التغير الاجتماعي في المجتمع السعودي


فئة :  قراءات في كتب

التغير الاجتماعي في المجتمع السعودي

تعد هذه الورقة قراءةً في كتاب " النساء والفضاءات العامة في المملكة العربية السعودية". والكتاب عبارة عن رسالة لنيل شهادة  الدكتوراه لمعهد الدراسات السياسية  في باريس تحت عنوان: أنماط الحياة الحضرية كإنتاج للأنوثة؛ دراسة سوسيولوجية لولوج المرأة السعودية إلى المجال العام في مدينة الرياض. اعتمدت في هذه القراءة على الترجمـــــة العربية للكتاب، والتي أنجزها عبد الحق الزموري، لفائدة دار الشبكة العربية للأبحاث والنشر. نجد في غلاف الكتاب، في نسخته الأصلية، صورة لمتجر كبير للتسوق في مدينة الرياض على شاكلة الأسواق الكبرى في المدن العالمية. والمتاجر الكبرى غالبًا ما ترمز إلى عولمة أنماط الاستهلاك، وإلى انفتاح المجتمع على نفسه وعلى العالم، إنه يرمز إلى ريح التغيير التي يبدو أنها تهب على نحو تدريجي على المجتمع السعودي. في البداية نشير إلى أن الأبحاث التي تعنى بموضوع الجندر تشكل مدخلاً حيويًا لإدراك التغيرات التي يمكن أن تطال البنيات الاجتماعية والثقافية لمجتمع ما، ويظهر أن البـــاحثة  (أميلي لورونار) كانت تعرف ذلك جيدًا، حين قررت الخوض في هذا البحث الميداني  الأثنوغرافي الذي يخص الفتيات الحضريات السعوديات، وممارساتهن داخل الفضاءات العامة. تظل المسألة الثقافية والهوياتية، ومسألة المرأة على وجه التحديد، في المجتمعات العربية مركزية، إن في النقاش العمومي الظرفي، أو موضوعًا ذا أولوية في العلوم الإنسانية.

مجال البحث:

تشكل مدينة الرياض، بسبب توسعها الحضري ونموها العمراني والاقتصادي، منطقة جذب للسكان البدو، وكذا للعمالة الأجنبية، وهي تضم اليوم أكثر من خمسة ملايين ساكن. ويبلغ متوسط الأعمار عند سكانها من السعوديين 18 سنة. كما أن الفضاءات العامة الجديدة أصبحت بشكل متزايد متاحة أمام ساكنات الرياض من النساء. إن الوقوف عند خصوصيات هذا المجال ضروري من الناحية المنهجية لإدراك المتغيرات المجالية، التي تشرط ولوج الفتيات الحضريات السعوديات إلى الفضــاء العام. خاصة أن الباحثة تحدد هدف هذا العمل في بيان كيف أن جزءًا كبيرًا من الفتيات السعوديات، ولكي يتجاوزن القيود العامة التي تحد من حركتهن وأنشطتهن وتصرفاتهن في المدينة، وفي فضاءاتها العامة، سيبتكرن أنماطاً حياة مهنية واستهلاكية جديدة. هذه الأنماط تشكلت في سياق اقتصادي وسياسي محدد، وتشكلت من خلال التفاعلات داخل الفضاءات المشتركة كذلك. تمثل مدينة الرياض، حسب الباحثة، حالة دراسية أنموذج، بسبب ما عدته سيرورات عولمة ذات مستويات مختلفة ساهمت في تشكل المدينة، في ظل فصل صارم بين الجنسين في الفضاءات العمومية.

الإطار المفاهيمي والتحليلي للدراسة:

خلال التمهيد لهذا الكتاب، تحدد أميلي لورونار موضوع كتابها على النحو التالي: " العمل على وصف أنماط حياة الفتيات الحضريات المنجزة داخل فضاءات عامة من المديــــــــــــنة"، وتوضح كيف أن هذه الأنماط جديدة على المجتمع السعودي، في جزء منها، كما أن السعوديات لم يتمكّنّ من الولوج إليها إلا حديثًا. لذلك يشكل مفهوم "نمط الحياة"، وهو المفهوم الذي استلهمته من ماكس فيبر وبيير بورديو على وجه التحديد، مفهومًا مركزيًا، باعتباره يبرز التفاعلات بين التحولات السياسية والاقتصادية ومسلكيات الفتيات السعوديات، وتتمثل هذه التحولات في الحياة اليومية، وممارسات الاستهلاك، وممارسات الترفيه، والممارسات الثقافية بصفة عامة، وباعتباره إخراج للذات أمام المجتمع من خلال تقاسم الفضاءات المشتركة. تعاملت الباحثة مع مفاهيم الجيل والنوع والبطركية بنوع من الحذر الإبستمولوجي؛ وذلك بسبب خصوصية الموضوع الذي تشتغل عليه.  لقد تبنت الباحثة أميلي لورونار إطارًا  تحليليًا منفتحًا على عدد من الأطر النظرية، وهكذا فقد ربطت تحول أنماط حياة السعوديات من جهة بالإصلاح السياسي الذي عبرت عنه الدولة، وإن بشكل متحفظ، وهو المستوحى من الإيديولوجية النيولبريالية والداعي إلى تنمية القطاع الخاص، وبالتحولات التي لحقت مدينة الرياض بسبب ما تسميه بالطفرة النفطية خلال السبعينات والثمانينات من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يتعين أن نفهم الحضور المتزايد للسعوديات في الفضاءات العامة، وتستوحي الباحثة هنا المقاربات التي أظهرت الارتباط بين تطور وسائل الإعلام والتوجه اللبيرالي في المبادلات التجارية، وبين ظهور "أنماط جديدة ورغبات وعلاقات فريـــــــدة بالذات وبالآخرين". وهي المقاربات التي كان موضوعها مدن عربية كبرى، كالقاهرة ودمشق.

البحث الإثنوغرافي لتفادي التعميم النظري:

حاولت الباحثة، من جهة أخرى، تجنب مقاربة النوع التي عادة ما تركز على الاختلاف البيولوجي الذي يترجم إلى اختلاف اجتماعي أواللامساواة بين الرجل والمرأة، والتي غالبا ما يتم فيها تقديم النساء على أنهن ضحايا. كما رفضت الباحثة استعمال مفهوم البطركية بسبب طابعه العام، وتطبيقه في سياقات مختلفة، وبدلاً من ذلك، حاولت الباحثة الاهتمام، بالأخص، بوصف كيفية ظهور أنماط حياة الفتيات الحضريات، والتركيبة المخصوصة التي تميز هذه الأنماط دون سحق للخصوصية . بالإضافة إلى ذلك، ترفض الباحثة المقاربة الثقافية المغرقة في الثقافة، التي تستسهل الظواهر الاجتماعية من خلال تأطيرها داخل سياق عام هو الثقافة الإسلامية. وبذلك يكون وضع المرأة معروفًا "مسبقًا"، وعوضًا عن ذلك اختارت الباحثة الطريق الصعب، اختارت البحث الإثنولوجي. إن الفتيات السعوديات، موضوع هذه الدراسة، تنتمين إلى الجيل الحالي (عمر المستجوبات ما بين 20 و 30 سنة)، كبرن في ظروف مادية مختلفة جدًا عن الجيل السابق، عشن في عهد " الرخاء"، إذ أصبح معتادًا أن يواصلن دراستهن العليا، و يبدين رغبة في ممارسة نشاط مهني، كما أنهن لا يتزوجن غالبًا إلا بعد إتمام دراستهن، وبرغم ذلك فإن نسبة الطلاق، وفق الإحصاءات، مرتفعة. تقوم الباحثة بتحليل هذه الوضعيات التي من خلالها تعرّف الفتيات الحضريات أنفسهن على أنهن كذلك. إنها تنصت إلى الدلالات والمعاني التي تعطيها الفتيات محل الدراسة لنشاطهن وحركتهن، كما تعمل على اعتبار القيمة التي تضفيها الفتاة على سلوكها، هذا ما صرحت به. كان هذا الإجراء المنهجي، أي الاستقصاء الإثنوغرافي، ضروريًا بالنسبة للباحثة، حتى تتمكن من رصد أنماط حياة وممارسات الفتيات المدينيات داخل الفضاءات العامة، باعتبارها فئة خاصة. هذه الفئة من النساء يدرسن و يعملن أو يبحثن عن عمل، على اعتبار أن هؤلاء هن من ينتجن أنماط حياة متحركة. هؤلاء النسوة، غالبًا، ما تعرضن لعراقيل وعقبات في الولوج إلى تلك الفضاءات، ومع ذلك، فإن هذه العراقيل تكون دائمًا موضوع تفاوض لا يتوقف. من هنا نفهم لماذا اختارت الباحثة أن يكون مجال البحث مجموعة متفرقة من الفضاءات العامة يمكن تصنيفها في أربعة أصناف:

- الفرع النسوي الجامعي.

- أماكن العمل لبعض النساء.  

- الفضاءات الدينية.

- المراكز التجارية الكبرى.

كان البحث الإثنوغرافي مفيدًا في الكشف عن الحضور المتزايد للشابات السعوديات في الفضاءات العامة منذ عقدين من الزمن، والذي سيسهم في تحويل الحدود التي ترسم التصرفات المقبولة في أعين الرجال والنساء الأخريات، وفي التفاوض حول نظام عام آخر. يبدو جليًا أن هذا الخيار المنهجي يتضمن إصرارًا من الباحثة على الحذر وعدم التسرع في تطبيق مفاهيم وأطر نظرية جاهزة على موضوع الدراسة.

في المزاوجة بين اللبرالية والإسلام:

ترصد الباحثة ظاهرة لصيقة بالمجتمعات الإسلامية في استيعابــــــــــها للتحولات العالمية، وهي محاولة تطوير أنموذج نسائي فريد، يوالف بين انفتاح جزئي على إكراهات السوق ونمط الاستهلاك الجماهيري، وبين ما يسمى بالصحوة الإسلامية. يظهر ذلك في مسلكيات الفتيات السعوديات: "رغم انهن لا يرفضن المرجعية الإسلامية، لكنها ليست دومًا في قلب أنماط الحياة التي يتبنينها". بدأت أنماط الحياة ابتداء من السبعينات تطبع ببعض مظاهر الإيديولوجية اللبرالية، وذلك لأن بعض قطاعات الدولة السعودية تبنت سياسة خصخصة الخدمات العامة، وتحرير المبادلات التجارية. تتكون دراسة الباحثة أميلي لورونار من ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من الفصل بين الجنسين إلى الإصلاح:

وفيه تشير الباحثة إلى أنموذجين للأنوثة السعودية. الأنموذج الأول "إسلامي" يقوم على الفصل بين الجنسين على نحو صارم، وهذا الأنموذج تعزز مع ما يسمى بالصحوة الإسلامية خلال عقد السبعينات، وقد وجد تمويلاً نفطيًا، وتمثل ذلك من خلال تضاعف المؤسسات الذكورية والمؤسسات النسائية، حيث أصبح مبدأ الفصل بين الرجال والنساء مستـــــــقرًا ومطبقًا بشكل صارم، وترسخ هذا الأنموذج الأنثوي الإسلامي من خلال الدعاية له في الخطابات الدينية، والقوانين الرسمية، والفتاوى، وهذه الخطابات تحاول أن تصور أن هذا الأنموذج "يتطابق" مع التعاليم الإسلامية، وأنه يصون كرامة المرأة من خلال إعفائها من العمل الوظيفي، والتأكيد على أهمية عدم الظهور أمام الرجال، وأن الأنموذج الذي يتعين عليهن تبنيه هو أن يكنّ زوجات وأمهات". أفرز هذا الأنموذج فضاءات مغلقة محرمة على الرجال، وسمح، في الوقت نفسه، للمرأة بإمكانات جديدة للفعل. كما سيخلق مشكلة أساسية تتعلق بتدبير مشكلة حركة المرأة، حيث ستتحول إلى مشكلة عامة، من مثل مسألة سياقة السيارة من قبل النساء. أما الأنموذج الثاني فهو الأنوثة المهنية والاستهلاكية، وقد بدأ هذا الأنموذج، حسب الباحثة، مع سنوات التسعينات، وتكرس ابتداءً من سنة 2003، عندما طفت إلى السطـــــــــح نقاشات وخطابات حول الإصلاح  في المملكة، و بدأ الحديث عن ضرورة " إسهام المرأة السعودية وعن دورها في المجتمع"،وقد اقترن ذلك بمشروع "سعوَدة " مناصــــــــب الشغل، وتطوير القطاع الخاص. ترجم هذا الإصلاح وهذه التحولات الاقتصادية والسياسية من خلال الفتح التدريجي لأماكن العمل والاستهلاك في وجه المرأة. غير أن هذه الفضاءات الجديدة ستخضع دائمًا للمبدأ "الإسلامي" القاضي بالفصل بين الجنسين.

القسم الثاني: كيف تفاوض المرأة السعودية المدينة؟

تبين أميلي لورونار أن خطابات التحديث الوطنية وانفتاح مجال الممكنات أمام السعوديات لا تستفيد منه جميعهن إلا على نحو متفاوت. إن الدخول إلى هذه الفضاءات الجديدة، والولوج إلى هذه الأنماط المستحدثة من الحياة يتطلب ثمنًا ويتوقف على قدرة الفتاة السعودية على التفاوض على أصعدة مختلفة يتداخل فيها السياسي والأمني والأخلاقي، وذلك لأن الفتاة السعودية مطالبة بالحذر الشديد في حركاتها في المجال العام، فـ "يستحسن" أن تكون أكثر تحفظًا. وهكذا تقوم الفتيات بمعية السلطات الأمنية وحراس مراكز التسوق بإنتاج نظام فصل جنسي قائم على التفاعل داخل الفضاءات العامة بطريقة حذرة. ترفع هذه الإجراءات الوقائية من رفع كلفة تنقلهن، بحيث يتعين أن يتنقلن بصحبة سائق بالنسبة للميسورات، وفي سيارة ذات زجاج داكن، وذلك لتجنب الاعتداء على السمعة الذي يستوجب الـتأنيب من طرف الأسرة. ويتعين على المرأة، من الناحية القانونية، أن تتجنب الظهور في الأماكن العامة، إلا في تلك التي تتوفر على درجات عالية من الحماية. ولذلك يتعين على الفتاة أن تفاوض النظام العائلي، مادام هذا الأخير، يجعل أنشطة الفتيات خاضعة لجملة من القيود. تفاوض من أجل الولوج إلى نمط حياة مختلف، فالفتاة تفاوض من أجل العمل والحصول على دخل مستقر، وعلى حرية التنقل، وأن هذا التفاوض يتم وفق ثنائية الحداثة والتقليد. إن النجاح في التفاوض هو ما جعل الفتيات مرئيات أكثر في الفضاء العام، وهذا ما تطلق عليه أميلي لورونار إعادة تعريف السلوكات المقبولة في المجال العام للفتيات السعوديات.  كما أوضحت الباحثة في هذا القسم، أن النشاط المهني يمثل نمط حياة جديد بالنسبة للفتاة، يتحول إلى غاية في حذ ذاته، من أجل تحقيق الذات. إنه يسمح بحــــرية الحركة ومغادرة المنزل، ومن ثم التقدم ومواجهة الآخرين، ومن امتلاك قـــــــدرات جديدة، وبالتالي الاندماج في المجتمع. إنه استراتيجية للولوج إلى الفضاء العام. لقد أصبح النجاح المهني أنموذجًا ملهمًا للعديد من السعوديات في التأكيد على هويتهن.

القسم الثالث: مجتمع الفتيات الحضريات:

التفاعلات والتعريفات في الفضاءات المشتركة:

تشير الباحثة إلى ظهور ما يسمى بمجتمع الفتيات، كمجال للتفاعل الاجتماعي بين الأطراف المتماثلة في الجنس. إن الفصل الجنسي الصارم بين النساء والرجال أوجد ما يسمى بالتجمعات أو الاجتماعات النسائية، وهكذا أصبحت الفضاءات العامة المتاحة للسعوديات مجالاً حيويًا لتنمية هذا النوع من الاجتماعات. و هذه الاجتماعات تشكل فرصة للمؤانسة سواء في المركز الجامعي، أو في الاجتماعات الدينية، أو مراكز التسوق الكبرى. تسود داخل هذه التجمعات قيم أساسية، حيث يتم تجريم التفرقة بناءً على الأصول الاجتماعية أو الجغرافية، وقد أبدت العديد من المستجوبات أن مثل هذا التمييز يتعارض مع قيم المعاصرة.  إن أشكال التضامن التي تحدث بين الفتيات السعوديات، تشجع بعضهن في بعض الأحيان على انتهاك النظام العام ذي الطابع " الإسلامي". وتبين الباحثة، أن هذا الانتهاك الذي تتبناه الفتيات في الجامعة أو في مراكز التسوق يؤدي إلى بروز قيم وهويــــات مشتركة، ويمثل محاولة لإعادة التفاوض حول نظام السلوك العام. إن انتهاك القواعد داخل المجال الخاص أو المغلق هو أقل اهتمامًا في مجتمع الرياض، فالأهم هو ألا تنتهك المعايير علنًا. إن انتهاك بعض القواعد قد يتحول إلى سلوك مبتذل بفعل شيوعه، كأن يتم تحويل العباءة إلى إكسسوار للزينة، كان في البداية انتهاكًا لتعاليم الإسلام طبقًا للتأويل الرسمي، غير أن هذه الممارسة فقدت قيمتها الانتهاكية، بما أنها أصبحت مقبولة بشكل واسع في مدينة الرياض. قد تصبح، في بعض الأحيان، تلك الممارسات الجريئة شرطًا ضروريًا للانتماء إلى مجموعة الأقران. إذ لابد من التطابق مع المعايير التي تحدد المظهر الخارجي حتى يتم قبولك داخل المجموعة. هكذا يتم نقل حدود السلوكيات المقبولة علنًا من خلال تلك الانتهاكات.  وقد ابتكرت الباحثة مفهومًا جديدًا، هو الأنوثة الاستهلاكية، وهو المفهوم  الذي حاولت من خلاله أن توضح، كيف أن تعريف الأنوثة هو موضوع صراع، إذ يتعرض الأنموذج الإسلامي للأنوثة المؤسس على الحشمة والتحفظ للانتهاك باستمرار، وذلك من خلال ما يسميه أميلي لورونار الأنوثة الاستهلاكية. هذا الأخير، يتم إخراجه من خلال العديد من الأنماط السلوكية التي تتبناها الفتيات السعوديات في الفضاءات العامة. مثل استهلاك مستحضرات التجميل، واستعمال ماركات عالمية فاخرة، والتماهي مع أنماط معينة في تقديم الذات، والتي تذكر بنجوم لبنانيات ومصريات. إن ذلك يمثل معايير ضرورية بالنسبة للفتاة، حتى يتم قبولها في جماعة قريناتها، وتشعر الفتيات اللواتي لا يقمن بذلك بأنهن مقصيات، وإن هذا الأنموذج من الأنوثة ينتصر على واجب الحشمة. وقد سمح سياق الإصلاح وسياسة تحرير تبادل السلع وعولمة أنماط الاستهلاك في تكريس هذا التحول.