العالم الافتراضي ونظرية الممارسة


فئة :  مقالات

العالم الافتراضي ونظرية الممارسة

تقديـم

يحظى بيير بورديو (Pierre Bourdieu) بأهمية كبيرة عند معظم علماء الاجتماع، فهو يمثل إنجازا كبيرا في الحقل السوسيولوجي على مستوى النظرية الاجتماعية والأبحاث الميدانية؛ فقد أنجزت حوله العديد من الكتب والمقالات حول "نظرية الممارسة" (Théorie de la pratique)، غير أن نشر كتاباته وأبحاثه والعمل على ترجمتها إلى اللغة العربية يعد انتقائيا وضعيفا في الآن نفسه. علما أنه في الضفة الأخرى من العالم، نجد أن أعمال بورديو التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية هي أكثر نجاحا حتى من اللغة الفرنسية، بل نجد أن العديد من علماء الاجتماع الناطقين باللغة الإنجليزية، عملوا على تطوير نظرية بورديو حول الممارسة لكي تتكيف مع الأذواق النظرية والمعرفية للمؤسسات والهيئات العلمية الناطقة بالإنجليزية (وخاصة الأمريكية).

تتميز أطروحة بورديو بأنها تقوم على سوسيولوجيا نقدية للعالم الاجتماعي، وخصوصا ما يرتبط بوسائل الإعلام والاتصال. وقد خصص في هذا الصدد كتاب بعنوان: "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول"[1]، معتبرا بأنها أدوات للضبط الاجتماعي والتحكم السياسي، وقائمة على العنف الرمزي؛ إذ حاول أن يبرز تأثير التلفزيون في المجتمع الفرنسي، ودوره كآلية في تكريس الأوضاع والمصالح السائدة والتلاعب بعقول الناس، إلى جانب توجيههم نحو استراتيجيات معينة ومحددة. غير أن بورديو لم يهتم كثيرا بما أنتجته التكنولوجيا من مساحات وحقول افتراضية، كما أنه لم يترك لنا قبل وفاته مؤلفا واحدا حول الإعلام الجديد، أو ما يسمى بالمجتمعات الافتراضية.

وفي هذا السياق، يمكن أن نطرح السؤال التالي: كيف يمكن أن نفهم الممارسة الافتراضية وفق البراديغم البرديوسي؟ وهل يمكن أن نتحدث عن مفهوم الهابتوس الافتراضي في العالم الافتراضي؟

إن الطرائق التي يحلل بها علماء الاجتماع المجتمعات المعاصرة قد تأثرت بشكل كبير بنظرية بورديو حول العالم الاجتماعي، وخصوصا بمفهوم الهابتوس [2]Habitus. ومن المعروف أن العديد من الباحثين يدرسون الموضوعات من خلال عدسة خاصة بهم بالاعتماد على الهابتوس، مما جعل من نظرية بورديو أكثر أهمية في هذا الجانب من الدراسة السوسيولوجية المعاصرة.

وعلى هذا النحو، سنحاول أن نقدم رؤية نظرية تعتمد على ملاحظتنا المباشرة للعالم الافتراضي، وتقوم أساسا على تفسير طبيعة الممارسة في الحقل الافتراضي من خلال التركيز على مفهوم الهابتوس الذي يعتبر جوهر نظرية الممارسة عند بورديو، والتطرق إلى العلاقة التي تربطه بالعالم الافتراضي ضمن ما نسميه بالهابتوس الافتراضي Virtual Habitus، وذلك بالاستناد إلى بعض الأبحاث والدراسات التي أشارت إلى هذا النوع من التفكير السوسيولوجي.

أولا / الهابتوس الافتراضي: نحو فهم جديد

يتأسس المجتمع المعاصر على تكنولوجيا وسائل الاتصال مثل الإنترنت، والتي تسهم في إنتاج ثنائية: الواقعي وغير الواقعي، المحسوس والافتراضي، حيث لا «وجود لفواصل بين الافتراضي والواقعي، لا لأن الافتراضي في طريقه إلى أن يحل محل الواقع فقط، بل لأنه يعمل على توسيعه وإغنائه ليصل في النهاية إلى تغييره أيضا»[3]. ولهذا، فإن العالم الافتراضي، هو عالم اجتماعي بالدرجة الأولى، لأنه يتأسس على التفاعل بين الأفراد والجماعات وحتى المؤسسات.

يعتبر مفهوم الهابيتوس عند بورديو عنصرا أساسيا لتحديد كيفية تطور الممارسة الاجتماعية في حقل معين

يتميز العالم الافتراضي بأنه مكون من مجتمعات قائمة على الترابط الشبكي، وهو عالم يتمثل في شكل صور ورموز ومعاني وخطابات مشتركة، وتتقاسم فيه نفس العواطف والانفعالات والميولات مهما كانت عابرة وطائشة. إنه عالم يسعى بطريقة أو بأخرى إلى إعادة الاعتبار للمجتمعات التقليدية، مثل القبيلة والعشيرة التي تتميز بشعور أفرادها بالانتماء والرغبة في الانضواء داخل جماعة أو طائفة معينة مهما كانت أهدافها. وهذا ما يسهم في تشكيل المجتمعات الافتراضية التي تشترك في الاهتمامات والأنشطة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وهي مجتمعات لا يمكن فصلها عن شبكة الإنترنت، ولا يمكن لمسها أو تحديد عدد أفرادها، كما لا يمكن تصور حدودها الجغرافية.

وإذا كان عالم الإنترنت يمثل أحد العوالم أو المجتمعات الخيالية والافتراضية التي لا يمكن أن نلمسها ونحس بها أو نشتم رائحتها، فإن السؤال المطروح هو: ما هي العلاقة بين مفهوم الهابتوس بالعالم الافتراضي؟

يعتبر مفهوم الهابيتوس عند بورديو عنصرا أساسيا لتحديد كيفية تطور الممارسة الاجتماعية في حقل معين. فالهابتوس هو عبارة عن «أنساق من الاستعدادات المستدامة والقابلة للنقل. إنها بنى مبنينة، قابلة، مسبقا، للاشتغال بوصفها مبنينة؛ أي باعتبارها مولدة ومنظمة لممارسات وتمثلات يمكن لها، موضوعيا، أن تتأقلم مع هدفها، من دون افتراض رؤية واعية للغايات والتحكم الصريح في العمليات الضرورية من أجل بلوغها»[4]. وعلى الرغم من أن بورديو لا يستكشف مباشرة العلاقة التي تربط بين "الهابتوس" و"الافتراضي"، إلا أنه يمكن البحث في هذه العلاقة، لأن العالم الافتراضي هو في الأصل عبارة عن حقول اجتماعية. فكل من الحقل والهابتوس هما بنيتان متماثلتان؛ فالعلاقة بينهما يمكن أن تتطور، وكل منهما يسهم في بناء الآخر. لهذا، «يعتبر استيراد الإطار البوردوسي إلى الحقل الرقمي وسيلة من أجل إدراك كيفية ارتباط الأفراد بمصادر تكنولوجيا المعلومات، وتحديدًا كيف يظهر الاختلاف في معلومات الأفراد وخبراتهم»[5].

إن عملية الممارسة في العالم الافتراضي يمكن أن نفكر فيها، باعتبارها نوعا من العلاقة بين (الهابتوس)؛ أي استعدادات المرء وموقعه (رأسماله)، في إطار سياق اجتماعي معين ضمن (حقل) من الحقول على الإنترنت Online Fields التي تشكل لنا "العالم الافتراضي". ولفهم هذه الممارسة التي تتم في العالم الافتراضي، ينبغي لها أن تخضع لهذه الصياغة حتى تبلغ الهدف.

عمليا، تعمل مواقع وتطبيقات الاتصال التي ترتبط بشبكة الإنترنت بأدوار مهمة في انتقال بالعقل من العالم المحسوس المادي إلى العالم الافتراضي، وهو ما يجعل من تجارب الأفراد على شبكة الإنترنت تتأثر بشكل كبير بالتاريخ الاجتماعي والثقافي لديهم، حيث أكد الباحثان كريج موراي (Craig D. Murray) وجوديث سيكسميث (Judith Sixsmith) بأن «العقل غير المجسد؛ أي العقل في العالم الافتراضي، يحمل معه تاريخه الثقافي والجنسي»[6]، فهو غير مفصول عن الجسد بالمعنى الديكارتي؛ ذلك أن «الشعور بالتجسيد في العالم الافتراضي مبني على ظاهرتين: الهندسة الحسية للجسد، وقابلية حدود الجسد»[7]. فتطبيقات التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الفرد في الولوج إلى العالم الافتراضي تؤثر على كل من موضع الجسد وعلى اختياراته وأذواقه، وتغير حتى في الظروف الاجتماعية التي يعيشها، كما تعدل ما يتمتع به من علاقات اجتماعية بسبب تدفق المعلومات وسيولتها، إذ تسهم في إعادة تشكيل شخصية الفرد، حتى يستطيع إبراز هويته أمام العالم.

لقد ساهم انتشار التكنولوجيا مثل وسائل الاتصال، في تكوين العالم الافتراضي الذي أصبح يقوم بمقام المؤسسة التربوية في عملية التنشئة، غير أنها تبقى عملية ضمنية في تكوين شخصية الأفراد وتوحيد استعداداتهم الذهنية. فالعالم الافتراضي يشتغل، من وجهة نظرنا، كما لو أنه مؤسسة اجتماعية غير ملموسة في الواقع، لكنها تساهم بطريقة معينة في إنتاج الاستعدادات التي لها تأثير عميق على طرائق التفكير والفعل الاجتماعي؛ أي إن العالم الافتراضي يسهم بطريقة غير مباشرة في تكوين ما يسمى بالهابتوس الافتراضي، عبر بلورة طرائق جديدة في التفكير وقواعد للسلوك الاجتماعي، وذلك عن طريق ما يتلقاه الأفراد من معلومات وأفكار عبر التفاعل الذي يحدث من خلال أجهزة الاتصال المحمولة مثل (الهاتف الذكي، طابليت، الحاسوب المحمول)، إذ تعتبر الاتصالات المتنقلة، على وجه الخصوص، نقطة مهمة في فهم السياق الاجتماعي للممارسة، لأن «استخدامها ينطوي بالضرورة على حضور الجسد ومفهومنا المتغير لحدوده. فالقبول المتزايد لهذه الأجهزة كجزء لا يتجزأ من أجسادنا وأذهاننا ليس مجرد ظاهرة فردية فحسب. إنها عبارة عن حركة ثقافية، حيث تتشكل من خلال ممارساتنا الاجتماعية وأيديولوجيات وسائل الإعلام والروايات الثقافية التي تصور لنا ما يجب أن يكون عليه المجتمع اليوم»[8]. ولهذا، ليس في مقدور الأفراد أو الجماعات أن ينفصلوا عن هذا النوع من وسائل الاتصال، نظرا لأنهم ضمن تأثير الحتمية التكنولوجية التي أفرزتها المجتمعات الرأسمالية، لأن «التكنولوجيا هي ثقافة مادية. يتم إنتاجها في عملية اجتماعية، وفي بيئة مؤسسية معينة على أساس الأفكار والقيم والمصالح والمنتجين. إلخ»[9].

