خير الدين التونسي (1820م/ 1890م)

فئة: أنشطة قادمة

خير الدين التونسي (1820م/ 1890م)

خير الدين التونسي (1820م/ 1890م)

لتحميل استمارة المشاركة المرجو الضغط هنا


وَصَفَ ابن أبي الضياف (ت1874م) البلاد التونسيّة في نهاية القرن التاسع عشر بأنها "فقيرة حسّا ومعنى"، ولم تكن الإمبراطورية العثمانية أفضل حالا، بل كانت تسمى "الرجل المريض"، وهو ما فتح الباب أمام محاولات الإصلاح التي أقدم عليها بعض السياسيين والمفكرين من أمثال خير الدين التونسي، ولعلّ ما يميّز تجربته الإصلاحيّة أنها تجاوزت التنظير وتأليف كتاب هو خلاصة تصوّراته الإصلاحيّة لمسار النهضة الذي ارتآه إلى التطبيق وخوض تجربة السياسة من خلال إقدامه على إصلاحات حاولت إنقاذ البلاد التونسيّة من أزماتها السياسيّة التي تتمثل في الاستبداد والفساد، وكثرة الأطماع الخارجيّة بمحاولته تطبيق مبادئ العدل والحرّية، وطموحه إلى إصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعيّ المتدهور الذي كان السكّان فيه يعانون ثقل الضرائب وانقسام المجتمع إلى حضر محاصرين بالجباية وبدو مهمّشين ومتمرّدين، وتغيير وضع ثقافي متردّ هيمن الجهل فيه على أغلب السكّان، واقتصر في الحواضر على تعليم تقليدي لا ينفتح على علوم عصره تمثّل الزيتونة أنموذجا له، وقد كانت لخير الدين آراء إصلاحيّة لمقاربة كلّ هذه الأزمات وتجربة سياسيّة سعى من خلالها إلى تجسيد تصوراته على أرض الواقع، وهي وإن تراوحت بين النجاح والفشل، فقد كان فضلها في كونها قدّمت رؤية جريئة للإصلاح تسعى إلى تجاوز أزمة الواقع وإنقاذ البلاد التونسيّة من الفساد الداخلي والأطماع الخارجية التي تجسّدت في سعي القوى الأوروبية الصاعدة إلى الاستيلاء على ثروات البلاد وإغراقها في الديون تمهيدا لاحتلالها، وقد حاول خير الدين إيجاد الحلول العملية ليتعافى الرجل المريض من علله السياسية والاقتصاديّة والثقافية، حين كُلّف صدرا أعظم للخلافة العثمانية سنة 1878م، ولئن كانت التحولات التاريخية أكبر من مشروع خير الدين، فإن فضل إصلاحاته وآرائه التي عبر عنها في كتابه "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" الصادر سنة 1867م يتمثّل في كونها ظلّت مرجعا إصلاحيّا تجاوزت شهرته حدود عصره، وشمل فضله كل الممالك الإسلاميّة التي كانت تعاني وضعية وهن يستبق الخضوع للهيمنة الاستعمارية، وكان غرضه "ذكر الوسائل التي أوصلت الممالك الأوروبيّة إلى ما هي عليه من المنعة والسلطة الدنيويّة قصد أن نتخيّر منها ما يكون بحالنا لائقا ولنصوص شريعتنا مساعدا وموافقا."[1] وهذا الكتاب الذي ينتمي إلى فن الرحلة، تأثّر فيه خير الدين بابن خلدون  وبكثير من المؤلفين الذين سبقوه إلى التنبيه على أهمية اتخاذ مسالك جديدة للنهضة غير الاتجاه نحو التراث، وهو لم يكن في تلك الحقبة التاريخية غير بقايا علوم قرآنيّة غلب عليها التقليد وفقدت كثيرا من مقومات التطّور الطبيعي للمعرفة حتى صارت أشبه بوصفات جاهزة يقوم بقاؤها على الحفظ والتلقين ولا يجد المتعلّم فيها أبوابا للبحث والتنقيب عن مسالك جديدة للعلم والمعرفة ومواكبة العصر.

ونسعى من خلال مقاربة التجربة الإصلاحيّة التي أقدم عليها خير الدين إلى دراسة آرائه الإصلاحيّة والوقوف عند أهمّ مقوّماتها من خلال تنزيلها في سياقها التاريخيّ زمن محنة البلاد التونسيّة وأزمة الدولة العثمانيّة، والوقوف عند أهم الإصلاحات التي أقدم عليها خير الدين التونسي، وهو يتقلّب بين المناصب السياسيّة. ونسعى إلى تقييم المسالك التي اتبعها خير الدين بحثا عن الحلول، ومدى قدرتها على التحقّق في ظلّ ما ساد واقعه من فساد، ورصد أهم مواطن الصّدام التي أعاقت تجربة الإصلاح، كالوضع الداخلي الذي ساد فيه الفساد والاستبداد والوضع الإقليمي الذي تزايدت فيه الأطماع الاستعمارية، فقد كانت تونس المحطّة الاستعماريّة المرصودة في أوروبا بعد أن استولت فرنسا على الجزائر، وكانت المؤامرات ضدّها كثيرة من أجل إغراقها في الديون واستباحة اقتصادها وأرضها، إضافة إلى فساد الحاكم وتحالفه مع رجل الدين، وانتشار الجهل، وهيمنة الثقافة التقليديّة.

