قلة الاهتمام بالتعلم من قبل الطفل المتعلم(ة)


فئة :  مقالات

قلة الاهتمام بالتعلم من قبل الطفل المتعلم(ة)

قلة الاهتمام بالتعلم من قبل الطفل المتعلم(ة)[1]

في هذه الدراسة، نتناول الأسباب التي تدفع الطفل المتعلم(ة) إلى عدم الاهتمام بالتعلم، سواء في داخل البيت، أو في الشارع، أو في المدرسة، وداخل حجرات الدرس، ومضاعفات قلة هذا الاهتمام، إضافة إلى الإجراءات التي يمكن أن تخلق الاهتمام بالتعلم لدى المتعلم (ة).

1) بعض أسباب قلة الاهتمام بالتعلم، من قبل الطفل المتعلم(ة):

أ) في داخل البيت:

- الجو الأسري المضطرب والبعيد عن كل ما له علاقة بالكتاب والثقافة، وما يسببه من شعور لدى المتعلم(ة) بعدم وجود حوافز معنوية، تبعث على الاهتمام بالتعلم...

- شـيـوع التـفـكـير الخرافي واللاعقلاني داخل الأسرة، والذي لا يساعد على تعزيز الاهتمام بالتعليم والتعلم لدى المتعلم(ة)...

- عدم إعطاء قيمة للمعرفة العلمية والأخلاقية التي يتم اكتسابها عن طريق المدرسة وغيرها من المؤسسات التربوية...

- قلة الإمكانيات المادية، وسوء استغلالها...

- الإفراط في تدليل المتعلم(ة)، وما ينجم عنه من حرية يساء استعمالها...

- تناقض التوجيهات، وتضارب الآراء، حول الفائدة من التعليم والتعلم...

- تعود المتعلم (ة) على الكسل والاعتماد على الآخرين في قضاء حاجاته(ا)...

- القسوة على المتعلم(ة)، وما تؤدي إليه من إفساد لمعاني الإنسانية...

- اهتمام الأسرة بنقط النتائج المدرسية المرغوب الحصول عليها من قبل المتعلم(ة)،

أكثر من اهتمامها بما يفيد في تكوين شخصيته(ا)...

- شعـور المتعلم(ة) بأنه(ا) تافــه(ة) ولا قيمة لشخصيته(ا) سواء في نظر نفسه(ا) أو

في نظر الآخرين...

- غياب الوالدين أو أحدهما...

ب) في الشارع:

- تأثر الطفل في أية مرحلة من مراحل عمره بما يشاهـده ويلاحظه في الشارع وغيره من الأمكنة، أكثر من تأثره بالنصائح والإرشادات وبما يتعلمه في البيت والمدرسة...

- جهل المتعلم(ة) بعمق الأشياء والتصرفات والحركات والمشاهد...، وعدم قدرته (ا) على التقاط جوهرها أو الخلفية التي تكمن وراءها...

- ما يعـرض من كـتابات غـير سـلـيـمة على اللـوحـات الإشـهـاريـة أو على واجهات المحلات التجارية...، والتي توحي للمتعلم(ة) بعدم العمل بالمعرفة العلمية الصحيحة التي يتم تعلمها عن طريق المدرسة أو الأسرة ...

- ما يـفـرض على المتعلم(ة)، من أفكار وآراء لا تـعـطي قـيـمة لما يـتـم تـعـلـمه في المدرسة أو الأسرة

- ما يـنـتج عن ملاحظة المتعلم(ة)، لمواقف اجتماعية، تبجل الشخص ذا السلوكيات السلبية، وتحقـر الفرد الحامل للمعرفة والقيم الإنسانية التي اكتسبها عن طريق التعلم المدرسي وغير المدرسي...

- ما يـحـصل من تـنـاقضات، تخلق أزمات تفضي إلى تكوين نظرة سلبية عما يتم تعلمه من معارف ومفاهيم ومهارات وقيم إيجابية...

- ظاهـرة بـطـالة الحاصلين والحاصلات على شواهد التخرج من مدارس ومراكـز وجـامعات التربية والتكوين...

- إهمال المجال البيئي بشكل يظهر للمتعلم(ة) عدم العمل بالعلم والمعرفة ...

ج) في ساحة المدرسة:

- تـصـرفـات الفاعلين التربويين وأساليب عملهم وتعاملهم، وما تحمله من تناقضات وتـبـخـيـس للمعرفة وإهـمال لتحسين مضامـين ومحـتويات المـناهج والبـرامج المدرسية، والبعيدة عن تكريس البعد التثقيفي في تدبير المدرسة؛

- الشعور بالاغتراب وعدم الانتماء إلى المدرسة...

- عدم وجود فضاءات ومرافق ووسائل، تلبي حاجات المتعلم(ة) الأساسية للتواصل، والترفيه، والتنفيس، والاستراحة الذهنية، وتخفيض التوترات، ...

- النزاعات بين الأقران، وعدم وجود مسؤولين مؤهلين لتدبيرها بشكل إيجابي...

- زمن التواجد داخل المدرسة غير الملائم لتلبية أهم حاجات المتعلم(ة) للدراسة...

- العـقـاب البـدني والنفـسي، وما يـخـلـفه من آثـار سلـبـية على شـخـصية المتعلم(ة)، تؤدي به(ا) إلى عدم اعتماد الصراحة والصدق والتعاون الإيجابي مع الآخرين ...

د) في داخل حجرات الدراسة:

- موقع حجرة الدراسة، وشكلها، ولونها، وتهويتها، وإضاءتها، ومحتوياتها، ...

- عـدم تـكـافـؤ فـرص الـتعـلم، بسبب تأثـيرات الظـروف الاجـتماعية والاقـتصادية والثقافية، على المتعلم(ة)، والتي تكون متباينة...

- تنظيم فضاء التعلم، بشكل لا يلبي حاجات المتعلم(ة) النفسية والعقلية والحركية...

- النقص في تهيئ الوسائل التربوية والبيداغوجية اللازمة لخلق الدافعية للتعلم...

- عدم مراعاة حاجات المتعلم(ة) الأساسية التالية:

* الحاجة إلى الاستقرار الانفعالي (الإحساس الشخصي والجماعي بالأمن والأمان والسلام والاطمئنان)؛ لأنه بفعل هذا الاستقرار يحصل انتباه المتعلم(ة) إلى الإشارات والمعلومات الصحيحة، التي تتحدد كميتها ونوعيتها بالمثابرة. المثابرة التي تتحدد بدافعية المتعلم(ة) للتعلم وتوقع النجاح، وباستثمار مكتسباته(ا) المهاراتية والمعرفية والخبراتية في ممارسة التعلم والتعليم؛

* الحـاجـة إلى الاسـتـقــرار الـذكـائـى (الثقة في القدرات والمهارات والمعلومات الشخصية والجماعية)؛ لأنه بفعل هذا الاستقرار، يحصل التركيز، وتعمل الحواس، وينشط العقل، وتزداد قدرة المتعلم(ة) على التأثير في المواقف والنتائج؛ فيكون

سلوكه(ا) أكثر نشاطا وأكثر تحكما في الأداء التعلمي...

