نزع الاستعمار عن المعارف ونظرياته المسافرة


فئة :  ترجمات

نزع الاستعمار عن المعارف ونظرياته المسافرة

نزع الاستعمار([1]) عن المعارف ونظرياته المسافرة([2])


ملخص:

لقد تكلّمنا كثيرا عن الترجمة بوصفها طريقة في استيعاب انتشار المعارف وتحويلها، وأنا أعتقد بدوري أن الهجرة هي "براديغم" مهمّ جدا في تفكير نزع الاستعمار عن المعارف، وهو البراديغم الذي أتمنى أن استكشفه انطلاقا من العبارة الجميلة لإدوارد سعيد (Edward Said) المتعلقة بـ "النظريات المسافرة". ما يزال الكثير يخلطون بين الارتحال والتلقّي، مفضّلين مثلا جعل "فانون" (F. Fanon) قارئا لسارتر (J. P. Sartre) بدل سارتر قارئا لفانون، حيث قراءة فانون لسارتر تبدو أهمّ من قراءة سارتر لفانون. هكذا، وعلى الرغم من نبل دوافع نزع الاستعمار عن المعارف فإن نفس التقاسم يُعاد انتاجه، نفس التراتب، وفي النهاية نفس الاستعمارية، ففي الواقع حين يكون سارتر قارئا لهيجل  (Hegel)نعتبره كاتبا قبل كل شيء حتى وان كان قارئا بشكل جلّي.

إن الكلام عن نزع الاستعمار عن المعارف هو مساءلة تحويل الخبرات وتنقّل الأفكار، والتساؤل حول ما نتعلّمه وما نعلِّمه، ما يمكننا تعلّمُه من الآخر أيّا كان ومن حيثما يأتي. إن اللامركزية التي يتضمّنها هذا الموقف تشكّل ثورة كوبرنيكية جديدة. في هذه الثورة يجب على الأوربيين أن يحققوا ما مُنح لهم من طرف الآخرين أكثر مما منحوه لأنفسهم. كيف تسنّى إشاعة معارفهم المتعددة والمتنوعة عبر العالم في عولمة لا تشي دوما بِاسمها، ولكن أيضا كيف أدمجوا ضمن طريقة عملهم وتفكيرهم ما تأتّي لهم من الخارج. ولهذا العمل لا مناص عن الارتحال التي يحرّك المسافة بين الأوربيين وغير الأوربيين، فبِدون ارتحال وبدون ترحيل لن تكون ثمّة أية هجرة.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا


([1]) نشرت هذه المادة في العدد الثامن من مجلة ألباب الصادرة عن مؤمنون بلا حدود.

[2] La décolonisation des savoirs et ses théories voyageuses