إن العالم الافتراضي مثل قرية صغيرة تسعى إلى محاكاة الواقع المادي عن طريق ما هو رقمي، وذلك بتوفير ساحات لأفرادها من أجل اللقاء وتبادل الأفكار والمعلومات وربط علاقات عاطفية. بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات والأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، و«ليس فقط على الصداقات الشخصية أو الدردشة، ولكن أيضا على التسويق والتجارة الإلكترونية، والتعليم، والثقافة الإبداعية والإعلام... »[10]، حيث يرجع ذلك إلى السيولة في تدفق المعلومات التي تعطي الأفراد القدرة على تبادل الرسائل والسلع بشكل أسرع.

وإذا أخذنا بعض المواقع أو التطبيقات التي تسمح بالولوج إلى العالم الافتراضي مثل (Facebook, Youtube, Twitter, Forum, Blog, Wiki)، فإنها تمثل أهم التقانات الجديدة التي تقوم بعملية التنشئة الاجتماعية على غرار باقي المؤسسات الاجتماعية؛ ذلك أن العالم الافتراضي الذي تجسده التقانات الجديدة لا يختلف عن باقي المؤسسات الاجتماعية في عملية تكوين الهابتوس لدى الأفراد، وقدرتها على صقل شخصية الأفراد وإكسابهم لأنماط جديدة من السلوك الاجتماعي، وهو ما أكدته الباحثة جنيفر جونزاليس (Jennifer Gonzalez) بقولها: «إن أي واقع افتراضي يتم تكوين الهابتوس لتشكيل مجموعة من الأشكال حتى يعبر عنها، حيث يتقاسم الهابتوس الافتراضي نفس خصائص وأعراض الأماكن الاجتماعية الأخرى خارج النطاق الإلكتروني»[11]؛ أي إن العالم الافتراضي من دون شك يسهم في بناء مجموعة من الاستعدادات في شخصية الإنسان الافتراضي، الأمر الذي يجعل من الهابتوس الافتراضي واقعا ملموسا، وقادرا أن يعمل بدوره على تحديد أذواق الأفراد وطرائق تفكيرهم ويدفعهم إلى نوع من الاختيارات والممارسات ذات طابع افتراضي.

هذا ويمكن تجسيد الهابتوس الافتراضي كنظام من التصرفات والميول والاتجاهات التي تنظم الطرائق التي ينظر بها الأفراد إلى "العالم الافتراضي". وعادة ما يتم تقاسم هذه التصرفات والميول والاتجاهات من قبل أشخاص ذوي خلفية مماثلة (من حيث الطبقة الاجتماعية، الدين، الجنسية، العرق، التعليم، المهنة، إلخ)، ويتم اكتسابها من خلال التقليد والمحاكاة والتماهي، وهي في الحقيقة، كثيرا ما تعكس الواقع المعيش لفاعلين اجتماعيين، وأيضا نوع خبراتهم الفردية وفرصهم الموضوعية، غير أن هذه التصرفات والميول ليست بالضرورة منسجمة، لأنها تتأثر بتعدد التجارب اليومية التي يعيشها الأفراد.

يتميز الهابتوس الافتراضي بأنه يسمح للمتدخلين والفاعلين الافتراضيين من تدبير الممارسة الاجتماعية وتقييمها، على مستوى الإنتاج والتلقي في العالم الرقمي، وذلك طبقا لأنماط السوق الرقمية التي يوفرها أحد الحقول الافتراضية. فالهابتوس هو نسق من الاستعدادات المكتسبة داخل السياق، حيث يتم في عالم التقنيات الرقمية تكوين الهابتوس (التطبع) لتشكيل مجموعة من الاستعدادات الدائمة والمستبطنة لدى الأفراد من خلال ظروف وشروط وجودهم على الإنترنت. وهو ما يؤكده البعض من: «إن التقانات الجديدة تبدل التاريخ، ليس بمنطقها الاقتصادي، بل بالنقل الثقافي والسيكولوجي لصفاتها الجوهرية إلى مستعمليها. إن التقانة (تطبع) نفسها على النفوس الفردية والجماعية»[12].

وبالتالي، يتم بناء الهابتوس الافتراضي عن طريق التقانات الجديدة التي بدورها تقوم ببناء هوية الفرد، غير أن هذه الهوية ليست منسجمة مع ذاتها، لأنها تخضع لظروف وشروط السياق الاجتماعي. صحيح أن الهابتوس الافتراضي عبارة عن استعدادات منغرسة في الذات إلا أنها ليست متجانسة، بحكم تعدد السياقات الاجتماعية التي تؤثر في السلوك الاجتماعي، فهي مصنوعة من أنشطة وممارسات غير واعية أو ذكريات أو خبرات بنيت عن طريق ما هو رقمي.

إن سهولة الحصول على أجهزة الاتصال التي تسمح بالدخول إلى العالم الافتراضي، يجعل من الأفراد يستعملونها بشكل مستمر، وذلك تبعا لمعايير مختلفة، وهي لا تحتاج إلى عملية تثقيف بالنسبة إلى من لهم معرفة بقدراتها وطريقة استعمالها، وهو الأمر الذي يجعل بعض الأفراد يحملون نفس الاستعدادات ويشتركون في نفس الهابتوس، على الرغم من أنهم ينتمون إلى فئات متمايزة. ومع ذلك، يمكن للأفراد أن يحملوا استعدادات مختلفة تبعا لظروف وشروط السياق الاجتماعي التي يحددها ويفرضها الحقل الافتراضي. وعلى سبيل المثال، يستهوي "السيلفي" معظم المشاهير، لأنه وسيلة رقمية تهدف إلى عرض الذات الإنسانية، وإظهار مكانتها وحياتها الاجتماعية أمام متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن طريقة ممارسة السيلفي تبقى مختلفة ومتمايزة. وتقول الباحثة بولين إسكاند غوكيي (Pauline Escande-Gauquité) في هذا الصدد: «الصور الفوتوغرافية التي يتقاسمها المشاهير، سواء كانت كلاسيكية أو غريبة أو ملتزمة أو تلصصية، تكشف كلها عن مزاجهم ومعيشهم اليومي بغاية محددة. إنهم لا يستعملونها كلهم بالطريقة ذاتها...»[13]، لأن ما يميز وسائط الإعلام الاجتماعي أنها تنتج أنواع جديدة من التفاعلات والتي تؤدي إلى تغيرات في الطرائق التي نفهم بها الممارسة الاجتماعية. من هنا تكمن أهمية الهابتوس الافتراضي في أنه يبرز لنا عدم المساواة الرقمية.

يمكن أن نستنتج بأن الهابتوس الافتراضي، منتج للممارسة الافتراضية، فهو يشمل على معرفة عملية تنظم الطرائق التي ينظر بها الأفراد إلى العالم الافتراضي، وهي معرفة ليست نظرية ولا تلقائية بالكامل، لكنها معرفة تسمح بتقييم مستمر للحالات التي يخضع لها وفق سياقات معينة، مثل إجراء المحادثات الإلكترونية، ومشاركة الأصدقاء، وقراءة الأخبار، وتصفح المواقع، لأنها تتضمن عادات منغرسة ومتجسدة في عمق الذات الافتراضية.

ثانيا: حقل الممارسة الافتراضية

في العالم الافتراضي الذي يقوم على ممارسات وأنشطة مثل التعلم الإلكتروني والمشاركة الافتراضية والتذوق الافتراضي، لدينا أيضًا ما يسمى بالحقول التي «هي أسواق لرساميل نوعية التي يفكر فيها الفاعلون ويعملون بها، تبعا لمواردهم الخاصة داخل مختلف تنوعات الرأسمال»[14]. فالحقول الافتراضية التي تشكل لنا العالم الافتراضي لا تختلف عن باقي الحقول الاجتماعية المشكلة للعالم الاجتماعي عند بورديو، من حيث كونها تتوفر على رساميل معينة، والتي تدفع الفاعلين الاجتماعيين إلى التنافس والصراع عليها، «وإلى احتكارها وإقصاء باقي المنافسين وفقًا لقواعد اللعبة الخاصة بالحقل»[15].

يستخدم الباحثون بشكل متزايد نظرية الحقل البورديوسي كأساس لعملهم، نظرا لبروز ما يسمى التمايز الرقمي، ويعرف الباحثان ناتاليا ليفينا (Natalia Levina) ومانويل أرياجا (Manuel Arriaga) حقل (الممارسة) الافتراضي استنادا إلى أعمال بورديو باعتباره: «مجموعة من العاملين يشاركون في الفضاء الاجتماعي في إنتاج وتقييم واستهلاك المحتوى عبر الإنترنت الذي يتم تجميعه معًا بواسطة مصلحة مشتركة ومجموعة من علاقات القوة بين العملاء الذين يشاركون هذا الاهتمام»[16]. ويقدم الباحثان فكرة "الحقل عبر الافتراضي" كعدسة تحليلية لدراسة عمليات إنتاج الوضعيات الاجتماعية على منصات المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، إذ يهدفان إلى توضيح كيفية قيام أنواع مختلفة من المنتجين والمستهلكين للمحتوى بتوليد علاقات السلطة عبر الإنترنت، وما هو الدور الذي تلعبه خيارات إعداد منصة المحتوى في تشكيل أشكال التمييز وكيف يتم متابعتها، وهو ما يعني أن الحقول الافتراضية تتميز بأنها قائمة على التمايز الرقمي، فهي حقول يسيطر عليها مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين. ومثال ذلك، حقل الفن الافتراضي الذي يتجسد في "الموسيقى"، حيث يمكن أن نلاحظ ثلاث فئات اجتماعية متمايزة، وهي كالتالي:

أولا: جمهور الفن، الذي يمثل الفئة السائدة في حقل الفن الافتراضي، ومكونة في الغالب من فئة المعجبين، ويتميزون عن بعضهم البعض في طبيعة اختيارهم للموسيقى، وهم وسيلة ممتازة في تمكين الموسيقيين من الشهرة والاعتراف وتحقيق الأرباح.

