ندوة: الإصلاح الديني بعد الربيع العربيّ: ضروراته، رهاناته، ومتطلّباته

فئة: أنشطة سابقة

ندوة: الإصلاح الديني بعد الربيع العربيّ: ضروراته، رهاناته، ومتطلّباته

ندوة "الإصلاح الديني بعد الربيع العربيّ: ضروراته، رهاناته، ومتطلّباته"


امتدّت أعمال الندوة على ثلاثة أيّام، وتوزّعت أشغالها إلى ثلاثة أنشطة رئيسيّة:

تمثّل النشاط الأوّل في سلسلة من المداخلات تقدّم بها مجموعة من الباحثين ذوي الاختصاصات العلميّة المختلفة، لكن الملتقية في اهتمامها بموضوع التجديد الديني، ممّا جعل التناول يجري من زوايا نظر نقديّة متنوّعة، كانت منطلقا لمناقشات حول الأفكار التي أثارتها هذه المنظورات المختلفة.

وقد تحرّك الباحثون في سياق محورين لموضوع تجديد الفكر الديني، هما بيان دواعي التجديد الديني أو ضرورته، وعرض بعض مداخله أو سبله.

ففي المحور الأوّل عرض الأستاذ محمّد الخرّاط (جامعة صفاقس، تونس) إلى ضرورة التجديد الديني في المستوى التشريعيّ بالوقوف على الإشكاليّات التي تتضمّنها الدعوة إلى تطبيق الشريعة.

وبيّن الأستاذ أنس الطريقي (جامعة القيروان، تونس) عجز حركات الإسلام السياسيّ عن التأسيس النظريّ للسياسة المدنيّة بسبب تكرارها لمضمون عقائدي اسلاميّ يناقض مطلب المدنيّة من الأساس.

ولفت الأستاذ مرشد القبّي (جامعة تونس، تونس) الانتباه إلى مشاكل تعاطي المفكّرين الاسلاميين مع مسألة الحريّات في السياق الديمقراطيّ، وعلى رأسها الحريّات الدينيّة.

وتطرّق الأستاذ باسم المكّي (جامعة قابس، تونس) إلى الضرورة الاجتماعيّة والنفسيّة للإصلاح الديني من خلال عرض ملامح واقع التمزّق الذي يعيشه المسلم المعاصر بين موروثه الدينيّ ومتطلّبات انخراطه في نسق الحداثة.

واهتمّت الباحثة فاطمة القرقوري (جامعة صفاقس، تونس) بتأكيد ضرورة التجديد الدينيّ باعتباره أبرز حاجات الوضع الثوريّ السياسيّ العربيّ بعد ثورات الربيع العربيّ.

وأمّا في المحور الثاني: محور سبل التجديد الدينيّ ومداخله فقد تحدّث الأستاذ المفكّر عبد المجيد الشرفي عن مراجعة الفقه الإسلاميّ لإخراجه من إشكاليّته الأساسيّة التاريخيّة وهي مأسسته التي حوّلته إلى قانون معبّر عن الإرادة الإلهيّة.

أمّا الباحثة سميّة بن حسّانة (جامعة صفاقس، تونس) فتحدّثت عن حتميّة القطع مع التوجيه الدينيّ للحياة، وتبنّي الخيار العلميّ الحداثيّ. وذلك عبر بيان ثغرات الخطاب الديني في المستوى المعرفيّ.

ورأى الأستاذ أنس الطريقي ضرورة تبنّي هرمينوطيقا مختلفة للمنظومة العقائديّة الاسلاميّة تكون بإزالة الأسطرة عن التوحيد الاسلاميّ.

وتحدّث الأستاذ محمّد بوهلال (جامعة سوسة، تونس) عن ضرورة إسهام اسلاميّ في فلسفة الدين التي تبلورت في الفكر الغربي من خلال مفكّرين كثر أمثال رودولف بولتمان وبول تيليتش.

وتحدّث الأستاذ الباحث يونس قنديل (جامعة برلين، ألمانيا) عن ضرورة البحث عن خارطة للتفكير المشترك في سبل تجاوز الخطاب الديني التقليدي، واقترح مجموعة من المصطلحات المعرّفة بمداخل هذه الخارطة.

وتحدّثت الأستاذة إيمان المخينيني (جامعة سوسة، تونس) عن ضرورة إنجاز تأويليّة جديدة تتجاوز انغلاق التأويليّة التقليديّة للخطاب الإصلاحيّ الدينيّ المعاصر في تونس.

وتعرّض الأستاذ فيصل سعد (جامعة صفاقس، تونس) إلى العوائق التي منعت الخطاب الإصلاحي المقاصدي لمفكّري النهضة من زحزحة هيمنة الخطاب البياني على الخطاب الديني الاسلامي، معتبرا أنّ رفع تلك الموانع هو من مداخل التجديد الديني.

وحاول الباحث علي طارق الرجّال أن يكشف آليّات هيمنة الحركات الاسلاميّة على المجال السياسيّ المصري بتوظيف مفاهيم هابرماس حول المجال العام. وتمثّل النشاط الثاني للورشة في تقديم لكتاب الدين والتديّن للمستشار عبد الجوّاد ياسين، من قبل مؤلّفه،ومناقشته من قبل الأستاذ المفكّر عبد المجيد الشرفي، و تنشيط للحوار من طرف الأستاذ نادر الحمّامي (جامعة تونس، تونس).

بينما كان النشاط الثالث في شكل ثلاث ورشات انقسم فيها الباحثون إلى مجموعات، و توزّعت أشغالها على محاور متعلّقة بالتجديد الدينيّ.

فترأّس الأستاذ بسّام الجمل ورشة الإصلاح الديني: المفهوم و التاريخ، و قد توزّعت المداخلاتوالنقاشات فيها حول تجربتي الإصلاح الديني الغربيّة (البروتستانتيّة) و العربيّة (في عصر النهضة).

وترأّس الأستاذ حمّادي ذويب ورشة ضرورة الإصلاح الدينيّ بعد الرّبيع العربيّ، واهتمّت مداخلاتها ومناقشاتها بالمحاور الأساسيّة للإصلاح الدينيّ بعد الثورات العربيّة، كمحور العلاقة بين الدين والسياسة، ومحور التشريع، ومحور حقوق الإنسان.

وترأّس الأستاذ نادر الحمّامي ورشة الإصلاح الدينيّ من جهة رهاناته ومتطلّباته وعوائقه. وتعلّقت المداخلات والنقاشات بالقضايا المتّصلة بالإصلاح الدينيّ، كقضيّة التحديث، والتقدّم، والتعليم، والمرأة.