دعوة للمشاركة في مشروع بحثي بعنوان: "مشروع التأويليات"

فئة: المشاريع البحثية السابقة

دعوة للمشاركة في مشروع بحثي بعنوان: "مشروع التأويليات"

مشروع التأويليات

لتحميل أنموذج السيرة الذاتية المرجو الضغط هنا

لتحميل استمارة ملخّص البحث المرجو الضغط هنا


إن هذا المشروع الفكري الذي ينضوي تحت عنوان "تأويليات" هو في تصور أصحابه والقائمين عليه في نطاق المؤسسة الموقرة "مؤمنون بلا حدود" مكان مشترك جامع بين اهتمامات كثيرة متنوعة، وتخصصات فكرية وعلمية وممارسات ثقافية تتصل في مجملها بالغرض التأويلي في صيغه وأشكاله المتعددة: تأويل النصوص والوثائق والرموز والعلامات والممارسات بأنواعها، واستقصاء مواضع المعنى والدلالة فيها، وإدراجها في أفق كلي يستوعب الخصوصيات ويتجاوزها. "التأويليات" عنوان وأفق وسياق لا يُلزم بمواقف بعينها ولا باختيارات نظرية أو فلسفية دون أخرى، ولا بممارسات وتطبيقات في مجالات بعينها: هي مجال رحب للفكر في العربية وبالعربية اليوم، في لغة بحاجة إلى أن يتأكد انخراطها في الشأن الفكري العالمي، وإلى أن تثبت جدارتها بذلك واستحقاقها للاضطلاع بمهمات ليست هي من المهمات اليسيرة قطعاً.

تقوم الرؤية العامة لطبيعة هذا المشروع، وطبيعة التحديات التي ينهض لها على العناصر التالية:

  1. الدواعي: وهي محاولة للإجابة عن السؤال الذي عادة ما يطرح من جهات كثيرة: ما الداعي إلى الاشتغال بالتأويليات اليوم؟ ما الذي يفرض ضرورة لهذا الاشتغال عندنا بالذات، أي في السياق العربي الإسلامي المعاصر؟ هل ينبع هذا الاشتغال من دوافع داخلية تخص تقاليد فكرية وفلسفية ودينية بعينها، أم من دوافع خارجية؟ ذلك أن التأويليات من الأغراض الرئيسة في التراث العربي الإسلامي القديم وفي الفكر العربي المعاصر سواء بسواء، إن كان ذلك من جهة العلاقة بالمأثور التفسيري، أو من جهة الحضور في المدونة الكلامية أو الصوفية، أو من جهة التجارب المتعلقة بالإيمان الديني وبوعي المؤمن عموماً من حيث هو صاحب إدراك مخصوص لمصادر الإيمان. ولا يعني ذلك ضربا من الخصوصية الحضارية الضيقة، وإنما الغرض التأويلي يتحدد بالبعد الكوني الذي يميز تجارب المعنى، سواء تعلقت بتجربة الإيمان أو بتجارب فكرية وأدبية وإبداعية أخرى. إن من مقاصد هذا المشروع الانخراط في الأفق الكوني للتأويل بأبعاده كلها: العقدية والإيمانية، وكذلك الأدبية والفلسفية والقانونية الشرعية. هي محاولة للإجابة عن الأسئلة التي صارت ترافق كل مجهود فكري متى ما تعلق بالخبرات الشخصية لتجربة الإيمان الديني في مواجهة التجارب الأخرى، وفي مرافقة حوارية معها؛ وهي محاولة لرفع هذا النمط من التفكير إلى مجال أوسع وأشمل هو المجال الإنساني في صلته بالأبعاد القصوى: الألوهية، النبوة، الوحي، الكتاب، الأثر، الحديث...

وفي هذا النطاق يدخل سؤال المنهج بوصفه محور هذه المناظرات التي تقام مع التراث عموما، ومع المنجزات الدينية والحضارية الأخرى: إلى اي حد يمكن طرح مسألة التراث خارج المفترضات الثقافية والسياسية الإيديولوجية الضيقة السائدة في الساحة الفكرية منذ عقود؟ أليست المناظرة مع التراث هي محاورة للنفس؛ أي للذات الفردية والجماعية التي هي نحن؟ كيف يمكن الاستفادة من المناهج التأويلية المعاصرة لإصلاح ما أفسدته الصراعات الإيديولوجية؟ كيف نعيد تعريف الحاجة إلى التأويل عندنا؟

  1. أما من حيث الموضوع والمجال الموضوعي للعمل التأويلي، فإن من مقاصد المشروع التأكيدي على عدم مركزية النص الديني، مع المحافظة على أهميته التاريخية والروحية، وإغناء المجال التأويلي بمطالب موضوعية متنوعة استفادة من مكاسب التحولات التأويلية منذ نهاية القرن الثامن عشر، والتي رفعتها إلى ممارسة كونية تتجاوز خصوصيات النصوص، ولا سيما الدينية والقانونية والأدبية، إلى عمومية مسألة الفهم: فهم الذات وفهم الغير، مواجهة سوء الفهم وتجاوزه بالتدريج، اعتماد آلية الحوار كآلية تواصلية كونية، التخلي عن مطلب الحقيقة لفائدة البحث عن المعنى والدلالة... كل ذلك من أسس التحول التأويلي المعاصر الذي لم يقتصر على قراءة النص الديني فحسب، وإنما امتد ليقرأ آليات القراءة نفسها وينوع من مناهجها ومجالاتها الموضوعية، ويتخلى عن الاعتقاد في وجود نصوص أصلية أو في معاني أصلية. يتعين الانتباه إلى البعد التاريخي للعملية التأويلية ونمط الزمانية الذي صارت تقتضيه: استحضار النص أو الأثر أو المؤلف هو استحضار للماضي التاريخي، وكأنه يخاطبنا نحن.
  2. العنصر الأخير هو المطلوب من الجهد التأويلي: هل هو الحقيقة أم المعنى؟ هل هو النص أو المؤلف؟ الشكل أم المضمون؟ ذلك ما يسمح بتوسع أقصى في الأفق التأويلي من جهة مطلوبه الذي لم يعد يقتصر على منطق المطابقة مع موضوع أو حقيقة خارجية أو متعالية، وإنما صار مبحثا خاصا بالمعنى، حيثما أمكن العثور عليه، ولا يتعلق المعنى بما هو راهن أو ماثل للنظر أو قابل للإدراك بوسائل المعرفة والعقل، وإنما كذلك ما هو موغل في القدم من الرموز والأساطير والأخبار والمتون والشواهد التي هي أرصدة معنى بقدر الاجتهاد في الاستفادة من طاقتها الدلالية. تتقاطع التأويلية في هذا المستوى مع الأديان وعلومها ومباحثها المقارنة، والأنثربولوجيا الثقافية، وعلوم الإنسان بأصنافها، والفلسفة بمناهجها وكل مجال شانه بناء قول أو خطاب في الإنساني بشكل عام: التأويليات بهذا المعنى هي موسوعة سردية للنفس تجتمع فيها مصادر المعنى كلها.

 

إن دعوة كافة الباحثين المهتمين بهذا الشأن إلى الإسهام في أعمال الفريق هي دعوة للانخراط في مجمل هذه المراهنات الكبرى التي هي جديرة بالفكر العربي الحالي في مواجهة تحديات كثيرة: الوثوقيات العقائدية والسياسية، والانغلاق المذهبي، والانحصار في تخصصات ضيقة، وهي دعوة إلى الإسهام بالكتابة والنشر والترجمة والتحقيق:

  1. في مجال التأليف الذي يمثل عمدة الأنشطة التي وضع تصورها فريق "التأويليات"، وذلك من أجل التجديد في الكتابة في المجال التأويلي، باعتبار التنوع الشديد الذي هو خاصية المشهد الفلسفي اليوم: عدم الاقتصار على الأغراض المتداولة في المجالات التقليدية (القرآن، السنة، الفقه، الكلام...) وفي المجال الديني الإسلامي عموما، والانفتاح على المأثورات الدينية اللاهوتية الأخرى (المسيحية، اليهودية، والأديان الشرقية غير الكتابية، والعقائد المختلفة...)، وكذلك على المأثورات الفلسفية الحديثة (الرومنطيقية، التفسير اللاهوتي، الفيلولوجيا...) والمعاصرة ومناهجها (الفينومينولوجيا، الهرمينوطيقا الدينية والفلسفية والقانونية، نظريات التقبل، الفلسفات السياسية والاجتماعية، فلسفات التاريخ...)؛
  2. في مجال الترجمة، حيث لا تزال نصوص التراث التأويلي الحديث والمعاصر غير منقولة إلى العربية إلا في حدود ضيقة، الأمر الذي يسهم في إطلاع القراء على مصادر الحركات التأويلية ومنابعها الفلسفية والروحية التي لا تزال مجهولة في جزء كبير منها. إن من شأن الترجمات الجيدة التي تنجز انطلاقا من اللغات العالمية الكبرى (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية...) أن ترفع من مستوى الكتابة في المجال التأويلي، ومستوى الجدل والمناظرة، ليتصل بالمنابع والنصوص ولا يقتصر على النقول والملخصات.
  3. في مجال التوثيق والمراجعة: وينطبق ذلك على التراث العربي الإسلامي الذي لم يعرف إلى حد الآن، أي جهد توثيقي لتنظيم المادة التراثية بمختلف أصنافها وتيسيرها للباحثين، ورصد الأعمال المخصصة لهذا التراث في عمليات جرد ببليوغرافي تتجاوز الفوضى العارمة التي تتعرض لها النصوص القديمة والدراسات. والأمر نفسه يصدق على المتون والنصوص الغربية الحديثة والمعاصرة التي لا يكاد القارئ يتعرف إليها إلا بمشقة؛ فالحاجة متأكدة للكتابة في مجال المراجعات النقدية وتكريس هذا النمط من التفكير المرافق للنصوص، والذي هو عبارة عن عملية تحيين مستمر لها.
  4. المساهمة في دعم مشروع مجلة متخصصة في هذا المجال لانعدام التخصص في الدوريات الموجودة ولا سيما في الأغراض التأويلية. تمثل فكرة بعث مجلة "تأويليات" استجابة لهذه الحاجة المتأكدة: تنظيم العمل في المجال التأويلي بحسب القواعد المرعية في الدوريات الفلسفية والعلمية العالمية. وهذه المجلة حلم يراود جميع المشتغلين بالفكر والفلسفة والتراث التأويلي بروافده كلها، حيث تجمع بين أقسام تعتني بالبحوث النظرية والتطبيقية، وأخرى تعتني بتوفير ترجمات للنصوص التأويلية من محاضرات شهيرة أو مقالات أو فصول من كتب وغير ذلك، مما يوجد بعضه مفرقا في المجلات والكتب، وأخيرا أقسام تعتني بالمراجعات النقدية والتوثيق الببليوغرافي. نأمل أن تكون هذه الفكرة أفق انتظار واعد للباحثين: أن تجمعهم في مقام موحد حول قيم فكرية وفلسفية مشتركة لا يحركها النزاع ولا المخاصمة، وإنما تعويد العقول على مساءلة النصوص واستنطاق الشواهد وقراءة الرموز والعلامات والنصوص قراءة ساعية وراء المعنى أو وراء المعاني لا مثبتة لحقيقة أو لحقائق بعينها.

 

إن المحاور الفكرية التي يقترحها الفريق على الباحثين والمهتمين بالشأن التأويلي تغطي مختلف الفترات التاريخية والقضايا، وتتعلق بمختلف أنماط النصوص والمدونات والممارسات التطبيقية، سواء تعلق الأمر بالتأليف أو بالترجمة والمراجعة النقدية:

محور 1: تاريخ التأويلية

- الفترات والعصور (العصور القديمة والوسيطة، العصر الحديث، الفترة المعاصرة...)

- الأعلام (الفلاسفة، المتكلمون، المتصوفة، العلماء، الأدباء...)

- النصوص والمتون (الفلسفة القديمة والوسيطة، مصنفات التفسير والشرح، المدونة القرآنية والفقهية والكلامية...)

- المجالات والميادين (الفلسفة، الأدب، الثيولوجيا، الفيلولوجيا، الكلام، التاريخ...)

محور 2: القضايا والمسائل

- قضايا النص والمدونات التأسيسية (المجال الديني)

- قضايا المفاهيم التأويلية وأصولها المنطقية والميتافيزيقية (المجال الفلسفي)

- قضايا المنهج في مقاربة النصوص وتفكيكها (المجال الأدبي)

- قضايا التطبيق وأبعاده الإجرائية (المجال القانوني)

- قضايا اللغة وتحقيق النصوص (المجال الفيلولوجي)

محور 3: سير الأعلام

- الفلاسفة والحكماء

- الفقهاء والمتكلمون

- الفيلولوجيون والأدباء

- المتصوفة والعرفانيون

- العلماء (الطبيعيون والإنسانيون)

محور 4: الحوارات والمناظرات

- الفلسفة واللاهوت: مسألة الإيمان، أحكام العقائد، تاريخية الوحي...

- الأدب واللسانيات: أحكام النصوص، وظيفة اللغة، الشكال والدلالات...

- الفلسفة والأدب: العقل والإبداع، النص والاستعارة، الجد والهزل، اليومي...

- الفلسفة والتاريخ: الفكرة والحدث، الزمن، التقدم...

- الدين والعلم: معقولية النماذج، معايير الحق، الوقائع والقيم...

 

رئيس المشروع : أ.د. محمد محجوب

مساعد رئيس المشروع : أ.د. فتحي إنقزو

لإرسال مقترحاتكم يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني التالي :

hermoneutics@mominoun.com

آخر أجل لاستلام المقترحات البحثية: 31 يناير 2017.