* الحـاجـة إلى الشـعـور بالانتماء إلى جماعة الفصل الدراسي (الإحساس بالقبول والتعاون)، لأنه بفعل تفاعل المتعلم(ة) مع أقرانه(ا) في جماعة الفصل، ومقارنة نفسه(ا) معهم(أو معهن)، وتقديره(ا) الإيجابي لجماعته(ا)؛ تصبح الدلالة الإيجابية

للانتماء إلى جماعته(ا) دلالة لذاته(ا) وتقديرا شخصيا وجماعيا لها، فتنمو الثقة بالذات التي تسهم في صنع الشخصية الفردية والجماعية؛

* الحاجة إلى الاستقرار المذهبي(الالتزام بالتعاقدات التربوية...)، لأنه بفعل هذا الاستقرار، يحصل التشبث بالمبادئ والعمل بالقواعد التي يتم الاتفاق عليها؛ فتتوطد العلاقات الاجتماعية الإيجابية، ويصبح للذات معنى ويتطور المجتمع؛

- قلة الوضوح البيداغوجي والوضوح المنهجي، أثناء تدبير وضعيات التعلم...

- النقص في الدقة في التعبير، سواء كان شفهيا أم كتابيا...

- الاسـتعمال غير الجيد للوسائل الديداكتيكية (كتاب المتعلم(ة)، السبورة، الأدوات الهندسية، الصويرات، الخرائط، الألواح...

- الـنـقـص في تـنـظـيم وتدبير العمل المدرسي الفردي أو الثنائي أو الرباعي... أو الجماعي (جماعة الفصل)...

- الخلل الذي قد يوجد في بعض مضامين الكتب المدرسية، سواء كان على مستوى القيم العلمية والأخلاقية أو على مستوى الاختيارات البيداغوجية أو المنهجية، أم كان على مستوى الدقة في التعبير واختيار المصطلحات المناسبة...

-الاعتماد الكبير على الكتاب المدرسي وفرض مضامينه بطرائق لا تعتمد الحوار...

- نـظـرة الطفل المتعلم(ة) إلى نـظـام المدرسة كنظام زجري يقيد حريته(ا)، ويكون لديه(ا) الرغبة في التخلص منه...

- الحالة الصحية للمتعلم(ة) والأستاذ(ة)، وأحوال الطقس، ...

- الاكتظاظ الذي يؤدي إلى إعاقة الحوار والمناقشة والتجريب والتفاعل...

2) بعض مضاعفات قلة اهتمام المتعلم(ة) بالتعلم:

- لجوء المتعلم(ة) إلى أساليب الغش المختلفة...

- اتخاذ المتعلم(ة) موقف سلبي من التعليم والتعلم...

- فقدان المتعلم(ة) الثقة في المؤسسات المجتمعية...

- انقطاع المتعلم(ة) عن الدراسة...

- شعور المتعلم(ة) بالدونية وما يترتب عن ذلك من إساءة للذات وللمجتمع وللبيئة...

- تعاطي المتعلم(ة) لما هو مضر بصحته البدنية والنفسية والعقلية...

- عجز المتعلم(ة) عن تدبير المشاريع الشخصية بكيفية معقلنة...

- تنشئة المتعلم(ة) تنشئة غير مشبعة بروح المعرفة والعلم والثقافة...

- مساهمة المتعلم(ة) غير المهتم(ة) بالتعليم والتعلم في تأخر نمو المجتمع وتطوره.

3) بعض الإجراءات التي يمكن أن تخلق الاهتمام بالتعلم لدى الطفل المتعلم(ة):

أ) داخل البيت:

- العمل على أن يسود الحياة الأسرية جو من الهدوء والاطمئنان والأمن والتسامح والتعاون والحب والتقدير المتبادل، والنظر إلى الماضي كأداة للحاضر وأساس لرسم معالم المستقبل...

- التحاور مع المتعلم(ة)، على أساس قبول الآخر كشخصية مستقلة، مع الاعتراف بالتعددية في الآراء ووجهات النظر، والاهـتمام باكـتساب الخـبرات المتكامـلة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التربوية الاجتماعية ...

- تهيئ الظـروف اللازمة لاكـتساب المعـرفة العلمية والأخلاقـية، سواء عن طريـق الكتاب المدرسي أو المجلة أو الجريدة أو القصة أو التلفزيون أو الحاسوب ...أو من خلال النقاش والتداول في موضوعات الحياة...

- العمل على تكوين خـزانـة ثـقـافـية في جـناح خاص داخل البيت، تـتضمن الكـتب والقصص والمجلات والوثائق التثقيفية... وحث المتعلم(ة) باستمرار على تنظيم وتصفح محتوياتها ...

- تخصيص زمن للقراءة الحرة والجماعية، من قبل أفراد الأسرة والمتعلم(ة)...

- تـثـمـين الأسرة لكل مجهود يبذل من قبل المتعلم(ة) من أجل التعلم، مع الحرص على إبراز معنى ودلالة مضمون التعلم في الحياة...

- التـداول أمـام المتعلم(ة) ومعه(ا)، في الوقـائـع والأحـداث اليومـية، والوقوف على أهمية التعلم في التعامل الإيجابي مع ما يحدث في الواقع ...

- الإنصات للمتعلم(ة) عند الرجوع من المدرسة، ومناقشته(ا) في مضمون ما يحمله (أو تحـمله) من أفكار وآراء ومعـلومات، مع تجنب التركيز على النتائج المدرسية الرقمية(النقط)؛

- إعـطـاء أهـمـية لتنمية شخصية المتعلم(ة) في مختلف مناحيها، بدل التركـيز على نـتـائـج الامـتحانـات المدرسية والمـبالغة في الاهـتمام بها بدرجة تجـعـل المتعلم(ة) يحـس(أو تحس) بإهمال لشخصيته(ا) ...

- يجب أن يقـوم تحفـيز المتعلم(ة) على التعلم من قبل أفراد الأسرة، على أساس أن حـوافـز الطفل تـخـتـلـف عن حـوافـز الراشـد، وأن الحاضر بالنسبة إلى الطفل أهم من المستقبل، فتلبية حاجياته(ا) الشخصية ينبغي أن تكون آنية أكثر منها مستقبلية ...

