نظام الخطاب في القرآن من منظور البلاغة السامية


فئة :  أبحاث محكمة

نظام الخطاب في القرآن من منظور البلاغة السامية

نظام الخطاب في القرآن من منظور البلاغة السامية[1]

الملخّص:

ظلّ القرآن في الدراسات الاستشراقيّة موضوع نظر وتدقيق من زوايا نقديّة تاريخية وفيلولوجية قادت في أغلب الأحيان إلى نتائج متفاوتة كشفت في مجملها عن تاريخ هذا النصّ وخصائصه اللغوية والأسلوبيّة، وبيّنت ما قد يكون قد طرأ عليه من تغييرات، وتفاوتت في الحكم عليه بين القول بأصالته وفرادته تارة والقول بخلاف ذلك تارة أخرى، بل إن بعض المستشرقين من ظلّ يبدّل حكمه على القرآن باستمرار، فلم يثبت على رأي ولم يرس على نتيجة. ولعلّ أشغال المؤتمر الدولي (نحو قراءة جديدة للقرآن) المنعقد بنوتردام سنة 2005 أكبر دليل على حالة التعقيد والفوضى المعرفيّة والمنهجية التي يتّسم بها حقل الدراسات القرآنية أحدُ أهم حقول الدراسات الاستشراقيّة. وبظهور ما بات يُعرف بالبلاغة السامية في أواخر القرن العشرين وتطورّها اللافت للانتباه طيلة العقدين الأول والثاني من القرن الواحد والعشرين، باعتبارها مقاربة جديدة للنصوص المقدّسة تنظر إلى التوراة والأناجيل والقرآن من زاوية البلاغة الساميّة، ظهرت أفكار جديدة حول نظام الخطاب في القرآن تدحض النتائج التي انتهت إليها المقاربات النقدية التاريخية والفيلولوجية وتثبت لسور القرآن بناء محكما ونظاما دقيقا وفق قواعد البلاغة السامية. ولا يمكن، بأيّ حال من الأحول، أن نعتبر هذه النتائج إعادة إنتاج لفكرتَيْ النظم والإعجاز اللغوي اللتين تأسّست عليهما البلاغة العربية القديمة لسبب بسيط، وهو أنّ البلاغيين العرب القدامى فكّروا في لغة القرآن ونظمه في حدود الجملة فلم يتجاوزوها إلاّ قليلا. أمّا المقاربة البلاغية الساميّة فهي، كما يقول عنها أعلامها المشهورون أمثال رولان مينه (Roland Minet) وميشال كيبرس (Michel Cuypers)، مقاربة لاستجلاء مظاهر النظم في الوحدات الكبرى للكتب المقدّسة، وهي الأسفار والأمثال والمزامير والسور. وهي إذن مقاربة تتعدّى حدود الجملة لتشمل النصّ برمّته ولتكشف عن مكوّناته الكبرى وعن أوجه العلاقات الممكنة بين وحداته الفرعيّة.

ولا يقف هذا البحث عند التعريف بأهمّ ما كتبه ميشال كيبرس من بحوث ودراسات في نظم القرآن أنجزها في ضوء ما اهتدى إليه باحثون سابقون متخصّصون في الدراسات التوراتية والإنجيليّة يعتمدون على مقاربة بلاغيّة عُرفت أوّل الأمر ببلاغة الكتاب المقدّس (Rhétorique Biblique) إلى أن صارت تعرف بعد ذلك بالبلاغة السامية (Rhétorique Sémitique)، بل يتعدّى ذلك إلى الكشف عن مقوّمات هذه المقاربة البلاغية ومفاهيمها ومسار تطوّرها وتطبيقاتها في حقل الدراسات القرآنية انطلاقا من أمثلة ملموسة لعلّ ذلك يساعد على فهم هذه المقاربة وتوضيح مكاسبها وحدودها.

[1]. هذا البحث في أصله مداخلة ألقيت ضمن فعاليات الندوة الدولية التي نظمها مخبر الظاهرة الدينية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة يومي 23-24 نوفمبر 2022 تحت عنوان (الخطاب الديني أشكاله ووظائفه).

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا