الوحي قبل البعثة


فئة :  أبحاث محكمة

الوحي قبل البعثة

الوحي قبل البعثة(1)

ملخّص:

مدار هذا الفصل على دراسة ظاهرة الوحي في الجزيرة العربيّة قبل البعثة المحمّديّة. وهذا ما أحوج إلى طرح جملة من الأسئلة سعى المؤلّف إلى الإجابة عنها تعويلاً على ما توفّر بشأنها من روايات وأخبار في المصادر الإسلاميّة القديمة. ومضمون تلك الأسئلة يتمحور حول مدى تداول مفهوم الوحي لدى أهل الجاهليّة أوّلاً، ومدى معرفتهم بتجارب متاخمة لتجربة الوحي أو متقاطعة معها ثانياً، ودراسة تلك التجارب من جهات الخصائص والمفهوم والتقنيّات والوظائف ثالثاً، ومدى تأثّر الوحي المحمّدي بسياقه الثقافي الحاضن له رابعاً.

لقد عرض المؤلّف لمظاهر استخدام كلمة "وحي" في الثقافة العربيّة قبل الإسلام، وهذا ما تقوم شاهداً عليه أبيات شعريّة عديدة نقلها الجيلُ عن الجيل مشافهة إلى أن استقرّت في مظانّ المصنّفات والدواوين مكتوبةً. فقد كان أهل الجاهليّة يؤمنون بوجود المفارق ويعتقدون في قدرته، مثلما كانوا يعتقدون في وجود الروح في علاقتها بالجسد اتصالاً به أو انفصالاً عنه. أضف إلى ذلك إيمانهم بوجود الهواتف (هي مجرّد أصوات بلا أجسام)، فضلاً عن تسليمهم بوجود كائنات لا مرئيّة (الملائكة والجنّ) تضطلع بدور الوساطة بين اللّه والإنسان.

ثمّ توسّع المؤلّف في تفحّص الناهضين بوظيفة الوحي في الجاهليّة وهم الثالوث: الكاهن والشاعر والمتنبّئ. فالكاهن هو المنبئ بالغيب، وهو يقوم بثلاثة أدوار هي: دور رجل الدين ودور قائد القبيلة ودور المتنبّئ. أمّا الشاعر، فهو متّصل بالقوى الغيبيّة، ولذلك كان له شيطانه، فعنه يتلقّى الشاعر شعره. وبخصوص المتنبّئ، فإنّه طوّر تجربة الكهانة ووسّع من نفوذها (توقّع المستقبل والتكلّم باسم الآلهة)، وكانت تعتريه حالة من الانخطاف لحظة تلقّي الوحي.

وقد انتهى المؤلّف، في خاتمة هذا الفصل، إلى استنتاجات مهمّة منها رواج مقالة الاتصال بالغيب لدى أهل الجاهليّة، فضلاً عن تمتّع ثالوث أعوان الحقيقة الغيبيّة (الكاهن والشاعر والمتنبّئ) بمنزلة أثيرة ومرموقة داخل مجتمعاتهم.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


 

[1]ـ يمثّل هذا العمل الفصل الأوّل من الباب الأوّل من كتاب "الوحي من خلال مصنّفات السيرة النبويّة قديماً وحديثاً"، تأليف: محمّد النوي ـ ط1، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.