- إبراز دور المدرسة في تربية وتعليم وتكوين الفرد كيفما كان عمره؛ ...

- إرشاد المتعلم(ة) إلى تطبيقات ما يتم تعلمه من خلال محتويات البرامج المدرسية، في إنجاز المهام والقيام بالأعمال اليومية في الحياة العامة والخاصة للإنسان...

- فسح المجال للمتعلم(ة)، للتعبير عن ميله(ا) للحركة والاستطلاع والاستكشاف، مع الحـرص على مراقبة هذا الميل وتوجيهه وتعزيزه، وذلك بتوفير الحاجيات الأساسية، وبالقدوة الإيجابية، والإجابات المنطقية عن التساؤلات...

- إشـراك المتعلم(ة) في البحـث عن أسـباب تـدني اهـتمامه(ا) بالتعلم، وإيـجـاد الحل المناسب الذي يكون منطقيا ومقنعا له(ا)...

- السـماح للمتعلم(ة) باللعـب الهادف، حتى يجد (أو تجد) المجال الذي يسمح بحرية التعبير عن الميولات والرغبات وبتفجير الطاقات الكامنة في الذات، وبالتواصل مع الطبيعة والمجتمع. فـفي مـجـال اللعـب، يـسـتـعـمل الطفل عـددا كـبيرا من الوظـائـف

النفسية والعقلية كالإرادة والذاكرة والانتباه والتفكير...، ويـكـون صورة إيجابية عن ذاته ويفهم القيم الأخلاقية، ويمارسها في الواقع المعيش؛

- العـمل على غـرس الميل لقراءة القصص والمجلات والكتب في شخصية الطفل، حتى يزداد فهما لذاته وثقة بنفسه وتقويما لتعلماته...

ب) في الشارع:

- التواصل الإيجابي والمسؤول من قبل المتعلم(ة) مع الآخرين...

- الترفيه والتسلية والمشي في الحدائق من قبل المتعلم(ة)...

- التنزه والمشي والتجوال في فضاءات مناسبة، حيث تكون المتعة في الطبيعة التي توقظ في الطفل حب المعرفة والملاحظة والمشاهدة وتطور قدراته على الاستطلاع والاستكشاف...

ج) داخل المدرسة:

نظرا لكون المدرسة من بين المؤسسات المجتمعية، التي تسهم بشكل كبير في تـشـكـيل شخصية الإنسان الذي يلجها ليس فقط بما تسمح به من اكتساب للمفاهيم والمعارف والمعلومات والمهارات والخبرات من خلال المناهج الدراسية، وإنما بما

تـتـيحه للمتعلم(ة) من فرص للحياة في وسط اجتماعي داخل حجرات الدراسة وفي السـاحة والملعـب ومـركز التوثـيق والإعلام وقاعات المطالعة والقراءة الحرة ومكاتب الإدارة التربوية، حيث تبتكر علاقات اجتماعية بين الأفراد والجماعات وتسود أنماط من الأفـعـال والتصرفـات، وفـق تصورات وتمثلات ومعتقدات وقيم خاصة، تكون لصيقة بالبيئة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للفرد (سواء كان(ت) موظفا(ة) أو عاملا(ة) أو متعلما(ة)). فإن الإجراءات التدبيرية التي نقترحها على كل العاملين والعاملات في المدرسة من أجل تحفيز المتعلم(ة) على الاهتمام بالتعلم والتعليم؛ تستوجب تحقيق ما يلي:

- تخفيف المعاناة المادية والمعنوية على كل منتسب إلى المدرسة ...

- تزويد المدارس بكل اللوازم الضرورية للتربية والتعليم والتعلم...

- تـحـسـين فـضاءات المـدرسة وتجهـيزها والاهـتمام بالمجال البيئي الذي توجد فيه، من حيث التشجير والتنظيف والتنظيم...

- تخفيف المناهج الدراسية، وتوجيه التربية والتعليم نحو المستقبل...

- السهر على جودة الكتب المدرسية الوطنية والجهوية ...

- العـمل على تـنـمية الكفايات المهنية للشغيلة التعليمية وتطويرها باستمرار، حتى تتمكن من مواكبة المستجدات التربوية والتحولات الاقتصادية والتطورات الثقافية، وتـقـوم بالأدوار المـنـوطة بها، في جو يسود فيه التعاون البناء والتفاعـل الإيجابي

والثقة المتبادلة والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والعلمية تجاه وظائف المدرسة...

- إحـداث خـلايـا من الاخـتصاصيـين أو الاخـتصاصيات في عـلم النفـس التـربوي والاجتماعي، للإنـصات والتحاور مع المتعلمين والمتعلمات والأساتذة والأستاذات والطاقم التربوي في الإدارة المدرسية، وكذلك الأعوان وما لهم من دور في معرفة السلوكيات التلقائية لمن يتواجد داخل المؤسسة وأمام بابها، وإيجاد حلول للمشكلات المطروحة على المستوى التربوي للمتعلم(ة)...والسهر على إنجاز بحوث ميدانية ...

- تـفـعـيـل قـنوات التـواصل مع الأسـر، وجـمعيات آباء وأمهات وأولياء المتعلمين والمتعلمات، وجمعيات المجتمع المدني، والجماعات المحلية؛ في اتجاه التعـاون مع المدرسة، في معالجة المشاكل التي تدخل ضمن مهامها...

- تدعيم تواصل المدرسة مع مختلف المؤسسات الاجتماعية والثقافية والصناعية...، من أجـل إتـاحـة الفـرص للمتعلم(ة) لاستطلاع واستكـشاف الأشياء التي توجـد في الواقع، والتعرف على علاقاتها بمحتويات وأهداف المنهاج المدرسي، والتمكن من

معرفة أهمية اكتساب المعرفة بصفة عامة، في الحياة...

- تقليص عدد المتعلمين والمتعلمات داخل حجرة الدراسة...

- تخصيص أماكن داخل المدرسة، للمطالعة والقراءة الحرة والترفيه واللعب من قبل المتعلم(ة)، مع السهـر على مساعدته(ة) وتحفيزه(ا) على ولوج هذه الأمكنة، وتهيئ الجو المشجع على المواظبة والاستفادة... والحد من ظاهرة التواجد في الشارع

أمام المدارس ...

- خلق الأنشطة المندمجة التي تسمح بتفجير طاقات المتعلم(ة)...

