النظرة الاجتهاديّة والمنهجيّة الحركيّة عند العلاّمة محمّد حسين فضل الله في معالجة قضايا "التاريخ" و"العقل والعلم" وتحليلها


فئة :  أبحاث محكمة

النظرة الاجتهاديّة والمنهجيّة الحركيّة عند العلاّمة محمّد حسين فضل الله في معالجة قضايا "التاريخ" و"العقل والعلم" وتحليلها

النظرة الاجتهاديّة والمنهجيّة الحركيّة

عند العلاّمة محمّد حسين فضل الله

في معالجة قضايا "التاريخ" و"العقل والعلم" وتحليلها


الملخّص:

يخوض "السيد" فضل الله، من موقعه المرجعي الديني، غمار البحث في مواضيع حساسة ومهمة، كالتاريخ والعقل والعلم، مقدمًا لنا ما يعتقد أنه "رأي" الإسلام في تلك القضايا، ومحاولًا عبر ذلك إعطاء انطباع إيجابي وصورة ناصعة وحسنة عن الإسلام دينًا إنسانيًا تنويريًا عقلانيًا يأخذ بأسباب العصر، وينفتح على الحياة والإنسان في كل مواقعها ومتغيراتها بلا تعقيد ولا قسر بل بسهولة ويسر.

ويعتقد "السيد" فضل الله بأن التاريخ ليس مجرد تسجيل حرفي لقضية من قضايا الماضي، بل أصبح أداةً فاعلةً تسهم في عملية صنع الحاضر، ولهذا لا بد للباحث في المجال التاريخي من التخلي عن الهالة القدسيّة التي يحاول أن يحيط بها هذا التاريخ بكل ما فيه من انحرافات وأخطاء. ويؤكد "السيد" فضل الله أنه لا يمكن للأمة والمجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة أن تنهض من كبوتها وتخلفها الحضاري الراهن شبه المقيم ما لم تمارس عملية نقد علمي موضوعي لتاريخها وماضيها القديم، نقد يطال كثيرًا من المسلمات والأفكار والاعتقادات الباطلة التي يعج بها هذا التاريخ. ويرفض "السيد" فضل الله إخضاع التاريخ الإسلامي لقراءات نقدية تحاول قسر التاريخ لصالح أفكار حديثة لتخرج الأحداث والمواقع التاريخ من سياقها وإطارها الطبيعي، مما يجعلها عاجزة تمامًا عن فهم طبيعة الحدث التاريخ، وقاصرة قصورًا نظريًا وعمليًا عن الاستفادة منه في الحاضر والمستقبل. وتحفل كتب ومحاضرات "السيد" محمد حسين فضل الله بالكثير من النماذج الفكرية العملية الواقعية للكيفية العلمية والمنهجية الموضوعية التي يتعاطى "السيد" من خلالها مع أحداث وقضايا ورموز وشخصيات التاريخ الإسلامي.

ويتحدث "السيد" عن تجربة الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، بوصفها مثالًا واضحًا وأنموذجًا بارزًا على طريقة التعامل مع التاريخ، على أنها تجربة فيها دروس وعبر كثيرة مطلوب منا دراستها والاقتداء بها، لأنها شريعة إسلامية ورسالة ومصدر تشريعي.

ويؤسس "السيد" نظرته إلى العقل بناءً على القرآن الذي هو تبيان لكل شيء، إذ إننا عندما ندرس حركة المستقبل في نشاطات الأمة بشكلٍ عام، وفي تطلعات الإسلام، فإننا نستوحي من القرآن الكريم، في مفاهيمه التي تعبر عنها آياته، أنه يخطط لصنع العقل الإنساني الذي ينفتح في أول انطلاقاته على آفاق معرفة الله تعالى، خالق السموات والأرض والإنسان، ومبدع النظام الكوني بكل أسراره الإبداعية التي تمثّل عمق العناصر التي يرتكز عليها الكون كله، على أساس أن الله تعالى جعل لكل شيء قدرًا "إنا كل شيء خلقناه بقدر" [القمر: 49]، فليس هناك في الكون أيّة صدفة، حتى ما يعتبره الناس في حياتهم الخاصة وفي أوضاعهم العامة صدفةً، فإننا عندما نتعمّق فيه، نجد أنه خاضع لنظام معيّن يتمثّل بالظروف الخفية أو البارزة التي تحيط بالإنسان وبالواقع.

وينطلق "السيد"، على صعيد العلاقة بين العلم والأخلاق، في إدراكه للعلاقة القائمة بين المبدأ الأخلاقي والأحكام القيمية الأخلاقية العليا في الحياة، من جهة، وبين العلم والأحكام العلمية والعقلية والمعرفية، من جهة أخرى، من قاعدة أساسية هي أن "الإنسان موجود أخلاقي". وهذه قاعدة مطلقة، وأن القيم الأولية والأساسية الأخلاقية كالعدل والحرية والسعادة والتكامل هي قيم مطلقة. وهذا الكائن الأخلاقي يستمد وجوده وقيمه الأخلاقية وأحكامه الأخلاقية العملية، في المبدأ والأصل، من الإيمان بالله تعالى، باعتباره واجب الوجود ومصدر الواجبات، وأن طاعة أي أمر أخلاقي تستمد مشروعيتها من استلهام وطاعة الواجبات الإلهية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا