فكر ابن الخطيب بين الطبّي والفقهيّ


فئة :  أبحاث محكمة

فكر ابن الخطيب بين الطبّي والفقهيّ

فكر ابن الخطيب بين الطبّي والفقهيّ

الإطار العام:

لم تعد ظاهرة المرض والوباء مرتبطة بالمجال الطبّي فحسب، بل أضحت ثنائيّة الصحّة والمرض من المواضيع التّي أثارت اهتمام الباحثين. وكان للأنثربولوجيين دور مهمّ في هذا المبحث، خاصّة وأنّ هذا المنهج يرتكز أساسا على دراسة البعد الثّقافيّ للظّواهر المتفشّية ضمن المجتمع. والأمراض والأوبئة من بين هذه الظّواهر القابلة للدّراسة والتّحليل.

ونروم دراسة التصوّر الجماعيّ لظاهرة الأمراض والأوبئة، ونعني بذلك مجموع المعارف الثّقافيّة والاجتماعيّة التّي يتشاركها أفراد المجتمع. وهذه المعارف تشكّل المرجعيّة الثقافيّة المتحكّمة في تصوّرات أفراد المجتمع لظاهرة المرض فتبرز رؤية خاصّة بهم في تفسيرهم للأمراض والأوبئة، انطلاقا من موروثهم الثّقافيّ، وبالتّالي، نتمكّن من اسقراء أنماط العلاج والوقاية المتّبعة انطلاقا من هذا الموروث المتوارث.

نحاول من خلال هذه الدّراسة أيضا فهم العلاقة المتلازمة بين الطبّ والفقه، كيف يمكن أن يجتمع الطّبيب والفقيه في شخص واحد؟

فالمنهج الأنثربولوجيّ للصحّة والمرض ييسّر لنا فهم ذهنيّة المجتمع في تفسيره لمسبّبات نشأة الأمراض والأوبئة وكيفيّة اتّباع كلّ مجتمع لوسائل علاجيّة ووقائيّة خاصّة بهم حسب تمثّلاتهم الثقافيّة للأمراض. ويختلف نمط تفسير الأمراض والأوبئة ووسائل العلاج والوقاية من مجتمع إلى آخر؛ وذلك حسب التمثّلات الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة... المتحكّمة في ذهنيّة المجتمع.

وفي هذا المقال اخترنا دراسة ما واجهه المجتمع الأندلسيّ في القرن 8ه/ 14م، وتحديدا سنة750هـ فترة ظهور الطّاعون الأسود. وقد تفشّى الفزع والهلع في نفوس الأندلسيّين لما أحدثه هذا الوباء من ضحايا فترة انتشاره. وقد ظهرت تأويلات عديدة حاولت تفسير سبب نشأة هذا الوباء منها العلميّة ومنها الفلكيّة ومنها المرتبط بالخرافات المتوارثة.

واخترنا تفصيل رؤية لسان الدّين ابن الخطيب لهذه الظّاهرة، وقد عرف الأخير شاعرا إلاّ أنّ له تحليلا طبيّا لهذا الوباء جدير بالاهتمام والدّراسة والنّقد. فقد قدّم رؤية لم يقبلها رجال فحاول التصدّي لتفسيرهم الفقهيّ مقدّما نظريّة مخالفة لهم وتثبت عكس ما ادّعوه. فكيف فسّر أهل الأندلس أسباب نشأة الطّاعون الأسود؟ وما هي الرّؤية العلميّة التّي قدّمها ابن الخطيب؟ وفيم تتمثّل وسائل العلاج والوقاية المقترحة؟ وكيف تقبّل العامّة ورجال الدّين هذه النظريّة الجديدة؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا