دعوة للمشاركة في مشروع بحثي: علوم القرآن في الإبستيميّة المعاصرة: مقاربة تفكيكيّـة نقديّـة

فئة: المشاريع البحثية السابقة

دعوة للمشاركة في مشروع بحثي: علوم القرآن في الإبستيميّة المعاصرة: مقاربة تفكيكيّـة نقديّـة

 علوم القرآن في الإبستيميّة المعاصرة: مقاربة تفكيكيّـة نقديّـة 

لتحميل أنموذج السيرة الذاتية المرجو الضغط هنا

لتحميل استمارة ملخّص البحث المرجو الضغط هنا


مخطّط المشروع البحثي العامّ:

1ـ عنوان المشروع

2ـ المسح الأدبي الموجز

3ـ أهداف المشروع والأسئلة التي سيتناولها

4ـ موجز عن مناهج الاشتغال في المشروع بشكل عامّ

5ـ تصميم المشروع المبدئي وعدد الباحثين المطلوبين لإنجازه

6ـ خطّة إدارة المشروع

7ـ خطّة الجدول الزمني المبدئيّة                                                                                     

1- عنوان المشروع:

علوم القرآن في الإبستيميّة المعاصرة: مقاربة تفكيكيّة نقديّة

2- المسح الأدبي الموجز:

لا مراء في أنّ علوم القرآن تحتلّ منزلة مهمّة داخل الثقافة الإسلاميّة الكلاسيكيّة؛ فهي تمثّل النصوص الثواني التي يستند إليها علماء القرآن والمفسّرون في تعاملهم مع النصّ الأوّل، نصّ المصحف. وقد وظّفوا مختلف علوم القرآن من أسباب نزول، وناسخ ومنسوخ، والوحي والتنزيل، والمكّي والمدني، والقراءات، والمعجم اللغوي القرآني من أجل تعيين مراد اللّه من كلامه أو الاقتراب أكثر ما يمكن من ذلك المعنى المراد. كلّ ذلك بحسب طبيعة الثقافة الدينيّة السائدة في عصورهم من ناحية، وبحسب مناهج البحث المتاحة لهم من ناحية أخرى. وغنيّ عن البيان أنّ علوم القرآن أفرزت على التدريج وبالتراكم في الزمان إنتاجاً مهمّا من التآليف المفردة الخاصّة بعلم بعينه من علوم القرآن أو من المصنّفات الجامعة لمختلف تلك العلوم، وقد بلغ عددها مبلغا كبيراً في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر للميلاد، حتّى إنّ أنواعها أربت على ثمانين مع جلال الدين السيوطي (تـ 911 هـ/ 1505 م).

وفضلاً عن ذلك، فإنّ التمكّن من علوم القرآن كان من الشروط الأساسيّة التي ينبغي أن تتوفّر في مفسّر القرآن، وهو ما كان يقتضي منه في الغالب إنفاق سنوات عديدة من أجل حذق تلك العلوم واستيعابها (كتاب "الإتقان في علوم القرآن" بأجزائه الأربعة هو في الأصل مقدّمة لتفسير قرآني)؛ ذلك أنّ مهمّة تفسير كلام اللّه مهمّة جليلة كان القدامى يتهيّبون منها. ولعلّ ذلك ما يؤكّد أنّ أغلب المفسّرين، إن لم نقل كلّهم، فسّروا القرآن في مرحلة متأخّرة من حياتهم. ومن ثمّ، لا نستغرب أن تكون بين أيدينا اليوم تفاسير قديمة غير تامّة، لأنّ أصحابها وافتهم المَنِيّة قبل إكمالها.

