لقاء الروائي (أشرف الخمايسي)

فئة: أنشطة سابقة

لقاء الروائي (أشرف الخمايسي)

      استضاف مركز دال الروائي المصري أشرف الخمايسي يوم الأحد الثامن من مارس 2015م في جلسة استغرقت نحو الساعتين، حيث حاوره الدكتور سامح إسماعيل مدير قسم الأبحاث بمركز دال في حضور مجموعة من المهتمين والمنشغلين بالشأن الأدبي.

 تطرق الحوار إلى منطلقات العمل الأدبي ومدى ارتباطه بالواقع، ودوره التنويري في تناوله للإشكاليات الوجودية ومحاولة تقديم إجابات غير تقليدية، حيث أعرب الخمايسي عن إيمانه المطلق بالإنسان، وأنه متى استطاع الخروج من دائرة الإجابات الجاهزة تحرر من قيوده، واكتشف قدرته على تقرير مصيره، وأفلت من قدرية لا محل لها، كما تطرق الحوار إلى متلازمة الموت/ الخلود التي تعتبر حجر الزاوية في كتابات الخمايسي، حيث أكد الروائي المصري المرشح للبوكر مرتين متتاليتن أن الخلود هو حلم الإنسان، مؤكدًا أن الموت سيُهزم ذات يوم على الأرض، فإذا كان الإنسان هو خليفة الله، فهو حتما سيتمكن من التمتع بصلاحيات هذه الخلافة، لأنه – في رأيه- يحمل صفات إلهية، فلماذا لا يصبح هو الآخر خالدا؟ وهذا في ظنه لا يتناقض أبدا مع الإيمان بالله؛ فالخلود في رأيه تحقيق لجنة الله في الكون.

     وأكد الخمايسي أن الدين ــ أي دين ــ هو طريق إلى الله، وليس من حق أحد أن يصادر على عقيدة الآخر؛ فالهدف واحد وإن اختلفت الطرق، فقط لابد ألا ينسى الإنسان أهمية اكتشاف الله في جوانحه أولا، فلا يمضي إلى ما يسلب إرادته ومصيره باسم السماء، بل يسعى دوما نحو تحقيق ذاته، والتصالح مع احتياجاته الإنسانية، وأعرب عن ثقته في انتصار التنوير والإصلاح، رغم إقراره بأن الطريق طويل ومليئ بالتحديات.

وأكد الخمايسي أن المقدس يوجد أينما وجد الإنسان، انطلاقا من إيمانه العميق بوجود إله يحترم الإنسان، ذلك أن الله آمن بالإنسان فخلقه قبل أن يؤمن الإنسان بالله، وانطلاقا من هذا الإيمان أصبح الإنسان كائنا مقدسا تتجلى فيه نفحات الألوهية.

    وفي النهاية، أجاب الخمايسي عن أسئلة الحضور حول المرأة والإبداع، وتوظيف الجنس في الرواية ورأيه في ما يسمى بالأدب النظيف، وتوظيف المشهد الصوفي في الأدب، كما تحدث عن معاركه والتحديات التي تواجهه في الوسط الأدبي.

أشرف الخمايسي روائي مصري، تصدرت كتاباته المشهد الأدبي المصري، وبات من أهم رموزه، وتبدت في أعماله ملامح التجربة الدينية العميقة، في شكل جديد ومغاير لما هو سائد، حيث يتداخل الأسطوري بالمقدس، في سياقات رؤي أدبية/ فلسفية تجلت بشكل واضح في أرضنة المقدس، فالله وأنبياؤه شخوص محورية، ذات فعالية أدائية، حققت روايته منافي الرب انتشارا واسعا، وأثارت جدلا مازال يتردد صداه، ودخلت القائمة الطويلة للبوكر، وواصل تألقه في روايته التالية انحراف حاد، والتي دخلت أيضا القائمة الطويلة للبوكر، وأخيرا أصدر مجموعة قصصية بعنوان: أهواك.