الافتتاح الرسمي لـ"مؤسسة مؤمنون بلا حدود" في تونس

فئة: أنشطة سابقة

الافتتاح الرسمي لـ"مؤسسة مؤمنون بلا حدود" في تونس

افتتح رسميا مقر مؤسسة مؤمنون بلا حدود في العاصمة تونس، وذلك بحضور مجموعة من الباحثين والمفكرين التونسيين نذكر من بينهم محمد محجوب وفتحي المسكيني وصلاح الدين الجورشي واحميدة النيفر وناجية الوريمي وغيرهم.

قدم في بداية الحفل المنسق العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود الدكتور نادر الحمامي المؤسسة على أنها هيكل يتبنى الفكر الحر، ويعمل أساسا على التعدد والاختلاف، ومع عرض فيديو مصاحب قال الحمامي، إن المؤسسة جمعت حولها مجموعة من الباحثين الشبان وغيرهم من المتقدمين في التجربة، هذا إلى جانب عرض نماذج من الندوات العلمية والفكرية التي نظمتها المؤسسة.

كما أشار الحمامي إلى أن مؤسسة مؤمنون بلا حدود قامت بنشر مجموعة من رسائل الدكتوراه للمتخصصين في مجالهم، وستسعى كذلك مع نهاية هذه السنة إلى نشر 200 عنوان آخر في علوم الفلسفة والدراسات الأنثروبولوجية والسياسية والتاريخ الإسلامي والسعي إلى المزج بين مجالات علمية متقاطعة. من هنا جاءت تسمية هذه المؤسسة ورؤيتها العامة؛ أي الإيمان بالاختلاف.

ثم قدم الحمامي إصدارات المؤسسة (مجلة ذوات ويتفكرون وألباب) ليشير في الأخير إلى الطموح نحو مزيد من الانفتاح على مراكز البحث والجامعات والجمعيات من أجل بناء مستقبلي وفضاء يتبنى كل الجامعيين والناشطين في المجتمع المدني.

 شهادة بعض الجامعيين

الدكتور احميدة النيفر: نحو جمع جهود المثقفين

أول شهادة كانت على لسان الدكتور احميدة النيفر مؤسس رابطة تونس للثقافة والتعدد، الذي قال إن جمع جهود المثقفين على المستوى المحلي والعربي على اختلافهم يعد جرأة كبيرة، ويبدو أن الأمر سيتطور أكثر بملامسة الأفق الأوروبي. لذلك لابد من الالتفاف حول هذا المشروع من أجل إعادة بناء التراث والمعرفة .

الدكتور صلاح الدين الجورشي: إعلاء شأن الانسان

أما الدكتور صلاح الدين الجورشي، فقد قال إن مشروع  مؤسسة مؤمنون بلا حدود يُعلي شأن الإنسان في مختلف المجالات الثقافية والفكرية وتساهم المؤسسة في دعم المثقف التونسي وغير التونسي المنغلق على ذاته.

الدكتور محمد محجوب: دعوة إلى مزيد الاجتهاد

أما المفكر محمد محجوب، فقد فسر المفارقة التي اجتمعت في مصطلح "مؤمنون بلا حدود"؛ فالإيمان على حد قوله له حدود لكن في سياق آخر فإن طبيعة الإيمان هي "عودة للمُساءلة والمراجعة والنقد".

كما دعا محجوب إلى توسيع مستوى الجمهور الذي تتعامل معه المؤسسة، كي تصبح مرجعا للدراسات والأبحاث مع توسيع مجال البحث لتستوعب الفنون وتاريخها وطرق باب الترجمات واللغات.

أيضا على المؤسسة توسيع خطاب الإيمان؛ أي القدرة على التنوع وتقبل المختلف من أجل تغيير الخطاب الديني مع تنمية الدراسات المتقاطعة وما معهد الدراسات بغرناطة إلا لبنة أولى.

ليعتبر أخيرا أن مؤسسة مؤمنون بلا حدود المشروع الجديّ الأول منذ محاولات إصلاح نهاية القرن 19.

خزعل الماجدي: فكرة طريفة

قال الدكتور خزعل الماجدي، في شهادته، أن فكرة انشاء هذه المؤسسة تعتبر طريفة ودعا إلى جوب ابتعاد المثقف عن الأيديولوجيا، وأكد أن الجامعات العربية تمتلئ بكل أقسام العلوم ما عدا قسم علم الأديان لذا يمكن لهذه المؤسسة أن تكون بمثابة البديل.

ناجية الوريمي: فكر حر ونسيان الحدود

عبرت الدكتورة ناجية الوريمي في سياق شهادتها، أن فضاء المؤسسة يمكن كل الباحثين عما يبحثون عنه من فكر حر ونسيان كل الحدود الجغرافية والأيديولوجية مع شرعية الاختلاف، كما أكدت أن وجود المؤسسة هو ملء لفراغ حل بين المثقفين الذين هم في انغلاقهم مازالوا متمسكين.

فتحي المسكيني: للايمان مؤسسة

في ختام هذا الافتتاح، عبر الدكتور فتحي المسكيني عن احترازاته تجاه تسمية المؤسسة، وسأل "كيف يمكن أن يكون للإيمان مؤسسة؟ّ"

ثم شرح ليقول إنه في مصطلح "مؤمنون بلا حدود" تحاشي مصطلحين آخرين هما الدين والإسلام مما يجعلها متميزة.

ويضيف المسكيني، في تفسيره الاختلاف بين الإيمان والدين أن الإيمان يكون في "حدود البشر ومن أجلهم".

ليذهب إلى تفسير كلمة "بلا حدود"، التي اعتبرها أنها لا تعني بالمرة قبول الآخر؛ فقبول الاختلاف والعيش معا، إنما المصطلح يعني "بلا عقاب" أي "إيمان لا عقاب فيه".

واستشهد بما جاء في فكر نيتشه في كتابه "جينيالوجيا الأخلاق"، أنه إذا أفرغنا مفهوم الإيمان عن أي عقاب أصبحنا ندعو الناس إلى أن "يؤمنوا بأنفسهم".

ليضيف أن ما تقترحه مؤسسة مؤمنون بلا حدود هو بمثابة "عهد أمان مع الدين"؛ فالإيمان ليس بالمعنى الديني، بل بمعنى نفوس الناس. وهذا الطرح الذي اقترحه المسكيني نتيجة "تنشيط المقولات الدينية في الخطب السياسية حول شرعية الحكم".

 

البحث في الوسم
مؤسسة مؤمنون بلا حدود