إنّ مأتى أهمّية علوم القرآن في التصوّر الإسلامي الكلاسيكي بالخصوص هو تعبيرها عن الجهود التي بذلتها أجيال من العلماء في تدبّر النصّ الإلهي. فانعقدت علاقة جديرة بالتفحّص بين نصوص قائمة على اجتهادات بشريّة ومتأثّرة برؤى أصحابها العقديّة والمذهبيّة وبثقافاتهم وبأوضاعهم التاريخيّة من جهة، ونصّ يعتقد الضمير الديني أنّه مفارق متعال، انصهرت فيه أنماط شتّى من الخطابات (السرد والقصص... الأدعية والتسابيح... الأحكام... القيم والأخلاق... الأفق الأخروي والمصير...) ومن فنون إبلاغ الكلام (الحقيقة والمجاز... التلميح والإجمال... التعبير الرمزي...) من جهة أخرى. ويشفّ ذلك عن أهمّية الصلة بين النصّ الديني وفعل القراءة. لذلك، يُعدّ المتقبِّـل عنصرا أساسيّا من عناصر إنتاج الدلالة وتعيين المعنى القرآني. ومشهور في هذا السياق، القول المنسوب إلى عليّ بن أبي طالب: "هذا القرآن إنّما هو خطّ مسطور بين دفّتيِن، لا ينطق وإنّما يتكلّم به الرجال".

وغير خاف، أنّه كلّما ابتعدنا زمانيّا عن عصر الدعوة عظُمَت الحاجة إلى مختلف علوم القرآن من أجل فهم النصّ الأوّل في الثقافة الإسلاميّة وتفسيره على الوجه المنشود. ولكنّ الإشكال الحقيقي، ههنا، يتمثّل في أنّ العلماء المسلمين كانوا عاجزين، جزئيّا أو كلّيّا وبنِسَب متفاوتة بينهم، عن التعامل المباشر مع نصّ المصحف، فكانوا يتوسّلون بتلك العلوم متّخذين إيّاها وسائط لا غنى لهم عنها من أجل إدراك معاني القرآن. وقد أحوجتهم عدّة أسباب إلى ذلك من أبرزها أنّ تدوين القرآن في مصحف لم يكن حسب تاريخ الوحي في النزول، ثمّ إنّ ما دُوّن لم يُحتفظ فيه بسياقات التنزيل وبظروف التلفّظ به أوّل مرّة.

إنّ السند المعرفي والإبستيمي الذي كانت تعتمد عليه علوم القرآن في العصر الإسلامي الكلاسيكي قد تغيّر اليوم بشكل جذري وعميق، حيث إنّ المعرفة المعاصرة فرضت علينا ضرورة الانتقال من ثقافة النقل والجمع إلى ثقافة النقد والسؤال، ومن خطاب التأويل الآحادي إلى تحليل الخطاب وتعدّد التأويلات، ومن مقالة تمام المعرفة إلى مقالة نسبيّة المعرفة. أضِفْ إلى ذلك كلّه ما أصبح متاحا لدى الدارسين المعاصرين من أدوات في البحث العلمي ومن مناهج في المقاربة متعدّدة، جعلت آفاق المعرفة ممتدّة تتجاوز نطاق الدين الواحد إلى النظر في الظاهرة الدينيّة عموما، وهو ما أهّل عديد المختصّين في هذا الباب لدراسة الجوامع المشتركة بين الأديان التوحيديّة وغير التوحيديّة من قبيل الإيمان والإلهي والمقدّس والعقيدة...إلخ.

وبناء على ما سبق، نقدّر أنّ علوم القرآن في حاجة أكيدة اليوم إلى مراجعة نقديّة حتّى لا نبقى نجترّ ونكرّر أقوال العلماء فيها؛ إذ لم يعُدْ من المقبول، الآن وهنا، ترحيل علوم القرآن التي تضمّنتها نصوص التراث إلى التفاسير الحديثة والمعاصرة، فنتّخذها مقدّمات أو مداخل لتأويل النصّ الديني؛ فالمكتبة الإسلاميّة تعجّ اليوم بمئات التفاسير أو مؤلّفات علوم القرآن التي هي، عند التأمّل، سوى نقل حرفي أو يكاد لما قاله السلف من العلماء في أسباب النزول أو النسخ أو المكّي والمدني أو فضائل القرآن...إلخ. وكان عبد المجيد الشرفي مصيبا حينما قال: "إنّ الاطلاع الواسع، لا المبتور، على التراث الديني من شأنه أن يوفّر للقارئ المعاصر عناصر تعينه على التخلّص من القراءة أحاديّة الاتجاه للنصّ القرآني وعلى العودة إلى ثراء هذا النصّ قبل تكلّس التأويل وانغلاقه وقبل تحوّل الدين إلى مؤسّسة" ("في قراءة التراث الديني: الإتقان في علوم القرآن أنموذجا" ضمن كتاب جماعي "في قراءة النصّ الديني"، تونس 1989، ص 28).

