الفنون بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية


فئة :  مقالات

الفنون بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية

الفنون بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية

                                                                                                                  بقلم الطالب الباحث: إبراهيم عمري

                                                                                                                     تحت إشراف الدكتور: عبد العزيز مناضل

ملخص الدراسة:

لقد تشكلت العلاقة بين الفنون والرؤية الجمالية منذ ميلاد الإنسان، وبحثه عن تفسير الظواهر وتأويلها، والرغبة في فهم الحوادث والوقائع، والكشف عن مواطن الوهم والخوف والدهشة في داخله ومحيطه؛ لأن الغاية الإنسانية في التعبير وأشكاله واحدة، شعور بالجمال وتمتع به.

ولعل الحديث عن الفنون والقيم الجمالية والقيم الإنسانية يطرح مجموعة من الإشكالات؛ ذلك أن الفلاسفة وعلماء الفن والجمال والمهتمين بالعلاقات بين الفنون وقفوا عند العلاقة بين الفنون والرؤية الجمالية والقيم الإنسانية، وشرحوا إشكالية التمييز بين الفنون وترتيبها وتصنيفها، وعلاقة الفنون بأنساق أخرى، وتوزيع الفنون إلى مدارس وتيارات فنية مختلفة، وغير ذلك من المباحث الفنية ذات الوعي الجمالي بجوانب الإبداع الإنساني.

واستحضار القيم كمسألة تربوية للفنون يقر باعتبار الفن حكاية تعليمية، والفنون جميعها في تأويلها جماليا لا تخرج عن اعتبارها جزءا من العلم والأخلاق، تعالج الإنسان في مظاهر وجوده وتواجده، وتعمل على تشكيل ذوقه وأسلوبه ونمط تفكيره، وفق قيم وأبعاد إنسانية تمنحه وجودا فعليا وفعالا في مجالات الحياة العلمية والاجتماعية، ولهذا كانت التربية الفنية والجمالية هما غاية الفنون في تشكلها وتطورها.

الــدراســـة:

1- الرؤية الجمالية معيار تصنيف الفنون:

تبنى الفنون على مسألة القيم الجمالية والإنسانية عبر منطق الضرورة التعبيرية وأشكال تحققها ورسائلها الإنسانية المقصودة؛ ذلك أن الإنسان عبر دائما عن الحاجة للفن وضرورته في حياة المجتمعات؛ لأنه أسلوب راق في التعبير والتربية والتكوين، يشكل الذاكرة المشتركة للجماعات يتضمن التاريخ والجغرافيا والثقافة والعقيدة. لهذا كانت ولادة الفن مرتبطة بأماكن خاصة بالدين، وفي القديم نجد المعبد هو مكان نشأة الظاهرة الجمالية (لأن المعبد هو الذي عمل على ظهور أقدم الفنون البشرية جميعا ألا وهو فن المعمار، ثم ظهرت الحاجة إلى تزيين جدران المعابد بالنقوش والتماثيل والأشكال البارزة، فكان من ذلك أن ظهر فن النحت، ولم يلبث أن ظهر فن التصوير الذي لم يكن يستعمل في الأصل إلا لتزيين جدران المعابد، ولما كانت العبادة تستلزم بالضرورة إقامة الاحتفالات الدينية، فقد ظهرت على التعاقب فنون القص (المقدس)، والموسيقى خصوصا الغناء، والشعر الغنائي)[1].

ويعد الحديث عن الفن حديثا عن الفنون، فكلمة فن مفرد بصيغة الجمع، والتعدد والتنوع هي الصفة الملازمة لكل فن، ليس في تركيب هويته، بل في أشكاله التعبيرية، وما يمكن لكل فن أن يتخذ من أشكال تعبيرية متجددة ومستمرة.

ويقف الباحث في الفنون والقيم الجمالية والقيم الإنسانية في البداية على علاقة الفنون ببعضها، حيث إن الغاية الإنسانية في التعبير وأشكاله واحدة، شعور بالجمال وتمتع به، ولهذا كانت الصلة بين الفنون هي(صلة القرابة، هي تمثل عائلة، كل فرد فيها؛ أي كل فن له تعبيره الخاص، بواسطة أبجدية خاصة، للرسم ألوانه وأشكاله، وللموسيقى أنغامها وألحانها، وللشعر أحرف وكلمات... والشعور بالجمال ليس سوى شعور بالفن الكبير، الذي أعطاه الخالق لبعض مخلوقاته ليحققوه، وللبعض الآخر للتمتع به)[2].

ولهذا كانت سيرة الفنون بين إنسان ينتجها بأشكال متعددة، وبين إنسان يتلقاها قراءة وتذوقا ووعيا جماليا؛ فالفنون لا تخرج في حياتها عن ملامسة الجوانب اليومية في حياة الإنسان، وهذا مصدر وحدتها، وتعددها يأتي تبعا لتعدد الإنسان في جنسه ونوعه، فالفوارق كثيرة، والوسائط الفنية تأتي متعددة انسجاماً مع طبقية الفئات في المجتمع، ودرجة القابلية للتعمق في فهم الرؤية الجمالية في الفنون.

