محاضرة : " جسدي هذا، طينةُ اللّـه: في تأويليّة العذاب" للدكتور محمد محجوب

فئة: أنشطة سابقة

محاضرة : " جسدي هذا، طينةُ اللّـه: في تأويليّة العذاب" للدكتور محمد محجوب

نظمت مؤسسة مؤمنون بلا حدود محاضرة علمية حول موضوع: "أية مهام للفلسفة عندنا اليوم ؟ جسدي هذا، طينةُ اللّـه: في تأويليّة العذاب" من إلقاء الدكتور محمد محجوب من  تونس يوم  السبت 12 نونبر 2016 ، وهذه خلاصة أهم ما ورد في المحاضرة: يقول المحاضر:

لن أتحدّث عن موقف الطّبيب أمام العذاب والألم، ولو أنّ لمثل هذا الحديث أكثرَ من داع وحيد. والعذابُ الذي أتحدّث عنه ليس بالضّرورة مطروحا للمعالجات التّطبيبية؛ ولكن لعلّ مزيّة محاولتي هذه أن أفهمَ أحسن، مادامت مهمّةُ الطّبيب أن يفسِّرَ أكثرَ. ولعلّ التّفسير والفهم في حال من التّراكب والتّشابك كما وضّح <ريكور>،  حيث نزداد فهما على قدر ما نزداد تفسيرا، ونزداد تفسيرا على قدر ما نزداد فهما.

سأعرض تفكّرا لا درسا؛ ومن شأن التّفكر أنّه قليل التّقيد بمناهج اقتفاء المعروف، شديدُ الحرص على التّطرّق لغير المطروق، ومن شأنه الزّهد في المأمون الواثق المستقرّ، والحرص على امتحان البداهة تفقّدا من الوعي لنفسه وتجريدا لها عن كلّ ضمانة.

ولقد جرى حملُ العذاب على الشرّ، وربّما حملُ الشرّ على خيرٍ أعمّ، غيرِ مرئيّ لوعيٍ منعزل وحْدي. غير أنّ هذا الحمل سرعان ما يُضيّع علينا الفهم معوّضا عنه بالعبرة ورافعا للظّاهرة إلى صورة الظّاهرة. فثمّة، في ترقية العذاب إلى المقُولة، أيّا كانت المقولةُ، شرّا أو خيرا، تنازلٌ عن لَـحْميّة العذاب، وعن الهيولانيّة التي في فرديّته، ولو كان عذابَ شعبٍ بأسره.

إنّ مَقْوَلَةَ [catégorisation] العذاب هي أوّلُ خُطوات الإشاحة عنه والاستقرار ضمن سعادة المفهوم اسما للمكابدة.