إنّ الرهان الأساسي من هذا المشروع البحثي هو تأسيس علوم القرآن على قواعد منهجيّة ومعرفيّة جديدة يمكن لاحقا التعويل عليها في مقاربة نصّ القرآن بوعي متيقّظ وبحسّ تاريخي ليس من همّهما تمجيد النصّ الديني بقطعه عن جذوره التاريخيّة وعن سياقات عصره وعن منابته الاجتماعيّة التي نجم منها وتشكّل على التدريج، وكذلك ليس من همّه أن يُغلق هذا النصّ على ذاته ويجتثّه من محضنه في الواقع التاريخي.

والمؤمّل من هذه الرؤية الجديدة لعلوم القرآن، هو فتح نصّ القرآن على تعدّد القراءات وعلى اختلاف وجوهها عبر سيرورة تأويليّة، تتمّ وفق ضوابط وشروط عيّنها الدرس التأويلي الفلسفي المعاصر، منها ما يتّصل بالخصوص بالذات المؤوِّلة (هي ذات تحمل ثقافة معيّنة ومتأثّرة بدرجة ما بقيم عصرها). ومن المؤكّد أنّ هذا المنظور الجديد لعلوم القرآن يمكّن من تجاوز كلّ القراءات الاجتراريّة والإسقاطيّة التي لا تُكرّس سوى الاتّباعية والامتثاليّة والمحافظة، وما يترتّب على ذلك من تكلّس الفكر وجمود البحث وموت المعرفة.

لذا، يعرض قسم الدراسات الدينيّة بمؤسّسة "مؤمنون بلا حدود" للدراسات والأبحاث على الباحثين وعلى أساتذة الاختصاص مشروعا بحثيّا يتناول بالدراسة المعمّقة وبمقاربات علميّة خالصة موضوع "علوم القرآن في الإبستيميّة المعاصرة: مقاربة تفكيكيّة نقديّة" قصد صياغة مشروع رؤية جديدة لعلوم القرآن يستفيد بحقّ من منجزات المناهج المعاصرة في العلوم الإنسانيّة وفي تحليل الخطاب وفي الأنثروبولوجيا الدينيّة، فيعمل المتوسّل بها على توظيفها في محاورة النصّ الديني محاورة خلاّقة مبدعة بعيدا عن كلّ النزعات التمجيديّة أو المُغرضة. ولعلّ ما يُحوج اليوم إلى إنجاز هذا المشروع البحثي هو أنّ القرآن أضحى، أكثر من أيّ وقت مضى، موضوع تنازع بين مختلف التيّارات الدينيّة والأحزاب السياسيّة والقراءات الأيديولوجيّة، فكلّ واحد منها يرى نفسه مؤهّلا دون غيره لتقديم قراءة صحيحة ونهائيّة للقرآن سواء في مضامينه أو في دعوته. ولا يغيب عن الأذهان أنّ مثل هذا التصوّر يفضي إلى ادعاء كلّ طرف امتلاكه لشرعيّة تأويليه. فالصراع إذن، هو صراع على فرض المعنى عبر وضع اليد على القرآن والعمل على احتكاره.

إنّ المقصد من هذه المقاربة الجديدة هو قراءة علوم القرآن، في إنتاجها القديم أو المعاصر، بروح نقديّة عالية قد تُتيح للدارس اليوم، من بين ما تُتيح، إمكانات محاورة القرآن رأسا تأسيا بتقليد راسخ في البحث اشتهرت به المدرسة الاستشراقيّة الألمانيّة في الدراسات القرآنيّة المعاصرة.

3 ـ أهداف المشروع والأسئلة التي سيتناولها:

تتلخّص أهمّ أهداف هذا المشروع البحثي والأسئلة التي سيثيرها في النقاط التالية:

ـ دراسة براديغم العلوم الإسلاميّة، من خلال علوم القرآن، في ضوء مكاسب ومنجزات العلوم الإنسانيّة والمناهج الحديثة والمعاصرة التي يمكن توظيفها في نقد الموروث الديني الإسلامي.

ـ العمل على أن تكون علوم القرآن بحقّ عُدّة منهجيّة ورصيدا معرفيّا يكونان قادريْن على محاورة نصّ المصحف على نحو يُنتج قراءة له معبّرة عن شواغل المسلم وهمومه الحادثة في الزمان ومطالبه الواعية وغير الواعية.

ـ القراءة النقديّة التفهّميّة لأهمّ علوم القرآن في التراث الإسلامي؛ فالدارس المعاصر مدعوّ إلى أن يؤسّس تناوله لهذه العلوم على ما ستفضي إليه الدراسات النقديّة لها من أسئلة ومراجعات واستنتاجات ونتائج. فالمعرفة تُبنى على التجاوز النقدي من أجل تأسيس معرفة جديدة متفاعلة مع عصرها ومنخرطة في لحظتها الإبستيميّة.

ـ اقتراح مقاربة جديدة لمفهوم الوحي في الإسلام ولكيفيّات تشكّله في الواقع التاريخي زمن الدعوة المحمّديّة وللتحوّلات الطارئة عليه (كلام اللّه، وحي، قرآن، مصحف...) والنتائج المترتّبة على ذلك على مستوى الكلام المُبلَّغ.

ـ إعادة النظر في تاريخ المصحف من منظور معاصر يأخذ بعين الاعتبار المراحل التي تمّ بواسطتها تثبيت الوحي في كتاب، خاصّة من جهة الانتقال من المشافهة (القرآن) إلى التدوين (المصحف)، والاستفادة من كلّ الدراسات المهمّة التي أُنجزتْ مثلا حول مصاحف الجامع الكبير بصنعاء (اكتُشفت سنة 1972) وحول المصاحف القديمة جدّا التي خضعت للتحاليل المخبريّة من المشرفين على مشروع "الموسوعة القرآنيّة" Corpus Coranicum في ألمانيا.

ـ مواصلة تفحّص مرويّات أسباب النزول، انطلاقا ممّا أُنجز في هذا المبحث من دراسات قيّمة، خاصّة أنّ المنفذ الوحيد المتاح اليوم للدارس لمعرفة تاريخ الوحي، من خارج النصّ الديني، هو معرفة أسباب نزول آيات القرآن، بل إنّ الخوض في مبحث الناسخ والمنسوخ من القرآن لا سبيل إليه إلاّ بالتعويل على معرفة تاريخ الآيات الناسخة المتأخّرة في النزول عن تاريخ الآيات المنسوخة.

ـ معالجة النسخ في القرآن من منظور يتجاوز الرؤية التقليديّة في شأنه (التوفيق بين الأحكام المتعارضة أو تبرير العمل بحُكم ورد في السُنّة دون حُكم قرآني في مسألة ما) إلى قراءة جديدة تأخذ بعين الاعتبار مقاصد المُشرّع من أحكامه حتّى لا تُقرأ في حَرْفيّتها ولا تُطبّق بالضرورة كما هي وبصفة آليّة في كلّ الأزمنة والعصور مهما تغيّرت وتبدّلت. وفضلا عن ذلك، ينبغي دراسة العلاقة بين النسخ والتأويل من خلال عدّة مبادئ متحكّمة في هذه العمليّة من نحو تعيين أساليب الخطاب في القرآن (الأمر قد يفيد الوجوب مثلما قد يفيد الندب) ومن قبيل استحضار قراءات مخالفة للقراءات الرسميّة. ويطرح ذلك كلّه إمكان البحث في فلسفة النسخ في الفكر الإسلامي، وهي فلسفة نقدّر أنّها ستراعي رهانات الرسالة المحمّديّة الضمنيّة والصريحة.

- القراءات القرآنيّة وأَثَرُها في توجيه دلالات الآيات: بالإمكان دراسة هذه العلاقة بعيدا عن الضوابط التي وضعها علماء القرآن لتسييج مجال الاختلاف في القراءات وما ترتّب عليه من وجود قراءات معترف بها وقراءات أخرى اعتُبِرت "شاذّة"، ومن ثمّ فإنّ المادّة المتوفّرة في مختلف القراءات يمكن أن تفيد في تتبّع تاريخ المصحف، أي الأطوار التي تقلّب فيها تشكّلا وتطوّرا وتثبيتا، مثلما يمكن أن تفيد في تقديم فهم جديد لآيات الأحكام تعويلا على القراءات المهمّشة أو المنسيّة. وفي ضوء ذلك يمكن المرور من مقالة القراءة الرسميّة والمعنى الواحد monosémique المستفاد منها إلى القراءات المختلفة والمعاني المتعدّدة polysémique.

- دراسة المعجم القرآني من زاوية فيلولوجيّة جديدة: يقتضي ذلك التحرّر من نظريّة المعنى الواحد للعبارة القرآنيّة مثلما يتطلّب التخلّص من مقالة عربيّة المعجم القرآني بإطلاق. ومن ثمّ يُدرس المعجم القرآني بالاستفادة من المنهجيّة الفيلولوجيّة الجديدة التي تبحث في الأصل الإيتيمولوجي للكلمة القرآنيّة في لغات أخرى سابقة عن القرآن أو معاصرة له (السريانيّة.. الأراميّة... اليونانيّة...). ولا شكّ في أنّ إعادة النظر في المعجم القرآني ستساهم في اقتراح قراءات جديدة وغير مسبوقة لعدد من آيات المصحف، مع الاستفادة الواعية والنقديّة من أعمال المستشرقين الجدد مثل كريستوف لوكسونبارغ Luxenberg وكلود جيليو Gilliot.

ـ التفسير و"ممكنات المعنى" Les possibles du sens: إنّ المعوّل عليه في هذا المبحث هو الخلوص إلى تفسير لآيات المصحف تتشابك عدّة عوامل في إنتاجه مثل ثقافة المفسِّر وشواغل قرّائه وسلطة الموروث التفسيري. والسؤال المهمّ ههنا هو: إلى أيّ حدّ تصلح مختلف علوم القرآن، ضمن الإبستيميّة المعاصرة، في القبض على معاني القرآن؟

ـ تجديد النظر في علوم القرآن حتّى تكون مداخل ذات محمول علمي ناجع في التعامل مع القرآن، باعتباره خطابا لغويّا تشكّل في التاريخ وتغذّى من روافد ثقافيّة متعدّدة ومتنوّعة عمل على استيعابها من ناحية، وتأثّر بضغوط التاريخ وإكراهات الحراك الاجتماعي من ناحية أخرى.

4- موجز عن مناهج الاشتغال في المشروع بشكل عامّ:

بإمكان الباحثين التعويل على عدّة مناهج في تقديم قراءاتهم الجديدة لعلوم القرآن أو في تقويم ما تحقّق منها من باحثين متخصّصين، سواء من العلماء العرب والمسلمين أو من المستشرقين الكلاسيكيّين والجدد. ومن هذه المناهج نذكر بالخصوص:

ـ المنهج التاريخي النقدي: مكمن أهمّيته في طرح الأسئلة قبل التماس الأجوبة. ومداره على سؤاليْن محوريين هما: كيف؟ ولماذا؟. وهذا المنهج مشدود إلى ما يُسمّى بـ "التاريخيّة" ومعناها باختصار "أنّ ما حدث قد حصُل بالفعل وليس مجرّد تصوّر ذهني، وهي تؤدّي إلى القول بالتاريخيّة الراديكاليّة للعقل البشري نفسه الذي لا يمكن فصله عن تأسيسه الاجتماعي ـ التاريخي" (محمّد أركون، "القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني"، ص ص 48 ـ 49).

