إشكال الإدراك في العلوم المعرفية بين التأصيل الفلسفي والتجريب العلمي


فئة :  أبحاث محكمة

إشكال الإدراك في العلوم المعرفية بين التأصيل الفلسفي والتجريب العلمي

إشكال الإدراك في العلوم المعرفية بين التأصيل الفلسفي والتجريب العلمي

ملخص

يسعى هذا المقال إلى إبراز العلاقة التي تربط العلوم المعرفية كعلم مستقل له منهجه الخاص بأصله الفلسفي، هذه العلاقة لا يمكن فهمها إلا بمحاولة وضع تأصيل حقيقي لكل التراكمات التاريخية التي جعلت العلوم المعرفية تستفيد من كل المعارف التي جسدها الفلاسفة في نظرياتهم حول المعرفة البشرية، هذه المعارف لا يمكن إنكارها اليوم في رسم معالم هذا العلم الذي نطلق عليه العلوم المعرفية. وقد اتخذنا من قضية الإدراك منطلقا لهذا التأصيل؛ فرغم سيطرة النزعة التجريبية من داخل هذه العلوم والتوجه نحو القطع مع التأملات الفلسفية بخصوص الإدراك، إلا أن الانفصال بين الفلسفة والعلوم المعرفية لا يلغي أبدا تلك التراكمات المعرفية التي قدمتها الفلسفة للعلوم المعرفية بخصوص قضية الإدراك. إضافة إلى مسعى ربط العلوم المعرفية بتاريخها الفلسفي، فإن هذا المقال يهدف أيضا إلى ربط الفلسفة بواقعها العلمي والتجريبي، وجعلها مسايرة لكل التطورات العلمية بخصوص قضية الإدراك خاصة مستجدات العلوم العصبية، والتي من خلالها يمكن تأسيس فلسفة للعلوم العصبية، وجعل الفلسفة منفتحة على هذه المقاربات الجديدة للمعرفة.

تمهيد

شكلت العلوم المعرفية منذ ظهورها واقعا جديدا في ظل التطور الذي يشهده العلم والمعرفة البشرية، حيث أصبحت لها مكانة مهمة في مسارها الحالي إلى درجة أنه لم يعد بالإمكان الحديث عن موضوع أو قضية تتعلق بالإدراك وكيفية اكتساب المعارف دون الرجوع إلى مظاهرها التجريبية. ومن الملاحظ أن التعاطي مع هذه العلوم بالدراسة شهد تحولا عميقاً على مستوى الأسئلة الكبرى التي تشغل مجالاتها في الوقت الحاضر؛ فلا مندوحة من القول إن العلوم المعرفية تمثل المحور الرئيس اليوم الذي يحتضن أهم الأسئلة الكبرى. فالسيرورات والنشاطات المعرفية والذهنية حلت كإحدى الانشغالات الأساسية التي اهتمت بها؛ وذلك بالقدر الذي أصبحت تستوعب من إشكالات علمية خلال العقود الأخيرة، والتي استفادت من التطورات التي عرفتها علوم أخرى من قبيل العلوم العصبية والبيولوجية وتطور المقاربة الحاسوبية للذات البشرية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا