مناقشة وتوقيع المجموعة القصصية: "دفتر النائم " للكاتب الصحفي والقاص شريف صالح

فئة: أنشطة سابقة

 مناقشة وتوقيع المجموعة القصصية: "دفتر النائم " للكاتب الصحفي والقاص شريف صالح

استضاف مركز "دال" للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود يوم الخميس 28 يوليو 2016 م بمقر الأبحاث بجاردن سيتي الكاتب والقاص شريف صالح في قراءة وتوقيع لمجموعته القصصية "دفتر النائم" بحضور الناقد والروائي سيد الوكيل، والناقد والكاتب شوقي عبد الحميد والناقد والأكاديمى محمد سليم.

قدم الباحث محمد الصادق للمناقشة ورحب بالسادة الضيوف نقادًا وجمهورًا، ومن ثم بدأ النشاط بكلمة الناقد الروائي سيد الوكيل، الذي أكد أنّ ثمة دراسات نفسية اكتشفت ما يسمى بواقع الواقع، وأنّ ما تعودنا عليه أن نحيا التجربة في الواقع المادي، ومن ثم نسجلها فنًّا، لكن ثمة واقع مقموع لدى كل واحد منا يسير معه، لذا يشتغل الإنتاج الأدبي للوصول إلى المستوى الأعمق في التجربة الإنسانية بترجمة الأحلام إلى أدب مكتوب، ثمة واقع نفسي داخلي يظهر بآليات وأنماط محددة ومغايرة لما هو ملموس في الواقع، وهذا له علاقة كبيرة بما قدمه شريف بمجموعته القصصية "دفتر النائم".

 هذه المجموعة استخدمت آليات الأحلام في جميع قصصها، تقرأ  المجموعة كأنّها واقع كتب بسرد فني بسيط وسهل، لكن يشغله المكر ليسحبك إلى منطقة الحلم والقفز من الواقع  إلى الحلم، ومن ثم نجد تغريبًا للواقع واضح المعالم.

 وأكد سيد الوكيل قدرة صالح على السخرية من العالم بالحلم، واستخدام الإسقاط على الواقع بصورة ساخرة، وهذا واضح في قصته "هروب جسدي" التي تناقش فكرة الروح والجسد وكسر فكرة أنّ الروح وحدها فقط تتعلق بما هو سماوي وأنّ الروح خفيفة والجسد ثقيل، في نهاية القصة نجد الجسد يرتفع  إلى السماء وتبدو هذه الصورة  رمزية لكسر ما تعلق بالوعي العام بأنّ الروح فقط سماوية.

وجاءت كلمة الناقد والكاتب شوقي عبد الحميد تحت عنوان رحلة "الصعود لدفتر النائم" مؤكدة أنّ شريف صالح في مجموعته "مثلث العشق" اعتمد على الطفل رمزًا للمرحلة الفمية في حياة الإنسان، وفق ما ذكر فرويد، للتعرف على جسده، فكانت المجموعة تعبيرًا عما اصطلح عليه بكتابة الجسد. وفي مجموعته التالية "بيضة على الشاطئ" كان الطفل قد تجاوز مرحلة الطفولة. وبدأ يشعر بالحب وبالغير، وبدأ في الصراعات الأوسع.. بمحيطه ووطنه، فظهرت مشاكل الوطن. وفي المجموعة التالية "دفتر النائم"، كان الشاب قد تجاوز مرحلة الشباب وبدأ في ما بعدها، فاتسعت الرؤية حتى شملت رحلة الإنسان على الأرض، والتفكير في ما بعد الحياة، محاطًا بالخوف والقلق. فوجدنا أغلب القصص تجري إما في الليل، بما يحويه من غموض وظلام، وتوتر في المياه على الشواطئ لتمنحنا أيضًا الشعور نفسه بالغموض والخوف. إضافة إلى أنّه استخدم الكثير من أساليب الشك وعدم اليقين، أو الأسئلة التي تبحث عن إجابة. فوجدنا رحلة الإنسان على الأرض "رحلة النهار والليل"، ورأيناه يدخل مباراة لكرة الماء بمثابة لاعب فيها، وهو لا يعلم من طرفاها، أو نتيجتها.

وحتى تصل الرؤية إلى القارئ، منحه ذلك التداخل بين الحلم والحقيقة، بين الخيال والواقع، وهو يشعر ألا فرق بينهما. فكانت القصص تعبيرًا عن حياة الإنسان وتداخلاتها. تلك الحياة التي يعيشها في صراع داخلي بين جسده وروحه "هروب جسدي". وكانت "دفتر النائم" مرحلة جديدة في رحلة صعود الإنسان من الأرض إلى السماء، وصعود الرحلة الإبداعية لأحد حراس القصة القصيرة.

 أشار الناقد والأكاديمي محمد سليم شوشة في كلمته أنّ قص شريف صالح بصفة عامة وفي مجموعة دفتر النائم بشكل خاص يتميز بعدة خصائص، فمن جانب يمكن عده نوعًا من القص داخل حدود القصيدة، وسردًا قصصيًّا لا يعترف بالحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية، وهو الأمر الذي ينعكس على لغة السرد، ويمنحها بعدًا جماليًّا خاصًّا، وينتج شعرية قصصية ترتكز على الغرائبي أو الأنموذج المحطم للنمط والتقليدية، ومن ناحية أخرى يجد القارئ نفسه مخيرًا بين قراءته بأكثر من شكل، بين أن يقرأه بوصفه نصوصًا قصصية منفصلة أو بوصفه سردًا روائيًّا جديدًا (شكل جديد من السرد الروائي)، ذلك لأنّه دائمًا ما يكون في المجموعة القصصية الخط وربما الخطوط الممتدة التي تربط بين كل النصوص، فتبدو صادرة عن حال واحدة متماسكة، على الرغم من احتفاظها كذلك بالتنوع وملاحقة مشاهد متنوعة وعديدة. والأمر نفسه موجود فى الرواية، فالرواية فيها التنوع ولكنها تحتفظ بالتماسك أو الربط بين هذا الكم السردى الخاضع للتنوع.

يبدو السرد فى دفتر النائم نوعًا من اللعب الذي يصنع ضوابطه وقواعده من داخله وكأن لا سلطان عليه من خارجه، وفي إطار هذه اللعبة تتم صياغة العالم وأشيائه ومفاهيمه بشكل مغاير، صياغة على نحو جديد وخاص، سواء فيما يتعلق بالأشياء الجامدة أو التي تبدو جامدة أو في المفاهيم والقيم المعرفية والفكرية. فأنت بإزاء عالم تشكله القصص، له أماكنه الخاصة وزمانه الخاص وأشياؤه الخاصة، وله أفكاره وتصوراته الخاصة، فالمرض ليس هو المرض المعهود بشكله وأعراضه، بل هو شيء آخر ليس له من خصائص المرض غير اللغة والاسم، ومن ثم فإنّك لا تتوقع له مسارًا أو شكلاً، بل حضوره يبقى مرهونًا بما يوجه إليه النص، وكذلك الموت ليس هو الموت الذى يعرفه البشر أو استقروا على صورة جمعية مقربة له، بل هو شيء آخر يحتمل حدوث أفعال بعينها فى ظله مثل الابتسام في قصة إحياء الطفل.

 وبعد نقاش مايزيد عن الساعة، حول المجموعة القصصيىة ومنطلقاتها جاءت إجابات الكاتب القاص شريف صالح على أسئلة الحضور.

 شريف صالح كاتب صحفي وقاص وروائي له 6 مجموعات قصصية منها: بيضة على الشاطئ، شخص صالح للقتل، شق التعبان، دفتر النائم، وله مسرحية واحدة بعنوان رقص الديك، حاز على العديد من الجوائز منها ساويرس، الشارقة، دبي.