ـ منهج تحليل الخطاب: قيمته في تعيين مرجعيّات الخطابات الدينيّة وفي تفكيك مكوّناتها، فضلا عن دراسة الأدوات اللغويّة الموظّفة في استراتيجيّات الإقناع والحِجاج. ثمّ إنّ "تحليل الخطاب الديني يتبنّى تساؤلات الأنثروبولوجيا الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة للوصول إلى التعرّف على المفهومات والتصوّرات وطُرُق التأصيل للعقائد والمعاني التي تنبني عليها جميع الأديان المعروفة في تاريخ المجتمعات الإنسانيّة" (محمّد أركون، "القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني"، ص ص 5 ـ 6).

ـ منهج التحليل اللغوي: يمكن استغلاله في دراسة النصّ الديني سواء في بنيته العامّة أو في معجمه. وهذا المنهج يقدّر "أنّ الإيمان بالمصدر الإلهي للنصّ... أمر لا يتعارض مع تحليل النصّ من خلال فهم الثقافة التي ينتمي إليها... ذلك أنّ اللغة أهمّ أدوات الجماعة في إدراك العالم وتنظيمه... إنّ ألوهيّة مصدر النصّ لا تنفي واقعيّة محتواه ولا تنفي من ثَمّ انتماءه إلى ثقافة البشر" (نصر حامد أبو زيد، "مفهوم النصّ: دراسة في علوم القرآن"، ص 24).

ـ المنهج المقارن: بالإمكان استثماره خاصّة في دراسة مسألة الوحي في الأديان التوحيديّة أو الكتابيّة. والحاجة إلى هذا المنهج ضروريّة في تفحّص المعجم القرآني. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ "المنهج المقارن يساعد لا على تبيّن خطإ القراءة التقليديّة للإنتاج الديني أو صوابها، وإنّما على تحديد ما هو وفيّ عضويّا لوظيفة الخطاب الأصلي ومنسجم مع تلك الوظيفة، وما هو غير وفيّ لها وغير منسجم معها". (عبد المجيد الشرفي، "المنهج المقارن في قراءة الإنتاج الديني" ضمن "لبنات"، ط1 تونس 1994، ص 111).

5- تصميم المشروع وعدد الباحثين المطلوبين لإنجازه:

أ- تصميم المشروع:

يتناول المشروع البحثي بالدرس المحاور الكبرى التالية:

ـ دراسة تفكيكيّة ونقديّة لأهمّ علوم القرآن في الإبستيميّة القديمة، وفي مقدّمتها الوحي، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والقراءات، والمعجم القرآني، والتفسير.

ـ تعيين المسالك الكفيلة التي تجعل علوم القرآن قادرة على التعامل معه القرآن بصفته نصّا يتنزّل في إحداثيات زمانيّة ومكانيّة ومعيّنة من جهة، وبصفته خطابا لغويّا يمكن تفكيكه وتعيين مرجعيّاته، وإنطاق ما فيه من مسكوت أو لا مفكّر فيه.

ـ علوم القرآن في المقاربات الاستشراقيّة الكلاسيكيّة على نحو ما قام به آرثر جيفري A. Jeffery في كتابه "المعجم الدخيل في القرآن" (1938)، وكذلك جون بورتون J. Burton في كتابه "جمع القرآن" (1977).

ـ علوم القرآن في المقاربات الاستشراقيّة الجديدة من قبيل ما نجده لدى أندرو ريبِّين A. Rippin في دراسته "وظيفة أسباب النزول في التفسير القرآني" (1988)، وعند هيرالد موتزاكي H. Motzki في كتابه "جمع القرآن: إعادة النظر في المواقف الغربيّة في ضوء التطوّرات المنهجيّة الأخيرة" (2001).

ـ علوم القرآن في دراسات العرب والمسلمين المعاصرين من أمثال محمّد أركون ونصر حامد أبو زيد وحسن حنفي وعبد المجيد الشرفي ومحمّد عابد الجابري وأبي القاسم محمّد حاج حمد.