ثانيا: الموسيقيين الهواة، وهم فئة تتجه نحو أنواع اللهو والتقليد والمحاكاة، وهي أقل تكلفة في الاستهلاك، وتتوفر على الرأسمال المعلوماتي مثل المهارات والقدرات المتعلقة باستخدام الإنترنت، إلا أنها ضعيفة على مستوى الإمكانيات الثقافية والمادية الشيء الذي يؤدي إلى منعهم من الوصول إلى النجومية والشهرة.

ثالثا: الموسيقيين ذوي الخبرة، والقادرة على الإنتاج الموسيقي مثل الألبومات عن طريق شركات الإنتاج، وهي أكثر تكلفة للاستهلاك، ويتوفرون على الرأسمال الثقافي والاجتماعي والمادي، وهي الفئة المسيطرة في حقل الموسيقى الافتراضية.

وتتسم الحقول في العالم الافتراضي بأنها أصبحت مفتوحة للمستخدمين، وتمنحهم إمكانية الولوج إلى أسواق افتراضية، بهدف البحث عن ما يناسبهم من أدوات، وألبسة، وأطعمة، وأذواق فنية، وطقوس دينية، وتحقيق موارد مالية...إلخ. فهي تسمح للأفراد أن يشتركوا في الأهداف والمصالح والرهانات الخاصة بهم. وتمتلك كل واحدة من الحقول رهانات ومصالح ورساميل، وكلها مستقلة عن بعضها البعض نسبيا. كما تمتلك كل واحدة منها قواعد ومعايير خاصة بها. كما أن الحقول الافتراضية تخلق أو «تولد مصادر متعددة للتمييز، ولكل حقل عدد من التوترات الشائعة بين مجموعات متنوعة من المنتجين والمستهلكين»[17]، حيث تكون ممارسة الفاعلين في هذه الحقول، إما في إطار التنافس والصراع، وإما في إطار التعاون بينهم. وهذا ما يؤكد على وجود علاقات السلطة في العالم الافتراضي. فالممارسة الاجتماعية في الحقل الافتراضي، هي نتيجة بناء لأفعال فردية وجماعية وفق إستراتيجية يختارها الفاعلين ضمن سياق اجتماعي معين. وبهذا المعنى، إن الحقل الافتراضي عبارة عن فضاء تقطنه الجماعات والمؤسسات والأفراد، وتعقد فيه الصفقات والتحالفات، وتمارس فيه كل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلخ.

وبالتالي، يمتلك كل حقل ضمن الحقول الافتراضية مجموعة من الرهانات والمصالح والرساميل، إلى جانب فاعلين مستعدين من أجل استثمار إمكانياتهم ووقتهم في تحقيقها، عن طريق الهابتوس الافتراضي الخاص بهم الذي تم تكوينه من خلال تجاربهم اليومية بالواقع الافتراضي، والذي يمنحهم المعرفة بالقواعد والقوانين والميكانيزمات وغيرها للمشاركة في اللعبة بغرض الهيمنة على الخيرات (الرساميل)؛ إلا أن هذه المشاركة ليست ضرورية للجميع، فهي دائما ما تخضع للظروف والشروط الاجتماعية؛ أي حسب وضعية وقدرة الفاعلين الاجتماعيين على المشاركة.

ثالثا: الرأسمال في الحقل الافتراضي

يظهر أنه في كل حقل افتراضي هناك العديد من الرساميل، لأن مفهوم الرأسمال يرتبط بشكل كبير مع مفهوم الحقل. إن مفهوم الرأسمال يحيل إلى مجموعة من الموارد النادرة، والتي لها قيمة اجتماعية، مثل الرأسمال المادي في شكل أموال نقدية، والرأسمال الثقافي في شكل (الشهادات، المعارف، الخبرات، آداب السلوك)، والذي بدوره قد يسهم في تراكم المزيد من رأسمال المادي، وكذلك الرأسمال الاجتماعي في شكل (شبكة العلاقات) مع الأصدقاء والزملاء والنخب الثقافية والاقتصادية[18]. وهذه الرساميل يتم توفيرها عبر الحقول الافتراضية، حيث يتنافس عليها مجموعة من الفاعلين الافتراضيين، ويسعون أيضا إلى تعزيزها. إضافة إلى ذلك، هناك ما يسمى بالرأسمال المعلوماتي الذي استخدمه لأول مرة الباحث سيس هاملينك (Cees J Hamelink) في كتابه The ethics of cyberspace. ويشمل هذا المفهوم «القدرة المالية على الدفع مقابل استخدام الشبكة وخدمات المعلومات، والقدرة الفنية على التعامل مع البنية التحتية للشبكة، والقدرة الفكرية على تصفية وتقييم المعلومات، ولكن أيضًا امتلاك الدافع للبحث بنشاط عن المعلومات والقدرة على ترجمة المعلومات إلى الممارسة الاجتماعية. تماما مثل الأشكال الأخرى للرأسمال»[19].

