353
2016 )9(
العدد
«علم الأديان»
تجتاح الظاهرة الدينية، اليوم، العالم أجمع، وتثير أكبر الأسئلة وأعمقها، وتغّ أعرق
المجتمعات، وتغمر حياتنا بأكملها. ولن نستطيع فهم ما يجري إلا من خلال العمق
العلمي والمعرفي الذي يقدّمه علم الأديان.
يغطي هذا الكتاب الموسوعي كلّ ما يتعلق بالأديان، فيُعرّف الدين وتكوينه، ونشأته
في ما قبل التاريخ، وتشكّل الأديان البدائية والقديمة، مستجلياً تكوينها وأساليب
التعبّد فيها، ثمّ يدرس أديان الحضارات القديمة عند الإغريق والرومان، وفي الشرق
الأقصىوالأدنى، وظهور الأديان السماوية، إلى أن يصل إلى العصر الوسيط، ويستعرض
المجادلات الدينية، والموضوعات التي أثيرت في تلك الحقبة، ونشوء الأديان الغنوصية،
مستمراً إلى العصر الحديث.
يستعرض، خلال بحثه التاريخي، أدوار المفكرين الدينيين، وعلماء الاجتماع،
والأنثربولوجيا، واللغة، والفلاسفة، واللاهوتيين، الذين أسهموا في دراسة الظاهرة
الدينية، ووضعوا مناهج البحث لعلم الأديان.
وأخيراً، عرّج على المعتقدات المعاصرة التي تشبه الأديان في تكوينها وممارساتها، واستشرف مستقبل الأديان في ظلّ تنامي ظاهرة العولمة، وتطوّر
المعلوماتية، وعلم الاتصالات، وانتشار «الإنترنت» في كلّ صعيد.
«محمد عزيز الحبابي»
في ظلّ الثورات العربية، انتعش التفكير في الفلسفة الغدوية الجديدة؛ لأنّ استعادة
الإنسان العربي والمسلم كرامتَه وهويّتَه تستلزم منه التفكير أيضاً في عالم الغد، العالم
الديمقراطي، المليء بالتفاؤل، والسعادة، والعدل، والحرية.
لهذا استطاعت الشخصانية الواقعية والغدوية لمحمد عزيز الحبابي أن تنبعث من الرماد
في الفكر العربي المعاصر.
توزّعت الكتابة، عند الفيلسوف المغربي الحبابي، بين الإنتاج الفلسفي والتأليف الروائي
والقصصيوالشعري. وكان حضوره، مفكراً وأديباً في المشاريع الفكرية العربية المعاصرة
حضوراً بارزاً، وهو صاحب الفضل في استئناف الفعل الفلسفي، من خلال نقده جميع
أشكال التقليد والجمود، ومناهضته كلّ أنواع الاستلاب والتضليل.
لقد كانت الشخصانية الواقعية تنطلق منضرورة استرجاع الكائن شخصيتَه وكينوتَه، من خلال تفاعلاته مع الآخرين والعالم. وهذه المنطلقات
هي أساس الفلسفة الغدوية الجديدة التي سارع المرحوم الحبابي، من خلالها، إلى فتح الأمل بالمستقبل والتفاؤل بالغد، بعد المعاناة والشقاء جرّاء
الاستعمار الغاشم والغزو الغادر الذي خلّفجملة من الإحباطات، والقلق النفسي، والارتباك الفكري.
حصاد مؤسسة «مؤمنون بلا حدود»




