ندوة: "الخطاب الديني والتحولات الاجتماعية، أمريكا اللاتينية أنموذجا"

فئة: أنشطة سابقة

ندوة: "الخطاب الديني والتحولات الاجتماعية، أمريكا اللاتينية أنموذجا"

استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلاحدود، يوم الثلاثاء الموافق  12 أبريل فعالية ندوة علمية بعنوان: "الخطاب الدينى والتحولات الاجتماعية، أمريكا اللاتينية أنموذجا"

تحدث فى الندوة الأب وليم سيدهم اليسوعى، والدكتورة شيماء حطب مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة. وأدار تفاصيل اللقاء الدكتور حنا جريس الكاتب السياسي ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي.

تناول الأب وليم سيدهم تجربة لاهوت التحرير فى أمريكا اللاتينية، وكيف أفاد توظيف النص المقدس تجاه مزيد من الاشتباك مع المجال العام، عبر اعتناق مفاهيم جديدة للخطيئة والخلاص بشكل مثل معارضة لتصورات الفاتيكان، كما أوضح أن تصور الخلاص ليس فقط اجتناب الخطيئة، وإنما أيضاً تلبية الاحتياجات الملحة لأبناء الكنيسة. ومضى يناقش بالتحليل فكرة لاهوت التحرير منذ بدأت في ستينيات القرن الماضي، حين ناقش تركيز أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية على حقوق الفقراء ومناهضة الرأسمالية العالمية  انحيازاً لملكوت الرب الذي انحاز بدوره للضعفاء والمنبوذين عبر التاريخ.

وناقش نيافته كيف غير لاهوت التحرير النظرة للخطئية، وهو ما انعكس على إدراك الأساقفة لمهمة الكنيسة في الوصول بأتباعها إلى الخلاص، فظهر التمييز بين الخطيئة الموضوعية والخطيئة الشخصية، حيث بات ينظر إلى المساهمة في إفقار المواطنين على أنها أحد جوانب الخطيئة، وبالتالي انخرطت الكنيسة في النضال السياسي لأجل المحرومين ضد هيمنة النخب الغنية والرأسمالية العالمية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة شيماء حطب أن الكنيسة باتت مهمتها لا تقتصر على خلاص المؤمنين عبر تحريرهم من الخطايا للوصول إلى ملكوت الرب، وإنما أضيف بعد دنيوي لتلك المهمة، وهو ما كان له عواقبه السياسية الخطيرة.

كما أكدت أنه على الرغم من أن تجربة لاهوت التحرير لم تستمر طويلاً تحت وطأة معارضة الفاتيكان، إلا أن تداعياتها على الحراك الاجتماعي والسياسي في القارة لم تختف، فقد نجحت في تحويل ملايين المسيحين الكاثوليك إلى مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم المحلية، منخرطين في المجال العام، مما قوى بدوره المجال السياسي، وبالتالي حين بدأت عملية التحول الديمقراطي في القارة وجدت هناك من يساندها. وتسعى الندوة لعرض هذا التطور ومحاولة فهمه في ظل واقع المجتمع المصري ودعوات تغيير الخطاب الديني التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

الأب ويليام سيدهم اليسوعي وُلد بقرية جراجوس، محافظة قنا المصريّة سنة 1947 ونال درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة «السوربون» 1977 في باريس حيث اكتشف "لاهوت التحرير". في عام 1984، رُسم قسيساً في كنيسة جراجوس، ثم في عام 1988 أسس مع آباء يسوعيين ومثقفين مستنيرين «جمعية النهضة العلمية والثقافية» في "جيزويت القاهرة".انخرط في «ثورة 25 يناير» 2011 وما زال يواصل نضاله الإنساني والاجتماعي والوطني.

أما الدكتورة شيماء حطب مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة. تتمحوراهتمامتها البحثية حول الاقتصاد السياسي النقدي، وقضايا التنمية، وعلاقة الدين بالتحولات السياسية والاجتماعية في دول أمريكا الجنوبية. وتتطرق كتاباتها البحثية لتحليل المواقع التي تتخذها الطبقات الشعبية عبر محطات تاريخية مهمة بهدف التأثير على ديناميات العملية السياسية والتفاعلات الاجتماعية.