آفاق علم النفس المعاصر في المغرب : بين التأصيل (الفينومينولوجيا) والتجديد (المعرفية)


فئة :  مقالات

آفاق علم النفس المعاصر في المغرب : بين التأصيل (الفينومينولوجيا) والتجديد (المعرفية)

لا يمكن تناول آفاق علم النفس المعاصر دون أن نعود إلى تشريح المسألة التي ما فتئ يطرحها أحد ممثلي علم النفس المغربي المعاصر (د.الغالي أحرشاو)، ويعضدها أحد الرواد العرب في تعريب نظم المعلومات ومعالجة اللغة العربية حاسوبيا (د.نبيل علي)، وغيرهما في جامعات العالم العربي.

إن الفكرة التي يدافع عنها د. الغالي ـ وغيره- تتلخص في أن السيكولوجيا التي نتداولها في الوطن العربي قد تقادمت وشاخت، وربما أفلست من حيث مصادرها ومرجعياتها وتصوراتها إلى الحد الذي أصبح معه الأمر يتطلب تغيير المسعى لصياغتها على أسس جديدة تتماشى ومستجدات السيكولوجيا المعاصرة وخاصة في أبعادها المعرفية، كاتجاه جديد في علم النفس في أوائل الستينيات من القرن العشرين، غير بصورة جذرية طريقة تصور النفس الإنسانية وأسلوب دراستها، انطلاقا من براديجمها المعرفي الذي يعتبر الذهن كنوع من البرمجة المعلوماتية المستعملة للرموز المجردة.

ويمضي الباحث إلى اعتبار السيكولوجيا المعرفية هي ثاني ثورة علمية بارزة في علم النفس بعد الثورة السلوكية في العشرينيات من القرن العشرين، والتي شكلت ميدانا خالصا من العلم الطبيعي هدف إلى بناء علم للسلوك قوامه مقاربة الأداءات الخارجية والظواهر الفيزيولوجية القابلة للملاحظة والتجريب والقياس. مع الثورة الثانية (الثورة المعرفية) التي تحدد موضوعها في الأحداث والوقائع التي تحدث في رأس الكائن البشري، أصبح علم النفس علما للذهن والكيفية التي يعالج بها المعلومات واكتساب المعارف وتخزينها واسترجاعها واستعمالها. أما منهجها، فهو المنهج التجريبي الذي عرف على امتداد قرن من الزمان تعديلات وتطويرات على إجراءاته وتقنياته، حتى أصبح بخاصياته المعروفة: توحيد المسعى المنهجي العام عوض التمييز بين مناهج تتعدد بتعدد ميادين علم النفس؛ أي تبني التجريب الذي من شأنه توحيد ميادين علم النفس؛ واعتماد النماذج والنظريات الصغرى في نمذجة الأنشطة النفسية، وإغناء الأدوات الكلاسيكية بتقنيات جديدة، مثل اختبارات التشخيص المعرفي والتقييس المعرفي وبرامج المساعدة المعرفية واستعمال البرامج المعلوماتية. وكل هذا بهدف بيان الكيفية التي يشتغل بها الذهن، وتتكون بها الأفكار والتمثلات عن الواقع، ويفعل الإنسان ليفكر ويقرر ويحل المشاكل. وحسب الباحث ذاته يشكل النموذج الحاسوبي التمثيليModèle compta Représentationnel النموذج الأكثر تداولا وملاءمة للكشف عن الاستراتيجيات الذهنية المستعملة في الحياة اليومية، ووضع اليد على الهندسة المركبة للاشتغال الكلي للذهن في مستوياته العصبية والتفكيرية والمقاصدية.

ويحتم الباحث بأن السيكولوجيا المعرفية هي الإطار المبتغى الذي يجب أن تندرج فيه السيكولوجيا العربية إذا أرادت فعلا أن تبني نفسها على أسس وقواعد جديدة، تؤهلها للانخراط في سيرورة السيكولوجيا المعاصرة، وللمساهمة في إنتاج المعرفة السيكولوجية العالمية. ويخص بالاهتمام سيكولوجيا الاكتساب في علاقتها بالتربية كنموذج لما ينبغي أن تصبح عليه السيكولوجيا المأمولة في الوطن العربي، وأن تنفتح على قطاع التربية والتعليم كفضاء تطبيقي يعج بمختلف المشاكل والصعوبات التي تراهن هذه السيكولوجيا على دراستها وتقويمها، وفي مقدمتها مشاكل النمو وصعوبات التعلم. والمبرر في ذلك هو إيجاد حلول فعلية لمشاكل التأخر والعجز والفشل التي يواجهها المتعلم في شتى مجالات الاكتساب، وذلك عن طريق إعداد برامج وأساليب تشخيص الكفاءات والأنشطة قصد تربيتها وتقويمها.

إنها سيكولوجية جديدة مغايرة لما ساد عندنا، كسلوكية واطسن وتحليلية فرويد، وبنيوية بياجي[1].

لن نقول شيئا الآن عن دعوة هذا الباحث المغربي المجدد الذي يدافع عن سيكولوجيا قومية تكون قابلة للانخراط في مسار السيكولوجيا العالمية اهتماما ومشاركة وإبداعا، إلى أن نعرض دعوة أخرى تسير في نفس اتجاهها وتعضدها، للمهندس والباحث المصري نبيل علي.

عالج نبيل علي هذه المسألة في إطار أعم من الباحث السابق، لأن موضوعه هو"العقل العربي ومجتمع المعرفة"[2] الذي أراده بحثا في مظاهر الأزمة واقتراحات بالحلول بغرض رسم طرق الإبداع في الثقافة العربية المعاصرة على كل المستويات: العلمية والأدبية والفنية اعتمادا على تكنولوجيا المعلومات[3].

بدأ هذا الباحث بطرح نقدي عام لعلم النفس يبتغي من ورائه كشف الأسس الهشة التي يقوم عليها هذا العلم - حسب رأيه -، ويرى أن مهمة علم النفس الأساسية هي فهم السلوك الإنساني، ودراسة النمو والتغيرات التي تطرأ مع النضج والرشد والتعلم." وإن كان علم الاجتماع - كما قيل- هو أكثر العلوم نقدية؛ فعلم النفس هو بلا منازع- أكثرها غموضا والتباسا، كيف لا وهو يتعامل مع ألغاز العقل والوجدان من الشعور واللاشعور والحدس والذكاء والفهم والتعلم وحل المشكلات"[4] ؟

إن وضعية الغموض والالتباس التي يعاني منها هذا العلم لا تعود فقط إلى هذه الموضوعات الزئبقية الخاصة بما هو حميم لدى الإنسان، والتي تعتبر أثيرة لدى الفلاسفة والأدباء - كما سلف ولاحظ فرويد، ذلك لما اعتبر أن استبصارات كثير من الشعراء سبقت حقائق علماء النفس-، بل تعود أيضا حسب الباحث علي إلى التيارات الفكرية المختلفة التي تقاذفته على الرغم من حداثته النسبية، وهي التحليل النفسي ومتاهات اللاشعور، والبنيوية وطموحها إلى رسم خريطة طبوغرافية للمخ، والوظيفية وتركيزها على الوظائف التي يقوم بها المخ، والسلوكية واهتمامها بما يمكن ملاحظته وقياسه في السلوك الإنساني، مما يجعل من التنظير النفسي في مستوى ما قبل العلم.

والأدهى من ذلك - حسب علي- أن هذا العلم الهش تفرع إلى مجالات متخصصة من دون تأسيس علمي كاف: فكان علم النفس اللغوي من دون نظرية لغوية، وعلم النفس التربوي من دون نظرية للتعلم، وعلم النفس البيئي من دون فهم لعلاقة عقل الإنسان ببيئته، وعلم النفس الاجتماعي في غياب نظرية للثقافة.[5]

بعد رصد هذه الوضعية العامة لعلم النفس، يتحول المؤلف إلى علم النفس العربي، ويحكم على كون الدراسات العربية ركزت على علم النفس العام، وبالتالي تندر في فروع علم النفس المتخصصة كعلم النفس اللغوي والتربوي والبيئي والثقافي، باستثناء بعض المبادرات في تطبيق أساليب العلاج النفسي المعرفي[6].

على غرار أحرشاو، يرى الباحث علي أن النقلة الحاسمة في مسيرة تطور علم النفس هي ظهور علم النفس المعرفي الذي يتعامل مع الراهن البشري على أنه آلة لمعالجة المعلومات، وإقامة البنى المعرفية.

ويذهب المؤلف إلى أن علم النفس المعرفي لم يقتصر على الأنشطة المتعلقة بالفكر، بل امتد ليشمل معظم مجالات علم النفس الأخرى كالانفصام وأنواع الرهاب (الفوبيا). وأدى هذا- حسب الباحث- إلى لقاء مثير بين علم النفس واللغة، بدءا من كيفية اكتساب الطفل للغته الأم إلى كيفية تعامل الذهن مع اللبس والغموض والتحليل المنطقي للمقولات اللغوية وما شابه. وكان العلم الذي تكفل بهذا اللقاء هو"اللسانيات الحاسوبية" التي أسهمت في فهم وتصور عمليات الحوسبة التي يقوم بها الذهن، ويأتي دور الكومبيوتر المزود بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ليوفر وسائل عملية لنمذجة العمليات الذهنية ومعالجة اللغات الإنسانية آليا.

وبالطبع، ما كان لهذا العلم أن يوجد لولا توافر قدر من المعارف النظرية والوسائل التكنولوجية التي أقيمت على أساسها مشاريع بحثية ضخمة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي واليابان، يشارك فيها مجموعة من العلماء والمهندسين من تخصصات مختلفة تشمل علم النفس والجينوميات واللسانيات وعلم الاجتماع والبيولوجيا الأعصابية والذكاء الاصطناعي بهدف سبر أغوار المخ البشري، وذلك حتى تتسنى معرفة كيف تؤثر خبرات الحياة في نمو المخ، وكشف أسرار عملية التفكير وانعكاساتها على التعليم والتواصل وتطوير النظم التكنولوجية الذكية، وفهم الدافعية واتخاذ القرار لدى البشر، لكي يتعاونوا أو لكي يتنافروا، واستجلاء كيف يعمل عقل الإنسان كثقافة، وعلاقة طرائق التفكير بالثقافة، وتمييز الإجراءات النابعة من الثقافة لديه، وتلك النابعة من الطبيعة الإنسانية المحضة.[7]

ما هو إذن، هذا العلم الذي أحدث نقلة نوعية حاسمة في مسار تطور علم النفس؟ إنه علم نفس المعرفة أو علم النفس المعرفي؛ وهو"فرع حديث لعلم النفس يسعى إلى توصيف وتفسير تلك العمليات الذهنية الباطنية التي تمر بها المثيرات المدركة والمولدة، وصولا إلى توليد الاستجابة لها لدى المتلقي"؛[8]أي أنه يهتم بالإدراك المعرفي من عمليات معالجة الإشارات بما تتضمنه هذه العملية من تحويل للإشارات واختزال لها وبلورتها وتخزينها واسترجاعها وكيفية استخدامها، وفي كلمة واحدة: كل ما يتم داخل ذهن الإنسان أثناء ممارسة حياته وحل مشكلاته وتلبية رغباته. ولهذا احتل موقعا بارزا في خريطة علم النفس. والتحمت به كل فروع علم النفس الأخرى (النمو، اللغة، الشخصية، الإبداع، الذكاء، الاجتماع)، لأنها تطمح إلى أن تعرف ماذا يجري داخل عقل الإنسان، كيف يصنع معرفته بالموضوعات التي يدرسها كل فرع علمي، وكيف تصنع المعرفة بذلك الموضوع خاصة ـ وبثقافة المجتمع ـ ذلك العقل؟

يمضي المؤلف في تجلية خاصيات علم النفس المعرفي، وأهمها تماثل الطبيعي والاصطناعي، والذي تلخصه العبارة الانعكاسية: "الدماغ حاسوب طبيعي، والحاسوب دماغ إلكتروني "لتعريف قدرات المخ كسرعته الحسابية، وسعة ذاكرته وتحكمه في أعضاء الجسم عبر موصلات عصبية. وكذلك تبادل الدعم بين علم النفس المعرفي وتكنولوجيا المعرفة، حيث يقدم لها علم النفس المعرفي دعما نظريا، بينما تقدم له هي الوسائل العملية لدعم بحوثه.[9]

على شاكلة الباحث أحرشاو، يبدي المؤلف علي أسفه على وضعية علم نفس المعرفة لدى العرب، ويعتمد في هذا على الأدبيات التي تشير إلى"نقص شديد في الدراسات العربية الخاصة بعلم نفس المعرفة الذي يرجع إلى عدة أسباب رئيسة، منها:

- عدم توافر المناخ الأكاديمي الذي يدعم البحوث البينية والمتعددة التخصصات التي يقوم عليها علم نفس المعرفة؛ فهناك ما يشبه القطيعة بين أقسام علم النفس بكليات الآداب، وأقسامه في كليات الطب، مما أدى إلى انفصال بين شقه النظري وشقه التطبيقي.

- عدم توافر المعدات الحديثة، مثل راسمات المخ الوظيفية.

- شبه غياب تام لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال علم النفس".[10]

هذه هي أكبر الملامح الخاصة بعلم النفس المعرفي كما عرضها الباحثان العربيان المغربي والمصري، وبشرا بها ودعيا إليها وعبرا عنها خلال هذه العشرية من القرن الواحد والعشرين.

والآن، لابد من تسجيل ملاحظاتنا عليها بعد أن قدمناها بكيفية موضوعية. إن علم النفس المعرفي لم ينشأ بمعزل عن السيكولوجيات الأخرى، بل هو وليد لها، وخاصة الجشطالت،"ففي الوقت الذي بدأت فيه تصورات الابستمولوجيا البياجوية في الذيوع، وبدأت فيه السلوكية الراديكالية لسكينر تنتقد من لدن شومسكي، وبدأ فيه منظرو السبرنطيقا ينكبون على دراسة الذكاء الطبيعي، آنذاك أخذت أعمال الجشطالتيين في موضوع النشاط العقلي تكون نقطة الإرساء النظري لتيار جديد في سيكولوجيا القرن العشرين هو: التيار المعرفي.[11]

لاغرابة في هذا، لأن الجشطالت ذاتها أو علم نفس الشكل ـ أو الصياغة كما يطلق عليه أحيانا- قد جاء ثورة على النزعة الذرية في السيكولوجيا الترابطية التقليدية، إذ كما لاحظ إرهنفيلس-Erhenfels أن الإدراك لا يتألف من الجمع بين الإحساسات الأولية، بل يتم بشكل بنيوي كما هو الحال في قطعة موسيقية؛ إنها لا تدرك كمتتالية من النوطات، بل في كليتها، في شكلها العام، في صيغتها الكلية، في بنيتها. وتتولد هذه البنية عن نشاط للفكر. وكما لاحظ كوهلرKohler في دراسته للذكاء الحيواني(لدى القرد)، فإنه ينم أحيانا عن استبصار للوضعية الجديدة التي يوجد فيها، (أمام مشكل أو خطأ)، يسميه الفهم المفاجئ، ليدل به على تغيير في إدراك الوضعية؛ أي على إعادة بنية إدراكية، وهو ما يتلاءم مع ما وصل إليه العالم فرتهيمر Wertheimer في نظريته عن الفكر التي تدور حول "الفكر المنتج"، الذي يدل على النشاط الخلاق للذات التي تجد حلولا لمشاكلها.[12]

إنها ليست سيكولوجية جديدة بالمعنى الكامل لعبارة جدة، لأن موضوعها كان حاضرا في علم النفس الاجتماعي. إنها السيكولوجيا بالتعريف الذي يريده لها الأنجلو- سكسونيون في نهاية القرن العشرين؛ أي هي "العلم الذي يدرس التمثلات، ومعالجة المعلومة لدى العضويات المعقدة".[13] فالسيكولوجيا المعرفية هي:"البحث في ميكانيزمات اكتساب المعارف: أي الأنشطة الإدراكية، والتعلمات، والذاكرة، وكيفيات التمثل الرمزي، وحل المسائل، واللغة"[14].

إن هذه الموضوعات لم تكن غريبة عن علم النفس الاجتماعي لدى الأمريكيين، وحتى لدى الفرنسيين وخاصة سيرج موسكوفيسي. كما أنها مثلت الموضوعات الثابتة في علم نفس النمو وفي علم النفس التكويني، خاصة لدى بياجي ومن اشتغل معه في سيكولوجية الذكاء، وإدراك المكان والزمان والكمية عند الأطفال، وغيرها من الموضوعات التي صارت عالمية بجدتها ومنهجها.

