ندوة :"حتمية دولة التعاقد الاجتماعي؛ السودان أنموذجا"

فئة: أنشطة سابقة

ندوة :"حتمية دولة التعاقد الاجتماعي؛ السودان أنموذجا"

الدكتور أبكر محمد أبو البشر: تكريس حق المواطنة يعنى القدرة على  إدارة التنوع


استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود يوم الخميس الموافق 16 مارس 2016م، فعاليات ندوة علمية بعنوان :"حتمية دولة التعاقد الاجتماعي؛ السودان أنموذجا" للباحث والكاتب السوداني الدكتور أبكر محمد أبو البشر أستاذ الدراسات الاجتماعية بجامعة لندن، وأدار تفاصيلها الباحث السوداني الحاج وراق، وعقبت الأستاذة أسماء الحسيني نائب رئيس تحرير الأهرام، ومدير الشؤون العربية.

في البداية، أكد الحاج وراق أهمية موضوع اللقاء، والذي يتقاطع مع آخر مؤلفات الدكتور أبكر أبو البشر عن دولة التعاقد الاجتماعي في السودان، مثمنا هذا التوجه الذي يعلي من قيمة دولة المواطنة في ظل هذا التنوع الإثني  والدينى في السودان.

من جانبه، أكد  الدكتور أبكر محمد أبو البشر أن ما يعانيه السودان من مشكلات يتطلب إعلاء مبدأ المواطنة، والاعتراف بحق الجماعات المتباينة في السودان في الوجود، بعيدا عن التحيزات القبلية التي أفسدت الحياة السياسية قائلا: "يجب أن نفهم معنى وجود حزب سياسي؛ فنحن ليس لدينا حزب يجمعنا، أغلب الأحزاب متطرفة بشكل أو بآخر سواء دينيًا أو جهويًا، ولا يوجد لدينا أحزاب قومية تشمل جميع الناس".

كما أكد على أهمية العمل على رسم صورة السودان الطبيعية، وذلك من أجل وصف علاج سياسي فعال للأزمة المستفحلة، والذي يكمن في الثورة المدنية الشاملة، والتي يراها قد بدأت مع ظهور المهدية التي طرحت في بدايتها رؤى وطنية لمناهضة الاستعمار التركي، لكنها سرعان ما تحولت إلى ثورة مسلحة ضد الاستعمار مرتكزة على رؤى دينية، أدت إلى تقسيم مواطني الدولة بالمعيار الديني، وبالتالي سقوط مشروع الدولة المدنية.

وذكر أن الثورة المدنية التي يعنيها هي تلك التي تسعى إلى إدراك غايات بديلة ومحدثة لنمط الحياة، وذلك بإلغاء النهج السياسي الذي تسير عليه الدولة السودانية اليوم، حفاظا على الحقوق الطبيعية للإنسان، وأبرزها حق الحرية، وحق التملك، وحق الأمن، بل وحق مقاومة القمع الذي يمارسه السلطان المستبد، وأن عدم الاعتراف بواقع السودان التعددي أدى إلى إفراز تغليب الثقافة العربية على الثقافات غير العربية، وإهمال هذا التنوع العرقي واللغوي الهائل في السودان.

وفي تعقيبها أكدت أسماء الحسيني، أن سودان واحد يعني الاعتراف بالتنوع والتعدد وتكريس حق المواطنة؛ من أجل تجاوز أزمات السودان المزمنة، وأنه لا غنى لمصر وللعالم العربي عن سودان قوي يمثل العمل الاستراتيجي للأمة.

والدكتور أبكر محمد أبو البشر، باحث ومحاضر في علوم الاقتصاد والتنمية الاجتماعية، درس الاقتصاد الزراعي بجامعة ريدينج بإنجلترا، وأتم دراساته العليا في مجال التنمية الريفية بجامعة لندن، كلية واي أشفورد عام 1989م، عمل ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، كما عمل في تنزانيا مستشارا لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، الأمين العام لحركة تحرير السودان فرع بريطانيا، وكبير المفاوضين لمفوضية تقاسم الثروة في مفاوضات السلام في أبوجا (نيجريا )، صدر له Darfur and the Crisis of Governance in Sudan، وكتاب دولة التعاقد الاجتماعي في السودان .