الأدب الحراني


فئة :  أبحاث محكمة

الأدب الحراني

الأدب الحراني*


ملخّص:

يهتمّ مؤلّف الكتاب في هذا الفصل بالأدب الحرّاني بصفته أساس الغنوصيّة الرّافدينيّة في طورها الوثنيّ. فينصرف أوّلاً إلى تقديم نبذة عن تاريخ حرّان، يتحدّث فيها عن المراحل الخمس الكبرى لهذا التاريخ الذي يبدأ من تسعة آلاف سنة قبل الميلاد. ثمّ يهتمّ برصد أهمّ خصائص المشهد الدينيّ المركّب لحرّان القديمة، والمموّل لهذا الأدب، وذلك بدراسة معتقداتها الدينيّة القائمة على عمليّة مزج لتراث دينيّ متعدّد ميّز المنطقة. وفي هذا السياق، يدرس أنبياء حرّان، ويبيّن أنّه يمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف حسب أصولهم، هي: الأنبياء الشرقيّون، والأنبياء الغربيّون، والأنبياء المحلّيون. ويركّز انتباهه على أحد أبرزهم من الشرقيين، هرمس مثلّث العظمة الجامع بين النبوة والحكمة والملوكيّة، الذي تنازعته أمم عديدة. وبعد بحث في أصل هذا النبيّ الإله الذي يمثّل أساس اقتباساته الثقافيّة المتعدّدة، يكشف المؤلّف أنّه الإله إنكي في الديانة الحرّانيّة القديمة، وأنّه لذلك لا يمكن أن تحشر هذه الديانة تحت المصطلح الفضفاض للصابئة، وأنّها مختلفة عن الغنوصيّة.

فأمّا عن الأنبياء الغربيّين فهم كما يصف المؤلّف موروثون من التأثير الإغريقي، عبر عمليّة تحويل لشخصيّات إغريقيّة، تمثّل جماع المشهد الديني الإغريقيّ، إلى أنبياء عند الحرّانيين. ففي هذا الإطار حوّلوا إلى أنبياء لهم، من آلهة الإغريق، إسكلابيوس، وهيجيايا إلهة الصحّة، ومن الشخصيّات الأسطوريّة، إيلون (وهو نوح عند الإغريقيّين)، ومن الفلاسفة والحكماء، فيثاغورس الفيلسوف النبيّ عند الإغريق.

وأمّا من الأنبياء المحلّيين، فيذكر المؤلّف بابا الحرّانيّ. بعد ذلك، وفي إطار هذا العمل التعريفيّ بالأدب الحرّاني في جذوره ومصادره، ينتقل المؤلّف إلى المصادر التي يمكن من خلالها التعرّف على التراث الحرّانيّ، فيصنّفها إلى أربعة أصناف، هي: كتب العرافة والسّحر، وكتب الطقوس، وكتب الشرائع، والكتب المنسوبة. ويتعرّض لوصف هذه المصادر، من خلال التعريف بنماذج منها، كما ورد الحديث عنها في كتب تاريخيّة قديمة، كالفهرست لابن النديم.

عموماً يبقى هذا الفصل تعريفيّاً أساساً بثراء المراجع الثقافيّة، لا سيما الدينيّة، التي مثّلت أحد أهمّ روافد الأدب الحرّاني.

 للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا 


* تمثل هذه الدراسة الفصل الرابع من كتاب "كتاب إنكي: الأدب في بلاد الرافديْن"، الجزء الثاني، خزعل الماجدي، صدر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود والمركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2013، ص ص 465-500