النّصّ الدّينيّ الإسلامي في معترك الرّقميّة: موقع "ملتقى أهل التّفسير" نموذجا


فئة :  أبحاث محكمة

النّصّ الدّينيّ الإسلامي في معترك الرّقميّة: موقع "ملتقى أهل التّفسير" نموذجا

النّصّ الدّينيّ الإسلامي في معترك الرّقميّة:

موقع "ملتقى أهل التّفسير" نموذجا

الملخّص

يتناول البحثُ سؤالَ النّصّ الدّينيّ الإسلاميّ في معترك الثّقافة الرّقميّة، ويرتكز على افتراض يدّعي أنّ مفهوم "النّصّ الدّينيّ" الّذي فقد رصيدا مهمّا من ثباته ورمزيّته في ظلّ زحف التّأويليّات الحديثة والمعاصرة، يشهد تحوّلات جذريّة جديدة في سياق الثّورة التّكنولوجيّة وما أتاحته من أنظمة خبيرة تسمح بتغيير هيئة النّصوص والخطابات وسائر أبنية الثّقافة من رموز وأطر مقدّسة وطقوس وشعائر.

غير أنّ "النّصّ الدّينيّ" في التّصوّر الاعتقاديّ الأرثوذكسي ليس منجَزًا لغويّا ثقافيّا يمكن إعادة قراءته وترتيبه بما يستجيبُ لعلوم العصر ومناهجها ومعارفها؛ وإنّما هو وجود متَجوْهِرٌ باللّفظ والمعنى لا أثر لعوامل الزّمان والمكان ولأنظمة العقل والثّقافة فيه؛ فهي ترى أنّ "النّص الدّينيّ" قد خرج من محنة الجدل الكلاميّ والمذهبيّ محافظا على كيانه وواجَه التّأويليّة الحداثيّة ولم يفقد شيئا منه، وتبني على ذلك أنّ الرّقميّة أفق جديد يمكن تسخيره لإعادة مركزة "النّصّ" بمفهومه التّراثيّ في قلب المعتقَد الإسلامي.

وبذلك لا تعدو تجربة "النّصّ الدّينيّ" الإسلاميّ في الفضاء الرّقميّ أن تكون إعادة إخراج لتصوّرات ثاوية حول مصادر الفكر الدّينيّ، تعمّق ما ورثه النّصّ عبر سيرورته الطّويلة من "قداسة" واستغلاق..

مقدّمة:

للنّصّ الدّينيّ مكانة لاهوتيّة راسخة في الضّمير الإسلاميّ، وهو المرجع الأوّل الّذي تشكّل حوله الفكر العربيّ والإسلاميّ وصاغ نسَقَه المنهجيّ والمعرفيّ؛ فما مِنْ مكوّن من مكوّنات الفكر الإسلاميّ، قديما وحديثا، إلاّ ويبني رؤيتَه الفكريّة والمعرفيّة على أساس فهْمه لذلك النّصّ ماهيةً وأثرا في حياة المسلم فردا وجماعة.

ولكنّ مقاربة "النّصّ الدّينيّ" في ثقافة متحلّقة حوله كالثّقافة الإسلاميّة لا تتمُّ، في نظرنا، إلاّ بالوقوف عند أهمّ العناصر الفكريّة والثّقافيّة والتّاريخيّة الّتي تضمن النّفاذَ إلى خصائص ذلك النّصّ، وتتيحُ الحفر في أهمّ المقوّمات المادّيّة والمعنويّة الّتي ساهمت في تشكّله في مرحلة أولى، ثمّ عملت على تثبيته وخصّه بملامح مميّزة جعلته رهنا لمقولات الفِرق والمذاهب فقهيّة وكلاميّة وأداة طيّعة بِيَدِ قوى النّفوذ الدّينيّ والسّياسيّ في مرحلة ثانية، وصولا إلى محاولات تجديده ومراجعته في سياقات مختلفة منذ مطلع "عصر النّهضة"، وخاصّة في مرحلة العولمة وما فرضته الثّورة الرّقميّة من تحوّلات في البِنى العميقة المؤسِّسة للفكر.

ولئن سعت المؤسّسةُ الدّينيّة الإسلاميّة إلى تلقّف مُنْجَزات الحداثة والإفادة من الوسائط الإلكترونيّة الجديدة فانخرطت في الفضاء الافتراضيّ عسى أن تُعيدَ هيكلة مؤسّساتها وتجديد خطابها وتثبيت مصادرها ورموزها، فإنّها وجدت نفسها في مأزق صعوبة التّموقع بين نسقيْن متناظِرَيْن: نسق تراثيّ دائريّ يؤمن بالثّبات، ونسق حداثيّ أفقيّ لا يتورّع عن الاندفاع خارج مدارات النّصوص المقدّسة ومدار التّراث، بل خارج نطاق السّرديّات الدّينيّة الكبرى برمّتها.

بناء على ذلك، بدا لنا "النّصّ الدّينيّ الإسلاميّ" في معترك الرّقميّة سؤالا جديدا ارتكازا على أنّ الثّقافة الرّقميّة تُغيّرُ في العمق سائر المفاهيم/ المفاتيح الّتي بها نُفكّر وفيها نحْبِسُ العالَم وأهمّها مفاهيم "اللّغة" و"النّصّ" و"المؤلّف" و"القارئ"، فتخلق وعيا مغايرا يمكنه أن يُزحْزِح ما تأبَّد من مقولات.

ويعتمد بحثنا في سؤال "النّصّ الدّينيّ الإسلاميّ" في التّجربة الرّقميّة على تحليل تاريخيّ نقديّ لمسيرة المفهوم في مرحلة أولى، ثمّ على دراسة تسْترْشِدُ بمنهج التّحليل السيميائيّ للخطاب وتستفيد من نظريّة التّشكيل الاجتماعيّ للتّكنولوجيا لمقاربة صورة النّصّ الدّينيّ الإسلاميّ في موقع ملتقى أهل التّفسير[1] بوصفه نموذجا لتصوّر النّصّ الدّينيّ في ظلّ الرّقميّة من وِجْهة نظر أرثوذكسيّة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1] - https://v.b.Tafsir.net


مقالات ذات صلة

المزيد