355
2016 )9(
العدد
«الصورة واللغز»
لم يكن مذهب ابن عربي سوى تأويل نبيه للقرآن، مقتفياً أثره البياني، متشرّباً من منهله
العرفاني، جامعاً بين محاكاة المبنى والتماس المعنى.
هذا الكتاب يقدّم محاولة في الدراسات التأويلية تتميّز بإضافة بارزة، هي قراءة ابن
عربي بعيون العصر، وقراءة العصر بعيون ابن عربي في تداخُل متحقق. قامت هذه
المحاولة بتوظيف أدوات حددتها في التأويل الرمزي الخاص بالتصوّر الصوفي والعرفاني
للقرآن، ومجالات حددتها في التأويل الباروكي الخاص بكلّ رؤية ترى الوجود مثالاً قائماً
أو حلماً عابراً، يتطلب السبر الكشفي والصبر المفهومي.
لم يكن التأويل الصوفي للقرآن سوى هذا الربط الرمزي والروحي بين الذات العارفة
وموضوع المعرفة، بين القيمة النظرية في إدراك الموضوع والقيمة الهرمينوطيقية في العيش وفق نمط معَ من العلاقة بهذا الموضوع.
لاشكفي أنّ القرآن عند ابن عربي يشكل، في الوقت نفسه، الموضوع والمجال، والنصوالمعيش، والكلمة والخبرة؛ لذلككان الأفق الشامل لكلّ
نظرية تأويلية في الثقافة الإسلامية، وفي الثقافة الصوفية على وجه التحديد.
«الدين والعلم»
يسعى هذا الكتاب للإجابة عن السؤال: هل المجتمع العربي قادر حقّاً على أن يصنع
حداثته، بعد أن ظلّ لقرنين من الزّمن متردّداً بين مشاريع تحديثيّة مختلفة ومسارات
إصلاحيّة متناقضة؟
لهذا أبحر المؤلف في تاريخ الصّحافة العربيّة لقرنين من الزمن، يرصد الأفكار
والذّهنيّات، محاولاً إقامة المقارنات بين المجلات حديثها ومعاصرها، دينيّها وعلميّها،
مغربيّها ومشرقيّها، إسلاميّها ومسيحيّها، مع الوقوف على المناهج المتّبعة، وحدود النّتائج
المتوصّل إليها، في ما له علاقة بـالدّين والعلم. ووقف على أهمّ السّجالات الكلاميّة
الخاصة بفكرة «الخالق بين الدّين والعلم».
كما رصد المسائل العقديّة، التي أثيرت بين أنصار العلم وأنصار الدّين، حول وجود
الملائكة، والحياة بعد الموت، ويوم القيامة، واحتفى أيضاً بـفكرة الإعجاز العلمي، فهي من جوهر إيمان المؤمن بالكتب السّماويّة، وحاول الإلمام
بأهمّ القضايا المُفتى فيها في المجال الطّبّي، وقيّم بعض المقارنات بين المسائل المفتى فيها.
كما سعى للتّأسيس لمشروع تحديثي يحاول جاهداً الإفادة من الدّين والعلم إفادةً واعيةً وعقلانيّةً، لا عفويّة انفعاليّة، خدمةً للثّقافة العربيّة
المعاصرة، والإنسان العربي المجسّد لمقوّماتها.
حصاد مؤسسة «مؤمنون بلا حدود»




