دينامية الأغنية المغربية ومصاحبتها لمعاناة المهاجرين دراسة نقدية "مجموعة السهام" أنموذجا


فئة :  مقالات

دينامية الأغنية المغربية ومصاحبتها لمعاناة المهاجرين دراسة نقدية "مجموعة السهام" أنموذجا

دينامية الأغنية المغربية ومصاحبتها لمعاناة المهاجرين

دراسة نقدية "مجموعة السهام" أنموذجا

تقديم

تعدّ الهجرة ظاهرة قديمة تتنوع بتنوع العنصر البشري المساهم فيها متأثرة بالزمان والمكان، والجدير بالذكر أن هذا الموضوع عرف عدة أبحاث ودراسات متعددة، إلا أن منطلقاتها ومرجعياتها تختلف من باحث إلى آخر؛ فمنهم من ينطلق من خلفيات أنثروبولوجية معتبراً الظاهرة مرتبطة بطبيعة الإنسان؛ ومحددات ارتباطه بالأرض، باعتبار الإنسان كائنا ثقافيا يهاجر ومعه حمولة عقدية وثقافية، وآخرون ينطلقون من أوضاع اجتماعية ويعتبرونها سببا رئيسا في تنشيط الهجرة والزيادة من حجمها، هذه الأوضاع التي تنتج بسبب رغبة الفرد في تغيير واقعه الاجتماعي نحو الترقي ومساعدة أقربائه على تجاوز الفقر، بينما هناك من يربطها بالتحولات الاقتصادية، وسياسة الحكومات غير المتوازنة والمتجاهلة لما يضمن الاستقرار لأفراد المجتمع عبر توفير الشغل، والتعليم والصحة، والسكن اللائق.

وعلى الرغم من كون الهجرة عابرة للقارات وممتدة عبر التاريخ الإنساني، فإن الباحثين اهتموا بالهجرة من شمال افريقيا وبالضبط من المغرب والجزائر وتونس، إلا أن أغلب الدراسات ركزت على الهجرة "السرّية" التي تنامت بشكل ملفت للانتباه في القرن العشرين بسبب سياسة الدول المستقبلة التي أغلقت الحدود في وجه اليد العاملة بعد ما حققت اكتفاء ذاتيا، وما عرفته من أزمات اقتصادية ساهمت في انتشار البطالة بين صفوف سكانها المحليين، وما زاد من تعقيد الأمر الصعود المفاجئ لليمين المتطرف العنصري بفرنسا وأروبا بصفة عامة، وأصبحت الهجرة ورقة يتم استغلالها وتوظيفها في الحملات الانتخابية، وارتفعت أصوات تدعو إلى طرد المهاجرين وتشديد الحراسة على الحدود، في حين ظهرت جماعات تحاول استمالتهم لكسب أصواتهم ودغدغة عواطفهم برفع شعارات غالبا ما تصطدم بواقع الرفض من قبل جماعات يمينية تضع كل إمكاناتها لعدم تلبية مطالبهم.

وبناء على ما سبق، لجأت الدول الأوروبية عبر مؤسسة الاتحاد الأوروبي إلى عقد عدة شراكات مع دول الجنوب لتلعب دور الشرطي الحامي لحدودها ومنع الهجرة المتدفقة من شواطئها، وفي هذا الصدد لابد من تسجيل الحيف الكبير الذي يعاني منه المهاجرون الذين ساهموا في اقتصاد دول أوروبا في الظروف الصعبة بعد الحرب العالمية الثانية، وما صاحبها من عملية إعادة الإعمار، وكانت تلك الدول ترسل بعثاتها لاختيار الأقوياء منهم بطريقة مهينة، حيث يختمون على صدورهم كما يختم على الحيوان، هؤلاء استقروا وحصلوا على الوثائق ورخص التجمع العائلي، وأنجبوا أبناء وصفوا بالجيل الثاني وينعثون بـ Les boeurs، وأصبحوا حسب قوانين البلاد التي ينتمون إليها مواطنين مجنسين ضمن لهم الدستور نظريا حقوقهم على غرار السكان الأصليين، إلا أن الواقع عكس ذلك، حيث تم عزلهم في أحياء هامشية يحسون فيها بالإقصاء والتمييز، ما جعلهم يحنّون إلى أصولهم متشبثين بجذورهم، وموجهين كل اهتماماتهم وطاقتهم للإعلان عن الاختلاف والتميز عبر إحياء ثقافة بلدان آبائهم الأصلية.

وارتباطا بالجانب الثقافي وعلاقته بالهجرة؛ ووعياً بكون المهاجر كائناً ثقافياً يحمل معه مميزات هويته؛ فقد حاولت بعض المؤسسات المهتمة بالهجرة الاستفادة مما يمكن أن تلعبه الابداعات الفنية عامة، والأغنية خاصة من دور في الاندماج عبر مزيج من الألوان الموسيقية، وفي الوقت نفسه عبر إنتاج أغان تحذر الشباب من الهجرة "غير الشرعية" وتحثه على البقاء في وطنه.

1- الموسيقى والهجرة

تلعب الموسيقى دورا مهما في الحياة اليومية للمجتمعات وتسهم في تشكيل هوية الفرد والمجتمع معا، وهي شكل فني عالمي لا حدود له، وتعبير عن السياق التاريخي الذي يعكس الحالة السياسية والاقتصادية للشعوب التي أبدعتها، واستخدمها الناس للتعبير عن الاحتجاج على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما يمكنها أن تكون ناطقة باسم الحكومات وبعض "اللوبيات".

إن للفنّ أهمية كبرى في المجتمعات؛ فهو ذو تأثير بالغ في حياة الفرد والجماعة وفي التكتلات السياسية والتماسك الاجتماعي، ويعتقد كثيرون أنّه لا معانيَ للفنون ولا أهمّية لها، إلا أنهم يجهلون أنّ الفنانين يعبرون عن مشاعرهم تجاه مجتمعاتهم وتجاه الطبيعة من خلال استخدام وسيلة فنّية أو قطعة موسيقية أو مسرحية؛ فالأغنية أو اللوحة الفنية أو غيرهما من الأعمال الفنية تحرّر الإنسان من الحالة التي يعيش فيها، سواء أكان خوفا أم قلقا أم حزنا أم أي مشاعر مكبوتة داخله، يسمح له الفن بتفجيرها؛ إذ إنّ كبت المشاعر والأحاسيس يسبّب للإنسان الكثير من العقد النفسية التي يصعب التخلّص منها ويمكن أن تجرّه إلى العنف والتطرف والعدوانية.

وهكذا، فإن الأغنية الملتزمة تعالج الأحداث الجارية وتعرف بها؛ لأنها تتناول قضايا اللحظة وتجسد بالضرورة العمل في عصر معين، وتسعى إلى التحريض على الفعل التربوي والسياسي، وتدافع ضد العنصرية ومحاربة الجوع وإعلان السلام.

وعطفا على ما سبق، فإن المغنين المغاربة اهتموا بالهجرة منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، والحالة هاته؛ فلا يمكن لأي باحث ادعاء القدرة على الإحاطة بها كلها، لوفرتها وكثرتها، سنقدم بعض النماذج مراعين في ذلك التنوع الثقافي واللغوي، واختلاف مرجعيات الأجيال، ونظرا لعدم التوثيق بشكل أكاديمي لهذا النوع من الأغاني، فيبقى المجال مفتوحا أمام وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الجرائد الإلكترونية أو بعض المواقع المختصة، ما يفسر صعوبة تحديد أول أغنية مغربية عن الهجرة لغياب أدلة ووثائق أكاديمية يمكن اعتمادها مرجعا موثوقا منه، لهذه الأسباب لن نخوض في ترتيب الأغاني حسب سنوات إبداعها لكننا سنحددها وفقا للأجيال التي سجلتها؛ فمن الجيل الأول الذي تغنى بالغربة نذكر الفنانة المغربية اليهودية زهرة الفاسية التي غنت أغنية "الغربة"[1] عبرت فيها عن لوعة الفراق والوحدانية بمشاعر الحزن وأحاسيس مؤثرة عن الاغتراب:

لْغُرْبة أُلَفْرَقْ وَلْوَحْشْ وَلْوَحْدَنِيَّ

كِتَيْطِحُو عْلَى جْبَلْ لْهَمْ إِذَوْبُهْ

لْعَمْدَة عْلَى اللِّي مْحَبْتُو حَيَّة

غْدَرْ بِهْ زْمَنْ أُفْرَقْ حْبِيبُو

كما تعتبر أغنية "باريس" للفنان الأمازيغي الرايس "الحاج بلعيد"، من أغاني جيل الثلاثينيات، عبر فيها عن وضعية المهاجرين وأسباب مغادرتهم للوطن من منظور أخلاقي يقول:

قد هاجروها في اتجاه الخارج

من كل القرى

عمالنا في فرنسا أناس طيبون

لنا شرف الحديث عنهم

لا يخالفون الشرع من أجل المال

وفي ذات الصدد يعدّ الفنان "الحسين السلاوي" من الجيل الأول المبدع في مجال أغنية الهجرة بعنوان "يا غريب لك الله" في أواخر الخمسينيات.[2].

وجدير بالذكر أن الحسين السلاوي يعدّ فنانا مرتبطا بالقضايا الاجتماعية ومدافعا عن وطنه بأغان مناهضة للاستعمار مثل أغنية "الزين والعين الزرقاء" أو "الميركان"[3]، كما يعدّ رائد الأغنية الشعبية المغربية لحنا وأداء، ومن الفنانين المتميزين والملتزمين في عصره، وأغانيه تحتفظ بتجددها، كما تعتبر معطى اجتماعيا نستقي منه الواقع الاجتماعي في عصره ومن أغانيه في موضوع الهجرة "الغربة"[4] التي عبر فيها عن معاناة ذاتية ذاق مرارتها وعاش تجربتها في فرنسا، يقول:

يَا غْريب لِكْ الله

عَاكْسْ الزَّمان وَصْبَرْ لَهْ

صْبَر حَكْمَة فيه دَّوْا لْعَلَّة

يا غريب في بلاد الناس لك رب

مَغْصوبْ أُتَضْحَكْ وَصْبَرْ تْعَدِّ

تَحْبَسْ دْموعَك تَتْوَجَّعْ أُتْخَبِّي

لا يفطن بِكْ لَعْدُو إجْبَرْ غَلَّكْ

كما تعدّ أغنية محمد فيتح "أومالولو"[5] معبرة عن نوع آخر من الغربة التي شعر بها المغاربة إبان نفي محمد الخامس، وقدمها على شكل حوار متخيل بين الملك والشعب؛ فالملك يشتاق إلى شعبه، كما أن الشعب يحن إلى ملكه وتأثر بنفيه إلى جزيرة مدغشقر من قبل الفرنسيين. لذا تندرج ضمن الأغاني الوطنية في فترة الاستعمار.

أوْ مَا لُولُو او مالولو

أومالولو تَمَّ بْكِيت أَنا

أو ما لولو او مالولو

أومالولو تمَّ شْكيت أنَا

يالغادي بيا سيدي

يا لْغَادِي بِيَّ بَابَا

وهكذا استمر الإبداع في مجال الأغنية مع أجيال متعاقبة وبألوان موسيقية مختلفة مبنى ومعنى: شعبية وكلاسيكية عصرية، ومن الأغاني الكلاسيكية العصرية أغنية "لْغُرْبَة وَلْعَشْقْ لْكَادي"[6] للفنان الغاوي، و"لْغُرْبَة"[7] للفنانة "غيثة بنعبد السلام"، وأغنية "أنا وَلْغُرْبَة"، "وَحْداني" و"مونْبَراص" للفنان "عبد الوهاب الدكالي"[8]، وأغنية "قوارب الموت"[9] للفنان نعمان لحلو التي أداها بشكل ثنائي رفقة الفنانة "أسماء المنور"، وظف فيها تقنيات فنية وصوتية في تناغم بين صوتين: صوت الفنانة أسماء لمنور النسوي الشجي، وصوت المغني نعمان الذكوري على طبقة منخفضة* خدمت الأبعاد الاجتماعية للأغنية ومضمونها المأساوي، مخاطبا عاطفة الإنسان وعمق وجدانه للتأثير على كل شاب يفكر في الهجرة عبر مراكب الموت، وتوظيف المراكب عنوانا لأغنية لا يخرج عن السياق العام الذي يؤطر "الهجرة السرية".

وفي ذات السياق، عبرت المجموعات الموسيقية المغربية بدورها عن آثار الهجرة وعواقبها، وفي هذا الصدد تعتبر فرقة السهام من أهم المجموعات الأكثر اهتماما بالهجرة وخاصة "السرية"، حيث أبدعت مجموعة من الأغاني نذكر منها "حالي فَلْغُرْبة"[10] و"دبا نجي"[11] وأغنية "مواج لبحور"[12] وأغنية "خْويتْ بْلادي أُعَمَّرْتْ بْلاَدْ"[13] و"مْرَاكَبْ لْموتْ"....، والجدير بالذكر أن أغاني مجموعة السهام يجمعها قاسم مشترك ذو بعد تربوي يتجلى في التحسيس بخطورة الهجرة السرية ومخلفاتها العاطفية والاجتماعية على الأسرة.

وجدير بالذكر أن الأغنية المغربية متنوعة بتنوع المناطق المغربية لغويا وثقافيا؛ فبعضها باللغة العربية وأخرى باللغة الأمازيغية لذا نجد عدة أغان باللغة الأمازيغية، منها أغنية إزنزارن "وادي اتمدون"[14] وأغنية عموري مبارك "جانفي"، ناهيك عن أشعار لم تغن عن "موغا" بعنوان "ءازواك" للشاعر إبراهيم أيت شرغين يحكي فيها قصة أهل سوس مع "موغا" الذي انتقى الأقوياء من أبناء الدوار، وتداعيات هجرتهم على البلدة والأرض، حيث فقدت السواعد التي تحرثها، وتم إهمال التراث الثقافي من لغة وفن، ممثلا لذلك بفن أحواش، واعتبر الشاعر الغربة مصيبة ألمت بالبلد، وبسببها جفت الأرض وفقدت غلتها وفر النحل من خلاياه[15]..

وهكذا تحتوي وسائل التواصل الاجتماعي "اليوتوب" و"الفايس بوك"... على العديد من الأغاني التي لا يمكن الادعاء بحصرها والإحاطة بها لمحترفين وهواة تتغنى بالهجرة بنوعيها "القانوني" و"غير القانوني"، والحال أنها تعد بمثابة شهادات توثق لحظات تاريخية مر منها المغرب دفعت بأبنائه اختيار مغادرة الوطن، مصورة وضعيتهم الاجتماعية ووضعية أهلهم وأقاربهم؛ فبعضها حمل المسؤولية لمسؤولي البلد الأم معتبرا سياستها عاجزة عن توفير شروط الاستقرار للشباب، وبعضها الآخر حمل المسؤولية للبلدان المستقبلة، ويتهمها بالتعامل بالعنصرية والإقصاء والتهميش في حق المهاجرين كانوا "نظاميين" أو غير ذلك، ويعتبر "اليوتوب" فضاء مساعدا للهواة لإبداع أغاني الهجرة "غير القانونية" أو ما يسمى بـ "السرية"، وإن كان مستواها الفني كلمة ولحنا وأداء لا يرقى لمستوى عال، فإنها عبرت عن ظاهرة الهجرة عبر المراكب التي تكون نهايتها في أغلب الأحوال الغرق، هؤلاء الهواة يلعبون دورا سلبيا؛ لأنهم يشجعون الشباب على المغامرة بأرواحهم، حيث يعتبرون الهجرة نتيجة للاختيارات اللاشعبية، وبديلا عن معاناتهم اليومية، ونمثل لذلك بإحدى الأغاني للفنان أشرف المغربي "الغربة" التي استهلها بصرخته الداعية إلى هجرة المغرب، ليسترسل في ذكر بعض الأسباب لدعوته برؤية سوداوية للرحيل بنفسية المتمرد الساخط على الأوضاع معتبرا أن بلاده هي التي تكرهه، يقول:

بَغِ نَرْحَلْ مَنْ هَذْ لَبْلادْ

ضَقْ بيا لْحَلْ مَا بْقَلِي حَتَّى حَلْ

قَلْبِي عْمَرْ أُ كُلْشِي كَيْبَنْ لِي كْحَلْ

بْلاَدِي مَبْغَتْنِيشْ بْلاَدي مَبْغَتْنِيشْ

جْرَتْ عْلِيَّ ورْمَتْنِي فَلْغُرْبَة نْعِشْ

ظْطْمَتْ عْلِيَّ أ ُحُقوقي مَعْطَتْنِشْ

خلاصة القول إن المكتبة الموسيقية المغربية غنية بإبداعات الفنانين في موضوع الغربة والهجرة، وعكست السياقات التاريخية التي أطرتها ووجهت محتوياتها، والتنوع الثقافي واللغوي المغربيين. لذا نجد مجموعة من الأغاني تتسم بذلك العنوان، ووظفته المجموعات الموسيقية في بعض أغانيها، وسنتناول بعض أغاني المجموعات المغربية التي أسهمت في إثراء الخزانة الموسيقية في موضوع الهجرة، وهكذا عبرت المجموعات الموسيقية المغربية بدورها عن آثار الهجرة وعواقبها، وفي هذا الصدد تعتبر فرقة السهام من أهم المجموعات الأكثر اهتماما بالهجرة وخاصة "السرية"، حيث أبدعت مجموعة من الأغاني نذكر منها الأغنية "دبا انجي" التي نقرب معناها للمتلقي.

2- أغنية "دبا انجي" لمجموعة السهام

2-1 دلالة عنوان الأغنية

يعدّ النص عتبة منها تنطلق الأحداث، وتتألف من كلمتين "دبا انجي" وتعني الزمن إلا أنه غير محدد، والمجيء بؤرة النص لأنها نتيجة لمعاناة المهاجر، وغربته، وكل الكلمات تخدم الغرض الأساس، والمقصود به هو عدم ذوبان هوية المهاجر في المهجر وأمله في العودة الى بلده الأصلي.

"دبا انجي" أغنية شعبية بالدراجة المغربية، وهذه العبارة تتردد كثيرا في إطار التواصل الاجتماعي اليومي، ووظفها مجموعة من المغنين الشعبيين في أغانيهم؛ لأنها تعطي أملا بالعودة إلى الوطن الأم، وغالبا ما توجه في شكل رسالة إلى الأحبة والأقارب وخاصة الأم لتطمئن على عودة أبنائها، باعتبارها المتضررة الأولى بغربة الابن أكثر من غيرها.

"دبا نجي" لا ترتبط بزمن محدد ودقيق وليست قطعية اليقين بالرجوع، إنما هي تعبير عن أمل مفتوح "دبا انجي" رسالة من مرسل إلى مرسل إليه، تنقل عبر حامل مكتوب أو شفوي أو صوتي مسجل. إنها مرادفة لمجموعة من الكلمات منها "غادي انجي" "راني جاي" "أنا جاي" لكن مكوناتها الصوتية ومخارج حروفها جعلت مجموعة السهام تختارها بدل باقي العبارات، والتي تؤدي نفس المعنى؛ لأنها سهلة الترديد والتكرار ومنسجمة مع اللحن والكلمات.

وبناء على ما سبق، فإن كلمة "دبا" تعني الزمن و"انجي" الفعل، فعل المجيء وهي انطلاقة لباقي المحكي في الأغنية التي تعبر عن المعاناة والغربة والحنين وكل ما سيأتي في النص يخدم غرضا أساسيا هو الرجوع إلى البلد.

تبدأ الأغنية بموسيقى وإيقاع بطيء وعلى نغمة "العجم"* مع سيطرة آلتين أساسيتين: الماندولين* والإيقاع*، وبعدها تبدأ المجموعة بالغناء الجماعي لتسرد معاناة المهاجر تقول:

خْويتْ بْلادِي وَعَمَّرْت بْلادْ... قولو لَلْغادي ما يَنْفَعْ هْروب

قولوا للجَّايِّين راه غير لكذوب

فالمهاجر يعترف أنه خرج من بلاده وتركها فارغة وهاجر إلى بلد آخر ليعمرها في إشارة إلى مساهمته في التشييد والبناء بسواعده، وفي نفس الوقت يوجه رسالة إلى الآخرين كي لا يُقبلون على ما أقبل عليه؛ لأنهم سيندمون على ذلك ويقعون في نفس الفخ علما أن الهروب من البلاد ليس حلا، فكل الأحلام ستتبخر، وما يعتقدون وما يسمعون مجرد وهم وكذب.

تم توظيف تضاد ليبين التناقضات: خويت/ عَمَّرْت، الغاديين/ الجايين مع ترادف لحني لكلمتين هروب / كذوب.

وهكذا أكد أن الهروب ليس حلا ناجعا، ولن يأتي بأي نتيجة لترسيخ وجودهم:

هْروبْ ما يجيب الحلول ...هروب ما يَحْصَد محصول

هروب ما يْثَبَّتْ وْتادْ ....ما ينفع أيا مَغْلوب

إنه تعبير عن اليأس والإحباط، والندم على الهجرة التي لا تعطي أي نتيجة، موظفا كلمات لها دلالة شعبية وراسخة في الذاكرة، وهي "لَوْتادْ" وتعني التجذر والثبات في المكان؛ لأن الوتد يغرس في الأرض لنصب الخيمة أو لربط الماشية، كما ترمز في الأوساط الشعبية إلى الأولاد، حيث يصبح الأب مشدودا إلى البلد بفضل ارتباطه بأبنائه، واعتبرت المجموعة الهروب اعتراف بالهزيمة.

تنتقل المجموعة إلى مقطع يغنيه فرد من المجموعة متميز بصوت حاد بغية تغيير وتنويع الطبقات الصوتية التي بدأت بها الأغنية، ولإحداث تناغم أدائي يطرب المتلقي/ المستمع ويقدمه على شكل صرخة.

شوفو شوف.... رَيِي أنَا الْمَتْلوف

نَسَّانِي الْحَالَة....وعَجَّزْنِي عَلْ الَوْقوفْ

وهكذا يسعى ّإلى إثارة انتباه المتلقي موظفا عبارة "شوف شوف" والتي وظفت مجازا؛ لأن الرأي ليس ماديا لنراه ونقيسه بالبصر، بل بالعقل فهو ليس محسوسا، لكن هذا التوظيف عادي في التخاطب والتحاور اليومي بين الناس في المجتمع المغربي، والحال أنها لغة المجتمع الناتجة عن الممارسات الاجتماعية التي تؤكد أن الحجة تكون بالتأكد من الشيء برؤيته بالعين.

وظف الإحالة المقامية خارج النص* باستعمال ضمير المتكلم معترفا بأن رأيه "متلوف" ويقصد بذلك عدم قدرته على اتخاذ قرار صائب، فـ "المتلوف" يعني المتشتت الذهن وغير القادر على التركيز، هذه الوضعية جعلته عاجز عن الوقوف وهذا التوظيف اقتباس من مثل شعبي "اللي اتلف اشد الأرض" معنى ذلك أنه فقد البوصلة:

شوفو شوفو عَقْلِي أنَا مَخْطُوفْ

مَا عَشْت لَهْنَا وَلاَ اتْحَدِّتْ الْخُوفْ

ويضيف أن "عقله مخطوفا" وليس مرتاحا، والخطف اقتباس من المخيال الشعبي دون أن يحدد الفاعل؛ فالخطف عملية سرقة توظف في الأوساط الشعبية للدلالة على عملية النشل في الشارع العام أو "الحافلات"، وتعتبر بمثابة تصوير لحالة المهاجر النفسية في مجتمع لا يستطيع الاندماج فيه لاختلاف هويته عن هوية قاطنيه. والحال أنه دائم الخوف والرعب والقلق الوجداني، ورغبة في إظهار ذلك يتم تكرار لازمة للتأكيد على المعاناة.

خْوِيتْ بْلاَدِي وَعَمَّرْت بْلاَدْ...قُولُو لَلْغَادِي مَا يَنْفع هْرُوب

قولو للجَّايِّين رَاهْ غِيرْ لَكْذُوبْ

وفي نفس الوقت يقدم أحد المغنين خطابا غير ملحن يسرد فيه قصته في بلاد الغربة، من وحدانية وغربة، طالبا من أمه انتظاره؛ لأنه حتما سيرجع "دبا انجي" ليروي قصته الكاملة لإخوته وكل الناس، مستمرا في السرد، في تناغم غنائي مؤثر مع المجموعة التي تسترسل في ترديد اللازمة، ولم يكتف بسرد قصته، بل أشار إلى معاناة باقي المهاجرين الذين يعيشون القهر اليومي.

أُكُونْ اتْعَرفِي يَامِّي لَحْكَايَة...اللِّي بْحَالِي فَالْغُرْبَة....الفِيزَا والرَّهْبَة

الله وحْدُه العَالَم.... فِي دُوَّامَة وإعْصَارْ

اللِّيلْ مَا هُو لِيلْ عَنْدْهُم.....فَلْمِيتْرو امْدَوْزين أَوقَاتْهُم

بَنْهَارْ إِضَلُّو مَجْلِيِّينْ.. بَارْبِيسْ مَقَرْ المَحْرُومِينْ

إن حصولهم على الفيزا لا يستثنيهم من العيش في جحيم يومي شبهه بالإعصار، لا يعيشون حياة عادية، ليلهم مثل نهارهم يقضون أوقاتهم "بالميترو" دلالة على عدم استقرارهم واحتلالهم لفضاءات تعكس حالتهم الاجتماعية البئيسة بالنهار يظلون متسكعين في الأزقة وبالليل ينامون في الأنفاق مطاردين من مكان إلى آخر. لم ينس أن يذكر اسم مكان مشهور بمدينة باريس كتب عنه الأدباء والصحفيين، وفيه تروج كل الممنوعات (الدعارة والخمر والقمار). إنه مقر للمحرومين والمكبوتين وخاصة المهاجرين، في هذا المكان المزدحم بالهويات المتعددة يستحضر المهاجر المغربي هويته وتقاليده في شرب الشاي وتبادل الحديث.

بَنْهَارْ اضلو مجليين..باربيص مقر المَحْرومين

اتم اتفكرو لبلاد......اتم اجبدو لبلاد...اتم اشربو أتاي

قُدَّامْ عْيونْ الغَابْرِينْ...قُدَّامْ العُنْصُرِيِّينْ مَاشِي صَلْ أَرَابْ أنا

إنهم يعيشون وسط أناس لا يعترفون بآدميتهم ويحتقرونهم بممارساتهم العنصرية، وينعتونهم بأقبح النعوت منها عبارة "salle arabe" هذه العبارة التي تحرك فيهم كل المواجع مع أنهم يفهمون معناها، رغم اعتزازهم بهويتهم وانتمائهم الى العرب

ماشي صال اراب انا salle arabe

أنا عَزْ الْعَرَب انا بْأَصْلِي ببّا وَمِّي...بُنْيَانْكُم مَنْ دَمِّي نَعْطِيكُمْ الأَمَارَة

وَهْيَ عَدْياني.. ما نبقى براني...رافض نبدل اسمي ولا نحمل شعار عجمي

فهمت العبارة أنا...قولو لمي دبا انجي

فهو يذكِّرهم بجذوره وأصله من أبيه وأمه وإسهاماته في بناء عمرانهم بدمه قاصدا بذلك الاستغلال البشع لليد العاملة المهاجرة في الأعمال الشاقة، رافضا التخلي عن هويته ولا استبدال اسمه؛ فعنصريتهم لن تزيده سوى التشبث بهويته وخصوصيته.

يختم صرخته وآلامه برسالة قوية موجهة إلى أمه "دبا انجي"، وهو يؤكد على حتمية الرجوع إلى الوطن مهما طال الزمن. إن مخاطبة الأم للبوح بالبؤس والحرمان فطرية لدى الإنسان لهذا نجدها في أغاني أخرى لمغنين مغاربة وغيرهم...

يتغير الإيقاع ليصبح سريعا وتتغنى المجموعة بشكل جماعي لتردد ماحكاه أحد أفراد المجموعة بشكل فردي في تناغم بين الصوت الفردي والجماعي وهذه سمة تتميز بها المجموعات المغربية: (الغيوان، جيل جيل جيلالة، المشاهب، وازنزارن...) التي تعتبر الأغنية رسالة اجتماعية، وفي ذات السياق، فإن هذه الأغنية تندرج ضمن الأغاني التحسيسية التي تدعو الى وقف نزيف الهجرة السرية الذي أصبحت ظاهرة تؤرق الجميع.

اعتمدت المجموعة على تكرار بعض الكلمات "انجي" دبا انجي "انجي وانجو" للتعبير عن الإصرار والرغبة الملحة في عدم الاستقرار في المهجر.

وهكذا تتقاطع الأصوات وتتنوع النبرات والأصوات مما يضفي على الأغنية جمالية وفنية، والحال أن الشعر المكتوب من أجل القراءة فقط على الكتب أو من المنابر يختلف عن الشعر الذي يتم انتاجه من أجل التلحين للغناء؛ لأن المؤلف ينتقي الكلمات بعناية فائقة ويختار الجمل التي لا تحدث نشازا في الأداء اللحني للأغنية* ولا تؤثر على إيقاع الجمل الموسيقية، فالاستبدال وارد وضروري، كما أن بعض الملحنين الكبار يضطرون إلى حذف بعض الأبيات الشعرية لصعوبة تلحينها وأدائها أو لعدم أهميتها من أمثال الفنان مارسيل خليفة في انتقائه أبيات من قصيدة "في دمشق تطير الحمامات" و"تعاليم حورية" وغيرها من قصائد محمود درويش.

إن القصائد الشعرية التي يتم إبداعها من أجل تلحينها وغنائها تراعي شروطا معينة منها الإيقاع وطبيعة الجمل، وعدم توظيف حروف صعبة النطق، لهذا اشتهر مجموعة من الشعراء بكتاباتهم لكلمات الأغاني ووفقوا دون غيرهم في ذلك.

2-2 المعجم اللغوي

من خلال المعجم الذي تم توظيفه في الأغنية، نلاحظ أنه يخدم الغرض الرئيس، وهي الهجرة ومعاناتها وهو على الشكل الآتي:

الغربة

المعاناة

الحنين

الفضاء

الزمن

- جاي

- الفيزا

- الرهبة

- الغربة

- الغادي

- الهروب

- العابرين

- مجليين

- متلوف

- مخطوف

رصاص العنصريين

مقر المحرومين

sale arabe

عمارتكم بدمي

مغلوب

كذوب

فرادي

 

- أنا عز العرب

- بَبْبايَ وأمي

افكرو لبلاد

اذكرو لولاد

اشربوا اتاي

أمي

لخوتي

تفكرني

احبابي واهلي

باريس

البلاد

الميترو

- الليل

- النهار

- دبا

- اوقاتهم.

2-3 السياق العام للنص

عرفت الهجرة الرسمية ازدهارا في السبعينيات، واعتمدت فرنسا على اليد العاملة من الدول المستعمرة سابقا وشغلتهم في ظروف صعبة في المناجم والأشغال الصعبة التي لا يقبل بها الفرنسيون، هذه الأغنية تتحدث عن ذلك الجيل الذي هاجر بوثائقه الرسمية (الفيزا)، ومع ذلك يعاني من التمييز العنصري لا لشيء سوى أنهم عرب، وكان هم هذا الجيل هو جمع الأموال وتوفيرها لاستثمارها بالوطن الأم، مما جعلهم يعيشون حياة التقشف والسكن في "جيتوهات" خصصت للعمال الأجانب، علما أنهم ساهموا في بناء المدن والطرقات واستخراج الثروات المعدنية بالمناجم.

2-4 السياق الخاص

الأغنية تتحدث عن موضوع الهجرة، واقتصرت على إحساس المهاجر بالغربة والحنين والشوق، حالما وآملا في عودته إلى وطنه، وقدمت هذه المعاناة في قالب مزج بين السرد والحوار، متضمنة صيحات وآهات معبرة عن وجع المهاجر وأهله.

2-5 استنتاجات

نستنتج من خلال هذه القراءة التي لا ندعي أنها كافية لإبراز دور الأغنية المغربية في مواكبة ظاهرة الهجرة من عدة جوانب، أن الأمر يحتاج إلى بحوث أكاديمية ترفع الغبن عن دور الفن في تحقيق الاندماج بين المهاجرين والسكان المحليين، والتحسيس بالقضايا الاجتماعية الحساسة، والحال أن هاته الأغاني التي تمت الإشارة إليها عبرت عن الحنين والغربة والاحتجاج، وعن الظروف التي دفعت بالشباب إلى اختيار الهجرة رغم مخاطرها، فكانت مرجعياتها حسب السياق الذي أطر إبداعها.

أما في أغنية "دبا انجي" لمجموعة السهام، فلقد تم تجاهل ذكر أسماء الأعداء والعنصريين، ولم يذكر اسم البلاد التي يتعرض فيها المهاجر للتهميش والمعاناة اليومية، إلا أنه يستنبط من إحالة وردت في النص عندما ذكرت المجموعة اسم حي من الأحياء المشهورة في باريس وهو حي "بربِص" Barbès، هذا الحي المعروف بكل المتناقضات وفيه تتم ممارسة القمار والجنس وكل الممنوعات، وهو من أحياء المدن الفرنسية.

المجموعة الغنائية هي المنتجة للنص، وهي التي قدمته للمتلقي، لم تكن صريحة في بعض الحالات، تغافلت ذكر الفاعلين والمساهمين في معاناة المهاجرين بشكل مباشر، ولم تتحدث عن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تكون سببا في هجرة الشباب المغاربة.

أبرزت الأغنية وجها آخر يخفيه المهاجر عندما يأتي الى البلد الأم، بتركيزها على المعاناة المتنوعة، كما عبرت عن رفض المهاجر الاندماج في محيطه الجديد، وما يتعرض له من مشاكل تجعله يتشبث بهويته. أما من الناحية الفنية، فقد اعتمدت المجموعة نغم العجم، إلا أنها قدمته وأعطته مسحة حزينة للتعبير عن الآلام والمعاناة موظفة إيقاعا شعبيا محليا.

- مزجت بين الحوار والحكي والسرد، وبين الإيقاع السريع والبطيء، وبين الصوت الحاد والمنخفض، مركزة كعادتها في باقي الأغاني على آلة الماندولين والإيقاع الشعبي.