وعلى الرغم من هذه الوحدة العضوية الكبرى بين الفنون في التعبير الجمالي، فإنها تطرح إشكالية التمييز بينها، والوقوف على "الفنون الجميلة" يؤكد ذلك، حيث يحددها سقراط في (مناسبة الحديث عن هوميروس، وهي الشعرـ والتصوير، النحت، الموسيقى، الغناء، ولم يكن أفلاطون يفرق بين الفنون الجميلة وغير الجميلة، فالتجارة والحدادة والبناء وصناعات أخرى يضرب بها المثل في شتى المحاورات، تعد من جملة الفنون، وهي كلها ترجع إلى إبداع الفنان لها...)[3].

ويؤكد الباحثون أن البحث في أصول الفنون وتصنيفها هو بحث إشكالي، يمتد إلى الفلاسفة الأوائل، وخاصة وأن التمييز بين الفنون الجميلة والفنون الغير الجميلة يطرح الكثير من الأسئلة، ويبقى معيار التمييز هو معيار يرتبط بخصوصية الحضارة القديمة (وتركيزها على المنفعة أكثر من تركيزها على الحسن والجمال)[4]، والفرق الدقيق بين الفنون الجميلة والفنون الصناعية يتضح من خلال ما يسمى الجمال الفني الذي (يقوم على الصنعة والمهارة الفنية، ويظهر الإبداع وجهده الخلاق، وقد يتداخل الجمال الطبيعي مع الفني، ولكنهما لا يتطابقان... ومن أمثلة التداخل ما يرسمه الفنانون من لوحات للمناظر الطبيعية الجميلة، وما يعبر عن الشاعر أو الكاتب عن مجالي الطبيعة وسحرها، الأول شيء جميل، والثاني عمل جميل)[5].

وقد ارتبط تصنيف الفنون بالعلاقة الجدلية بين الفلسفة والفن، ولذلك نجد كل فيلسوف، عبر التاريخ الجمالي للفنون، (قد صنف الفنون بحسب عوامل لا تخرج عن الشكل والمضمون، وإن ظهرت مجوعة من الفنون، وهي مسميات لمسمى إبداع واحد، قد يكون هذا الفن أو ذاك)[6].

وكان تصنيف الفيلسوف الألماني "شوبنهاور" للفنون أكثر التصنيفات الفنية ارتباطا بالرؤية الجمالية، حيث اعتمد على (فلسفته الميتافيزيقية التي تعتبر المعرفة الحسية وسيلة لإظهار مدى تأثرنا بالأشياء، وانطلاقا من هذا البعد الرؤيوي، الذي يستمد معالمه من التأمل الاستتيقي، استطاع شوبنهاور أن يضع ترتيبا تصاعديا للفنون يبدأ بالعمارة، فالنحت والتصوير، فالشعر، فالموسيقى التي تفوق كل الفنون بحسب تعبيره...)[7].

وقد تعمق الفلاسفة في تصنيف الفنون تبعا للمباحث الجمالية، حيث إن الفلسفة التحليلية للفن اليوم أنتجت ما يسمى (الجمالية المعاصرة) مع مارك جيمنيز، وهو الذي يشير إلى تركيز "جيرار جنيت"....Gérard Gentte)) على "المؤشرات الإداركية" و(التي تسمح بتصنيف الأعمال الفنية بالاستناد إلى مقولات نوعية (الموحد، المتغير، اللاموحد)، وكمثال عن مؤشرات الموحد يذكر جنيت بأنه، إذا كان عملا فنيا مكتوبا بلغة معينة، فهو بالتأكيد عمل أدبي. أما إذا أسمعنا بعض الأصوات آلية، فهو من دون شك موسيقى، وإذا تضمن بعدين، فهو بالأحرى رسم لا نحت، وإذا كان حجمه ممتلئا فهو نحت لا عمارة...)[8].

ولا يتوقف التصنيف بين الفنون على ما هو جميل وغير جميل، بل يمتد إلى الجليل، وهذا ما حضر عند كانط، والذي هو موضوع دراسة عند هيجل؛ ذلك أن (هيجل ركز في تحليله للجليل على التفرقة التي يقدمها كانط بين الجليل والجميل، والتي تبين أن الجميل يرتبط بالموضوعات المحددة، أي التي توجد في صورة متناهية، بينما يرتبط الجليل بالموضوعات اللامحددة أو اللامتناهية، ففي الجليل يرتبط سرورنا بالكيف، في حين يرتبط سرورنا بالجميل بالكم)[9].

يتضح من خلال الوقوف على تصنيف الفنون وعلاقتها بالرؤية الجمالية أن الفنون تقوم على نسق التدرج في التطور بحسب الحاجة الجمالية، ذلك أن (الفن في أنواعه وأشكاله، ينطوي على تقدم وعلى تطور منطقي من الأشكال الدنيا للفن إلى الأشكال العليا)[10].

وقد أكد هيجل على ذلك التطور بالتمييز بين أنماط الفن، حيث نجد الفن الرمزي والفن الكلاسيكي والفن الرومانتيكي، وحصر الفنون التي تجسد التشخيص الحسي لفكرة الجمال في (العمارة والنحت والتصوير والموسيقى والشعر)[11]. وللإشارة، فإن هناك اختلاف معلن في تصنيف هيجل عن تصنيف كانط للفنون، فتصنيفه يقوم على أساس وسائل التعبير، وهي الكلمة والحركة والصوت، وجعل فنون اللغة تشمل البلاغة والشعر. أما تصنيف هيجل، فقد اعتمد على الحواس، بعيدا عن التصنيفات الهرمية للفنون)[12].

لقد شكل الشعر أسمى الفنون الجميلة عند هيجل، حيث يعد أسمى تجلي لتحرر الروح، والانفتاح على الخيال اللانهائي، وتجاوز قيود الفن، والإنصات إلى الذات، ويتخذ من الأشكال أدوات لتشكيل المعنى الجمالي بأسلوب فني، ولهذا كان أكثر الفنون ذاتية وارتباطا بالقيم الإنسانية؛ لأنه (لا يعتمد على المادة إلا لكي يشير إلى الروح والتعبير عنه)[13].

ولم يخالف شوبنهاور هيجل في مكانة الشعر ورؤيته الجمالية بين الفنون، فقد بيّن شوبنهاور مكانة الشعر في حديثه عن تصنيف الفنون الجميلة، وربطه بتصوير المثل وتوظيف الخيال، واستعمال الكلمات بطرائق إبداعية ذات وعي جمالي خاص، ولهذا كان (الشعر أرقى درجة من فن التصوير؛ لأنه يعبر عن المثل بواسطة الخيال الذي يجسد التصورات بواسطة الكلمات، والشعر بقدرته على تناول الكلي وتجسيده المحسوس يكون أكثر فلسفة من التاريخ على حد قول أرسطو؛ ذلك لأن المؤرخ يقف عند حدود عالم الظواهر الذي يخضع لمبدأ العلة الكافية، في حين يرتفع الشاعر إلى المعنى الباطني والمثالي)[14].

وتبعا للحديث عن هيجل في تصنيف الفنون وعلاقتها بالرؤية الجمالية والقيم الإنسانية، نجد مجموعة من الباحثين وقفوا على النسق الهيجلي للفنون[15]، ونسق الفنون الجميلة ودلالتها الميتافيزيقية عند هيجل[16]، ونسق الفنون عند هيجل[17] يربط الفن بالمعرفة والروح والدين والتعبير الجمالي، والتأكيد على تباين الفنون في نسق هرمي، يجمع بين فكرة الجمال وتاريخ الفن، و(الشعر هو أقدر الفنون على تقديم الجمال بالوسائل المجردة الروحانية)[18]، مع بيان نقط قوة جمالية الشعر، ونقط ضعف جماليته، ولا يمكن لجمالية فن الشعر أن تكون ثابتة بل هي مفتوحة على التطور.

وقد شكلت العلاقة بين الفنون وفكرة التطور والقيم الإنسانية موضوعا للتحليل الفلسفي، وظهر ذلك مع أرسطو خاصة، حيث كان الحديث عن التطور مرتبط بفكرة تاريخ الفن، وشكل محتوى كتاب أرسطو "فن الشعر" تجسيدا واضحا لذلك؛ لأنه يرد أصل الملهاة (الكوميديا) إلى الأغاني الشعبية القديمة. ودعم تصور أرسطو باحثين حداثيين مثل (جون بروان) الذي أكد على وجود وحدة بين (الغناء والرقص والشعر لدى الشعوب البدائية، ووصف التاريخ اللاحق كله بوصفه عملية انفصال للفنون عن بعضها، وتحلل كل فن إلى أنواع مستقلة في عملية انقسام وتخصص)[19].

ويحضر هيجل بتصوره ألنسقي في علاقة الفنون بالقيم الجمالية والقيم الإنسانية في الاتجاهات النقدية الحديثة، والتي انتهت إلى التأكيد على وحدة الفنون وتكاملها، سواء في الفنون البصرية أو الفنون الأدبية، وكأن بداية الحديث عن وحدة الفنون، وهو نهاية الحديث عن الاتحاد بين الفنون في تشكيل كل فن حديث، وهذا ما يجعل من دراسة التصور النسقي الهيجلي للفنون أمرا مهما، خصوصا وأن (هيجل تحدث عن السمات الجمالية المتشابهة بين الفنون الجميلة؛ فالإيقاع مثلا يظهر في الشعر والتصوير والرسم، والموسيقى والعمارة)[20].

2- القيم الإنسانية والمدرس الفنية:

لا يمكن الوقوف على علاقة الفنون بالقيم الجمالية والإنسانية دون الامتداد إلى المدارس الفنية والتيارات الرئيسة في الفن، فتصنيف الفنون ظهر واضحا في المدارس الفنية، حيث إن كل مدرسة فنية عرفت بتمجيد عنصر من العناصر الفنية المشكلة للإبداع الإنساني، والبحث في تاريخ الفن وعلاقته بالمجتمع يؤكد ذلك، حيث عرفت (تيارات فنية رئيسة حوالي عام 1830- وهي (الفن الاجتماعي)، و(مدرسة العقل السليم)، و(الفن لأجل الفن)، يرتبط بعضها ببعض بطرق معقدة متناقضة في العادة)[21]. ولا شك في أن هذا التعقد والتناقض في العلاقة بين التيارات الفنية، يعود في الأصل إلى الخصوصية الجمالية للعمل الفني؛ ذلك أن أشد (مفارقات العمل الفني غموضا هو أنه يبدو موجودا لذاته، ومع ذلك لا يبدو موجودا لذاته، وأنه يخاطب جمهورا عينيا تتحكم فيه الظروف التاريخية والاجتماعية، ولكنه يبدو في الوقت ذاته وكأنه لا يريد أن يعرف أي جمهور على الإطلاق، فتارة يبدو (الحائط الرابع) للمسرح أشد المقدمات الطبيعية، وتارة يبدو أشد الأوهام الجميلة إغراقا في الخيال)[22]، وبهذا المعنى، كانت الإبداعات الأدبية والفنية موضوع دراسات جمالية وقيم إنسانية متناقضة المداخل، وعبر الإبداع الإنساني على قدرته على استيعاب كل المدارس الفنية، وهذا ما يمنح الأعمال الفنية القدرة على التجاوب الجمالي المتواصل، فلا مقصدية أحادية في الإبداع الإنساني، فحتى ذلك النتاج الفني (الذي لم يربط مبدعه بينه وبين أي قصد عملي على الإطلاق، يمكن أن يعيد تعبيرا عن السببية الاجتماعية وأداة لها، فعلى الرغم من نزعة دانتي الإيجابية، فمن الممكن تفسير "الكوميديا الإلهية" تفسيرا جماليا خالصا، مثلما يمكن تفسير "مدام بوفاري" و"التربية الوجدانية" « Education sentimentale » تفسيرا اجتماعيا، على الرغم من نزعة فلوبير الشكلية)[23].

وفي السياق ذاته، تفرع الفن إلى فن ثوري وفن اشتراكي، وكلاهما مدرستان لهما ركائز اجتماعية وسياسية وقيم إنسانية، وهما البدايات الحديثة للمدارس الفنية؛ ذلك أن (الفن الثوري يتشبع بروح الكراهية الاجتماعية، ويساند العمال خلال نضالهم، لكن الفن الاشتراكي سوف يقوم على التضامن...)[24]، وفي العلاقة مع الفن الثوري جاء الحديث عن فن الثورة، وهذا الأخير هو مصدر الحديث عن مدارس فنية عدة، مثل (المدرسة الانحطاطية Decadent School والمدرسة الرمزية اللتان ولدتا كرد فعل ضد الواقعية، ورفضتا أن تنحلا نفسيا وتذوبا جماليا في البورجوازية)[25].

يؤكد البحث في المدارس الفنية تشعبها وكثرتها وارتباطها بالرؤية الجمالية والقيم الإنسانية، والتراكم الجمالي المنجز عن المدرس الفنية، سواء باسم المدارس أو التيارات أو الاتجاهات يفسر ذلك، والأكيد أن هناك كرنولوجيا للمدارس الفنية لها سيرورات تطور تتضح عبر ما يلي: (فن عصر النهضة، الروكوكو، الكلاسيكية، الكلاسيكية الجديدة، الرومانسية، الواقعية، الفن الحديث، الانطباعية، الانطباعية الجديدة، التعبيرية، التكعيبية، الاوراقية، الدادائية، السريالية، الوحشية، المستقبلية، الفن الميتافيزيقي، المذاهب التجريدية المعاصرة...)[26].

وتأتي العلاقة بين المدارس الفنية والرؤية الجمالية والقيم الإنسانية في تشكل الوعي الفني لدى المبدع الجمالي، حيث يدرك المبدع شروط الفن ومداخله، وكيف يعلن عن نفسه مناصرا لمدارس فنية تشاركه تجربته وأحلامه، وتطابق تصوراته الفنية عن الممارسة الإبداعية وتعطيه نقادا مختصين لما ينتجه، وتضع أمامه إمكانات خاصة لبناء عمله الإبداعي. إن المدارس الفنية تصنع الرؤية الجمالية للمبدع ليصبح فنانا إنسانيا عالميا، ينجز الإبداع عن وعي وتبصر، وإدراك نوعي لعمق المداخل الفنية أثناء الممارسة الإبداعية الجمالية. إنها تمنحه ما يسمى عند جون ديوي "الخبرة الجمالية"، والتي تقتضي التقاطع بين الممارسات الجمالية والمدارس الفنية، حيث لا يمكن أن تجد (أديبا عظيما لم يعتمد على أعمال كبار أساتذة الدراما والشعر، وليس هذا الاعتماد على التقليد ظاهرة خاصة ينفرد بها الفن، بل حتى الباحث العلمي والفيلسوف ورجل التطبيق يستخدمون مادتهم من (مجرى الثقافة)؛ فهذا الاعتماد عامل جوهر ي في الرؤية الأصيلة والتعبير الإبداعي)[27]، وبهذا المعنى، نتداول مفهوم المدارس الخاصة في نسبتها لأعلام ورواد الفن والثقافة والأدب وغيرها، حيث نجد الأمر سائدا في دروس العلم والأدب، والأمثلة مفتوحة على المسميات في الفلسفة والنقد والشعر وغيرها، لنسمع نسبة عمل إبداعي إلى تمثل "المدرسة الأرسطية أو المدرسة الكانطية"، أو مدرسة البحتري أو أبي تمام أو المتنبي أو المدرسة الدرويشية، نسبة إلى من يتبع هذا الشاعر أو ذاك في منواله وتصوره الشعري ورؤيته الجمالية.

وقد امتد الحديث عن الخبرة الجمالية، والتي تنتجها المدارس الفنية، إلى انحصار العلاقة بين الشرق والغرب في ثنائية الإبداع والاتباع، وأنتج هذا تصنيفا للفنون، وجعلها فنونا شرقية في مقابل فنون غربية، ويجب استحضار هذه الثنائية في سياقها؛ ذلك أن الأمر في القديم لم يكن يرتبط بالقطبية الجغرافية الحديثة، بل كان الأمر أقرب إلى نظم تفكير وعيش، تحكم المجتمع وعلاقاته القائمة، وتؤثر بالضرورة على نوعية الإنتاج الفني، ولهذا كان (فن الشرق القديم يحاول أن يتصل مباشرة بالذات التي تتلقى العمل الفني، فهو فن يطالب الجمهور باحترامه ويبدي احترامه للجمهور، واتصاله بالمشاهد إنما هو فعل من أفعال الاحترام والمجاملة واللياقة، والواقع أن كل فن ملوكي، وكل فن قائم على المجاملة، يحرص على إضفاء الشهرة والمديح)[28].