إن كان من جديد في علم النفس المعرفي، فهو إدخال الحاسوب كأداة عمل وكنموذج للتفكير. وكان حلم علم النفس المعرفي هو صنع حاسوب ذكي، ليحتج به على قدرته على امتلاك مفاتيح ميكانيزمات الفكر.

لكن الحاسوب دخل قبل هذا إلى ميدان الطب، وساعد الأطباء في التشخيص الدقيق لبعض الأمراض كالربو(قياس التنفس)، والقلب والدماغ (التخطيط الدقيق في علاقته ببعض المتغيرات)؛ وأيضا في إجراء عمليات جراحية دقيقة. كما دخل الحاسوب ميدان ميكانيكا الطائرات والسيارات التي أصبحت تتعامل ببطاقات ممغنطة تتحكم في آلياتها من خلال أرقام خاصة، وكذلك ميدان البنوك وغيرها.

غير أن علم النفس الإحصائي والرياضي لم يكن بمنآى عن هذه الدقة، وربما كانت الجدة في تعرف فيزيولوجيا وكيمياء المخ بمساعدة أدوات قياس دقيقة تعتمد على الحاسوب. أما المخ كقاعدة لدراسة علم النفس فليست بجديدة، فلقد كان الأساتذة - ولايزالون- يدرسون داخل شعب علم النفس فرعا يسمى"علم النفس الفيزيولوجي- قاعدته الجهاز العصبي للإنسان، بدءا بالعصبونات وانتهاء بوظائف المخ ومناطقه المتحكمة في كل أطراف الكائن البشري، وفي سلوكاته، وفي انفعالاته. وليس علم النفس البيولوجي بجديد أو غريب عن بعض الجامعات العربية وبعض الباحثين العرب.[15]

مهما كان من أمر أهمية علم النفس المعرفي؛ فلا يمكنه بأي حال أن يجب ما قبله ويعوض ما سلفه من علوم، وكأنه العلم الأوحد والعلم الحق، بل هو علم يضاف إلى بقية علوم النفس الأخرى ويؤازرها، وإلا أصبحت الجامعات عمياء، لا ترى إلا بعين المخ والحاسوب، وسيكون هذا الوضع مماثلا لكليات الطب، إذا حذفنا منها كل التخصصات الأخرى وأبقينا على طب الأعصاب وحده. إن طب الرأس ضروري، ولكنه ليس بكاف بمفرده، فلابد من طب القلب والجهاز الدوري، والرئتين والجهاز التنفسي، والمعدة والجهاز الهضمي، والمثانة والجهاز البولي، والمفاصل والجهاز العظمي، والجلد والعين والحلق والأذن وغيرها.

إن أرقى الجامعات، وإن كانت تبوئ علم النفس المعرفي الدرجة الأولى ضمن مجالات بحثها، فهي لا تلغي المجالات الأخرى، وإلا ما عاد لها من وجود. ولنضرب مثلا جامعة ماك جيلMc Gill بمونتريال بكندا. إن قسم علم النفس الذي يوجد بكلية العلوم يمنح درجة الدكتوراه في علم النفس التجريبي وعلم النفس الإكلينيكي. والمواد المنتمية إلى مجال البحث في علم النفس التجريبي هي كالتالي: المعرفة، اللغة، الإدراك، علم السلوك العصبي، علم نفس النمو، علم النفس الاجتماعي والشخصية، علم النفس الصحي، علم النفس الكمي والنمذجة. أما برنامج علم النفس الإكلنيكي، فهو مصادق عليه من لدن الجمعية الكندية لعلم النفس والجمعية الأمريكية لعلم النفس. ولا يقدم القسم برامج في علم النفس الصناعي أو التدبيري أو الاستهلاكي، ولا في الإرشاد أو في علم النفس التربوي. فهناك كلية التدبير التي تمنح الدكتوراه في علم الإدراة مع التركيز على السلوك المنظماتي، وهناك كلية التربية التي تمنح درجات عليا في الإرشاد وفي علم النفس التربوي.

على أن القسم يعمل كوحدة ملتحمة، وأن كل طالب أيا كان المجال الذي يبحث فيه، يمكن أن يشرف عليه أي أستاذ من أساتذة القسم. وبالمثل يمكن لطالب في علم النفس التجريبي أن يشرف عليه أحد أساتذة الطاقم الإكلينيكي، ولطالب في علم النفس الإكلينيكي أن يشرف عليه أحد أساتذة الطاقم التجريبي.[16]

يظهر من هذا التعريف، بأن علم النفس تخصص علمي ينتمي إلى كلية العلوم لا إلى كلية الآداب - كما هو حاصل في الدول العربية-، وهذا الانتماء تقليد تاريخي يمكن الوقوف عليه لدى الألمان كما مر بنا، ولدى الأمريكيين. وداخل القسم، يتم تنظيم البحث ومواده وعلومه داخل مجالين واضحين، يسهل على الطالب الذي انتمى إلى قسم علم النفس أن يعرف منذ لحظة الانتماء أين يسير: فهناك مجال علم النفس التجريبي، ومجال علم النفس الإكلينيكي الذي يتصل بكلية الطب ومعاهد علاج اضطرابات الطفولة.

كما يتضح أن احترام التخصص أمر لا جدال فيه؛ فهناك كليات مختلفة باختلاف المواد التي تدرسها والدرجات العلمية التي تمنحها: فكلية العلوم تمنح درجة علمية في علم النفس التجريبي أو الإكلينيكي؛ ولكن كلية التربية تمنح درجة في علوم التربية والإرشاد النفسي؛ وكلية علوم التدبير تمنح درجة في علوم الإدارة وعلم السلوك المنظماتي وعلم نفس الشغل..الشيء الذي لا تتوفر عليه الكليات في العالم العربي، إذ نجد أن كل فروع علم النفس تدرج داخل قسم علم النفس التابع لشعبة الفلسفة التي تضم إليها قسم علم الاجتماع أيضا. كما يجد المدرس الذي بحث في موضوع من الموضوعات التي تنتمي إلى فرع محدد من فروع علم النفس، يدرس كل الموضوعات وكل العلوم، أو لنقل أوليات وملخصات عن هذه الموضوعات من مؤلفات عامة في علم النفس. وقد يميل أحد المجددين أو الدارسين ممن تلقوا دراساتهم في الغرب، إلى فرض أحد الموضوعات أو العلوم، لأنه تأثر بأساتذته فيها، فيقحمه، ويدافع عنه داخل القسم أو الشعبة.

ما هو وضع علم النفس المعرفي أو ثلاثية المعرفة، اللغة والإدراك في برنامج هذه الجامعة التي ضربنا بها المثل؟

إن العلم المعرفيCognitive Science الذي يتعلق بمجموعة من المواد التقليدية في علم النفس التجريبي، يضم كلا من موضوعات الإدراك والتفكير والاستدلال والتعلم والتذكر واللغة. ولقد تأثر في هذا المجال من البحث علم الحاسوب واللسانيات والفلسفة، كما اتصل بشكل وثيق بمجالات أخرى من البحث في علم النفس، مثل علم النفس الاجتماعي وعلم نفس النمو وعلم النفس المقارن وعلم نفس الشخصية وعلم النفس العصبي. أما تطبيقاته، فتمت على السلوك الذكائي وعلى علم الأعصاب؛ أي دراسة السلوك القائم على أسس عصبية.[17]

يقر برنامج هذه الجامعة بأن العلم المعرفي يتعلق بمجموعة من الموضوعات التقليدية في علم النفس التجريبي، سواء منذ واقعة إنشاء فوندت لمختبره بلايبزغ، أو مع المدارس السيكولوجية التي نشأت أواخر القرن19م، وازدهرت في القرن20م، كالترابطية والبنائية والسلوكية والجشطالتية، أو مع المدرسة التكوينية.

إن الإدراك والتفكير والاستدلال والتعلم والتذكر موضوعات كلاسيكية في علم النفس، وإن كان من فضل العلم المعرفي ولعلم النفس المعرفي؛ فهو تناولها على أسس قويمة هي علم الأعصاب، وبأدوات دقيقة هي الحواسيب والمختبرات التي تقاس فيها بدقة كل الأنشطة والسلوكات البشرية (وغيرها كالحيوانية) بوسائل هندسية كهربائية وإلكترونية غاية في الموضوعية.