يتميز العالم الافتراضي أنه ذو طبيعة رأسمالية تكنولوجية، لأن التبادلات الحرة والتسويق والاستهلاك أصبحت تستلزم بشكل كبير الاعتماد على وسائل الاتصال مثل الإنترنت، حيث إن تدفق المعلومات أضحى يساوي تدفق الأموال في عصرنا الراهن. فقد أدى الاعتماد المتزايد على شبكة الإنترنت إلى خلق نظام معلوماتي يسهم في جمع المعلومات ومعالجتها وتوزيعها في جميع أنحاء العالم. وقد مكن ذلك إمكانية خلق عالم افتراضي لا يختلف عن العالم المادي المحسوس على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ويتميز العالم الافتراضي أنه قائم على الاقتصاد الرقمي، فهو خاضع لمنطق التبادلات الاقتصادية بين العديد من الفاعلين الاجتماعيين، الشيء الذي يسمح بتوفير الرأسمال المادي واحتكاره، فلم يعد هذا النوع من الرأسمال مرتبطا بامتلاك الأراضي أو المصانع أو غيرها، وإنما أصبح مرتبطا بإنتاج المعلومة في إطار الاقتصاد المعلوماتي.

هذا ولا يبرز الرأسمال المادي إلا من خلال قدرة وكفاءة الفاعلين الاجتماعيين في تحويل بعض من الرأسمال الثقافي في العالم الافتراضي إلى الرأسمال المادي أو العكس، وهو ما نجده في إستراتيجية الاستثمار الخاص بالفن الموسيقي والتسويق الديني وغيرها. فمثلا، يمكن أن «يعتمد المنتجون على رأس مالهم الثقافي الخارجي في تقديم مساهمات قيمة من خلال إبراز مهاراتهم الفنية والمهارات الفنية الأخرى، بالإضافة إلى التحف الثقافية التي يمتلكونها (مثل الصور ومقاطع الفيديو والمقالات)، حيث يمكنهم أيضًا الاستفادة من رأس المال المادي إذا كان المال معروضا لتقديم مساهمة معترف بها».[20]

يتميز الهابتوس الافتراضي أنه يستطيع أن يكشف عن وجود اختلافات في الممارسة الاجتماعية عن طريق الإنترنت من قبل المستخدمين الذين لهم خلفيات طبقية متمايزة

ويقصد بالرأسمال الثقافي تلك المعرفة التي تمكن الفرد من تفسير الرموز الثقافية المختلفة. ويتم توزيعه بشكل غير متساو بين مختلف فئات المجتمع، كما أنه مهم في نقل القوة والامتيازات بين الأجيال؛ فهو وسيلة ممتازة لفهم القوة والامتيازات بين الطبقات الاجتماعية. على سبيل المثال، تبين مارينا ميشيلي (Marina Micheli) في دراساتها حول الممارسة الرقمية لدى الشباب الإيطالي وعلاقتها بالوضع المهني الأبوي[21]، أن الشباب الذي ينتمي إلى الطبقة المتوسطة والعليا ولهم توجه أكاديمي، يعيدون موقف آبائهم تجاه الإنترنت كأداة للإثراء الشخصي. على نقيض من ذلك، يتفاعل الشباب الذي ينتمي إلى الطبقة الدنيا، ويدرسون في المدارس المهنية مع وسائل الإنترنت كشكل من أشكال الترفيه، حيث تبين نتائج الدراسة أن الشباب من خلفيات الطبقة الوسطى والعليا يقضون معظم وقتهم في البحث عن المعلومة عبر الإنترنت، وهو نشاط يعزز الرأسمال مثل المدرسة. أما الشباب من خلفيات طبقية دنيا، فإنهم غالبا ما يقضون معظم وقتهم على الإنترنت في مواقع التواصل الاجتماعي التي ليس لها علاقة بالتعليم المدرسي أو تحسين الرأسمال البشري.

وتظهر الدراسات السوسيولوجية المختصة أن الرأسمال الثقافي أكثر وضوحا واستحضارا في العالم الرقمي، ويدافع العديد من علماء الاجتماع عن البعد الرقمي لمفهوم الرأسمال الثقافي. على سبيل المثال، دراسة كل من ليندا رينزولي (Linda Renzulli) وماريا بيانو (Maria Paino) التي تشير إلى أن الأفراد الذين يمتلكون المعرفة من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الرقمية الأخرى قد اكتسبوا مجموعة من المهارات الفعلية، ولكن الأهم من ذلك، أنهم يشكلون ويمثلون أنفسهم كأعضاء ينتمون ثقافيا لمجتمع عصر المعلومات[22].

أما الرأسمال الاجتماعي، فكثيرا ما يتم ملاحظته في الحقول الافتراضية، ويتجلى من خلال كثرة متصفحي مواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر؛ فالرأسمال الاجتماعي بالإنترنت مجاني لا يحتاج إلى وسائط. وعلى خلاف ذلك، نجد أن الرأسمال الاجتماعي في الواقع المادي كثيرا ما يحتاج إلى وسائط ورساميل متعددة.