فما هي أهم الظروف التي مهدت لظهور التجربة الإصلاحيّة التي أقدم عليها خير الدين؟ وما هي أبرز المراحل التي مرّت بها؟ وهل كان خير الدين، وهو يؤسس تلك الإصلاحات متجها إلى استنساخ الأنموذج الأوروبي أم أنّه استطاع حفظ مقومات الانتماء إلى الدولة العثمانيّة ودرء التعارض بين الحضارة الغربية والأصول الإسلاميّة؟

إلى أيّ حدّ يعتبر "كتاب أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" تعقّلا للواقع أم إنه نتيجة صدمة ما عاينه خير الدين من المشهد الأوروبي المتحضّر مقارنة بالأوضاع الإسلامية في تونس أو في الدولة العثمانيّة؟ ما حظّ العقلانيّ في التجربة الإصلاحيّة لخير الدين؟ هل كان يرسم صورة واقعيّة للآخر أم إنّه كان يرسم صورة متخيّلة يشكلها الانبهار بما أنجزه الغرب من تقدّم مقارنة بواقع الرجل المريض عامّة، واستفحال الفساد والاستبداد في البلاد التونسيّة خاصّة؟

إلى أيّ حدّ تأثرت التجربة الإصلاحيّة عند خير الدين بابن خلدون وبغيره من المصلحين؟ ألم تظهر كتب "أدب الرحلة" التي ولع أصحابها بنقل تقدّم الغرب ككتاب الطهطاوي والشدياق، وابن أبي الضياف فما فضل كتاب "أقوم المسالك"؟ وما هي أهم الآراء الإصلاحيّة التي ميزت فكر صاحبه؟

لماذا اختار خير الدين وأمثاله ممّن كتبوا في أدب الرحلة أن يولّوا وجوههم إلى الغرب؟ ولماذا اقتصر دور التراث على تبرير المسالك الغربيّة؟ إلى أيّ حدّ استطاعت تلك الكتب تشخيص علل الواقع تشخيصا موضوعيّا؟ ألم تتجاوز الواقع الموجود بمنشود متخيّل؟ وهل استطاع خير الدين مثلما طمح إغراء ذوي الغيرة والحزم من رجال السياسية والعلم بالتماس ما يمكّنهم من الوسائل الموصلة إلى حسن حال الأمة الإسلاميّة وتنمية أسباب تمدّنها؟ وهل استطاع إقناع رجال الدين بمشروعه الإصلاحي؟ وهل حقّق هدفه في إقناع العامّة بضرورة الإقبال على سيرة الغير الموافقة لشرعنا؟

ما الذي أعاق تحقيق أحلام خير الدين في تونس؟ وما الذي أعاقها في مركز الخلافة العثمانيّة؟ هل كان خير الدين سابق عصره أم أنّ دعوته جاءت متأخرة وقد استفحل الفساد في تونس واستبدّ العجز بالدولة العثمانيّة؟ هل كانت أسباب الفشل داخليّة أم خارجيّة؟ وما قيمة التجربة الإصلاحيّة لخير الدين في زمن التحوّلات الديمقراطيّة وثبات الأزمات الاقتصاديّة وأطماع الهيمنة الغربيّة؟

المحاور:

  • أهم الإصلاحات التي أقدم عليها خير الدين رجل سياسيّة (في تونس، في مركز الخلافة العثمانيّة.)
  • أهم الأفكار الإصلاحيّة في كتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك". (العدل والحرية والمشورة والقانون والمصلحة والتمدّن وسبل تحقيقها... )
  • المعقول والمنقول في كتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" وجدل التراث والمعاصرة في فكر خير الدين.
  • أثر الفكر الخلدوني في آراء خير الدين
  • رؤية نقديّة للتجربة الإصلاحيّة: قيمتها التاريخيّة والحضاريّة، دورها في المسار الإصلاحي ومشروع النهضة العربيّة الإسلاميّة، آفاقها وحدودها.

 

شروط المشاركة:

  • آخر أجل للتوصل باستمارة ومخطط وملخص البحث هو: 30/ يوليوز/ 2015م.
  • يتم التواصل مع ذوي  استمارات البحوث المقبولة.
  • آخر أجل للتوصل بالبحث كاملا هو: 15/ شتنبر/ 2015م.
  • يشترط في البحوث ألا يقل عدد كلماتها عن 8000 كلمة وألا يتجاوز 10000 كلمة.

 

شروط البحث:

  • يشترط في البحث ألا يكون منشورا من قبل.
  • يرفق البحث بملخص في حدود 100 كلمة باللغة العربية.
  • أن تحترم الضوابط العلميّة والأكاديميّة في كلّ ما يتعلّق بالتوثيق الدقيق للمصادر والمراجع والهوامش الّتي تثبت متسلسلة في أسفل كل صفحة.
  • ترتّب قائمة المراجع ترتيباً ألفبائياً بحسب كنية المؤلف في نهاية البحث؛ وفي حال وجود عدة مراجع للمؤلف نفسه، فإنها ترتب حسب تاريخ صدورها من الأحدث إلى الأقدم. وترد الإشارة إلى المراجع في النص عن طريق وضع المرجع كما هو موجود في قائمة المراجع بين قوسين.
  •  تعرض البحوث على محكّمين من ذوي الاختصاص والخبرة العالية.
  • ترسل الملخصات والبحوث على العنوان التالي:
  • workshop@mominoun.com

 

  • تتكفل المؤسسة:
  • بنشر البحوث المقبولة
  • صرف تعويض مالي لذوي البحوث المقبولة.

البحث في الوسم
خير الدين التونسي