إجراءات في ساحة المدرسة في زمن الدخول المدرسي:

في بداية السنة الدراسية، بالنسبة إلى التعليم الأولي والابتدائي، ينبغي تـنـظـيم لقاء للتعارف البسيط مع الأطفال، يتم من خلاله تقديم الطاقم العامل داخل المدرسة كآباء وأمهات لهم ولهن. ثم مـصاحـبـتـهـم ومصاحـبـتـهـن بشكـل جماعي وبنظام وانتظام

للتعـرف على فضاءات المدرسة وعلى الأشياء الموجودة فيها؛ عن طـريـق حـوار بسيط، يسمح للمتعلم(ة)، بالمشاهدة والاستطلاع والتعبير والتساؤل والاستئناس...أما بالنسبة إلى التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، فنـقـترح تـنـظـيم يوم للتواصل من أجل التعارف، والتعرف على فضاءات الثانوية، وإعـداد مـواثـيـق تـخص : الساحة، والمكاتب الإدارية، ومركز التوثيق والإعلام وقاعات المـطـالـعـة والـقـراءة الحـرة، والملاعب الرياضية، وحجرات الدراسة. الإعداد الذي يكون باقتراحات تقدم من قبل كل متعلم(ة)، وبحـضور جـمـعـية الآباء والأمهات والأولياء، والأساتذة والأستاذات، ومختلف الموظفين بالمدرسة، وبعض جمعيات المجتمع المدني ...

ونقترح أن تكون الورقة التقنية لهذا اللقاء التواصلي كالتالي:

الورقة التقنية الخاصة باللقاء التواصلي في يوم عيد المدرسة

* المشروع: إعداد مواثيق فضاءات الثانوية...

* أهداف المشروع:

أ- تنمية شخصية المتعلم(ة) وتطويرها...؛

ب- التشبث بالحقوق والذود عنها، وبالواجبات والحرص على أدائها واحترامها؛

ج- تنمية روح المسؤولية الفردية والجماعية، في تدبير التربية والتعليم، داخل المدرسة؛

د- خلق جسور التواصل في داخل المدرسة، ومعها؛

هـ- العـمـل على بـلـورة السـلـوك الـمـدني أثـناء التواجد في فضاءات المدرسة.

* مضامين المشروع:

الكفايات المستهدفة

الحقوق والواجبات

يحق لي

يجب علي

- التموقع في الزمان والمكان

 

 

- التموقع بالنسبة إلى الآخر وبالنسبة إلى المؤسسات المجتمعية (البيت والمدرسة والمجتمع...) والتكيف معها ومع البيئة بصفة عامة

 

 

- تقويم المنتظرات والاتجاهات والسلوكيات الفردية والجماعية

 

 

- القدرة على التعبير عن الذات

 

 

- اكتساب العلاقات الاجتماعية الإيجابية

 

 

- اكتساب قواعد السلوك المدني

 

 

* منهجية الاشتغال على المشروع:

1- المصادقة على المشروع من قبل الجهات المسؤولة...

2- تكوين ًلجنة الإشرافً على تدبير المشروع ...

3- أ) الإعلان على المشروع للعموم داخل المدرسة، قبل الشروع في تسجيل المتعلمين أو المتعلمات...

ب) وتسليم لكل متعلم(ة) أثناء تسجيله(ا) ورقة تتضمن المقصود بالحق وبالواجب، والمشروع وأهدافه، ودعوة لأسرته للحضور يوم عيد المدرسة...

4- التركيز في إنجاز المشروع على انخراط:

أ) المتعلمين أو المتعلمات.

ب) الأستاذات والأساتذة.

ج) الأطر الإدارية والأعوان.

د) جمعية الآباء والأمهات والأولياء.

هـ) جمعيات المجتمع المدني، وكل فاعل(ة) اقتصادي(ة) أو اجتماعي(ة) من بين قدماء المتعلمين أو المتعلمات المتخرجين من الثانوية...

* توفير اللوازم:

أ) سبورات متحركة وصناديق من الكارطون؛

ب) مكبر صوت؛

ج) مسجلة أو كاميرا فيديو؛

* خطة العمل في صباح يوم عيد المدرسة:

أ) توضع سبورات في الساحة، ويكتب عليها ما يلي:

مشروع ميثاق الساحة

الأهداف:

- تنظيم الحياة داخل ساحة المدرسة؛

- انخراط المتعلمين والمتعلمات والأساتذة والأستاذات والأعوان وموظفي الإدارة التربوية؛ في المحافظة على البيئة في داخل الساحة؛ وأمام كل سبورة يوضع صندوقان، ويكتب على وجه أحدهما: في الساحة يحق لي. وعلى وجه الصندوق الآخر: في الساحة يجب علي.

ب) توضع سبورات في ملاعب التربية البدنية، ويكتب عليها ما يلي:

مشروع ميثاق الملاعب

الأهداف:

- تنمية مهارات التواصل الإيجابي؛

- العمل بالقيم الأخلاقية الجماعية؛

- تنمية المهارات والقدرات البدنية؛

- العمل بقواعد السلوك المدني.

وأمام كل سبورة يوضع صندوقان، ويكتب على وجه أحدهما: في الملعب يحق لي. وعلى وجه الصندوق الآخر: في الملعب يجب علي.

ج) وأمام مكاتب الإدارة، توضع سبورة، ويكتب عليها ما يلي:

مشروع ميثاق الإدارة

الأهداف:

- فهم أخلاقيات التعامل الإداري؛

- معرفة المهام الإدارية والمسؤولين أو المسئولات عنها؛

- تأمين حقوق وواجبات جميع المنتسبين والمنتسبات للمدرسة؛

- تدبير الزمن المدرسي؛

- الاعتناء بالبيئة المدرسية.

وأمام كل سبورة يوضع صندوقان، ويكتب على وجه أحدهما: في الإدارة يحق لي. وعلى وجه الصندوق الآخر: في الإدارة يجب علي.

د) وأمام مركز التوثيق والإعلام والمطالعة والقراءة الحرة، توضع سبورة، ويكتب عليها ما يلي:

مشروع ميثاق مركز التواصل والإعلاميات

الأهداف:

- تهيئ الظروف المناسبة لتحفيز المتعلم(ة) وتشجيعه(ا) على التثقيف الذاتي؛

- انخراط المتعلمين والمتعلمات في وضع نظام للولوج إلى المركز والاستفادة من الأدوات والموارد التي توجد به؛

- تدبير زمن المطالعة والقراءة الحرة بالنسبة لجميع المتعلمين أو المتعلمات.

