أزمةُ الفكر الدينيِّ: اتجاهاتٌ مستقبليَّةٌ


فئة :  أبحاث عامة

أزمةُ الفكر الدينيِّ: اتجاهاتٌ مستقبليَّةٌ

المُلَخَّص:

إنَّ الأفكار الدينيّة التي تشكَّلت وتطورت عبر القرون منذ البعثة النبوية، هي التي نشأت على أساسها المجتمعات المسلمة بأفكارها الحالية؛ ويكاد يكون هناك إجماع بين المفكِّرين المسلمين بأنَّ أهمَّ أزمة تواجه العالم الإسلامي هي في الأفكار السائدة، والتي تُقَوْلِبُ المخيال الشعبي العام وتحدد خياراته. تهدف هذه الدراسة للتعرف على مظاهر هذه الأزمة الفكرية واتجاهاتها المستقبلية مع عرض تصور للخروج منها.

سوف تُستخدم منهجية تحليل الطبقات السببيّة Causal Layered Analysis (CLA)، إحدى منهجيات الدراسات المستقبلية التي صممها البرفسور سهيل عناية الله([1])، في محاولة لفهم طبيعة الظاهرة المدروسة لتحديد الحلول المقترحة؛ وذلك من خلال التعمق من الظواهر السطحية للمشكلة إلى عمق محركاتها، حيث ابتدأ سهيل عناية الله من المظهر الخارجي للظاهرة، مرورًا بالمحركات الاجتماعية (social causes)، ثم النظرة إلى العالم (discourse/worldview)، إلى عمق الأسطورة الحاكمة (myth/metaphor)، في رحلة من التفكيك وإعادة التركيب لهذه المستويات.

أهم ما توصلت إليه الدراسة هو أنه لن يحدث تغيير حقيقي للأوضاع الفكرية دون إحداث مراجعات جذرية وعميقة وشاملة للتراث والفكر الموروث، بإشراك مختلف أقطاب المجتمع وعلى مختلف المستويات. ومن خلال نشر وبسط التجارب الإنسانية المتعلقة بالحرِّيات العامة، حيث تصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية، لتتربّى الأجيال على ثقافة الاختلاف والتنوع والتسامح؛ وذلك بدراسة تجارب الشعوب التي تصالحت مع نفسها وتجاوزت التاريخ، فأصلحت مواطن الخلل. وضرورة إعادة تركيز الخطاب الإسلامي على القيم الإنسانية العليا الجامعة، وفكرة الإسلام الحضاري بدلاً من التركيز التقليدي على الشعائر الطقوسية -على أهميتها- والثانويات، مع ضرورة التصالح مع الذات من خلال التحرر من أثقال الماضي، والنزاعات والخلافات التاريخية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا

([1]) Sohail Inayatullah, Questioning the Future: Methods and Tools for Organizational and Societal Transformation (Taiwan: Tamkang University, 2002).