لقاء النبيّ محمّد بالمفارق


فئة :  أبحاث محكمة

لقاء النبيّ محمّد بالمفارق

لقاء النبيّ محمّد بالمفارق(1)

ملخّص:

مدار هذا الفصل على دراسة حدث لقاء النبيّ محمّد بالمفارق من خلال نماذج ممثّلة لمصنّفات السيرة النبويّة قديماً وحديثاً، وذلك باعتماد المقاربة التفهميّة للنصوص، فضلاً عن اعتماد المقارنة والمقايسة بينها للوقوف على ما فيها من تطابق في الأخبار أو تنافر يصل إلى حدّ التضادّ التامّ. والقصد من هذا المبحث هو محاولة تعيين أسباب اختلاف كتّاب السيرة في تصدّيهم لهذا الحدث المحوري في تجربة محمّد.

ففي مرحلة أولى، سعى المؤلّف إلى تحديد إطار اللقاء المذكور أعلاه، فأشار إلى حدث تحنّث محمّد باعتباره ممارسة تعبّديّة ورياضة روحيّة. ففيه تتنزّل رؤاه. ونجم هنا خلاف عميق بين كتّاب السيرة: هل إنّ تلك الرؤى هي رؤى نوم أو رؤى يقظة؟ (من قبيل رؤى شقّ الصدر، رؤية جبريل...). ومال المؤلّف إلى القول إنّ شواهد عديدة في القرآن تقيم الدليل على أنّ حدثاً عظيماً وجللاً مثل حدث الوحي لا ينجم فجأة بل إنّ له مقدّماته وإرهاصاته. وتعرّض المؤلّف لاحقاً إلى اختلاف الأقوال بشأن محمّد لحظة تلقّي الوحي، فضلاً عن تاريخ بدء نزول الوحي (رمضان، ليلة القدر، ربيع الأوّل، ...). وخاض المؤلّف في مسألة التداخل أو التمايز بين النبوّة والرسالة. والرأي عنده أنّ مقالة التمايز غير واردة في القرآن، وهو ما يعني أنّ التمايز حصل بعديّاً في سياق رغبة القدامى في التوفيق بين الأقوال المختلفة والمتضاربة في هذا الباب.

وفي مرحلة ثانية، اهتمّ المؤلّف بحدث اللقاء بالمفارق: حدوث اللقاء بغار حراء (تتوفّر في هذا الإطار سِمَتا الخلاء والعلوّ) ... تعدّد اللقاء...، وانتصر المؤلّف، ههنا، لفرضيّة تعدّد اللقاء داخل الغار وخارجه. وقد استعمل المؤلّف كلمة "مفارق" للحديث عن "جبريل"، فحاول تعيين ملامحه باعتباره وسيطاً أساسيّاً في تلقّي محمّد للوحي، ذلك أنّ هويّته غير واضحة تماماً في الطور المكّي، ولكن بعد ذلك عمل المتخيّل الإسلامي على رسم ملامحه (التعويل على التصوير المادّي المحسوس الحامل للسمات الإنسانيّة وللسمات العجيبة في آنٍ معاً). وخلص المؤلّف من هذا الفصل، من بين ما خلص إليه، أنّ كتّاب السيرة ميّزوا قسراً بين بدء الوحي وبدء التنزيل أوّلاً، وأنّ تعيين تاريخ بدء الوحي يعبّر عن قراءة إسلاميّة بعديّة للأحداث ثانياً، وأنّ صورة المفارق في كتب السيرة تعكس التباساً حصل في وعي محمّد: هل رأى اللّه أم رأى المفارق الوسيط؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1] ـ يمثّل هذا العمل الفصل الأوّل من الباب الثاني من كتاب "الوحي من خلال مصنّفات السيرة النبويّة قديماً وحديثاً"، تأليف: محمّد النوي، ط1 2018، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ص ص: 209ـ248.