وأمام كل سبورة يوضع صندوقان، ويكتب على وجه أحدهما: في المركز يحق لي. وعلى وجه الصندوق الآخر: في المركز يجب علي.

هـ) بالنسبة إلى ميثاق القسم، توضع سبورة في الجناح الخاص بكل مستوى دراسي، ويكتب عليها:

مشروع ميثاق القسم

الأهداف:

- تنظيم الحياة داخل قاعة الدراسة؛

- تحقيق الإنصاف والديمقراطية في التربية والتعليم؛

- خلق الظروف التي تساعد على الاهتمام بالتعلم.

وأمام كل سبورة يوضع صندوقان، ويكتب على وجه أحدهما: في قاعة الدراسة يحق لي. وعلى وجه الصندوق الآخر: في قاعة الدراسة يجب علي.

و) توجيه كل متعلم(ة) إلى وضع اقتراحاته(ا) في الصندوقين مكـتوبة في ورقتين بدون كتابة اسمه(ا) وبحرية غير خاضعة للمراقبة.

ز) تسجيل الارتسامات والملاحظات والآراء والمشاهد، بواسطة مسجلات وكاميرا الفيديو، من أجل استثمارها في تدبير الشأن المدرسي في المستقبل...

* خطة العمل في فترة ما بعد زوال يوم عيد المدرسة:

أ) انتخاب ممثلي أو ممثلات الأقسام، في داخل حجرات الدراسة.

ب) تكوين لجن لقراءة المقترحات وصياغة مواثيق فضاءات المدرسة؛ تضم ممثلين أو ممثلات الأقسام، وأساتذة وأستاذات، وموظفي الإدارة، وعناصر من جمعية الآباء والأمهات والأولياء، وتمثيلية لجمعيات المجتمع المدني الحقوقي...

* خطة العمل في فترة صباح اليوم الموالي ليوم عيد المدرسة:

- اشتغال اللجن على إعداد المواثيق؛

- منح عطلة للمتعلمين والمتعلمات باستثناء ممثلات وممثلي الأقسام.

* خطة العمل في فترة ما بعد زوال اليوم الموالي ليوم عيد المدرسة:

أ) تسلم المواثيق المتفق عليها، مختومة بطابع المؤسسة، إلى كل متعلم(ة)، قصد الاحتفاظ بها في دفتر النصوص وتوقيعها من قبل أحد أعضاء الأسرة؛

ب) تـثـبـت المواثـيق في أماكن خاصة بكل فضاء مدرسي، تسمح بالاطلاع على بنودها طيلة السنة الدراسية، من قبل كل من يتواجد داخل المؤسسة؛ واستثمارها من قبل المسؤولين، أثـناء التعـامـل مع المتعلم(ة) تـعـامـلا تـربويا يقوم على أساس

الاتفاقات المشتركة...

ج) قـراءة وتـدارس بـنود مـيـثـاق القسم الخاص بكل مستوى دراسي، دخل حجرة الدراسة. ثم تثبيته على الجدار الداخلي للحجرة، بعد توقيعه من قبل الإدارة وأساتذة أو أستاذات نفس القسم.

إجراءات في ساحة المدرسة خلال السنة الدراسية:

- تـتـبـع ومـلاحـظـة وتقويم سلوكيات المتعلم(ة)، من قبل طاقم تربوي مؤهل لتلبية حاجات المتعلم(ة) للأمن والثقة بالنفس والحركة وتقدير تصرفاته(ا) الإيجابية وربط القيم العلمية والأخلاقية بالواقع المعيش...؛ عن طـريـق الإنـصات والحــوار

الهـادف الذي يؤدي بسرعة إلى الإقـناع والاقـتـناع، مع الاسـتـئـناس ببنود المواثيق المـتـفـق عليها، والتحـلي بالقدوة الإيجابية في التعامل، وتـجـنـب الخطاب السلطوي اللاحـواري الذي ينمي في شخصية المتعلم(ة) الخنوع والخوف وعدم الظهور على حقيقته(ا) ويغرس في نفسه(ا) صورة سلبية عن ذاته(ا) تهدم استعداداته وقدراته...

- السـمـاح للمتعلم(ة) بطرح الأسئلة التي تدور حول القيم والمثل والأخلاق والتقاليد والعادات...

- إحالة ذوي السلوكيات المرضية على ذوي الاختصاص، لمعالجتها بتعاون مع أسرة المريض(ة).

إجراءات في داخل حجرة الدراسة:

1) بالنسبة إلى التعليم الابتدائي، يستحسن بناء ميثاق القسم في بداية السنة الدراسية، بمشاركة جميع المتعلمين أو المتعلمات، وبتنسيق بين أساتذة أو أستاذات نفس القسم.

والعمل على وضع الورقة الحاملة للبنود التي تم الاتفاق عليها، على جدار قاعة الدراسة، للرجوع إليها عند الالتزام بها أو خرقها أو عند الحاجة إلى إضافة بنود أخرى. وهذا الإجراء قد يسهم في تذليل بعض الصعوبات في التواصل مع المتعلم(ة) وأسرته(ا)، لما يتضمنه من قيم وحقوق وواجبات للمتعلم(ة) داخل القسم.

ونقترح على الأستاذ(ة) خطة العمل التالية:

أ) التفكير القبلي في بنود ميثاق القسم مع الاستئناس بالنموذج التالي:

نموذج لميثاق القسم:

1- أحترم وقت الدخول إلى قاعة الدراسة ووقت الخروج منها.

2- أحيي الأستاذ(ة) والآخرين

3- أنتظم في الصفوف أثناء الدخول إلى قاعة الدراسة والخروج منها.

4- لا أرفع صوتي أثناء الحديث مع الآخرين.

5- أمشي بنظام وهدوء واستقامة.

6- لا أقوم بحركات وتصرفات تؤذيني أو تؤذي الآخرين.

7- لا أحمل الأشياء التي ليس لها علاقة بتعليمي المدرسي.

8- أحضر أدواتي المدرسية الخاصة بالحصة الدراسية.

9- أحضر أنشطتي المنزلية الخاصة بالحصة الدراسية.

10- أحافظ على هندامي وأدواتي المدرسية.

11- أنظم أدواتي المدرسية على الطاولة وفي محفظتي.

12- أحافظ على صحة جسمي بالجلوس السوي.

13- أحافظ على نظافة قاعة الدراسة وأتعاون على تنظيمها وتزينها.

14- أحافظ على ما يوجد في قاعة الدراسة من أشياء.

15- أتقبل النصح والتوجيه .

16- أتجنب التشويش على الآخرين بالحركات أو بالكلام.

17- أحترم الآخر، وأنصت إليه(ا) وأحترم آراءه(ا).

18- لا أردد كلمة أستاذ(ة) عندما أريد أن أتدخل، وأكتفي برفع الأصبع.

19- لا أنتقل من مكان لآخر إلا بعد أخذ الإذن، وبهدوء ونظام.

20- أحافظ على ميثاق القسم في دفتر النصوص وأراجعه باستمرار.

21- ألتزم ببنود ميثاق القسم

ب) اسـتـدراج المتعلمين أو المتعلمات عـن طـريـق الحـوار وبـواسـطة الوقـائع والوسائل والأدوات المعيشة، إلى بناء بنود ميثاق القسم وكتابتها على السبورة؛

ج) الاتـفـاق على الصـيـاغـة النهائـية، بـمـشاركة أستاذات وأساتذة نفـس المستوى التعليمي؛

د) كتابة ميثاق القسم في أوراق وختمها بطابع المدرسة، ثم يسلم لكل متعلم(ة) ورقة ليتم إلصاقها في دفـتر النصوص، والتوقيع عليها من قبله(ا) ومن قبل أبيه(ا) أو أمه(ا) أو وليه(ا). كما توضع على الجدار الداخلي لحجرة الدراسة، ورقة كبيرة لميثاق القسم تكون موقعة من قبل المدير وأساتذة أو أستاذات نفس القسم.

2) التزام الأسـتـاذ(ة) بـالـعـمـل الجدي الخلاق الذي يتم من خلال تمظهراته، الشعور والوعي بأهمية التعلم في تكوين شخصية الفرد مهما كان عمره؛

3) الثقة في المؤهلات والإمكانات الذاتية للمتعلم(ة)، مع إتاحة الفرص له(ا) للتأمل في طرائقه(ا) الذهنية وتحليل مواطن القوة والضعف فيها؛

4) تـنـظـيم مكان التعـلم بكيفية تثـير الاهـتمام بالتعلم، ويستحسن أن يكون بمشاركة المتعلم(ة) في تقديم المقـترحات، وإنجاز المهام المرتبطة بما تم الاتـفاق عليه من قبل جماعة الفصل الدراسي...

5) تهيئ كل الوسـائـل الـلازمـة للعـمل الجـماعي والفـردي، قـبل الشروع في تدبير وضعيات التعلم...

6) يجـب على الأستاذ(ة)، تجـنـب كل ما من شأنه أن يـزعـزع الاستقـرارات الأربعة لدى المتعلم(ة) (ككثـرة الكلام، والحـركات الزائـدة، والتأنـيب، والعقاب، والتموقع في مكان غير مناسب أثناء تـدبـيـر وضعـيات التعـلم، وعدم تـقبل الأخطاء، والـتقـليل من إمكانيات المتعلم(ة) الذاتية في التفكير والعمل وبذل الجهد، ...).

7) يـنـبـغي إجـراء حـوار مع المتعلمين أو المتعلمات حـول الكـفـايات التعلمية المستهدفة من موضوع الدرس، وتثبيت الورقة الحاملة لها على جدار حجرة الدراسة قبل الشروع في تدبير وضعيات التعلم التي يتضمنها الدرس، حيث يعمل هذا الإجراء على جعـل المتعلم(ة) يـعـرف إلى أيـن يسير، وكـيف يسير، وبأية وسيلة يسير لكي يصل، ومع من سيتحرك وما هي إمكاناته(ا) الذاتية اللازم توظيفها واستثمارها من أجل ذلك…

8) منـاقـشـة مضامين الكتاب المدرسي وتحليلها بكيفية منطقية، تسمح بتكوين صور وتمثيلات ذهنية عن القيم الأخلاقية والعلمية في عقل المتعلم(ة)، وتجعله(ا) يتعرف (تتعرف) على ذاته(ا)...

9) تـنـظيم العمل بشكل يتصف بالدقة والوضوح البيداغوجي والوضوح المنهجي، لأن جودة العمل التربوي والتعليمي، تستوجب:

أ) تـنـظـيم مكان التعلم والوسائل الديداكتيكية، حسب الاختيار البيداغـوجي الملائم لتدبير وضعيات التعلم التي تم اختيارها لتلبية حاجات المتعلم(ة) للتعلم...؛

ب) حسن تدبير الاختلاف وتحقيق الإنصاف والحكامة التربوية؛

ج) الحسم في التصرفات غير المقبولة، ويكون ذلك بالرجوع إلى بنود ميثاق القسم التي تساعد على الإقناع والاقتناع بتعديل السلوك غير المرغوب من قبل أغلبية جماعة القسم؛

د) الحث على العمل بنظام وهدوء وتركيز؛

هـ) تحسيس المتعلم(ة) بأهمية العمل المنظم في حياته(ا).

و) حث المتعلم(ة) على جودة الكتابة وتنظيمها، والعناية بالدفاتر والكتب وجميع الأدوات المدرسية والهندام؛

ز) الاهتمام بالجلسة الصحية للمتعلم(ة) أثناء الكتابة والقراءة، وما لها من دور في المساعدة على الكتابة الجيدة والقراءة السليمة، وبسرعة وسهولة وبدون ملل وكلل؛

ح) ضبط الأستاذ(ة) لإيقاعات التعلم، بشكل يسمح لكل متعلم(ة) بالانخراط الفعال في عملية التعلم والتعليم والتكوين؛

ط) التدبير السليم لزمن التعلم. ويتطلب على المستوى البيداغوجي، ما يلي:

- اخـتيار الوسائـل والأسـاليب والتـقـنـيات والمـمارسات والتدخلات البيداغوجية، المناسـبة لمـواصفات المتعلم(ة) ولتـدبـيـر وضعـيات التعلم(الوضعيات/ المشاكل)،

ولصنف الكفايات المستهدفة من التعلم؛

- التدرج في القيام بالإجراءات البيداغوجية واختزالها وتبسيطها وتنويعها؛

- الإنصات للمتعلم(ة) واستثمار تدخلاته(ا)؛

- تحفيز وتشجيع المتعلم(ة) على التعلم والتقويم الذاتي لتعلماته(ة) وكفاياته(ا)؛

- تثمين المجهود المبذول من قبل المتعلم(ة) في التعلم، سواء كان هذا المجهود داخل حجرة الدراسة أو خارجها (في البيت أو أماكن الرحلات والزيارات...)؛

- الاهتمام بأبعاد التقويم الثلاثة (التوجيهي والتكويني والإشهادي)، مع التركيز على التقويم ذي البعد التكويني للكفايات؛

- التتبع المستمر لعمل المتعلم(ة)، وتحسيسه(ا) بذلك؛

- الانتباه إلى مسببات العياء والملل (كقلة الأكسيجين داخل قاعة الدراسة، أو الأشياء المثيرة التي لا علاقة لها بطبيعة التعلمات الآنية، ...) والعمل على إزالتها؛

كما يتطلب التدبير السليم لزمن التعلم، على المستوى المنهجي، ما يلي:

. العمل على اختيار الوضعيات/المشاكل اللازمة لبناء أو اكتساب أو التمكن من كفاية معينة وتقويمها، والتي تسمح للمتعلم(ة) بتشغيل متوازن لذاكراته(ا) الثلاث: البصرية التي تعتمد على ما هو بصري، والسمعية التي تقوم على السمع، والباطنية

التي يحركها ما هو كامن في النفس؛

. اختيار الاستراتيجيات المناسبة لمواصفات المتعلم(ة) وحاجياته(ا). مع العمل على تدبير وضعيات التعلم بطرائق متنوعة ومتعددة تؤدي إلى تحقيق ما يلي:

. تـفادي الملل الذي قد يحصل عند المتعلم(ة) من جراء التدبير بوتيرة واحدة؛

. ازدياد الدافعية للتعلم من قبل المتعلم(ة)؛

. أنماء قدرة المتعلم(ة) على تنظيم الحقائق والمعلومات، وتصنيفها وترتيبها؛

. بناء واكتساب الكفايات المستهدفة من وضعيات التعلم؛

. تبسيط آليات التفكير لدى المتعلم(ة)؛

. التدرج والتسلسل والترابط في بناء التعلمات والكفايات المستهدفة من التعليم المبرمج.

. التركيز على تثبيت وترسيخ المعارف الهامة العقلية والمهاراتية والوجدانية، مع الحرص على مناقشة الأخطاء ومعالجتها؛

. تـفادي إعادة الإنجاز على السبورة لما أنجز من حل لوضعية/مشكلة في الدفاتر أو في الكراسات، إلا عند الضرورة والحاجة الملحة للقيام بذلك؛ مع التركيز على معالجة الأخطاء العلمية والمنهجية جماعيا باستعمال السبورة، والإبقاء على دفتر (أو كراسة) كل متعلم(ة) مفتوحا أمامه بشكل يساعده(ا) على المشاركة وتقويم إنجازاته؛

. خلق فرص كثيرة للتعلم التعاوني بين المتعلمين أو المتعلمات من خلال عمل منظم وموجه في فرق؛

. السماح لأكثر من متعلم(ة) للتناوب على إنجاز عمل على السبورة يتضمن عدة خطوات؛ حيث يعمل هذا الإجـراء البيداغوجي على حـفـز المتعلم(ة) على الانـتـباه والتركيز على ما يكتب ويناقش على السبورة، وعلى التفكير في مضمون الخـطوة

المـوالـية. مـما يسهم بقـوة في تـثـبيت وتخزين المعرفة في الذاكرة ويؤدي إلى تقويم السلوك ذاتيا والحد من فرص الشرود واللامبالاة؛

. إشـراك لجـمـيع المتعلمين أو المتعلمات في كل عـمـل جماعي(عـمـل مع جماعة القسم)، وذلك عـن طـريـق الحوار وتبادل الأدوار، وتسجيل الخلاصات الهامة على السبورة وفي الدفاتر في نـفــس الوقـت، حيث يسهم هذا الإجراء في خلق الدافعـية للتعلم والتنافس والانتباه والتركيز والسرعة في الأداء؛

. إتـاحة الفـرص لأكـثـر من متعلم(ة) لقـراءة وضعـية تعلم تـتضمن عدة فقرات، حيث يكون تـدبـيـر المشاركة في القـراءة عن طريق المباغـتة التي تدفع بالمتعلم(ة) إلى التتبع والانتباه والتركيز والتحصيل والمشاركة بفعالية تبرز شخصيته(ا)؛

. تـفادي الانتقال السريع من خطوة إلى خطوة أخرى في تدبير وضعية التعلم، مع مـراعـاة ضرورة توفـير الشـروط الـلازمة للـراحة الذهـنية والبـدنية، حـتى لا يحصل الإجهاد الذي يؤدي إلى التعثر أو الوقوع في الخطأ الذي ينجم عنه النكوص؛

- مراقـبة لأعـمال المتعلمين أو المتعلمات من قبل الأستاذ(ة) أثــناء العمل الفردي المستقل أو العمل التعاوني في فرق، على ثلاثة مراحل، كالتالي:

+ مرحلة التحفيز: وتكون بنظرة سريعة تشمل جميع المتعلمين أو المتعلمات والدفع بهم (أو بهن) للتفكير وإنجاز المطلوب المعلن عنه في تعليمة معينة...

+ مرحلة التشجيع والتنبيه: وتـكـون بالـتـأمـل في الإنـجـازات ومناقـشـتها بـسـرعة وبصوت منخفض مع المتعثرين أو المتعثرات، وتثمين كل مجهود إيجابي والتنبيه

إلى بعض الأخطاء، وتشجيع المتقدمين...

+ مرحلة التقويم: وتكون بتكوين فكرة عامة عن الأخطاء المرتكبة في الإنجازات، والتي ينبغي التركيز عليها، قصد معالجتها أثناء المناقشة الجماعية.

. التموضع الاستراتيجي للأستاذ(ة) داخل حجرة الدراسة الذي يكون بالوقوف أمام المتعلمين أو المتعلمات في فترات التدبير التالية:

أثناء قراءة تعلمية أو نص أو عبارة أو كلمة، مع الحرص على مراقبة وتتبع كل متعلم(ة) من بعيد؛

وأثناء المناقشة الجماعية ومعالجة الأخطاء، وتثبيت المعلومات والمعارف على السبورة وفي الدفاتر؛

وأثناء استعمال الألواح في العمل الجماعي؛

أما أثناء اشتغال متعلم(ة) على السبورة، فيمكن للأستاذ(ة) الوقوف بعيدا عنه(ا) وفي مكان يـسـمـح له بتـتبع خطوات الإنجاز وإجراء حوار حولها مع جميع عناصر القسم، ولا يكون الوقـوف بجانبه(ا) إلا لتدعيمه(ا) وتعزيزه(ا) أثناء المناقشة الجماعية وتصحيح الأخطاء؛

. المشاركة الفعالة لجميع أعضاء جماعة القسم بتجـنـب تعيين متعلم(ة) لإنجاز مطلوب قبل تحديد هذا المطلوب بالنسبة إلى الجميع ليـفـكـروا فيه، وذلك تـفـاديا لإحـساس الآخرين بأنهم غير معنيين (أو غير معنيات)؛