والمثير أن تحضر الفلسفة داخل هذا العلم كمجال وكرافد. كيف لا، والفلسفة كانت دائما علمية، بل ونشأت علمية، سواء مع طاليس أو فيتاغوراس أو ديكارت أو كانط أو هيجل أو هوسرل أوراسل أو برجسون...ثم كيف لا، وكل الموضوعات والقضايا التي ستعرف في كل العلوم الأخرى تجد في الفلسفة مبتدأها ومصدرها من تفكير ومنطق، ومعرفة وتذكر، وحساب وقياس، وسياسة وأخلاق، وتذوق وإبداع، واعتقاد وجمال؛ أي كل ما يتعلق بالإنسان في علاقته مع ذاته ومع غيره ومع الطبيعة ومع ما وراء الطبيعة.

وحتما، عادت البشرية في القرن العشرين والحادي والعشرين إلى مبدإ أرسطو "لا علم إلا بما هو كلي"، ومبدإ كونت "تضافر علم من العلوم على دراسة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية المعقدة"، في هيئة هذا العلم الجديد القديم علم النفس المعرفي.

للتوكيد مرة أخرى على تناول مباحث علم النفس للموضوعات التي يهتم بها هذا الفرع الجديد القديم، نعود إلى شهادة تقدمها مجلة أضحت الآن كلاسيكية هي"الملخصات السيكولوجية" التي تصدرها الجمعية الأمريكية لعلم النفس، والتي تعمل على نشر تلخيصات باللغة الإنجليزية عن أكبر عدد من البحوث المنشورة في الميدان، في جميع أنحاء العالم في فروع علم النفس المختلفة والعلوم المتصلة بها كالإحياء وعلوم الحياة وبعض الدراسات الطبية. إذا أخذنا سنة1960 ـ، حيث لم يظهر بعد علم النفس المعرفي- نجد أن هذه المجلة التي لخصت8532 بحثا، قليل منها كتب، وكثير منها مقالات منشورة في مجلات بلغ عددها 564 بحثا، من أمريكا وأوربا والعالم الاشتراكي آنذاك، بوبت الواجهات الرئيسة لعلم النفس المعاصر في أربع: هي الموضوعات، والمناهج وميادين التطبيق والاهتمامات القومية.

- بخصوص الموضوعات: وهي التي استأثرت بالنصيب الأكبر من جهود الباحثين، وتناولت عددا كبيرا من وظائف الكائن البشري والحيواني، أولها في الترتيب هو: العمليات المركبة ومعظمها من العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكر والتخيل والذكاء والتذوق الفني والإبداع والإدراك والتعلم، التي نشر فيها1823 بحثا؛ وثانيها هو: أشكال المرض النفسي أو العقلي التي نشر فيها 1355 بحثا؛ وثالثها: أدوات وطرائق البحث في ميدان تشخيص اضطرابات الوظائف النفسية والعقلية، ونشر فيها 1270 بحثا؛ رابعها: الوظائف النفسية والسلوكات وعلاقتها بالعوامل الاجتماعية، ونشر فيها797 بحثا. خامسها: التطبيقات التربوية، والتي نشر فيها 533 بحثا.

- أما بخصوص المناهج، فهي في المقام الأول تجريبية كالتي تستعمل في العلوم الطبيعية وعلوم الحياة، داخل معامل خاصة بها (مختبرات)**** ومدارس ونواد وعيادات، مع الاستعانة بطرائق التحليل الإحصائي المختلفة لضبط استنتاجاتهم.

- أما بخصوص ميادين التطبيق، فلقد احتل الميدان الإكلينيكي الذي يصف اضطرابات وظائف الإنسان وعلاجها الرتبة الأولى بـ 1270بحثا يليه الميدان التربوي بـ 533 بحثا، وأخيرا الميدان الصناعي بـ 500 بحث.

احتلت الولايات المتحدة الرتبة الأولى، بعد الاتحاد السوفياتي(سابقا) ثم إنجلترا وفرنسا[18]

لم يكن علم النفس المعرفي معروفا باسمه، ولكنه كان سائدا بموضوعاته الكلاسيكية وبمنهج العلوم الطبيعية، كما أن تطبيقات علم النفس عامة، انصبت على مجال العلاج، فالتربية وأخيرا الصناعة.