تتميز الشبكات الاجتماعية أنها تعمل على توفير وتعزيز الرأسمال الاجتماعي بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية، وتمكينهم أيضا من الرأسمال الرمزي، إذ «يميل الأفراد ذوو الصلة الجيدة والمؤثرون إلى امتلاك العديد من المتابعين، ويتم ملاحظة محتواهم بشكل متكرر أكثر عندما يستخدمون أسماءهم الحقيقية في الحقول الافتراضية... وأوضح مثال على ذلك هو نظام Twitter، حيث يمكن للشخص الذي يتمتع بمكانة خارجية عالية (على سبيل المثال، شخص مشهور) أن يحصل على متابعين دون المساهمة بأي محتوى»[23]. علما أن العلاقات الاجتماعية والمكانة الاجتماعية كانت تبنى عن طريق الأشياء المادية وبمنجزات الأفراد على أرض الواقع. أما اليوم، فلم تعد تقاس مكانة المواطن الرقمي بممتلكاته أو وظيفته المرموقة، ولكن بعدد الأصدقاء والمتابعين المنخرطين في حسابه أو صفحته الرسمية. فالفرد في العالم الافتراضي أصبح يربط نجاحه وإنجازاته من حيث عدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن جهة أخرى، استطاع العديد من الأفراد استغلال هذه الشبكات لتحقيق مجموعة من الأهداف التي ترتبط بعوامل معينة مثل الاهتمامات المشتركة، والربح الاقتصادي. وذلك لأن الرأسمال الاجتماعي يقوم على مجموعة من الخصائص التي تؤدي إلى نموه على شبكة الإنترنت، وهي كالتالي[24]:

ـ المعلومات المتداولة تحتاج إلى إطار اجتماعي كي تكون ذات معنى، وإذن تحتاج إلى أن تكون هناك عناصر حقيقية للمجتمعات الافتراضية (القيم المشتركة، التفاعل الاجتماعي، ...).

ـ الاتصال عبر الويب، يمكن أن يزيد الرأسمال الاجتماعي الفكري، حيث إن المعلومات يتم تداولها وتوزعها بين المشاركين مجانا، ويمكن أن تمتد وتعبر الحدود الجغرافية العادية.

ـ التعاون المعرفي بين الجماعات على الخط، هو تعاون بسيط وديمقراطي مباشر، وهذا بطبيعة الحال أكثر فعالية وتأثيرا على هذه المجتمعات؛ حيث التحرر من القيود الشخصية والجسمانية، وغيرها.

ـ سهولة استخدام التقنيات المبرمجة، وقوة تأثيرها، بما يسمح بتراكم المعرفة. ما يعني أن الذين يستخدمون شبكات وتكنولوجيات أقوى هم الأقوى تأثيرا، والأكثر استفادة حين يستخدمون الويب لتوسيع الرأسمال الاجتماعي.

تلك هي أهم الخصائص التي تسهم في نمو الرأسمال الاجتماعي بالواقع الافتراضي. ونشير في النهاية إلى أن التدفق الإعلامي الافتراضي لا يسير في اتجاه ترسيخ مكونات تنشيئية محلية ووطنية للذوات الإنسانية فقط، وإنما في اتجاه انفتاحها على عوالم أخرى جديدة وغريبة عن الذات الأصلية. فقد أحدثت تكنولوجيات المعلومات والاتصالات مجموعة من التغيرات المهمة في بيئتنا، وفي نمو ذواتنا، مما انعكس بشكل كبير على وعينا وإحساسنا بالعالم الذي يحيط بنا.

ختام القول

يتميز الهابتوس الافتراضي أنه يستطيع أن يكشف عن وجود اختلافات في الممارسة الاجتماعية عن طريق الإنترنت من قبل المستخدمين الذين لهم خلفيات طبقية متمايزة. فالهابتوس الافتراضي يعتبر منتجا للممارسات الاجتماعية، وهو أصل عملية الإدراك والتقويم والفعل، وهو كثيرا ما يرتبط بالعوالم والأماكن الرقمية والافتراضية، فالأفراد عندما يكونون في وضعية أو في سياق اجتماعي بالواقع الافتراضي، فإنهم يكتسبون مجموعة من الاستعدادات التي تتوافق مع طبيعة النسق الذي ينتمون إليه.

بصفة أعم، يتعين علينا أن نبذل مجهودا أكثر، لكي نفهم ما تحدثه وسائل الاتصال والعوالم الافتراضية في أذهان وممارسة الأفراد، فهناك العديد من المتغيرات والمؤشرات التي يجب معالجتها في إطار ما يسمى بالهابتوس الافتراضي. على الرغم من أن التدفق الإعلامي الافتراضي أصبح يدفع الأنا الافتراضية إلى الانفتاح على عوالم أخرى جديدة وغريبة عن الذات المحلية أو الوطنية. ولفهم هذه التغيرات التي تصيب الأنا الافتراضية، يجب علينا أن نطرح أسئلة جديدة حول مآل الاجتماعي والثقافي في العالم الافتراضي، وذلك في إطار منظور جديد للسوسيولوجيا.

