محاضرة : اللاهوت العربي وأصول العنف الديني للدكتور يوسف زيدان

فئة: أنشطة سابقة

محاضرة : اللاهوت العربي وأصول العنف الديني للدكتور يوسف زيدان

يوسف زيدان يحاضر في مركز دال عن اللاهوت العربي وأصول العنف الديني


وسط حضور كبير تصدر المشهد الثقافي في العاصمة المصرية القاهرة، استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي المفكر والأديب المصري الدكتور يوسف زيدان، في ظهور جماهيري هو الأول له بعد الجدل الذي أثير حول تصريحاته التليفزيونية الأخيرة، وذلك في ندوة بعنوان "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني"، وأدار تفاصيل اللقاء الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بمركز دال، والذي رحب بالحضور وبضيف المركز قبل أن يحيل إليه الكلمة.

طرح زيدان في البداية فكرته حول أصل الاديان، مؤكدا أن أي دين عبارة عن ثيولوجيا، أي لاهوت وتشريعات وقوانين، وأن البنيان العقائدي في الأديان الثلاثة واحد، من حيث المناداة بالتوحيد، والإيمان بالأنبياء، قائلا :"لا أديان بل دين واحد" .

ثم مضى في محاولة لضبط المفاهيم، فتحدث عن اللغة باعتبارها فنا وثقافة ومخيلات، وليست مجرد وسيط ساذج للتواصل، كما تحدث عن أصل تسمية الديانات الإبراهيمية بالسماوية، معتبرا كل دين هو سماوي بالنسبة إلى أتباعه، أي مفارق ومقدس .

كما استعرض الضيف عوامل نشأة اللاهوت العربي، منذ انشقاق الكنيسة المصرية، وكيف أن الدين دوما في حاجة إلى مجتمع أو دولة تحتضنه، فالفكرة الدينية تنشأ في مجتمع ما وتكون مغايرة لما هو سائد، مما يثير قلق المجتمع من هذه الجماعة الجديدة، فتبدأ مشاحنات بسيطة، تنعزل على إثرها الجماعة الجديدة في جزيرة عقائدية تحتضن الفكرة، إلى أن يشتد عودها فتخرج مطالبة بالسلطة.

وتتبع زيدان الخلفية التاريخية والدور السياسي لنشأة اللاهوت العربي، وظهور جماعات العنف الديني القائم أساسا على طلب السلطة، وصولا إلى داعش التي تحفظ على وصف ما تقوم به بالتطرف أو الإرهاب، مؤكدا أنه إجرام يرفع راية الدين.

كما تناول الضيف دور حركات الإصلاح الديني منذ لحظة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، مؤكدا أن المنتج التنويري لعمليات الترجمة وجهود رفاعة الطهطاوي فاق الحركة التي ظلت تدور في فلك السلطة والموروث.

وعلى مدار ساعة، دار حوار مفتوح بين الضيف وجمهور الحاضرين، وأجاب زيدان عن استفسارات واستمع إلى مداخلات ضيوف المركز قبل أن ينتهي اللقاء في أجواء مفعمة بزخم فكري، ورغبة صادقة من الجميع في تجاوز اللحظة الراهنة بكل ما فيها من اضطراب ودعوات للعنف، في دعوة صريحة لإعمال العقل، ونشر ثقافة التسامح والحوار الهادئ والبناء.