موسى أمام تناقض مؤوّليه السياسيين


فئة :  ترجمات

موسى أمام تناقض مؤوّليه السياسيين

موسى أمام تناقض مؤوّليه السياسيين([1])


ملخص:

ليس من المدهش إطلاقاً، أن يهتمَّ العديد من المفكّرين السياسيين بـ"موسى"، وهو الذي تقدّمه التوراة بوصفه رجل العدالة الحانق ضدَّ ظلم أبناء عشيرته، والمحرّض على ثورة اليهود المضطهَدين، وزعيم شعب حديث التشكيل، ثمَّ بوصفه مُشرّعاً ومُؤسّساً سياسياً. صحيح، أنَّ التوراة تقول عن موسى بشكل صريح، إنَّه خادم الله الذي لا يسلك إلا وفق أوامر الحاكم الأعلى، إلا أنَّ موسى على ما يظهر جسَّد الحاكم الإنسي للشعب الذي اختاره الرَّب، لأنَّه بات راسخاً أنَّه لعب دوراً سياسياً، أكَّده العديد ممَّن قرأوا التوراة وقدَّموا بصددها قراءة سياسيَّة. ونسعى هاهنا إلى معرفة كيف تمَّ تأويل موسى سياسياً، وكيف تمَّ تأويل خروجه من مصر من قِبل ثلة من المفكّرين السياسيين.

يتعلق الأمر بداية بملاحظة أنَّ موسى لا يبدو كممثل لشكل سياسي معيَّن يعكس شعاراته وقناعاته، بل نلفيه خلافاً لذلك، يجسّد دور شخصيَّة سياسيَّة رمزيَّة داخل نظريات سياسيَّة متضاربة. لهذا، نجد أنَّ المقاربات التي تصدَّت لموسى من داخل الفكر السياسي متعدّدة ومتناقضة. وباستطاعتنا منذ اللحظة أن نميز توجُّهين رئيسين ومتعارضين للمؤوّلين السياسيين لسِفر الخروج؛ ففي حين رأى أصحاب المنظور المثالي في موسى المؤسّس الذي عمل، بشكل أو بآخر، من أجل الكمال الإنساني، شدَّد دعاة المنظور الواقعي، من منطلق اهتمامهم بشخصيَّة التوراة، على الواقعيَّة الأنثروبولوجيَّة التي جسَّدها موسى في اعتقادهم. وعلى العموم، فإنَّ مؤولي موسى يرسمون له صورة تنسجم مع النظرية السياسيَّة التي يتبنَّونها، بل يبدو أنَّهم لا يُبقون منه في الواقع إلا على بعض المظاهر التي تستدعيهم بشكل خاص. لذا، فإنَّ مجمل التأويلات التي نعتزم معالجتها هنا، سوف تكشف لنا عن مدى تعقيد ما تدلي به التوراة ذاتها من شهادات، والذي يمكن عزوه ربَّما إلى التعقيد الذي يسم عامةً الوجود الإنساني والقضايا السياسيَّة.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]. Stümpflen Tamara, «Moïse et la contradiction de ses interprètes politiques», Pardès, 1/2006 (N° 40- 41), p. 155-170