تَحْلِيـلُ استراتيجيَّـاتِ التَّـأثير والامتـداد الفِكْرِيّ لِخِطَــابِ التَّطَرُّفِ فِي البِيئةِ العَرَبِيَّةِ: حَرَكَــــةُ الشَّبَابِ المُؤْمِـــن الحُوثِيَّة -أنموذجًا-
فئة : أبحاث محكمة
تَحْلِيـلُ استراتيجيَّـاتِ التَّـأثير والامتـداد الفِكْرِيّ لِخِطَــابِ التَّطَرُّفِ فِي البِيئةِ العَرَبِيَّةِ:
حَرَكَــــةُ الشَّبَابِ المُؤْمِـــن الحُوثِيَّة -أنموذجًا-
ملخص:
تهدف هذه الدراسةُ إلى تفكيكِ وتحليلِ استراتيجيَّات التَّأثير والامتداد الفِكريّ لخطاب التَّطرف في السِّياق العربي، متخذةً من حركة "الشباب المؤمن" الحوثية (أنصار الله) في اليمن أنموذجًا للدراسة. فَفِي ظِلِّ التَّحوُّلات الجيوسياسية والأيديولوجيَّة التي تشهدها المنطقة، برزت الحركةُ الحوثيَّة كفاعِلٍ مُؤَثِّرٍ لا يقتصر نفوذُه على البُعد العسكريّ، بل يمتدُّ ليشملَ بناء منظومة فكريَّة وإعلاميَّة متكاملة تهدف إلى الحشد والتعبئة، وإعادة تشكيل الوعي الجَمعي.
تعتمد الدراسةُ على منهجيةٍ كيفيَّة ترتكزُ على "تحليل الخطاب النَّقديّ متعدِّد الوسائط" (MCDA)، من خلال فحصِ عيِّنةٍ قصديَّة من المواد الأوليَّة تشملُ الخطابات المتلفزة لزعيم الحركة عبد الملك الحوثي، والمحتوى الإعلامي لشبكة "المسيرة"، والبيانات الرسميَّة للمكتب السياسي، والنَّشاط الرقمي عبر منصتي "إكس" و"تيليجرام". تكشفُ نتائجُ الدراسةِ أنَّ الخطابَ الحوثي يرتكزُ على استراتيجيَّةٍ مزدوجة تجمعُ بين استدعاءِ موروثٍ دينيّ-تاريخيّ محلي (الزيدية الجارودية وعقيدة الحق الإلهي في الحكم)، وتوظيف سرديَّة "المظلوميَّة" والمقاومة المستعارَة من نموذج "محور المقاومة" الإقليمي. كما يتبين أنَّ الآلة الإعلاميَّة للحركة تعمل وفق نموذج "المركز والأطراف" (Hub-and-Spoke)، حيث تستخدم منصَّات مشفَّرة مثل "تيليجرام" كمركز لنشر المحتوى الأيديولوجي الخالص، بينما تعمل المنصَّات المفتوحة مثل "إكس" كأذرع لتكييف هذا الخطاب وتوجيهه لجمهور عالمي أوسع. وتخلص الدراسةُ إلى أنَّ فاعليَّةَ الحركة لا تكمنُ في قوتها العسكرية فحسب، بل في قُدرتها الفائقة على إنتاجِ وتعميمِ خطابٍ مُتماسِكٍ يمنح أفعالَها شرعيَّةً دينيَّةً وسياسيَّة، وهو ما يمثِّل تحديًا عميقًا يتجاوز المقاربات الأمنيَّة التَّقليديَّة.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1] - أستاذ مُشَارِك العُلُوم النَّحويَّة واللُّغَوِيَّة بِكُلِّيَّة الآداب واللُّغات، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الإمارات – أستاذ مساعِد بكليَّة دار العلوم، جامعة المنيا، مصر.
[2] - باحث دكتوراه بكلية الآداب واللُّغَات – جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية (الإمارات).
