كليفورد غيرتز والتأويل الأنثربولوجي للدين


فئة :  أبحاث محكمة

كليفورد غيرتز والتأويل الأنثربولوجي للدين

ملخص:

تكمن أهمية البراديغم التأويلي في الأنتربولوجيا كما تعكسه أعمال غيرتز سواء النظرية منها - كما هو الحال في الدين بوصفه نظاماً ثقافيًّا، أو روح الجماعة والنظرة إلى العالم وتحليل الرموز المقدسة، أو التعبير الديني والتغيير الاجتماعي... - أو الأمبريقية منها كالإسلام ملاحظاً أو الدين في جاوة...إلخ، في المكانة المركزية التي أسندها صاحب تأويل الثقافات إلى البعد الرمزي في تشكل الوعي والممارسات الدينية، والدور الكبير الذي تلعبه المعاني في بناء المعرفة الأنتربولوجية بالدين. لذلك فإنّ التعريف الذي يقترحه غيرتز للدين باعتباره "نظام من الرموز يعمل من أجل إقامة حالات نفسية وحوافز كلية ودائمة في الناس عن طريق صياغة مفاهيم عن النظام العام للوجود، وإضفاء هالة من الواقعية على هذه المفهومات بحيث تبدو الحالات النفسية والحوافز واقعية بشكل فريد". لا يعكس فقط التأثر الكبير بفيبر وبمقاربته التفهمية للواقع الاجتماعي، كما لا يكشف فقط حد الرضى الذي أبداه غيرتز حول واقع العمل الأنتربولوجي الذي اهتم بالدين، والذي يصفه هذا الأخير بالكسول والعقيم، لأنّه ظل حبيس تصورات أربعة باحثين "دوركايم، فيبر، فرويد، مالينوفسكي"، ولم يستطع إبداع مفاهيم أو مقاربات علمية جديدة لدراسة الظاهرة الدينية، اللهم بعض الأعمال الميدانية التي عملت على تأكيد الخلاصات نفسها التي انتهى إليها كل واحد من هؤلاء، أو بعض الدراسات التي حاولت التوفيق من خلال انتقائية اعتباطية بين هذه التصورات.

إنّ الدراسة التي نقدم بين يدي القارئ تسعى من خلال بسط مرتكزات التأويل الغيرتزي للدين، إلى بيان أهمية البعد الثقافي وقيمته في التحليل الديني، وهذا هو جانب الجدة والأصالة في المقاربة التي يقترحها غيرتز للدين، من خلال الكشف عن نظام الرموز والمفاهيم والمعاني الدينية، ودورها في تشكل الوقائع الاجتماعية سواء كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية أو فنية...إلخ، سواء ارتبطت بتدبير دولة أو حديقة أو أسرة أو إسطبل...إلخ. خاصة إذا علمنا أنّ هذا البعد يعمل على تشكيل نظرة الناس للعالم، ويقوم في الوقت نفسه على تأسيس روح الجماعة التي ينتمون إليها. وهذا ما يعني أنّ الدين لا يعتبر فقط جزءاً من الواقع، أو نسقاً فرعيًّا من النسق الاجتماعي العام، وإنّما نسقاً ثقافيًّا مستقلاً بذاته، قد يسبق النسق الاجتماعي، بل وقد يؤسسه كذلك.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا