التطرف الديني؛ نحو مقاربات تفسيرية

فئة: المشاريع البحثية السابقة

التطرف الديني؛ نحو مقاربات تفسيرية

أولا- الديباجة:

   تؤكد الدراسات المختلفة، على اعتبار الدين/التدين، ظاهرة مركبة في تشكيله وتكوينه، فقد تضافرت في بنائه معطيات كثيرة ومتنوعة بل ومتناقضة؛ مفرزاً لأنماط متعددة من الالتزام به، وتدخلت عوامل كثيرة، فغلّبت نمطاً منه على الآخر، خاصة إذا دعمت القوى المتحكمة اختيارَها لطريق معين منه، فتكون الحقيقة الدينية تلك؛ المتلونة برغبة الهيئات والأطر العامة والخاصة، التي تبنتها ودفعت بالمعتنقين لها، على سبيل الإلزام والإكراه حيناً، وعلى نحو الترويج والتعميم حيناً آخر.

 ويؤكد على المسلك السابق؛ الصراعات العَميمة التي تكاد تشمل كل الفضاءات التي عملت بالدين ومن خلاله، سواء من الوجهة التاريخية، الضاربة في عمق الزمن، أو التي يكابدها الناس في واقعهم الحالي، جراء فهوم معينة رسمية مركزية كانت، أو هامشية منبوذة. فقاد السجال بينها إلى تنازع الرأسمال المعنوي والرمزي الذي يمثله الدين، وقيمته من الناحية السوسيولوجية بل والسياسية، وعوض أن تعمل على خلق الأوضاع المستتبة في الصلات بينها، آثرت الدفع بالآخر المختلف/العدو، إلى مواقف حدية وجذرية، من نتائجها المباشرة؛ تبني الأحادية في الفهم، والعداء في الموقف، والرفض في العلاقة، والتبديع والتكفير والتجهيل في الحكم.

     وما سبق في المقدمة؛ لا تشذ عنه تجربة تاريخية ما، وبإطلاق، خاصة عقب المراحل التأسيسية والتدشينية، حال يهرع الكل إلى تلقي المدونات المقدسة التي كرست للجماعة التاريخية حضورها ووجودها، بتناولات تجزيئية، ترقب من التجربة بعدا خاصا منها، فتعممه على أنه الأساس والكل، وتشرع في تشكيل تفسيرات عامة للعالم، وللناس، والتجارب، والمجتمعات، على ضوء مواقف وأحكام حدية وقصوى، تقود إلى صراعات مريرة، تضيق بالاختلاف، وترفضه، وتعمد إلى تكريس أحاديتها، وتتحالف مع من يقاسمها قناعاتها، وإلا تميل إلى حمل المخالفين على آرائها، بتوظيف مصادرات للرأسمال الرمزي، واحتكاره، بما هي الجماعة الأم، المتوافقة والمحاكية في كلامها وتصرفها وإطلاقاتها العقائدية مع الجماعة المؤسسة تاريخيا وثقافيا.

     زيادة إلى استعمالها للقوة الكاسحة، ودفعها في اتجاه عمليات المحو البشع والمبرمج لكافة الأطياف المباينة، واستدعاء ما يوخز به الضمير البشري، من موروثات سابقة، تم بها التعاطي مع التجمعات الثقافية والدينية والمذهبية الأخرى.

  ويمكننا نعت الوضع السالف، وخلفيته النظرية والنفسية المؤسسة له، بالتطرف الديني/التديني، بما هو نمط خاص من الفهم، تتلوه أحوال وانتظامات فردية وجماعية، تعمل على إلغاء الفوارق ومحوها، وتتخذ لنفسها ديباجات تبريرية، تكرس لها اختياراتها، بما هي الحقيقة/الحق، وتنتج خطابات ومعارف يقينية وثوقية تطابقية، تختزل فيه كل التركيب الممكن للمدونة المؤسسة، والحال هنا في الإسلام هو النص، وعلى الحقيقة السنة بحسب تخريج معين، فتكرّس لمنظوماتها، بما هي اليقين المطلق، وما عداه الزندقة والكفر والضلال، وتشرع في إطلاق تصنيفات وتقسيمات لكل التلوينات المتجاوزة لاختيارها، تدرجا؛ قربا وبعدا، منها بما هي بؤرة التشكل المركزي لكل التجربة، وبما هي المستأمنة على ركام الرصيد الذي خلّفه الأسلاف.

   والنتيجة؛ تكرُّس منطق حدي رهيب، مبناه: إما/أو، الطريق المستقيم واحد، وما جانبه وحاذاه، صرط وصراطات ملتوية ومعوجة، تحتاج إلى تقويم وتثقيف، ليرجع للحياة بريقها الأول، وللجماعة المؤمنة استقامتها الضائعة، وللعالم دخوله تحت سقف اللون الواحد، والحكم الواحد، وإلا فهي الحرب/الجهاد، والدفع بالمخالف إلى جهنم الحياة، بالتشريد والتخويف والتقتيل، والتشنيع في التوصيف والتمثيل. وإلى جهنم العالم الآخر/الآخرة، كمآل نهائي لا خلاص منه، للجميع، فالجنة هي لفرقة واحدة من الناس، في كل التاريخ، وشرطها، أن تكون وحيدة/ قليلة /غريبة.

ثانيا- الإشكال:

-  ما هو التطرف؟ وما أنماطه الأساسية؟ وما الفرق بينه وبين التعصب والالتزام والتدين المفتوح؟

- كيف تأسس وتشكل؟ وهل يختص بالفضاءات المتدينة/الدينية وحسب، أم هو طراز تفكير وأسلوب حياة مطلق،  يتعدى حتى إلى المضمارات غير المتدينة؟

-  من أين تشتق ثقافة التطرف قيمها؟ وما هي أهم المنابع والأصول التي تستقي منها، رؤاها وتقييماتها؟

-  أتستطيع المعارف الجديدة، وتطورات العلوم الإنسانية والاجتماعية، أن تفيد في استلهام نظرية/نظريات، يمكنها فهم التطرف ومقاربته، وتفسيره والتخلص منه في النهاية؟

-  هل يمكن توظيف الفكر الإصلاحي المفيد من الدرس الحداثي، في خلق نمط من الفهم للدين، يعين على التقليص من امتدادات التطرف وحضوره؟

- هل نملك الجرأة، فنقول: الحل في تبني خطة إصلاحية جذرية، تعيد تفسير المرجعية المؤسسة ككل، كما هو حال التجربة المسيحية مع البروتستانتية؟

ثالثا- المحاور:

01- المحور الأول: في دلالة التطرف وتطوراته ومظاهره

مفهوم التطرف

الفرق بين التطرف التطرف/الالتزام/التعصب/التدين.......

أشكال التطرف وأنماطه

مظاهر التطرف وظواهره الفردية والعامة

أهم مقولات التطرف وعناصره المكونة

02- المحور الثاني: أصول التطرف ومنابعه النظرية والعقائدية

-  مصادر التطرف ومنابعه التاريخية والثقافية

-  المؤسسات العقائدية للتطرف وتبريراته النظرية

-  الموارد الأصولية والفقهية المبررة للأحادية واختزال الآخر

-  دوائر صناعة التطرف وتمثلاتها في التجربة الثقافية للتراث الإسلامي والعالمي

03-  المحور الثالث: في الديباجات التبريرية لثقافة التطرف واختزالية الاختيارات ومظاهره في الثقافة العربية الإسلامية

-  الانحصارية الدينية ومفهوم الحق الواحد والحقيقة المطلقة

-  حديث الفرق ومترتباته الكلية، على مستوى الوعي والتجربة الإسلاميتين

-  مفهوم الفرقة/الفرق الناجية، ومبرر إلغاء المختلف

-  تشكل التعالي الفئوي، وتراتبية العلم في التراث الإسلامي، وانعكاس تصنيف العلوم في تحديد طبيعة الانتماء للدين، من عدمه

-   المحور الرابع: نماذج من التكريس التطرفي، على مستوى المذهبيات وممارسة التدين التاريخي

-  التكفير والتبديع والتفسيق، وآليات تكريس التطرف

-  بعض النماذج التاريخية للمحن، واستخدام السلطة في قمع المخالف

04-  المحور الرابع: متاحات المعرفة الحديثة واستعمالاتها في مقاربة/مقاربات التطرف

-  مناهج ونظريات العلوم الإنسانية والاجتماعية وتطبيقاتها الإبستمولوجية في تناول التدينات الشاذة ومبرراتها.

-  محاولات في بناء نظريات التفسير للتدين المتطرف، وآفاقها

-  العلوم الاجتماعية والإنسانية وإبراز الأصول النفسية والاجتماعية الفئوية، والاقتصادية للتطرف

05-  المحور الخامس: في ترياقات التطرف

-  الوعي الإصلاحي المتنوع

-  أهم المشاريع التجديدية في مضمار القول الديني/التديني

-  أطروحات البلورالية/التعددية، التدينية/الدينية

-  التعايش بين الحضارات والحوار الثقافي

-  دعاوى وآليات تكريس التدين المفتوح، ورهانات الحضور الفاعل

رابعا- في منهج التحليل:

  بما أنها ظاهرة مركبة، لا تقوم مقاربتها على الاختزال، فيستوجب ذلك من الباحثين التناول المركب، وتجييش الأدوات والمناهج التحليلية المتعددة، التي تتاح لهم في تخصصاتهم الإنسانية والاجتماعية والشرعية، كل بحسب المدخل النظري الذي قرره.

أصناف المشاركة في المشروع:

تتوزع المواد العلمية المشاركة في هذا المشروع البحثي إلى أربعة أصناف:

الصنف الأول:  دراسة علمية لإحدى القضايا المقترحة في المحاور في حوالي 7000 كلمة إلى 12000 كلمة.

الصنف الثاني:  قراءات وصفية نقدية في حوالي 2000 كلمة إلى 3000 كلمة لإحدى الكتب المرجعية أو الصادرة حديثا في التجديد الديني.

الصنف الثالث:  ترجمة إحدى الدراسات التي تتناول مواضيع المشروع بعد اقتراح ملخص عنها على اللجنة العلمية للمشروع، والموافقة على ترجمتها.

الصنف الرابع:  اقتراح كتاب للإنجاز (مع خطة تفصيلية) أو تم إنجازه في حوالي 30000 كلمة إلى 50000 كلمة.

مواعيد مهمة:

-   آخر أجل لتلقي ملخصات المشاركة: 15 فبراير2015

-   الإشعار بقبول الملخصات: 28 فبراير2015

-   آخر أجل لتلقي البحوث وقراءات الكتب والترجمات، 30 أبريل 2015

خامسا- المواصفات الفنية لرقن الأبحاث

أولاً: المتـن

-   نسخ العمل العلمي بمسافة واحدة بين الأسطر، مع ترك مسافة (4) سم على الهامشين وكذلك مسافة (4) سم في أعلى وأسفل الصفحة.

-   ينسخ المتن بخط آريل Arial عادى (14)

-   إدخال بداية الفقرة (0.6) سم.

-   المسافة الرأسية بين الفقرات تعادل (1.5) من المسافة بين السطور.

-   المتن المتضمن كلمات أجنبية يجب أن ينسخ بخط تايمز عادى بحجم (12)

-   في الفقرات المرقومة يجب أن تترك شرطة (-) بين الرقم والفقرة.

-   في الفقرات المرقومة التي تتكون من أكثر من سطر يجب أن يبدأ السطر الثاني وما يليه مع بداية المتن وليس مع الرقم.

ثانياً: العناوين

-  ينسخ العنوان الرئيس بخط آريل Arial أسود (20)

-  يصفّ العنوان الفرعي بخط آريل Arial أسود (16)

-  يصفّ العنوان المتفرع (الأول) بخط آريل Arial أسود(14)

-  يصف العنوان المتفرع (الثاني) وما يليه بخط آريل Arial عادي( 14)

ثالثاً:  المراجـع

-  تصفّ المراجع العربية في آخر البحث أو المقال بخط آريل Arial عادى (12)

-  تصفّ المراجع الأجنبية في آخر البحث أو المقال بخط Times New Roman بحجم (10)

المسائل التنظيميّة

على الراغبين في المشاركة أن يتقدّموا بملخّصات لمقترحاتهم، تتضمّن عنوانا مبدئيّا للبحث، وتحديدا لأهدافه، ومحاوره الكبرى، و المنهج المتّبع في البحث.

تتولّى لجنة متشكّلة لقبول المقترحات وتقويمها الردّ عليها في مدّة لا تتجاوز الشهر من تاريخ انتهاء آجال قبول المقترحات.

ترسل المقترحات، والبحوث كاملة على البريد الإلكتروني التالي:  

project@mominoun.com

للراغبين في المشاركة المرجو تعبئة الاستمارة