جدل الهوية والاختلاف في الفلسفة الهيلينية


فئة :  أبحاث محكمة

جدل الهوية والاختلاف في الفلسفة الهيلينية

الملخص:

من المعروف أنّ نشأة الفلسفة لدى اليونان ارتبطت بالبحث في حقيقة الوجود وجوهر العالم الطبيعي. وكان السؤال منذ البداية لدى هؤلاء الفلاسفة من الماديين كانوا أو من المثاليين عن أصل هذا العالم الطبيعي. وكان الاختلاف فيما بينهم يدور حول: هل هو أصل مادي كما عند الطبيعيين الأوائل والمتأخرين أم هو أصل غير مادي كما عند الفيثاغوريين والإيليين وحتى أفلاطون وأرسطو؟ فضلاً عن أنّ الاختلاف فيما بينهم كان يدور أيضًا حول: هل هو أصل واحد أم كثير؟!. وبالطبع فقد كان المثاليون أميل إلى الأصل الواحد (العدد واحد عند فيثاغورس – الوجود الواحد عند بارمنيدس، الإله الواحد عند كل من أفلاطون وأرسطو)، لكن الطريف أنّه حتى الماديون من هؤلاء الفلاسفة قد حاولوا رد الكثرة المادية إلى أصل مادي واحد (الماء عند طاليس- الهواء عند انكسيمانس - النار عند هيراقليطس).

وعلى الرغم من الصور المتعددة للخلاف بين رؤى كل هؤلاء الفلاسفة إلا أنّهم كادوا يتفقون على أنّ حل هذه الخلافات إنّما يتلخص في التساؤل عن الحقيقة القصوى للوجود؛ هل هي ما نراه في الظاهر من تغير وسيلان دائم (هيراقليطس)، أم هي في تلك الكثرة العددية الظاهرة أمامنا (فيثاغورس)، أم هي في تلك العناصر الأربعة النار والماء والهواء والتراب (أنكساجوراس وأنبادوقليس) أم هي في تلك الذرات التي ترتد إليها هذه العناصر ذاتها (ديموقريطس)؟.

وكان نتيجة هذه التساؤلات أن أقروا - على الرغم من اختلاف طرق الوصول إلى هذا الإقرار - وأجمعوا على أنّ خلف هذه الحركة الظاهرة يكمن السكون، وخلف هذه الكثرة الظاهرة -عددية كانت أو مادية عنصرية- يكمن الواحد!

وقد تبلور هذا الموقف النهائي لهؤلاء الفلاسفة عبر حوار لم يتوقف طوال تاريخ الفلسفة اليونانية السابق على أرسطو إلى أن جاء هو فحسم كل هذا الخلاف وبلور ما يمكن أن نعتبره موقفاً نهائياً للفلسفة اليونانية حول الهوية والاختلاف، الواحد والكثير، السكون والحركة، الوجود واللاوجود، وقدم لنا تصوراً مبدعاً بحل كل الإشكاليات من خلال نظريته الأثيرة في التمييز بين الوجود بالقوة والوجود بالفعل بعد أبحاث مطولة سواء في المنطق ومقوله الجوهر، أو في فلسفة الطبيعة ونظرية العلل الأربع أو في الميتافيزيقا من خلال عرضه النقدي لآراء هؤلاء الفلاسفة السابقين بما فيهم أفلاطون من جهة، ومن خلال تعريفه للمصطلحات الفلسفية وتدقيقها من جهة أخرى.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا