ليبرا والإرهاب العالمي


فئة :  مقالات

ليبرا والإرهاب العالمي

من هي ليبرا؟

ليبرا هي عملة الفيسبوك الرقمية الجديدة التي أعلنت عنها شركة فيسبوك في 18 حزيران-يونيو 2019م بهدف تسهيل تداول العملة بين مستخدمي تطبيقات فيس بوك المختلفة التي يمكن الوصول إليها من خلال (ماسنجر وواتساب)، والتي يمكن تشغيلها بداية من العام القادم 2020م. ومن المتوقع، أن تغزو العالم وتصبح حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها بحلول عام 2030م.

وتسمى وحدة العملة الواحدة (ليبرا)، وهي عملة مدعومة كلّيا باحتياطي من الأصول الحقيقية على عكس غالبية العملات الرقمية أو المشفرة، مما يوفر ثقة أكبر في قيمتها الحقيقية، وسيشرف الأعضاء في الجمعية التي أطلقت العملة من ضمنهم فيس بوك على إدارة عمليات التحقق والمصادقة، مع ضمان نمو الشبكة واستدامتها، حتى الانتقال تدريجيا إلى وضع تشغيل آمن لا يحتاج إلى إذن للدخول إلى الشبكة.([1])

وليبرا هذه التي انطلقت بشراكة مع 100 مؤسسة غير حكومية حتى الآن؛ هي أحد أهم تجليات العولمة التكنولوجية والاقتصادية وصرخة مدوّية في وجه الأنظمة الديكتاتورية والشعبوية والقومية المحافظة في العالم. وكل مما يزال ينكر سطوة سيرورة العولمة، ويريد العودة الى عصور القلعة والحصن الذي يغلقه الجنود بعد حلول الظلام.

عملة ليبرا أحد أهم تجليات العولمة التكنولوجية والاقتصادية وصرخة مدوّية في وجه الأنظمة الديكتاتورية والشعبوية والقومية المحافظة في العالم

تقول المقدمة التمهيدية لصفحة منظمة ليبرا (association Libra)، وهي جمعية غير هادفة للربح مقرها العاصمة السويسرية جينيف، إن هدف عملة ليبرا الجديدة هو تمكين العملة العالمية والبنية التحتية المالية لملايين البشر بحجة أن جزءا كبيرا من سكان العالم هم خارج النظام المصرفي العالمي، حيث يوجد (1,7) بليون شخص من البالغين ليس لديهم أي اتصال بالبنوك التقليدية، في نفس الوقت يوجد بليون شخص لديهم تلفون محمول أو خلوي ونص بليون شخص لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت([2]).

وإذن؛ فإن فيسبوك وشركاءها المئة حالياً يدّعون بأنهم يريدون مصلحة بلايين البشر ودمجهم في السوق المالي -المصرفي العالمي، وتمكينهم من الوصول الشبكي عبر تطبيقات الاتصال الرقمي والذكاء الصناعي وكل مخرجات التكنولوجيا الحديثة؛ وذلك بعد أن نجح فيسبوك بدمج البشر على مستوى العولمة التكنولوجية والاجتماعية.

هذا يعني دمج العولمة الاقتصادية التي -ربما- نجحت في دمج العالم على مستوى البنى والأسواق المالية، مع العولمة التكنولوجية والاجتماعية التي -ربما- أيضاً سهلت عملية تفتيت البنى الاجتماعية للمجتمعات.

هل ستؤثر ليبرا على الإرهاب العالمي؟

قبل القيام بأية دراسة كمّية لدراسة هذه العلاقة، وقبل سريان تطبيق استخدام هذه العملة في العالم، أميل للاعتقاد بأنها ستزيد من انتشار ظاهرة الإرهاب من منطلق أنها ستسهل للجماعات الإرهابية النشاط والهروب والتخلص من مراقبة الأجهزة الأمنية والبنوك الدولية التي تراقب بشدة التحويلات المالية العالمية، خاصة عقب هجمات 11 أيلول-سبتمبر 2001م.

وقلنا أكثر من مرة بأن العولمة أثرت إيجابياً على ظاهرة الإرهاب، حيث أدت إلى زيادة إدراك الظاهرة على الجانب المعرفي، وزادت من اتساع وعمق ساحة الصراع، وسهلت في عمل الجماعات الإرهابية المختلفة في العالم. ولقد كانت آليات العولمة التكنولوجية هي الوسيط والحامل الرئيس لكافة التغيرات والتطورات الحديثة في العولمة والإرهاب.

الأمر الثابت هو أن العولمة بنت نشاطاً وحراكاً تحكمه قواعد، ونظما، وأطرا واضحة ضمن النظام العالميّ لم تكن مدركة قبل القرن العشرين، وهذه الأطر ترتكز على التشابك والتعقيد، ونسيج من الشبكات المتعددة.

ولأنه في ظل العولمة، لا يمكن فهم الأحداث الجارية في العالم المعاصر إلا من خلال الأنظمة المعقدة التي تشمل الحكومات، والشركات، والمنظمات الدولية، والمجموعات غير الشرعية والإرهابية؛ ولأن الدول والحكومات تفقد سيادتها عندما تتعرض لهجوم الإرهابيين، أو التهديد باستهداف تلك الدول، سواء على مستوى مواطنيها، أو مصالحها، تغدو مسألة "محاولة" دراسة العولمة وأثرها التكنولوجي كما يتجلى اليوم في عملة ليبرا على الإرهاب العالميّ محاولة مفيدة لفهم عالم العلاقات الدولية المعاصرة، وتحليل العلاقات بين الحكومات، والدول، والمنظمات، والشبكات الإرهابية، باعتبارها أطرافاً فاعلة في العولمة.

إن العلاقات بين الشعوب المختلفة لم تعد تتم عن طريق محاربة العولمة الرأسمالية، والدفاع عن الشعوب الفقيرة. وعليه، فإنه لا يمكن فهم العلاقات الدولية إذا لم تأخذ بعين الاعتبار كافة الأطراف الفاعلة في السياسية العالمية، وعلى رأسها اليوم الشركات التكنولوجية العملاقة مثل فيسبوك.

لقد جرت العادة أن ينظر لموضوع العلاقات الدولية على أنها معالجة للعلاقات بين الدول بالدرجة الأولى. أما المنظمات الاجتماعية المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني، والهيئات الاقتصادية والمصارف والشركات متعددة الجنسيات، والشركات المتخطية للحدود الوطنية مثل فيسبوك؛ فقد صنفت في الدرجة الثانية من الأهمية، باعتبارها أطرافاً فاعلة من غير الدول، ولكن واقع الأمر يدفع باتجاه عكس ذلك، بالنظر إلى ذلك الغموض الذي يكتنف مفهوم الدولة ومعانيها المختلفة، فهل هي شخصية اعتبارية، أم مجتمع سياسيّ، أم حكومة؟ ثم إن الحكومات تفقد سيادتها واستقلالها السياسيّ في حال تعرضها لهجوم المجرمين والإرهابيين والعصابات المنظمة، وفي سماحها للنشاطات الاقتصادية للشركات المتخطية للحدود الوطنية بالعمل على أراضيها. وبناء عليه، فإنه لا يمكن فهم الأحداث الجارية في أية منطقة في العالم اليوم، إلا من خلال "تحليل العلاقات بين الحكومات وعدد من الأطراف الفاعلة الأخرى من كل دولة، وتلعب الجماعات المسلحة وعصابات الإجرام المختلفة - بالرغم من عدم شرعيتها في النظام - والشركات المتخطية للحدود الوطنية، مثل فيسبوك وغيرها والمنظمات غير الحكومية، دوراً نظامياً في السياسات العالمية، وتتفاعل مع حكومات الدول المختلفة.

ولذلك، نرى أن الادعاء بأن التمحور حول الدولة، وأنها وحدها التي تملك قوة التأثير، هو انحياز تحليلي غير مقبول، وأن هناك طرحاً أكثر شمولاً يعرف "بالتعددية"، يقوم على أن كل أصناف الأطراف الفاعلة، يمكن أن تؤثر في السياسية العالمية في حقبة العولمة الحالية.

ولا يمكن لنا تحليل ودراسة آثار استخدام عملة ليبرا دون الإشارة إلى الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة في العالم تتعاون مع بعضها البعض وتمارس أعمال القتل، والسرقة، والتزوير، والاتجار بالمخدرات، والتهريب، والعنف العشوائيّ، وتجارة الأسلحة، حيث تقف تجارة الأسلحة، والمخدرات غير الشرعية على رأس أهم الأعمال التي يمارسها المجرمون، باعتبارها الأهم من الناحية السياسية؛ لما لها من تأثير على الدول وعلى التجارة الدولية، ثم يأتي في الأهمية الاتجار بالسلع المسروقة غالية الثمن، التي تتركز في المجوهرات أو رقائق الكومبيوتر، وذلك نظراً لسهولة إخفائها، وحملها، والعبور بها عبر الحدود، والقرصنة المتعلقة بالملكية الفكرية، والاتجار بالسلع المزيفة على نطاق عالميّ. وهذه التجارة من المؤكد بأنها ستكون المستفيد الأول من استخدام هذه العملة.

لقد ساعدت العولمة على تقليل الحواجز في وجه عمليات التهريب المتخطية للحدود والتجارة غير المشروعة، التي يطلق عليها أحياناً "التجارة السوداء"، حتى بات التهريب العالميّ يهدد الاقتصاد العالميّ، وقد أشارت الدراسات حتى في العقد الماضي عن معهد الاقتصاد العالمي، ومقره واشنطن، أنه على الرغم من إجراءات منع غسيل الأموال الصارمة التي اتخذتها الدول بعد هجمات 11 أيلول 2001 - وجد أن حجم تجارة غسيل الأموال زادت، لكن نسبة من يدان بهذه العمليات لا يتجاوز 5%؟

وحسب رأي المصرفيين السويسريين، فإن ما تغير على هذه العمليات هو زيادة نسبة ما يتقاضونه على شرعنّه هذه العمليات، وقد بقي حجم الهجرة غير الشرعية عبر الحدود إلى أمريكا على المقياس نفسه؛ أي بمقدار نصف مليون مهاجر تقريباً، حتى بعد هجمات 11 أيلول 2001، وإن حجم التجارة بالأسلحة اليدوية في العقدين الماضيين زاد نموه حتى وصل إلى 4$ بليون دولار، تذهب لإمداد العصابات، والمتمردين من العراق إلى الكونغو.

وبينما تضاعف حجم التجارة العالمية تقريباً منذ عام 1990 من 5$ تريليون دولار الى 19.48 تريليون دولار عام 2018م حسب إحصائيات منظمة التجارة العالمية، أن التجارة العالمية. تؤكد الإحصاءات والتقارير الاقتصادية الإعلامية أن ظاهرة غسل الأموال تتصاعد بشكل مخيف خاصة في ظل العولمة الاقتصادية وشيوع التجارة الإلكترونية - والغسل الإلكتروني - حيث يتم في دقائق أو ثوانٍ معدودة من أجل الإسراع في إخفاء هذه العمليات الإجرامية.

ويقدر الخبراء الاقتصاديون المبالغ المالية التي يتم غسلها سنوياً بترليون دولار، وهو ما يعادل 15% من إجمالي قيمة التجارة العالمية. وإن البنوك السويسرية بها ما يتراوح بين ترليون وتريليوني دولار من الأموال التي جاءت من مصادر غير قانونية وغير شرعية.

لقد تضاعف حجم تجارة غسيل الأموال على الأقل عشر مرات، ليبلغ 1,5 $ تريليون على المستوى العالميّ، حسب بعض التقديرات، وهذه العمليات مدينة برواجها وانتشارها للعولمة ومحركاتها المختلفة؛ فعصابات التهريب الصينية تتعاون مع عصابات كاميرونية لتهريب وبيع سلع مزورة في باريس، ونيويورك، وعصابات الإجرام الأوكرانية مع العصابات الكولومبية والقاعدة وطالبان مع القبائل الأفغانية لاستبدال الأسلحة بالهيروين.

وبالتالي لا يمكن فهم فعالية عملة ليبرا في المستقبل، إلا من خلال فهم هذه الأحداث وبحث كافة السيناريوهات التي تتعلق بإيجابيات/سلبيات هذه العملة على الاقتصاد العالمي اليوم، وكيف يمكن أن تسهم في ظاهرة الإرهاب، وهل سيكون تأثيرها مساويا أو مشابها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل ونشر الإرهاب؟. وهل يمكن ضبطها أم ستفشل محاولات ضبطها، كما فشلت الدول في ضبط غسيل الأموال وتجارة الأسلحة والمخدرات؟

ويرى المنظر البريطاني في الاجتماع والعلاقات الدولية / مارتن شو: (2006Marten Shaw, ) بأن العولمة قد أدركت، وتمّ التعامل معها على نطاق واسع على: أنها مفهوم "مكانيّ ـ زماني "Time-Spatial"، وهو ما أكده أيضا المنظر البريطاني في العلاقات الدولية / جان آرت شولت (2006 Scholt,)، ذلك أن العولمة بالنسبة إليه تعني: "عملية تحويل لجغرافية المجتمع" الموسومة بواسطة نمو الفضاءات فوق الإقليمية" مع إدراك شولت بأن الإقليمية وفوق الإقليمية ينتصبان في الوقت نفسه مع بعضهما ضمن علاقة معقدة([3]). غير أن مارتن شو يؤكد على مسألة التحولات التي أصبحت تطال شكل الدولة في ظل العولمة.

لذلك، يرى أن فهم العولمة يتضمن النموّ المتزايد لعملية تجاوز الحدود (Transcendence Of Borders) أكثر منها عملية للحدود المفتوحة، أو علاقات عبور للحدود.([4])

وتعتبر عملة فيسبوك الجديدة أكثر تجليات عمليات تخطي الحدود تجسيداً بعد أن شهد العالم عملية تحويل الأموال عبر البنوك وظهور البطاقات مثل فيزا، وأمريكان إكسبرس.

ليبرا ستزيد من انتشار ظاهرة الإرهاب من منطلق أنها ستسهل للجماعات الإرهابية التخلص من مراقبة الأجهزة الأمنية والبنوك الدولية

وحسب وجهة نظر عالم الاجتماع البريطاني (أنتوني جيدنز)، فإن العولمة بدأت بإطلاق أول الأقمار الصناعية للاتصالات في الستينيات، والحصول على أول صور للكرة الأرضية من الفضاء الخارجي عام 1966([5])، وحسب منظمة التعاون والتطوير الاقتصاديّ (OECD): فإن العولمة هي الإجرائية التي يزداد من خلالها الترابط البيئيّ للأسواق والإنتاج في كثير من الدول، وذلك نتيجة لديناميكية تبادل السلع والخدمات وحركة رأس المال والتكنولوجي.

وعلى الرغم من قناعتنا بأن الاقتصاد يمكن أن يكون أقوى أبعاد العولمة، إلا أن دراسة أثر العولمة على الإرهاب، والعكس ستكون قاصرة ومتحيزة، إذا قصرنا العولمة على أنها سوق اقتصادية يتلاعب بها ويحركها ميكانزيم العرض والطلب فقط، أو يحتويها تعريف متحيز كتعريف الـ (OECD) الذي بدا لبعض منظري العولمة مثل (روزابيث موس كانتر: Kanter, 1995) "قاصراً إذ أشارت إلى أن رؤية العولمة من هذا المنظور تنجم عن رؤيتنا للعالم، وكأنه مجرد سوق كبيرة أبعادها معولمة([6])."

لذلك ترى كانتر (1995Kanter, ) بأن العولمة "لا تعني الترابط المتزايد، بل تنطوي أيضا على قضايا ثقافية وذاتية، بمعنى مدى وعمق الوعي بأن العالم مجال واحد"([7]). وهذه هي الرسالة التي حاولت منظمة ليبرا التركيز عليها في رسالتها التقديمية عن عملتها.

أن الفردية وحقوق الفرد المميز ومزاياه أحد أهم عناصر الحقبة الحالية من العولمة؛ ففي اقتراع لإذاعة (BBC) البريطانية واسعة الانتشار جرى قبل أكثر من عقد من الزمان، حول ما هو أكثر مفردات القرن العشرين استخداماً، جاءت معظم الإجابات أنها كلمة "فرديّ"؛ بمعنى تفعيل دور الفرد على حساب الجماعة ابتداءً من تحقيق الذات والتمتع بالصحة والثروة، وانتهاء بحرية حمل السلاح وخلق الصراعات الحديثة، على خلفية التمايز الفرديّ"([8]).

هذا يعني بأن أية محاولة للأطراف الفاعلة من الدول لضبط وتقنين استخدام هذه العملة، سيواجه بإصرار الأطراف الفاعلة من غير الدول والأفراد على رفض ذلك؛ لأن تقدير الإنسان المعاصر أينما كان أصبح أكثر تحررا وميلا للحرية والفردية.

في النهاية، أعتقد بأن "عملة ليبرا" ما هي إلا مولود جديد لسيرورة العولمة يجب علينا أن نراقب نموه خلال العقدين القادمين بعيونٍ وعقول ٍيقظة.

وأن سيناريو أن تستفيد الجماعات الإرهابية من استخدام هذه العملة يبدو أكثر ترجيحاً، وأن الأفراد أو "الذئاب المنفردة" سيكونون الأكثر استخداماً لهذه العملة، وأن دور وتأثير الدول والمؤسسات سيكون محدوداً في السيطرة على كيفية استخدام هذه العملة.

وكما فشلت معظم محاولات الأنظمة الشمولية بالسيطرة على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، فإنها ستفشل في السيطرة على استخدام هذه العملة.


 

[1]. محمد سيد، موقع تقنية، ليبرا: كل ما تريد معرفته عن عملة فيس بوك الرقمية الجديدة.

https://tech-echo.com/2019/06/libra-facebook-calibra-libracoin-features/

[2]. https://libra.org/en-US/white-paper/#what-is-next-for-libra

[3]. Shaw, Marten, Jan Art Scholt, “Globalization: A Critical Introduction, Draft of Review for Millennium”: Journal of International Studies, 2006, P.1

[4]. Scholt, Jan Aart, “Global Capitalism and State”, International Affairs, V.73, N 3, July 1997.P2-4

[5]. بيليس، جون وسميث، ستيف، ”عولمة السياسة العالمية“، ترجمة ونشر مركز الخليج للأبحاث، دبي، 2004، ص33

[6]. كيركبرايد، بول، "العولمة، الضغوط الخارجية"، تعريب رياض الأبرش، مكتبة العبيكان، الرياض، 2003، ص338

[7]. بيليس وستيف، مرجع سابق، ص29

[8]. كيركبرايد بول، مرجع سابق، ص ص33-34