مفهوم السلام في الفلسفة السياسية المعاصرة: قراءة تحليلية في مشروع برتراند راسل

فئة :  أبحاث محكمة

مفهوم السلام في الفلسفة السياسية المعاصرة:  قراءة تحليلية في مشروع برتراند راسل

مفهوم السلام في الفلسفة السياسية المعاصرة:

قراءة تحليلية في مشروع برتراند راسل

ملخص البحث:

يضيئ هذا البحث مفهوم السلام في الفلسفة السياسية المعاصرة، ويركز على أنشط فلاسفة المرحلة في الدعوة إلى السلام، وهو الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل، الذي انطلق من واقع القرن العشرين، الذي شهد فيه العالم حروبا كثيرة، شكلت صدمة كبيرة للفكر الغربي بشكل عام، وللفيلسوف برتراند راسل بشكل خاص، بصفته أنموذج المفكر الملتزم؛ إذ انخرط بشكل كبير في إثارة القضايا الكبرى التي تواجه الإنسانية، وتمرد بلا هوادة ضد الحرب، محددا أسبابها وسبل تجاوزها، ويتمثل الحل الأساس الذي اقترحه راسل لتحقيق السلام العالمي في أربعة شروط رئيسة؛ أولها حكومة عالمية تحتكر السلاح وتستطيع فرض السلام، والشرط الثاني هو تحقيق الرخاء الاقتصادي وتحقيق عدالة توزيعية إلى درجة تنتفي معها مطامع بعض الدول في بعضها الآخر، والشرط الثالث هو أن يصبح عدد سكان العالم ثابتا أو قريبا من ذلك، والشرط الأخير هو الاهتمام بالفرد وتعليمه وتنمية الدوافع الإنشائية مع توزيع القوة بما يتفق والمحافظة على الإطار السياسي- الاقتصادي الضروري.

مقدمة:

لقد دفعت حروب القرن العشرين، وخصوصا الحرب العالمية الأولى الفيلسوف الإنجليزي برتراند راسل إلى استخلاص وجهة نظر معينة عن مصادر التصرفات البشرية، وما يمكن أن تصبح عليه في المستقبل[2]، ورأى أنه لا مناص من تأمل عالمنا تأملا محايدًا، ومن ثمة تقويم الماضي والحاضر والمستقبل في حياتنا، كي ننظر إلى ما يفعله الإنسان وما قد يفعله في المستقبل خيرًا أو شرًّا[3]. لذلك، بدل الانتقال إلى مناقشة النتائج التي قاد إليها السلوك البشري، اختار راسل أن يبدأ أولا بالوقوف على الأسباب وفهمها، من أجل التغلب عليها، فعوامل الحرب كثيرة، ولن تتوقف إلا بإزالة الأسباب التي تؤدي إليها، وهو المنهج الذي سلكه راسل في معالجة إشكالية السلام.

لقد أحدثت الحرب العالمية الأولى تغيرًا كبيرًا في وجهة نظر راسل حول أسباب الحرب، خصوصا فيما يتعلق بالطبيعة البشرية، فبعد ما كان هو ودعاة السلام يربطون الحرب بإرادة الحكام الطغاة دون العودة إلى شعوبهم، سيقف راسل على حقيقة أخرى، وهي أن الطبيعة البشرية في ذاتها تحمل نزعة عدوانية تميل إلى الحرب[4]، ورأى أن "الحقيقة الأساس التي تتسبب في الحرب ليست علة اقتصادية أو سياسية، وهي لا تستند إلى أيّ صعوبة في اختراع الوسائل لحسم المنازعات الدولية بطرائق سلمية، إن الحقيقة الأساس التي تسبب الحرب هي أن شطرا كبيرا من بني البشر ينزعون إلى الخصام أكثر مما ينزعون إلى الألفة"[5]، وهي النزعة التي تعوق تحقيق السلام.

ولكنه، مع ذلك كان متفائلًا بإمكانية التغلب على هذه النزعات وقيادة البشرية نحو السلام، وفي حديثه عن أسباب الحرب لا يستبعد الأسباب السياسية والاقتصادية، لكن يركز أكثر على أسباب أخرى جرى تهمشيها في المرحلة المعاصرة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - مدرس الفلسفة بالسلك الثانوي التأهيلي، طالب باحث في سلك الدكتوراه جامعة سيدي محمد بن عبد الله- فاس – المغرب.

[2] برتراند راسل، نحو عالم أفضل، ترجمة عبد الكريم احمد ودريني خشبة، الطبعة الأولى (المركز القومي للترجمة، سنة 1956)، ص21

[3] برتراند راسل، هل للإنسان مستقبل، ترجمة سمير عبده، الطبعة الأولى، (دار دمشق للطباعة والنشر، أبريل 1969)، ص 13

[4] رمسيس عوض، برتراند راسل الإنسان، (سلسلة مذاهب وشخصيات، الدار القومية للطباعة والنشر، 1999)، ص ص: 45-46

[5] راسل، نحو عالم أفضل، مرجع سابق، ص19