نال إقبال زملائي، حيث أنجزته ككتاب صغير وضعت بعض النسخ في خزانة المركز، وقد نشرت الجزء الثاني منها بعنوان: "الشر السياسي في فكر حنة آرنت" بالتعاون مع الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة، وهو العمل الذي صدر في مؤلف جماعي سنة 2013 تحت إشراف الصديق "علي عبود المحمداوي": "الفعل السياسي بوصفه ثورة: جدل السلطة والعنف عند حنة آرنت"، دار الفارابي.

اكتشفت في آرنت مفكرة سياسية بمنهج نقدي استطاعت أن تفكك وضع الإنسان المعاصر، وأن تلتفت إلى سؤال الفعل في حياة الفرد دون أن تفك الارتباط بين الحياة النشيطة وحياة التأمل لأن "الحاجة إلى الفكر - عندها - لا يمكن إشباعها إلا بالفكر"، أي أن "الفكر يعنى بالمواضيع الغائبة التي تتجاوز الإدراك الحسي المباشر، موضوع التفكير لا يفتأ أن يكون صورة، أي أن الموضوع أو الشيء في حالة الغياب لا يحضر إلا في الفكر ذاته، والفكر لا يمكن ممارسته بلا خيال، بطريقة أخرى، عندما أفكر فأنا أنعزل عن عالم الظواهر، وإن كان تفكيري له علاقة بالقضايا المحسوسة البسيطة، فأن أفكر في شيء ما، يعني ذلك أن هذا الشيء ليس عياناً، وأن نفكر في شيء هو حاضر أمامنا"، لذلك يظل جوهر الإنسان عندها هو “الفعل” كملكة فطريَّة تمكنه من “البدء الجديد”. على هذا الأساس، يطمح التفكير إلى بناء فهم جديد للواقع غير أن الإبداع ليس بالضرورة “فعلا”. الفعل وحده النشاط يربط فيما بينه دون وساطة الأشياء والمواد، وبالتالي، فإنه يتطابق مع الوضعية الإنسانية المتعددة التي لا يجب أن تغيب عن أذهاننا، فنحن نتقاسم العالم مع الآخرين، لكي نشكل لحمة إنسانية واحدة لكنها متعددة وتقوم على اختلاف لا نهائي”.

وقد ركزت بحثي أول الأمر حول سؤال الفعل السياسي عندها، رغم تأثير هيدجر على تفكيرها من خلال الالتصاق الوثيق بالإرث اليوناني، ومنه عبرت إلى مفهوم الخاص والعام لبيان اهتمامها وعنايتها بالفضاء العمومي، حيث أثارني مفهوم العنف كما تحلله بكل عناية ودقة، وعلى هذا الأساس أنجزت دراستي حول مفهوم الشر بما هو التجلي الأقصى للعنف السياسي، وقد شدني تحليلها العميق لمعضلة التوتاليتاريا من خلال بحثها الرصين للنازية وللستالينية، وقد سبق أن قرأت النقد السياسي الموجه للنظام الستاليني والصراع الأيديولوجي الذي خاضته التروتسكية مع ستالين، غير أن تفكيك آرنت لهذين النظامين أعمق بكثير مما نتصور، وانتقلت به من مستوى السياسة إلى مستوى الفكر، وتمكنت بالفعل من كشف الحجاب عن الفكر الأحادي والتنميط الإيديولوجي الذي طبع القرن العشرين من خلال تحالف النخبة والرعاع من جهة والانتقال من المجتمع الطبقي إلى مجتمع الحشود من جهة أخرى.

فتحت لي آرنت مجالا لتملك بعض آليات التفكيك المعرفية، غير أنني لم أظل حبيس طريقة تفكيرها المبهرة حقا، لذا لجأت إلى فيلسوفات معاصرات لهن أيضا دورا بارزا في النظر إلى الممارسة المعاصرة في مجالات مختلفة وبالنظر إلى ارتباطهن بحركات اجتماعية لها وزنها في الحياة المعاصرة؛ فقد خصصت لكل اسم مقالات وترجمات ودراسات، كانت أساس مقالاتي المنشورة سلفا في جريدة الشرق الأوسط ما بين 2015 و2017، وهو العمل الذي سيرى النور قريبا عن مؤسسة هنداوي المصرية على أمل أن أخصص الجزء الثاني من الفلسفة بصيغة المؤنث لمفكرات ومشتغلات بالبحث الفلسفي والاجتماعي والنفسي وبالأدب والفن عندنا.

محمد الغرباوي: هل هناك من مشروع تأليف قريب في الأفق؟

رشيد العلوي: بكل تأكيد صديقي، فكتابي "الفلسفة بصيغة المؤنث" سيرى النور قريبا عن دار مؤسسة هنداوي بمصر، كما أن عملا جماعيا تحت عنوان: فيم تفيدنا الفلسفة اليوم؟ هو أيضا قيد النشر، أما باقي الأعمال الأخرى في صيغة كتاب الجيب ومؤلفات مفردة وجماعية، فسأعلن عنها في حينها. والأكيد جدا، أنني سأنشر سلسلة حلقات فكرية حول ابن رشد في جريدة وطنية خلال شهر رمضان، وأتمنى أن تكون في المستوى المطلوب.

محمد الغرباوي: كلمة أخيرة أستاذ رشيد

رشيد العلوي: كل الشكر لكم صديقي محمد على هذا الحوار النابع من العمق، وإني لأفتخر بكم مذ أن تعرفت عليكم، وعلى جهودكم النبيلة في سبيل تنمية الفكر النقدي وخدمة الفلسفة.