 

المراجع المعتمدة

  • بورديو بيير، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ترجمة درويش الحلوجي، دار كنعان، دمشق، ط 1، 2004
  • رحومة علي محمد، علم الاجتماع الآلي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 347، يناير 2008
  • غودار إلزا، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود: تحولات الأنا في العصر الافتراضي، ترجمة سعيد بنكراد، الطبعة 1، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء ـ المغرب، 2019
  • شوفالييه ستيفان وشوفيري كريستيان، معجم بورديو، ترجمة الزهرة إبراهيم، الطبعة 1، الشركة الجزائرية السورية ودار الجزائر، 2013
  • كرانغ مايك وآخرون، الجغرافيات الافتراضية: أجسام وفضاء وعلاقات، ترجمة عدنان حسن، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة ـ دمشق، 2011
  • Bourdieu Pierre, (1980): Le Sens pratique ; Les Éditions de Minuit. Paris
  • Castells, Manuel., The Impact of the Internet on Society: A Global Perspective, September 8, Provided by: BBVA, (2014). PP. 1-25
  • Czaja, Julia., «The Cyborg Habitus: Presence, Posthumanism And Mobile Technology»; THE INTERNATIONAL SOCIETY FOR PRESENCE RESEARCH ANNUAL CONFERENCE. EDINBURGH, 26-28 OCTOBER 2011, PP. 1-7
  • Hamelink, Cees J., (2001): The Ethics of Cyberspace. Sage Publications Ltd.
  • Ignatow, Gabe. & Robinson, Laura., (2017): «Pierre Bourdieu: theorizing the digital», Information, Communication & Society, 20: 7, P-P: 950-966
  • John R. Hall, & Lisa Tamiris Becker & Blake Stimson., (2006): Visual Worlds. (International Library of Sociology).
  • Levina, Natalia. & Arriaga, Manuel., Distinction and Status Production on User-Generated Content Platforms: Using Bourdieu's Theory of Cultural Production to Understand Social Dynamics in Online Fields. Information Systems Research. Vol 25, N°(3); September 2014, PP. 468-488

 

 

[1]. بيير بورديو، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ترجمة درويش الحلوجي، دار كنعان، دمشق، ط 1، 2004

[2]. يتم ترجمة مفهوم الهابتوس Habitus في الكتب والمؤلفات العربية بالعادة أو السجية أو الطبع أو السمت التي توجه السلوك بطريقة تلقائية وعفوية

[3]. إلزا غودار، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود: تحولات الأنا في العصر الافتراضي، ترجمة سعيد بنكراد، الطبعة 1، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء ـ المغرب، 2019، ص 32

[4]. Pierre Bourdieu, (1980): Le Sens pratique; Les Éditions de Minuit. Paris; P. 88 

[5]. Gabe Ignatow & Laura Robinson (2017): «Pierre Bourdieu: theorizing the digital», Information, Communication & Society, 20: 7, P-P: 950-966, P. 954

[6]. Julia Czaja; «The Cyborg Habitus: Presence, Posthumanism And Mobile Technology»; THE INTERNATIONAL SOCIETY FOR PRESENCE RESEARCH ANNUAL CONFERENCE. EDINBURGH, 26-28 OCTOBER 2011. P.4

[7]. Ibid, P.5

[8]. Ibid, P.6

[9]. Manuel Castells (2014): The Impact of the Internet on Society: A Global Perspective, September 8, Provided by: BBVA, P.11

[10]. Ibid, P. 16

[11]. John R. Hall, Lisa Tamiris Becker, Blake Stimson (2006): Visual Worlds. (International Library of Sociology), P. 126

[12]. مايك كرانغ وآخرون، الجغرافيات الافتراضية: أجسام وفضاء وعلاقات، ترجمة عدنان حسن، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة ـ دمشق، 2011، ص 403

[13]. إلزا غودار، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود: تحولات الأنا في العصر الافتراضي، مرجع سابق، ص 124

[14]. ستيفان شوفالييه وكريستيان شوفيري، معجم بورديو، ترجمة الزهرة إبراهيم، الطبعة 1، الشركة الجزائرية السورية ودار الجزائر، 2013، ص 148

[15]. Gabe Ignatow & Laura Robinson (2017); Op. Cit, P.952

[16]. Natalia Levina & Manuel Arriaga: Distinction and Status Production on User-Generated Content Platforms: Using Bourdieu's Theory of Cultural Production to Understand Social Dynamics in Online Fields. Information Systems Research. Vol 25, N°(3); September 2014, P. 477

[17]. Ibid, P. 483

[18]. ستيفان شوفالييه وكريستيان شوفيري، معجم بورديو، مرجع سابق، ص: 162 ـ 164

[19]. Cees J Hamelink (2001): The Ethics of Cyberspace. Sage Publications Ltd, P.91

[20]. Natalia Levina & Manuel Arriaga (2014); Op. Cit, P. 479

[21]. Gabe Ignatow & Laura Robinson (2017); Op. Cit, P. 955

[22]. Ibid; P.957

[23]. Natalia Levina & Manuel Arriaga (2014); Op. Cit, P.480

[24]. علي محمد رحومة، علم الاجتماع الآلي، مقاربة في علم الاجتماع العربي والاتصال عبر الحاسوب، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ـ الكويت، العدد 347، يناير 2008، ص 66