حنفي يعرض لأعطاب تجديد الخطاب الديني والسيد ينتقد الجهاديات العنيفة

فئة: أنشطة سابقة

حنفي يعرض لأعطاب تجديد الخطاب الديني والسيد ينتقد الجهاديات العنيفة

وقائع الجلسة الأولى من المؤتمر الثاني لمؤمنون بلا حدود

حنفي يعرض لأعطاب تجديد الخطاب الديني والسيد ينتقد الجهاديات العنيفة


الإعلان عن صدور تقرير حول التدين في مصر، وإلقاء شهادات فكرية وقراءات في مشاريع فكرية وإصلاحية، كانت القاسم المشترك في أولى اللقاءات العلمية لأشغال المؤتمر السنوي الثاني لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" والذي تحتضنه مدينة مراكش بين 17 و18 مايو (أيار) 2014.

وخصصت أولى المداخلات لموضوع تجديد الخطاب الديني، حيث حاضر فيها المفكر المصري حسن حنفي، مؤسساً مداخلته على حتمية إعادة النظر في ثنائية اللفظ والمعنى عند المسلمين عامة، ومتوقفاً عند لائحة عريضة من النظريات اللغوية التي ارتحلت في هذه الثنائية، منذ القدم حتى اليوم، ومؤكداً أنه لا معنى لتجديد الخطاب الديني عند مسلمي اليوم دون الحسم في هذه الثنائية التي أسالت الكثير من المداد.

وفي معرض ترحاله العلمي مع هذه الجدلية، أشار حنفي إلى وجود ثلاث معان للألفاظ (وهي المعنى الاشتقاقي والمعنى الاصطلاحي والمعنى التداوالي)، تفرض الأخذ بعين الاعتبار تغير السياقات الزمنية في التعامل مع المعاني، وأورد في هذا الصدد مجموعة من الألفاظ التي اختلفت قراءة المسلمين لمضامينها بتغير الأزمنة، لعل أبرزها لفظ الرق.

واعتبر حنفي أن تجديد الخطاب الديني يصطدم بعطبين رئيسيين: أولهما استمرار اللغة القديمة، خوفاً من متابعة كل عصر، ومن هنا نشأة الحركة السلفية التي لا شأن لها بالواقع ولا علاقة لها بلغة العصر؛ وثانيهما الإصرار على استعارة التجديد من الغرب، وخاصة في حقول الترجمة.

من جهته، تحدث المفكر اللبناني رضوان السيد حول "الجماعة والتقليد والإصلاحسياسات الدين في أزمنة التغيير" وتميز خطابه بنبرة نقدية ضد المشاريع الإصلاحية السائدة في المنطقة العربية والإسلامية، وخص بالذكر ما وصفها بالجهاديات العنيفة وحركات الإسلام والسياسي وتيار محمد أركون، وهو التيار الذي تعرض لنقد شديد، ولو أنه استثنى منه حالة خاصة، أشاد بها كثيراً، وهي حالة عبد الله العروي، قائلاً في هذا الصدد، إن عبد الله العروي الذي أصدر كتاب "السنة والإصلاح" سنة 2008 ليس هو عبد الله العروي الذي أصدر "الايديولوجيا العربية المعاصرة" سنة 1960.

واعتبر السيد أن مأزق مسلمي اليوم مُجسد في معطيين اثنين: الأول في الأزمات الداخلية التي تمر منها المنطقة العربية، والثاني في نظرة الغرب للمسلمين، وهي النظرة التي عرفت انقلاباً جذرياً منذ عقد ونيف مع تصريحات أسامة بن لادن.

واختتم رضوان السيد مداخلته بطرح ما وصفه بمخارج ثلاثة، قد تفيد المسلمين بالخروج من هذا النفق الإصلاحي، وهذه الأزمة الساحقة والماحقة، كما وصفها:

هناك أولا إعادة النظر في أداء المؤسسات الدينية التقليدية، ثم إعادة النظر في عملية تغيير المفاهيم التي قام بها السلفيون وجماعات الإسلام السياسي والشيعة وغيرهم، وأخيراً، مساعدة الأحزاب السياسية الجديدة التي أثبت فشلها في تدبير أوضاع بعض الدول العربية بعد أحداث الربيع العربي.

أما المفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي، فقد حاضر في موضوع "ما تعد به فلسفة الدين"، ولو أنه ارتأى الاشتغال على قراءات بعض المفكرين الغربيين وتعاملهم مع مفاهيم الإله، الدين، الإيمان والأخلاق.

وارتحل المحاضر في قراءات كانط وهيغل وفيورباخ وكارل ماركس، وغيرهم من المفكرين الغربيين لهذه المفاهيم، مجرياً مقارنات تأملية بين مجمل هذه القراءات وبين أهم ما يُميزها وما يفرقها.

وجاءت آخر المداخلات على لسان مدير "مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي" في مصر عصام فوزي، من خلال تسليط الضوء على الخطوط العريضة على مشروع بحثي ضخم من المتوقع أن يسيل الكثير من المداد، معتبراً أنه من مسؤوليتنا، كباحثين وكتاب ومتتبعين، التفاعل البحثي، سواء عبر الرصد أو البحث أو التقييم، مع حالات التدين في المنطقة، ومن هنا صدور هذا التقرير، ويتعلق الأمر بتقرير حول "أحوال التدين في مصر: أنماطه فعالياته ـ تحولاته، للفترة 2011 ـ 2013"، وتميزت المحاضرة بإلقاء مقتطفات من أشرطة وثائقية جاءت في التقرير الذي صدر مؤخراً، ومن المنتظر أن يوزع عما قريب في المنطقة العربية.