. التحـاور البناء مع متعلم(ة) حول عمل يخصه(ا)، يقتضي تلافي التحـدث معه(ا) بصوت مرتفع يشوش على الآخرين؛

. الاستفادة من المراقبة الفردية لإنجازات المتعلمين أو المتعلمات، تستلزم عدم الجهر بالخطأ الذي تمت معاينته وإتاحة الفرص للمخطئ(ة) لاكتشاف خطأه(ا)؛

. استمرارية التركيز في التعلم ومراعاة الفروق الفردية تستدعي حث المتعلم(ة) على مراجعة ما كتب(ت) أثناء الانتهاء قبل غيره(ا) من إنجاز مطلوب معين في دفتره(ا) أو في كراسته(ا)، بدل إغلاق الدفتر أو الكراسة؛ وتوجـيه كل ثنائي أنهيا الإنجاز، وهما يجلسان في نفس المقعد إلى الاطلاع معا على ما كتبا. حيث يسهـم هذا الإجـراء في التمرن على الصبر والتحمل والانضباط، وأيضا في تنمية روح التعاون والاعتماد على الذات في نفس الوقت؛

. الـتـقـرب من المتعلم(ة) القليل(ة) الاهتمام بالتعلم، ومحـاورتـه(ا) من أجـل معـرفـة بعض الأسـبـاب التي أدت إلى ذلك، والـعـمـل على المساهمة في إزالتها في داخل أو خارج قاعة الدراسة؛

. خلق قنوات التواصل الإيجابي بين المدرسة وأسرة المتعلم(ة)...

معجم تربوي

- نقول "نقرأ المطلوب" بدل "نقرأ السؤال"، لأن المطلوب قد لا يكون سؤالا ينتهي بعلامة الاستفهام.

- بعد إنجاز مطلوب معين من قبل المتعلمين أو المتعلمات، إما فرديا أو ضمن فريق، نقول: "نناقش ونصحح الأخطاء" بدل "نصحح"، لأن دلالة التصحيح تبقى لصيقة بوجود خطأ معين ينبغي معالجته، في حين أن المناقشة ذات بعد بيداغوجي عميق.

- نقول "أنهيت" بدل "انتهيت"، لأن للكلمتين معنيين مختلفين.

- نقول "نجمع الأشياء" بدل "نجمع الأشياء"، لأن التجميع يختلف عن الجمع المرتبط بالأعداد وليس بالأشياء...

- لا نقول "الرقم" ونحن عندنا "عددا يتركب من عدة أرقام".

- نقول "كتابة رقـمـية" بدل "كتابة بالأرقام" حتى ينطبق التعبير على الأعداد التي تتركب من رقم واحد.

- نقول رتبة النشاط أو التمرين أو الدرس أو القاعة... بدل رقم النشاط أو التمرين أو...، لأن لهذين التعبيرين دلالتين ومعنيين مختلفين.

- المنهاج الدراسي: يمكن اعتباره كل الخبرات والمعارف والمفاهيم، التي تكتسب من خلال الأنـشـطـة المتنوعة التي تـمـارس في مخـتلف فضاءات المدرسة، ومن خلال الاتصالات الكثيرة غير الرسمية بين المتعلم(ة) والأستاذ(ة)...

- المـيـثـاق: مجموعة من الواجبات والحقوق التي يتم الاتفاق عليها، من أجل الالتزام بها أثناء العمل...، مثل النموذج التالي:

نموذج لميثاق الساحة:

1- لا أتواجد في الساحة إلا في الفترات التالية:

فترة بداية الدراسة

فترة الاستراحة

فترات الأنشطة الموازية

فترات البحث والدراسة المؤطرة من قبل الأستاذ(ة).

2- أنصت لكل مسؤول أو مسؤولة في مدرستي.

3- أحترم كل إنسان.

4- لا أرفع صوتي أثناء الحديث مع الآخرين.

5- أمشي بنظام وهدوء واستقامة.

6- لا أقوم بحركات وتصرفات تؤذيني أو تؤذي الآخرين.

7- لا أحمل الأشياء التي ليس لها علاقة بتعليمي المدرسي.

8- أهتم بنظافة الساحة والمحافظة على جماليتها.

9- أتجنب الكلام الذي يخدش الحياء.

10- أستعمل الماء لتنظيف المرحاض.

11- أغسل يدي أثناء الذهاب للمرحاض.

12- أتعامل حسب النظام الخاص بمدرستي.

 

المراجع:

- د. نبيل علي/العقل العربي ومجتمع المعرفة/ عالم المعرفة ع 369و370/نونبر ودسمبر2009

- د. يزيد عيسى السورطي/السلطوية في التربية العربية / عالم المعرفة ع 362/ أبريل2009

- راي كروزير/الخجل / عالم المعرفة ع 361/ مارس2009

- حمد الله اجبارة/ التواصل البيداغوجي الصفي/ دار النجاح الجديدة 2009

- فيرجينيا هيلد/أخلاق العنياية/عالم المعرفة ع356/أكتوبر 2008

- محمد حمدي/ المداخل التربوية للتعليم بالكفايات/ إفريقيا الشرق 2007

- جورج ر.سيرل/العقل/ عالم المعرفة ع 343/ سبتمبر 2007

- د. محمد طه/الذكاء الإنساني / عالم المعرفة ع 330/أغسطس 2006

- مشيل توماسللو/الثقافة والمعرفة البشرية / عالم المعرفة ع 328/ يونيو 2006

- د. أحمد زايد/سيكولوجية العلاقات بين الجماعات/ عالم المعرفة ع 326/ أبريل 2006

- د. محمد قاسم عبد الله /سيكولوجية الذاكرة / عالم المعرفة ع 290/ فبراير 2003

- الدكتور محمد عباس نور الدين/التنشئة الاجتماعية للطفل/المعرفة للجميع ع1/منشورات رمسيس 1998

- جورج إم غازدا، ريموندجي كورسيني، وآخرين/نظريات التعلم / عالم المعرفة ع 108/ دسمبر1986

- د. مريم سليم، علي زيعر/ حقول علم النفس/ دار الطليعة للطباعة والنشر1986

- د. خليل ميخائيل معوض/علم النفس الاجتماعي/ دار النشر المغربية 1982

- الدكتور عبد الحسين بيرم/في صحة الطفل/الموسوعة الصغيرة ع63/منشورات دار الجاحظ للنشر 1980

- م. بتودينيكين/ صحة الأطفال/ دار مير للطباعة والنشر/ موسكو 1973

[1]- مجلة ذوات العدد36