أوسيبيوس القيصري (Eusebios De Césarée)


فئة :  أعلام

أوسيبيوس القيصري (Eusebios De Césarée)

لقّب بأبي التاريخ الكنسي لاشتغاله بتسجيل وقائع التاريخ الكنسي، وقد عاش بين 263 و339م. وكانت ولادته بفلسطين والمرجّح أنّها كانت في القيصريّة تحديدا فإليها ينسب، وقد درس بمدرسة أوريجانوس (Origène) بالقيصريّة، وفيها تعرّف على الأسقف بامفيلوس ونشأت بينهما صداقة متينة بلغت حدّ ارتباط اسميهما فبات أوسابيوس يعرف بالبامفيلي، وقد ورث عنه مكتبته إثر استشهاده، وكانت هذه المكتبة من الثراء بمكان ففيها من الكتب المسيحيّة ما مكّن أوسابيوس من أن يصبح من أكثر رجال الدين علما واطلاعا في عصره، وهذا من أسباب حظوته لدى الامبراطور قسطنطين الكبير.

إثر الاضطهادات التي تعرّض لها المسيحيّون سنة 303م فرّ إلى صور ومنها إلى مصر ولم يسعفه ذلك من دخول السجن. وبعودته إلى مسقط رأسه سمّي كاهنا ثمّ أسقفا انطلاقا من سنة 313م. وأضحى رئيسا لأساقفة فلسطين. ولكنّ دفاعه عن أوريجانوس جعل الشبهات تحوم حول عقيدته فاضطرّ في مجمع نيقيا سنة 325 إلى توقيع وثيقة العقيدة القويمة وفق طلب الامبراطور قسطنطين.

"عدّ نموذجًا للأسقف المحابي للسلطان، ولكنّه كان حجّة كمؤرّخ" (طرابيشي، 2006، ص 115). ومن مؤلفاته نذكر: القوانين الإنجيليّة، مسائل إنجيليّة وحلولها، الكتاب ضدّهيراقلس، التحضير الإنجيلي، شهداء فلسطين، حياة قسطنطين، في اللاهوت الكنسي.. ولكنّ أبرز مؤلّف اشتهر به هو التاريخ الكنسي.

وقد عدّ مدافعا بامتياز عن المسيحيّة وتعاليمها، وقد كان يؤمن بأنّ الزمان مجال صراع بين الله والشيطان، وأنّ جميع الأحداث تسير في اتجاه انتصار المسيح وتؤشّر عليه. فضلا عن أنّ سعة اطلاعه على الكتب التاريخيّة ودقّته مكّنتاه من أن يضع رصيدا مهمّا من كتب التاريخ ضبط فيها قوائم بأسماء ملوك الكلدانيّين والآشوريّين والإغريق والرومان والمصريّين..

انظر:

طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر.


مقالات ذات صلة

المزيد