ندوة: التعايش والعدالة في المراحل الانتقالية بين التجارب الدولية والواقع المصري

فئة: أنشطة سابقة

ندوة: التعايش والعدالة في المراحل الانتقالية بين التجارب الدولية والواقع المصري

استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود فعاليات ندوة علمية بعنوان: "التعايش والعدالة في المراحل الانتقالية بين التجارب الدولية والواقع المصري" ، بالتعاون مع المركز الإقليمي للحوار، وأدار تفاصيل الندوة: الأستاذ/ تامر سحاب، الذي رحب بالحضور وبالتعاون القائم بين مركز دال وبين المركز الإقليمي للحوار في إثارة الموضوعات المهمة التي يعاني من آثارها المجتمع الآن.

بدأت الدكتورة أمل مختار الندوة بعرض تجارب العدالة الانتقالية في العديد من دول  أمريكا اللاتينية، وكذا تجربة جنوب أفريقا، مؤكدة أن لكل حالة خصوصية تخضع لظروف كل بلد، وأنه يجب الاستفادة من الماضي في كيفية التعامل مع مفهوم العدالة الانتقالية، ويجب أن نفرق وبشكل جيد بين مفهوم العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.

وقالت الدكتورة أمل إن العدالة الانتقالية هي مجموعة من الأساليب والآليات التي يمكن اختصارها في ثلاث كلمات: ( إيقاف، معالجة، ضمان ) . فالعادلة الانتقالية تبدأ أولا: بإيقاف كل التجاوزات وأساليب الدمار المتبعة، ثم تأتي المرحلة التالية: وهي المعالجة، وتكون عن طريق عدة محاور (محاكمات، جبر الضرر، إعفاء مشروط)، ثم تأتي المرحلة الأخيرة: متمثلة في الضمانات المقدمة لتنفيذ الشرطين السابقين وعدم حدوث تجاوزات في المستقبل .

وبينّت د. مختار أنه ليس هناك شكل واحد للعدالة الانتقالية، لكن ثمة آليات لتنفيذ هذه العدالة من أهم هذه الآليات:

كشف الحقيقة: حيث تكاد تكون هذه الآلية هي الوحيدة المتفق عليها في كل تجارب العدالة الانتقالية؛ فكتابة حقيقة ما حدث هي أول الطريق، مما يعنى أن هناك إرادة سياسية ترغب في كتابتها وتوثيقها وإعلانها، فمثلا كانت الأرجنتين هي أول من صكت هذا المصطلح، وهي صاحبة أول تجربة عدالة انتقالية حقيقية بعد نهاية مرحلة الانقلابات العسكرية بعد هزيمة الجيش في الحرب ضد الجيش البريطاني، ومع أول رئيس مدني ديمقراطي تم عمل لجان تقصي حقائق، وتم توثيق هذه الحقائق وكتابتها، ثم جاءت تجربة تشيلي كثاني تجربة ثرية ومتميزة في تجارب العدالة الانتقالية، فبعد نهاية عصر الديكتاتور "بينوشيه" الذي استمر حكمه نحو 17 عاما، بدأ عمل لجان تقصي حقائق، وقد امتازت هذه اللجان بأنها لم تقدم تقريرا عن تجاوزات السلطة فقط، بل قدمت تقريرًا عن تجاوزات الميلشيات اليسارية المسلحة التي خرجت عليها أيضا، كما ضمت مجموعة من شهادات الضحايا، كما قامت بعرض لتجربة جنوب إفريقيا في العدالة الانتقالية .

آلية المحاكمات: هي آلية مهمة جدا، حيث يخضع الذين شاركوا في ارتكاب جرائم للمحاكمة على جرائمهم التي ارتكبوها، هذه الآلية مختلف فيها حسب حالة كل دولة ووضعها الداخلي، فالأرجنتين مثلا كانت صاحبة النصيب الأكبر في هذه الآلية، حيث تم عمل محاكمات على مستوى موسع وصل الأمر لدرجة أنه تمت محاكمة المسئولين عن الصحف التي لم تكن تنشر الحقيقة عن هذه الجرائم أو صاحب المصنع الذي أخبر الشرطة عن العامل في مصنعه الذي يشكل في أمره، في حين كان على العكس في تجربة جنوب أفريقيا .

جبر الضرر: هذه الآلية ليست من قبيل الدية، فالتعويض ليس ماديا فقط، بل يجاوزه أحيانا لما هو معنوي، وأهمية هذه الآلية ليست في تصفية الخلاف بين الظالم والمظلوم لكن أيضا كآلية لضبط الاجتماعي، للنشء الخارج المستقبل لكي يدرك قيمة الأفعال والثواب والعقاب.

آلية العفو المشروط: ليس هناك في العدالة الانتقالية عفو كامل دون شروط، لكن هناك عفو يتم وضع شروط له حسب كل حالة .

وفي النهاية، عرجت د.مختار على الحالة المصرية وعلى لجان تقصي الحقائق التي تم إنشاؤها عقب ثورة 25 يناير إلى الآن دون جدوى، وكيفية الاستفادة من التجارب السابقة في مختلف الدول .

 

البحث في الوسم
الواقع المصري