وتعددت المدارس الفنية، باعتبار طبيعة القيم المقصودة من العمل الفني، مما جعل المدارس الفنية في تجدد وتطور وتنوع واختلاف، الأمر الذي أثر سلبا على صورة الفن داخل المجتمعات، بل صنع سياقات التأويل في التواصل والتعبير والحوار، مما انعكس سلبا على شخصية المدرس والمتعلم والقارئ، وصنع لنا فجوات بين معرفة عالمة وممارسة تواصلية وعملية غير عقلانية ولا موضوعية، بكيفية ساهم في البعد عن الفن وسيادة غموض مقصده، وانزياحه عن أبعاده التربوية وقيمه الإنسانية؛ لأن الفن ممارسة جمالية وعملية إنسانية وجدت لتقوية الروابط وتصحيح التمثلات وبناء التصورات حتى يكون الفن دعامة للتربية والتكوين، وتحقق المدارس الفنية استهداف جمهور القراءة والتلقي بكيفية وظيفية تحقق التجاوب الإيجابي مع الفنون وقيمها الإنسانية وقيمها الجمالية؛ لأن القيم مركزية في التعبير الأدبي والفن الجمالي، تساهم في نشر أخلاقيات الجمال، وتحقق المقصد التربوي والأخلاقي والفكري للإبداع على اختلاف موضوعه وشكله وتنوع مدارسه الفنية.

ولم تتطور المدارس الفنية إلا بسبب الثورة الفنية والتكنولوجية وعصر المعرفة التي مكنت الفنان من أدوات منهجية وآليات عملية ساهمت في استثمار الخيال العلمي في بناء اللوحة الفنية والموضوع الجمالي في الشكل الفني، مما ساهم في تحقيق التكامل بين الفنون في التعبير عن القيم الجمالية والقيم الإنسانية؛ لأن الممارسات الفنية بلا أبعادها الجمالية وقيمها العملية تبقى عمليات غير فنية؛ لأن المدارس الفنية قامت على تصحيح الممارسات الفنية وتقوية روابطها بأبعادها الوظيفية والمنهجية والموضوعية.

لقد شكلت المدارس الفنية رؤية الفنان والمبدع للعالم وفق ممارسات عملية وثقافة إبداعية، تقوم على تحقيق القيم الجمالية والإنسانية؛ وذلك عبر إخراج العبارة والرمز والصورة من سياق التداول الكمي إلى التذوق الفني النوعي، بحكم أن الفنون والأجناس الأدبية تقوم على الجمع بين الرؤى الممكنة للعالم، والتي لا تخرج عن كونها رؤية ثلاثية الأبعاد، تجمع الرؤية الفلسفية والرؤية الدينية والرؤية الفنية، "فلا توجد رؤية واحدة، الرؤية الفلسفية أقرب إلى "نقد العقل النظري" عند كانط، والرؤية الدينية أقرب إلى "نقد العقل العملي" والرؤية الفنية أقرب إلى "نقد ملكة الحكم""[29].

وكانت القيم الإنسانية هي جوهر الرؤية الفنية التي يتضمنها الفن عبر مدارسه؛ لأن الاستجابة البشرية لمختلف الفنون هي الضمانة لاستمرارها والمحفز لتطورها والتعبير عن الحاجة إليها، وكل فن لم يخلق له جمهورا نوعيا خصوصا في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي والفني يبقى مفتوحا على ممارسات موسمية لا ترتبط بثقافة الأجيال وسيرورة تكوين الناشئة، وهذا هو المقصد الذي قامت عليه المدارس الفنية، فلم يتم توزيع الفنون إلى مدارس إلا بناء على مرجعية القيم الجمالية والقيم الإنسانية، وكيف يتم التعبير عنه تصريحا أو ضمنيا، رغم أن البشر "يستجيبون على نحو مماثل لنسيج الأشياء، من حيث خشونتها ونعومتها وسمكها وكثافتها، مثلما يستجيبون أيضا على نحو مماثل للألوان الداكنة والفاتحة، وفقا لطبيعة تكوين أعصاب الإبصار"[30].

3- مسألة القيم الجمالية والإنسانية أزمة الفنون العربية:

أصبحت ثنائية المدارس الفنية الشرقية والمدارس الفنية الغربية واضحة أكثر؛ ذلك أن ثنائية الإبداع والاتباع سارت موضوع تداول في العلوم والفنون العربية، حيث نجد نداء الإبداع واضحا في كل مجال، وهذا ما يوحي بخطاب الأزمة في الفنون الشرقية خاصة ما هو عربي منها، وقد ربط دارسون كثر أزمة الفنون بأزمة ثقافة المجتمع العربي، وهي في العمق أزمة رؤى جمالية وقيم إنسانية؛ ذلك (أن أزمة الفنون العربية اليوم هي أزمة ثقافة، كما هي أزمة مجتمع، ليست أزمة مادية بقدر ما هي أزمة في الرؤى والأفكار التي تهيمن وتوجه وتتحكم)[31].

وما يثير في الحديث عن الأزمة في الفنون العربية هو الإقرار لا التساؤل، بمعنى التأكيد على أزمة الفنون العربية، سواء كانت فنونا راقية أو فنون جماهيرية، وهذا التعميم يبتعد عن العلمية حينما لا يحدد جوانب الأزمة، هل في التراكم أم في النوع؟، وهل الأزمة ترتبط بالسلوك والقيم، أم ترتبط في غياب التفاعل الجمالي بين المتلقي العربي والإبداع الفني، وغياب الأثر الجمالي في أسلوب الحياة اليومي.

وتأتي الكثير من الأسئلة في سياق ذلك التعميم حول أزمة الفنون العربية، وكلها تهدف إلى النهضة والخروج من الأزمة عبر صيغ عدة، تبحث في أجوبة الأسئلة التالية:

(لماذا يتراجع الإبداع؟ ومن هم المبدعون؟ وهل هناك أزمة إبداع؟ ومن هم جمهور الفنون في بلادنا؟ وكيف تسير عمليات تلقي الفنون؟ وماهي آليات التنظيم والرعاية في المؤسسات العاملة في إنتاج ونشر الفنون؟...)[32].

تنحصر أزمة الفنون العربية وغيرها في مسألة القيم الإنسانية والرؤية الجمالية، حيث إن علاقة الفن بالتربية غير فعالة، والمسافة بينهما لا تعلن عن التأثير في الرؤى الجمالية للمبدعين، وهنا تحدث أفلاطون في نظريته الفلسفية عن علاقة الفن والتربية، وركز تلك العلاقة في تداول القيم (إن البرهنة الكاملة لتاريخ الفن مرتبطة بهذه القيم الفكرية والأخلاقية، وتميل نحو التلاشي تدريجيا)[33].

واستحضار القيم كمسألة تربوية للفنون، يجعلنا نشير إلى مدرسة (الفن للفن)، وما أثارته من أفكار وتساؤلات واتجاهات، بل إن اسم المدرسة يثير الانتباه؛ ذلك أن الوقوف عليه يحيل على عدم استقراره، حيث نجد في الاسم تعددا؛ ذلك أننا نتوقف على أشكال في بناء العلاقة بين طرفي هذه المدرسة، بين البداية والنهاية (وهو الاسم الواحد (الفن)، ومن تلك المسميات: "نظرية الفن للفن "، "الفن لأجل الفن"، "الفن من أجل الفن"، والأهم في الحديث عن هذه المدرسة، هي تلك العلاقة مع الرؤية الجمالية، حيث إن الجمالية تدعم نظرية الفن للفن في التجلي المحض للجمال، وهنا نستحضر الحديث المفتوح دائما عن الفن كغاية والفن كوسيلة، وارتباط "الفن للفن"، بالنظر إلى الجمال كقيمة إيجابية خالصة. ونقد نظرية الفن للفن جاء مع العصر الحديث، وقليل من المفكرين المعاصرين من يتفق مع (وجهة نظر أفلاطون وأرسطو في نظرتهما للجمال، باعتباره تحققا إيجابيا محضا، وعلى حين أن معظم مفكري العصر الحديث قد تخلوا عن هذا المفهوم الكلاسيكي للجمال، خصوصا وأن الحركات الفنية الحديثة قد أدخلت في هذا المضمار مفاهيم جديدة مثل مفهوم "الجلال"Sublime ومفهوم "التعبير")[34].

ومادام المذهب الجمالي في الفن يقوم على الجمالية الخالصة، فإنه يؤكد على ضرورة الحكم على العمل الفني اعتمادا على (المعايير الجمالية وحدها، دون ما صلة بالنفع الخلقي أو السياسي أو الديني، مع إعلاء شأن القيم الجمالية. وأصحاب هذا المذهب يؤمنون بأن جميع الفنون الأدبية والفنون يجب أن ترقي إلى طبقة الموسيقى)[35]، وبهذا المعنى (دعم المذهب الجمالي نظرية الفن للفن وأعطاها أعماقا فكرية أبعد ومدى أوسع، وهو بهذا المعنى يعد سندا لنظرية "الفن للفن")[36].

ويمتد الحديث عن مدرسة "الفن للفن" إلى علاقة الفن بالمجتمع وقيمه الإنسانية، وفي هذا الإطار، نسمع عن سؤال الفائدة والجدوى من العمل الفني، والعلاقة بين الإبداع الإنساني ودوره الاجتماعي، وارتباط الفن بعلم الجمال، جعل (حركة "الفن لأجل الفن" تمثل أعقد المشكلات في ميدان علم الجمال بأسره، فهي أقوى تعبير عن الطابع الثنائي، المنقسم على نفسه روحيا، للنظرة الفنية، فهل الفن غاية في ذاته، أم إنه مجرد وسيلة لغاية؟ تختلف الإجابة عن هذا السؤال تبعا للموقف التاريخي والاجتماعي الخاص الذي يجد فيه المرء نفسه، بل أيضا تبعا للعنصر الذي يركز عليه المرء اهتمامه في التركيب المعقد للفن)[37].

ويبقى السياق مفتوحا في الحديث عن الغاية الخالصة للفن وقيمه الإنسانية المقصودة من خلال رؤيته الجمالية الضمنية؛ ذلك أن الجمالية البنائية لها هوية أسلوبية، ترتبط بخصوصية المبدع في الخلق الجديد للفن، ولكن هناك تأكيد على إنسانية الفن واجتماعيته، حيث إن (الإبداع الفني شأنه في ذلك شأن الإبداع في كافة المجالات ينبغي أن يظل في خدمة الإنسانية، ويحاول شأنه في ذلك شأن العالم في معمله، المساهمة في النهوض بالإنسانية الأخذ بيدها إلى التقدم وتجاوز مشاكلها)[38]، وهذا نقد لمدرسة "الفن للفن".

ولم تخرج علاقة مدرسة "الفن للفن" بالفنون الأخرى عن علاقتها بفن الأدب، وكان "جان بول سارتر" أكبر منتقدي لها في الأدب، حيث حذر من انحدار الأدب إلى الغاية الذاتية، وبين خطورة فصله عن رسالته الجمالية الاجتماعية، وشرح كيف تؤثر مدرسة "الفن للفن" على وظيفة الأدب، و(أتى تخوفه من عدم قدرة الأدب الإيجابي على الصمود في وجه محاولات تحويله إلى مادة استهلاك أو متاع كما هو الشأن بالنسبة إلى السلع في السوق التجاري؛ فالأدب في نظره ليس محميا بقوانين العناية الإلهية؛ لأنه من صنع الناس يختارونه حين تكون لهم القدرة عل اختيار أنفسهم، كما انتقد نظرية الفن للفن التي دعمتها فلسفة "إيمانويل كانط" Emmanuel Kant (1724- 1804)؛ لأنها جعلت الإنسان مجرد مستهلك للجمال)[39].

ويتفق أرنولد هاوزر مع جان بول سارتر في نقد نظرية (الفن للفن) في الأدب وغيره؛ ذلك أن الفن يرتبط بالفائدة بعد المتعة ويجمع بينها، ويعلو عن اللهو والترف إلى درجة الحاجة، ولا يطلب لغاية روحية غامضة، بل يجد حياته في أبعاده السلوكية والعقلية، والقول بمبدأ (الفن لأجل الفن) عنده (أكثر من أصالة وتلقائية، في نواح معينة، مما سيصبح عليه في القرن التاسع عشر ذاته؛ إذ إنه ليس مجرد برنامج، وليس مجرد مطلب، وإنما هو الاتجاه الطبيعي لمجتمع هوائي، سلبي، متعب، يلتمس في الفن لذة وراحة)[40].

ومادامت مدرسة (الفن للفن) تركز على ذاتية الإبداع الفني، وتمجد العمل في ذاته، فإن تعريفها لم يخرج عن هذا الإطار؛ ذلك أنها جمعت في تعريف حديث، يتضمن صورة شاملة عنها، ويعبر عن فلستهما الجمالية في التعامل مع الأدب وغيره، وهنا نجد "مارك جيمنيز" يعرفها يقول: (الفن من أجل الفن، حركة فنية وأدبية تقضي أن يكون العمل الفني منفصلا عن كل الاعتبارات والقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية أو غيرها، حمل لواءها في القرن التاسع عشر نفر من الفنانين والأدباء الفرنسيين من بينهم تيوفيل غوتية وشارل بودلير)[41].

بناء عليه، تركز القيم الجمالية في علاقتها بالفنون ومدرسة (الفن للفن) على علاقة الفن بالجمال؛ فالتأثير الجمالي من العمل الإبداعي هو مبحث القيم الجمالية والقيم الإنسانية، حيث إن الأديب له جوانب إدراكية عقلانية في عمله الفني، يستحضرها ليمنح لمادته الفنية الاعتراف الجمالي بالخصوصية والقابلية للبقاء والقبول، وهذه العلاقة (بين الجمال والفن وثيقة؛ لأن الأخير يهتم بدارسة صور الأشياء ومعرفتها، وتتجه الدراسات الجمالية إلى نفس هذا العالم المحسوس الذي يقوم وراء الجهد الفني...فالاستيطيقا هي معرفة عقلية منظمة لما في الكون من مبادئ صورية...)[42].

وانطلاقا من علاقة الفن الجمال، نؤكد على تركيز القيم الجمالية على البعد الحضاري للفن، ولذلك لا يمكن الحد بين ما هو معنوي وما هو مادي في العمل الإبداعي، و(لاشك أن العلاقة بين عناصر الحضارة (معنوية ومادية) وبين الفن علاقة وثيقة، فالحضارة تترك بصماتها على شخصية الفنان بقدر ما تترك الأعمال الفنية تجسيدا حضاريا ماديا يعبر عن روح وثقافة العصر)[43].

خلاصة القول، إن الحديث عن القيم الجمالية لا يمكن القفز عن علاقتها بالفنون وقيمها الإنسانية، والبدايات الأولى لتأسيس الفن وتفريعاته، واستحضار جوانب تصنيف الفنون وترتيبها، والعوامل المؤثرة في ذلك، وما يمكنه أن يشكل مرجعية فنية أثناء الحديث عن الرؤية الجمالية في الأدب والشعر خاصة، علاوة على ظهور المدارس الفنية والنظريات والاتجاهات والرواد في كل مدرسة فنية، أولئك الذين أبدعوا التسميات، والنقاد الفلاسفة والأدباء، اللذين عملوا على تحرير الغامض بشرحه، وتوضيح العام بتخصيصه، فكان الفن فنونا ومدارس، تؤكد جميعها على الطبيعة التركيبية المعقدة لأي فن، نظرا لكثرة الزوايا والرؤى، وقدرة الفن على استيعاب المضامين والأشكال، ولعل الفن الحديث أكثر تعبيرا عن انعدام الفن الخالص، أو الجنس الأدبي الصافي، فكل الفنون تأخذ من بعضها، وتتلاقح وتتكامل في رؤيتها الجمالية وقيمها الإنسانية، قصد بناء رؤية جمالية في الواقع، وكانت مدرسة (الفن للفن) أكثر المدارس إثارة لقضية الغاية من الفن، وهذا مبعث الوقوف على القيم الجمالية والقيم الإنسانية في الفن وخاصة ما هو أدبي وشعري ذو أبعاد تربوية تعليمية.

