البرامج السرديّة لحكاية آدم في السماء


فئة :  أبحاث محكمة

البرامج السرديّة لحكاية آدم في السماء

البرامج السرديّة لحكاية آدم في السماء([1])

ملخّص:

يتنزّل هذا الفصل ضمن بحث المؤلّف في حكاية آدم في الثقافة الإسلاميّة وذلك من منظور تأويلي. وهذا المنظور جاء ثانياً على أوّل بعد تقديم قراءة تاريخيّة للحكاية نفسها. ومن ثمّ أمكن النظر في البرامج السرديّة لحكاية آدم في السماء. وهذه البرامج تتكوّن من برامج جزئيّة في مستوى الملفوظ السردي. وهنا تفحّص المؤلّف البرنامج الجزئيّ الأوّل ويتمثل في غرض الخلق، وهو غرض يتراوح بين الاقتضاب والإسهاب في مستوى السرد القائم على الثالوث المحوري: اللّه، آدم، الوجود. وقد تمّ اختبار نظريّة غريماس (Greimas) بشأن مربّع الكفاءة على نصوص الثقافة العربيّة الإسلاميّة الدائرة على حكاية آدم. وهنا نتبيّن تحوّلات شتّى في العلاقات بين الفواعل (مثلاً تحوّل إبليس من مساعد إلى معارض، أي تحوّل من الطاعة إلى العصيان، أيضاً تردّد آدم في مستوى الكفاءة بين إرادة معدومة وإرادة سالبة). وقد وقف المؤلّف على علاقة آدم بإبليس من جهة، وعلاقة آدم بالملائكة من جهة أخرى. وأفضى هذا العمل إلى استنتاج مهمّ مفاده أنّ "المراحل التي مرّ بها آدم من طين عاجز إلى (بطل) منتظر، تضع آدم في الوضع ذاته الذي يتهيّأ فيه كلّ بطل تراجيدي لفعل ما أملته عليه الآلهة، وهو يعتقد أنّه لا يفعل إلا ما يريد. إنّ إشكال البطولة التراجيديّة هو إشكال الفعل الإرادي ضدّ الفعل الإلهي". ومن ثمّ وقف علي المخلبي على رمزيّة الطين والأرض من خلال النصوص الساردة لحكاية آدم (ترمز الأرض هنا إلى الأمّ الكونيّة القادرة على الإنجاب). أمّا البرنامج السردي الجزئي الثاني، فمداره على وجود آدم في الجنّة. وتبيّن للمؤلّف أنّ انتقال الخلافة من إبليس إلى آدم تحقّق عبر الاختبار، وهو على ضربين: أوّلهما "الاختبار الترشيحي" ويتجلّى في فعليْن أساسيين هما الإطراء (فضل أقوال آدم على سائر الخلق والملائكة) والإغراء (وجود حوّاء مع آدم دليل على اجتماع المذكّر بالمؤنّث). أمّا الضرب الثاني من الاختبار، فهو "الاختبار الرئيس" خاصّة بعد أن اكتسب آدم سلطتيْن هما "سلطة القيادة" و"سلطة الإنجاب". ومحور الاختبار المذكور هو الشجرة (ضرورة الابتعاد عنها). وهنا نجح إبليس في إغواء آدم عبر وسائط مساعدة (الطاووس، الحيّة، حوّاء). ولتلك الوسائط رموز توسّع المؤلّف في إظهارها وبيان دلالاتها. واستخلص المؤلّف ثلاثة رموز من الشجرة موضوع الاختبار هي: الربط بين الأرض والخلود عبر التجدّد الفصلي أوّلاً، والصعود والعروج ثانياً، والثمار المقدّسة ثالثاً. واستنتج المؤلّف عبر ما درسه من برامج سرديّة أنّ آدم وإبليس "بطلان كلاهما، يقف كلٌ منهما على طرف مقابل للطرف الذي يقف عليه الآخر، يساعد كلّ واحد منهما مساعدون لم يحدّدوا بشكل نهائي بعد، لأنّ العداء الحقيقي، ذاك الذي يقوم على الفعل وضدّه، لا يكون إلّا في الأرض".

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1] - يمثّل هذا العمل الفصل الأوّل من الباب الثاني من كتاب "آدم والتاريخ"، تأليف: علي المخلبي، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط 1 2018، ص ص 369 ـ 452.