ـ توجيه طلبة الماجستير والدكتوراه إلى الاشتغال على إحدى قضايا علوم القرآن من منظور تفكيكي نقدي تفهّمي معاصر على نحو يجعلهم مساهمين، ولو بمقدار، في إنتاج معرفة ضمن الفكر الديني جديرة بالتدبّر والنظر.

ـ إنجاز قائمة بيبليوغرافيّة نقديّة ومُحَيَّنة وموثّقة بدقّة عن الدراسات المنجزة عن مختلف علوم القرآن. وهذه القائمة تكون بمنزلة بنك معلومات بأيدي الباحثين الشباب المهتمّين بإشكاليّات علوم القرآن من منظور معاصر.

ـ تقديم قراءات في نماذج من كتب مدارها على عِلْم أو أكثر من علوم القرآن. وينبغي أن تكون هذه القراءات تعريفيّة ونقديّة في آن معا.

ـ ترجمة عدد من الفصول المهمّة التي فيها معالجة لبعض قضايا علوم القرآن.

ـ إجراء حوارات مع باحثين متميّزين لهم مساهمات بارزة في تجديد النظر في علم أو أكثر من علوم القرآن على صعيديْ المعرفة والمنهج.

ب- عدد الباحثين المطلوبين:

يتحدّد هذا العدد بحسب أصناف الأعمال التي سيتمّ القيام بها في المشروع: بحوث كبيرة، مقالات، عروض كتب، ترجمة، حوارات...).

6- خطّة إدارة المشروع:

إنّ إنجاز هذا المشروع البحثي قد يستغرق، مبدئيّا، مدّة زمنيّة قد تتجاوز السنة. ويمكن، مبدئيّا ونظريّا، توزيع المحاور الكبرى للمشروع على النحو التالي:

ـ علوم القرآن في الفكر الإسلامي القديم.

ـ علوم القرآن في الدرس الاستشراقي الكلاسيكي والجديد.

ـ علوم القرآن في الفكر الإسلامي المعاصر.

*****

يتضمّن المشروع البحثي لسنة 2015 العناصر التالية:

ـ عدد 20 بحث كبير مُحَكَّم: (الحجم ما بين 9000 و12000 كلمة).

ـ عدد 10 مقالات صغيرة مُحَكَّمة: (الحجم ما بين 2000 و2500 كلمة).

ـ عدد 04 عروض كتب مُحكَّمة: (حجم العَرض ما بين 2000 و2500 كلمة).

ـ تعريب مقاليْن أو فصليْن من كتابيْن محرّريْن بإحدى اللغات الأجنبيّة.

ـ اقتراح كتابيْن للنشر. 

ـ إجراء 03 حوارات حول قضايا علوم القرآن. ونقترح، مبدئيّا، أن تُجرى مع: رضوان السيّد (لبنان) ويوسف الصدّيق (تونس)، وسنعيّن المحاوَر الثالث لاحقا.

7- خطّة الجدول الزمني (مقترح مبدئيّ قابل للتغيير):

16 أبريل 2015 إطلاق المشروع البحثي على موقع المؤسّسة.
30 نوفمبر 2015 آخر أجل لإرسال ملخّصات البحوث أو المقالات أو تقديم الكتب.
 موفّى ديسمبر 2015                     إعلام المترشّحين بنتيجة تحكيم الملخّصات
موفّى جوان 2016.  آخر أجل لإرسال البحوث أو المقالات أو تقديم الكتب المحرَّرة والتامّة
موفّى أوت 2016.  إعلام المترشّحين بنتيجة تحكيم البحوث أو تقديم الكتب أو المقالات
سبتمبر وأكتوبر 2016 فترة إنجاز التعديلات على بعض البحوث أو المقالات المقبولة
قبل موفّى ديسمبر 2016  إرسال جميع مكوّنات المشروع البحثي إلى إدارة المؤسّسة

لإرسال مقترحاتكم يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني التالي :

project@mominoun.com