- الأغنية تحذر من الواقع الأليم للمهاجرين، وتدغدغ عواطف المتلقي للتأثير عليه بغية نشر الوعي بمخاطر الهجرة، والحد من تفاقمها.

 

لائحة المراجع:

1-      أوس حسين، علي: الموسيقى من الألف إلى الياء إعداد، مكتب عالم المعرفة للطباعة والنشر، بغداد، 2016

2-      آيت شرغين، إبراهيم: "ديوان ء يغرن وانوض"، المطبعة المركزية آيت ملول، 2017

3-      المهدي صالح: مقامات الموسيقا العربية مطبعة الشركة التونسية لفنون الرسم، تونس، 1982

4-      محمد خطابي: لسانية النص مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء. 2012

5-      اللحام محمد سعيد: التعبير بالموسيقى، دار مكتبة الحياة، مؤسسة الخليل التجارية، بيروت، 1996

6-      اليوتوب youtube

[1] الفاسية، زهرة: الغربة، https://2u.pw/eBsBCsF

[2] رصد ونهاوند: تحليل أغنية يا غريب لك الله للحسين السلاوي، https://2u.pw/hJtdfr

[3] السلاوي، الحسين: الزين والعين الزرقاء، https://2u.pw/DNLvik

[4]السلاوي، الحسين: ياغريب لك الله https://2u.pw/RbahCM

[5] فيتح، محمد: أومالولو، https://2u.pw/fCOeg6

[6] الغاوي، محمد: الغربة والعشق الكادي، https://2u.pw/FwLJtl

[7] بنعبد السلام، غيثة: الغربة، https://2u.pw/8kh4SP

[8] الدكالي عبد الوهاب: أنا والغربة https://2u.pw/Aljhc7

[9]لحلو، نعمان ولمنور: قوارب الموت، https://2u.pw/Xw5JCi5

* الطبقة المنخفضة نقصد بها الباريتون Baritone وهو صوت رجالي يحدد ما قبل الطبقة الأخيرة الباص Bass، والطبقات الصوتية حسب التصنيف تبتدأ من السوبرانو Soprno يليه الميزو سوبرانو، ثم يليه الألتو الأقل حدة ثم التينور صوت الرجال الحاد ثم الباريتون ويليه الباص للاستزادة أنظر كتاب الموسيقا من الألف إلى الياء إعداد أوس حسين علي، مكتب عالم المعرفة للطباعة والنشر، بغداد، 2016، ص46-47

[10] فرقة السهام: حالي في الغربةhttps://2u.pw/yAv9CG

[11] فرقة السهام: دبا نجي، https://2u.pw/iTkehQ

[12] فرقة السهام: مواج لبحور https://2u.pw/TGsXqR

[13] فرقة السهام: خويت بلادي اعمرت بلاد https://2u.pw/b0RFTK

[14] إزنزارن: وادي اتمدون https://2u.pw/wxBNxc

[15] آيت شرغين، إبراهيم: ديوان ء يغرن وانوض، المطبعة المركزية أيت ملول، 2017، ص27

* مقام العجم من المقامات الأساسية، والتي لا تتضمن ربع الزمن كما هو ذلك في المقامات العرية، ويرى صالح المهدي أن كلمة أعجمي تطلق سابقا على كل ما هو غير عربي، لكن اصطلاحا تدل على عقد ثلاثي يرتكز على درجة (سي) المخفوضة وهي التي تسمى العجم وللمزيد أكثر ينظر كتاب المهدي صالح، مقامات الموسيقا العربية مطبعة الشركة التونسية لفنون الرسم، تونس، 1982 ص 20

* الماندولين: آلة وترية موسيقية شبيهة بآلة العود، للاستزادة انظر الموسيقا من ألف إلى ياء، إعداد أوس حسين علي، مكتب عالم المعرفة للطباعة والنشر، بغداد، 2016 ص 219

* الإيقاع كلمة وردت في اللغة العربية للدلالة علة مكون من مكونات الموسيقا، ويقابل هذا المفهوم مفهوم الوزن في الشعر للاستزادة انظر المرجع نفسه ص38

* •الإحالة: تعد الإحالة من أهم الوسائل التي تحقق للنص التحامه وتماسكه؛ وذلك للوصل بين أواصر مقطع ماـ أو الوصل بين مختلف مقاطع النص، وهي نوعان: مقامية باعتبار أن اللغة تحيل دائما على أشياء وموجودات خارج النص، وإحالة نصية، وهي التي تحيل فيها بعض الوحدات اللغوية على وحدات أخرى سابقة عنها أو لاحقة لها في النص. للاستزادة في الموضوع أ نظر محمد خطابي: لسانية النص مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء. 2012. ص17

* اللحن لغة صوت من الأصوات المصوغة، واصطلاحا ما ركب من نغمات بعضها يعلو أو يسفل عن بعض على نسب معلومة والنغم للحن كما للكلمات ثم يركب تركيبا موزونا، للاستزادة انظر: اللحام محمد سعيد: التعبير بالموسيقى، دار مكتبة الحياة، مؤسسة الخليل التجارية، بيروت، 1996، ص7