[1]- زكريا إبراهيم، مشكلة الفن، مكتبة مصر، (د.ت)، ص 91

[2]- وريشة أمين باشا، علاقة الفنون ببعضها، مجلة العربي، ع 63، ديسمبر 2009م، ص 91

[3]- سناء خضر، الخبرة الجمالية عند جون ديوي، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية، ط1، 2010، ص 59

[4]- سناء خضر، الخبرة الجمالية عند جون ديوي، مرجع سابق، ص 59

[5]- المرجع نفسه، ص 60

[6]- إبراهيم الحيسن، التربية على الفن، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط1، 1430- 2009، ص 86- 90

[7]- المرجع نفسه، ص 88

[8]- مارك جيمنيز، الجمالية المعاصرة، ترجمة وتقديم، كمال بومنير، منشورات ضفاف الاختلاف، دار الأمان، الرباط، ط1، 2012، ص ص 141-142

[9]- محمد بسطاويسي محمد غانم، جماليات الفنون وفلسفة تاريخ الفن عند هيجل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1412-1992، ص ص 32-33

[10]- المرجع نفسه، ص 107

[11]- نفسه.

[12]- للتوسع في الفكرة أنظر المرجع السابق، ص ص 109- 110

[13]- نفسه، ص 108

[14]- أميرة حلمي مطر، فلسفة الجمال (أعلامها ومذاهبها)، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط 1998، ص 152

[15]- ميشال هال، فلسفة الجمال، ترجمة إدريس كثير- عز الدين الخطابي، منشورات مابعد الحداثة، فاس، ط1، 2005، ص ص 42-43

[16]- محمد بسطاويسي، جماليات الفنون، مرجع سابق، صص 107- 108

[17]- أميرة حلمي، فلسفة الجمال، مرجع سابق، ص 137

[18]- نفسه ص 138

[19]- نفسه، ص100

[20]- محمد بسطاويسي، جماليات الفنون، مرجع سابق، ص ص 10-11

[21]- أرنولد هاوزر، الفن والمجتمع، ترجمة فؤاد زكريا، ج2، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 1981، ص 264

[22]- نفسه، ص 263

[23]- نفسه، ص 264

[24]- رمضان الصباغ، الفن والقيم الجمالية بين المثالية والمادية، درا الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، مصر، ط2، 2009-2010، ص 245

[25]- المرجع نفسه، ص 246

[26]- إبراهيم الحسين، التربية على الفن، مرجع سابق، ص 107-126

[27]- جون ديوي، الفن خبرة، ترجمة زكريا إبراهيم، مراجعة زكي نجيب محمود، النهضة العربية، القاهرة، 1963، ص 448

[28]- أرنولد هاوزر، الفن والمجتمع عبر التاريخ، ج1، مرجع سابق، ص 55

[29]- حسن حنفي، رؤى العالم، المقدس كمحدد لتابعية الرؤية الدينية للعالم" سلطة المقدس"، مجلة عالم الفكر، ع 3، مج 40، يناير- مارس 2012، ص 7

[30]- سعيد توفيق، الفن كرؤية للعالم: رؤية هيدجرية، مجلة عالم الفكر، ع3، مج 40، مرجع سابق، ص 55

[31]- ديفيد إنغليز وجون هغسون، سوسيولوجيا الفن (طرق الرؤية)، ترجمة ليلى موسوي، مراجعة محمد الجوهري، عالم المعرفة، ع 341، يوليوز 2007، ص 22

[32]- نفسه، ص 2

[33]- هربرت ريد، الفن والمجتمع، ت فارس منزي ضاهر، دار القلم، بيروت، 1975، ص 143

[34]- محمد عبد الحفيظ، دراسات في علم الجمال، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، ط1، 2008، ص 35

[35]- المرجع نفسه، ص 34

[36]- المرجع نفسه، ص35

[37]- أرنولد هاوز، الفن والمجتمع عبر التاريخ، ج 2، مرجع سابق، ص ص 264- 265

[38]- محمد عبد الحفيظ، دارسات في علم الجمال، مرجع سابق، ص 22

[39]- حميد لحميداني، الفكر النقدي الأدبي المعاصر، (مناهج ونظريات ومواقف)، منشورات البحث النقدي ونظرية الترجمة، كلية الادب ظهر المهراز، فاس ط1، 1999، ص ص 127- 128

[40]- أرنولد هاوزر، الفن والمجتمع عبر التاريخ، ج2، مرجع سابق، ص ص 39- 40

[41]- مارك جيمنيز، الجمالية المعاصرة (الاتجاهات الرهانات)، مرجع سابق، ص 182

[42]- راوية عبد المنعم عباس، تاريخ فلسفة الفن، دار الوفاء لدينا الطباعة والنشر، الإسكندرية، ط1، 2013، ص ص 157-158

[43]- نفسه، ص 84