أثر العامية المصرية في تجرؤ العوام والمهمشين على فهم كتاب الله
فئة : أبحاث محكمة
أثر العامية المصرية في تجرؤ العوام والمهمشين على فهم كتاب الله
ملخص البحث:
تحاول الدراسة فض النقاب عن إشكالية توافق النص القرآني مع ثقافات الأمم والبلدان التي نالتها الفتوح الإسلامية، من خلال رصد قدرة العامية المصرية على تجرؤ العوام والمهمشين على فهم كتاب الله، وقد اعتمدت الدراسة على حلقات الشعراوي التفسيرية نموذجا تطبيقيا؛ للتدليل على النتائج المتوصَل إليه بالشاهد والبرهان؛ هذا كان دافعا لاتخاذ المنهج التحليلي سبيلا بحثيا لرصد: "أثر العامية المصرية في تجرؤ العوام والمهمشين على فهم كتاب الله"، ساعيا لأن تكون هذه الدراسة إحدى المحاولات الجادة الراصدة لتطور درس التفسير في الراهن، وإحدى المحاولات الطارقة للون من ألوان الإعجاز القرآني لم يطرقه الكثيرون من الباحثين والدراسين، والممثل في توافقية النص المبارك مع الظرفيات المتلاحقة إلى أن يرث الأرض ومن عليها. وعليه جاءت الدراسة مقسمة على ثلاثة مباحث مسبوقة بمقدمة ومنتهية بخاتمة متضمنة لبعض النتائج المتوصل إليها، ومنها:
"أسهمت العامية المصرية – في الراهن - في تجرؤ العوام على فهم كتاب الله من خلال الحلقات التفسيرية للشيخ الشعراوي الذي انحاز إلى ثقافة بيئته، بغية الكشف عن الفيوض الرحمانية بلهجة عامية لكتاب عربي مبين".
المقدمة:
لازال التنقيب في الإعجاز القرآني موردا لا ينضب عطاؤه، رغم تتابع الأحقاب واعتمال الدهر؛ معطيا درسا لأصحاب العقول الغافلة برهاناً على أن القرآن الكريم منزلا من لدن عليم خبير، وكان من أبرز روافد ما نبّه إليه العقل وانحاز إليه القلب – في الراهن – إعادة إحياء ظلال قدرة القرآن على التوافق مع الثقافات المختلفة المعبرة عن عصرها المعيش؛ لاسيما وأن القرآن نصه ثابت وثقافة متداوليه في حالة حراك متلاحق.
وقد برهنت المرجعية التاريخية على أن نزول القرآن الكريم على قلب نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – كان محفوفاً بحزمة من ألوان الإعجاز منه ما كان مختصًّا بوقتٍ ومنها ما تحدى المتلاحقات الظرفية بتغيراتها الثقافية وتراكيبها الاجتماعية، ولما كان نزول القرآن متعاطيا مع ثقافة قوم انفردت بعادات، تقاليد، ومتبنيات فكرية خاصة بهم، مبرزًا قدرة على التغلغل والانصهار الثقافي حتى باتا نسيجاً ثقافيًّا واحدًا مطبوعا بالإسلامي، ولما كانت تطورات العصر تتقاطع طرديا مع حدوث تغيّر في الوظائف والأدوار والقيم والأعراف وأنماط العلاقات السائدة في المجتمع([1])؛ لزم ذلك على مفسر القرآن الكريم أن يكون محملا بطاقة ثقافية قادرة على التوفيق بين مقاصد النص القرآني والثقافة الآنية لمريديه، وقد دلل على ذلك قدرة العامية المصرية – في الراهن – على تجرؤ العوام لفهم كتاب الله من خلال الحلقات التفسيرية للشيخ الشعراوي الذي انحاز إلى ثقافة بيئته؛ بغية الكشف عن الفيوض الرحمانية بلهجة عامية لكتاب عربي مبين، وبمنهجية يستوعبها العامي قليل الثقافة الكتابية الفصيحة.
وعلى هذا، فإن التنقيب في آلية التوفيق الثقافي بين النص القرآني وثقافات الأمم التي نالها الفتح الإسلامي بات أمرًا ضروريا تفرضه مقتضيات البحث والتنقيب. لذا كان اختياري لهذا الموضوع المعنون بـــــ: "أثر العامية المصرية في تجرؤ العوام والمهمشين على فهم كتاب الله"؛ ساعيا لأن تكون هذه الدراسة كاشفة لأثر العامية المصرية في فهم مقاصد النص القرآني المبارك في العصر الراهن، متخذًا من المنهج التحليلي وسيلة بحثية لفض إشكالية التوفيق بين ثقافة العامية المصرية وثقافة النص القرآني الفصيحة، وقد خرجت الدراسة على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، على النحو التالي:
المقدمة: وضمنها الباحث أهمية الدراسة والمنهج المتبع فيها.
أولا: الجمع بين الفصحى والعامية في درس الشعراوي التفسيري.
ثانيا: الاستعانة بالطرفة في درس الشعراوي التفسيري.
ثالثا: الاستعانة بالرقائق والحكايات والروايات في درس الشعراوي التفسيري.
خاتمة: ضمنتها أهم نتائج البحث.
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
[1]- إبراهيم بن محمد آل عبد الله، وعبد الله بن حمد الدليمي، علم الاجتماع للصف الثالث الثانوي، (المملكة العربية السعودية: قسم العلوم الشرعية والعربية (بنين))، 1430ـ 1431هـ/ 2009م – 2010م، 91