سيكون من الخطأ الكبير اختزال كل علوم النفس في هذا العلم الأوحد، لأن الحكمة تفترض أن نفتح أبصارنا على الواقع من جهة، وأن نعدل ابستمولوجيا من جهة أخرى، وألا نكون كذاك الذي لا يبصر إلا حقيقة واحدة، هي تلك التي يريد أن يبصرها.

سيكون علينا أن نشخص وضع علم النفس المعرفي بعد مرور نصف قرن من الزمان على ما أوردناه أعلاه، حتى نتبين حقيقة هذا العلم ابستمولوجيا داخل تصنيف العلوم، وأيضا في الممارسات العلمية داخل الجامعات العالمية الكبرى، ولعله يتطلب مقاما غير هذا[19].

وإن كان من كلمة حق قالها الباحث نبيل علي؛ فهي القطيعة بين أقسام علم النفس بكليات الآداب وأقسامه في كليات الطب، مما أدى إلى انفصال بين شق علم النفس النظري وشقه التطبيقي.

وإننا لنستغرب مما يصرح به لنا طلبتنا الذين التحقوا بكلية الطب من كون الدروس التي يأخذونها عن بعض مدرسيهم في التحليل النفسي لا تزيد عن الدروس التي أخذوها عنا بقسم الباكالوريا أو بالسلك الأول من الدراسات الجامعية. كما أن فحصنا للمؤلفات الطبية في علم النفس المرضي المقررة بكلية الطب لا تختلف عن المؤلفات في علم النفس المرضي المقررة على طلبة علم النفس بأقسام علم النفس التي يراد لها أن تبقى تحت حضانة كليات الآداب. والأدهى من هذا هو أن الطلبة المتخرجين من أقسام علم النفس لا يتم توجيههم إلا إلى التدريس. ومن الطبيعي أن يضيقوا كل اهتماماتهم ليحصروها في علم النفس التربوي مع بعض المعطيات عن علم نفس الطفل أو علم نفس المراهق. خلافا لما يجري في أوربا – والغرب- حيث يفتح للمتخرجين من الميادين ما يتلاءم وميولاتهم واختياراتهم: في العيادة، والمصنع والمقاولة...

فهل سيكون إدخال علم النفس المعرفي إلى أقسام علم النفس بكليات الآداب بالعالم العربي هو الثورة التي ستقلب الجامعات والمجتمعات في هذا العالم الذي لم يخطط بعقلانية وفعالية لمؤسساته العلمية ولمستقبل أبنائه؟

إن التغيير الحقيقي يبدأ في العقليات، والثورة الكبرى إنما تنطلق من الوجدانات، بالشكل الذي يحدث هذا الاقتناع الوجودي بهذا العلم (علم النفس) وتجذيره في هذا الواقع (العالم العربي).

إن المربي في حاجة إلى أن يربى، هكذا قال ماركس، وعليك أن تكون ذاتك، هكذا نقل نيتشه وكيركيغارد، وعليك أن تكون أنت التغيير كما دعا إلى ذلك روجرز، قبل أن تطلب من الغير أن يتغير. ولا تغيير من دون جهد وعناء ومراحل تقطع، إنه كالإيمان والفلسفة مسألة التزام ذاتي قبل الدفاع عنها، ليصبح مسألة اقتناع جماعي. ولقد رأينا في حياة روجرز كما أسهب فيها هو ذاته هذا الإصرار على توكيد ذاته والثقة بها قبل فرض مبادئها على الغير.

لقد قام باحثون عرب بالتحليل النفسي للذات العربية(علي زيعور)، وبالدراسة النفسية الاجتماعية الإكلينيكية والظاهراتية للإنسان العربي (مصطفى حجازي)، وللمجتمع العربي(هشام شرابي، فؤاد حطب..)وللفكر العربي(محمد أركون، حسن حنفي) وللعقل العربي (محمد عابد الجابري)، وللعلم العربي(رشدي راشد)، ولقطاعات أخرى وعينات قطاعية، مما ذكر (دراسات وأبحاث منشورة، وأخرى تقدم بها أصحابها لنيل درجة الدكتوراه في الجامعات العربية أو الأجنبية غير منشورة، بسبب عدم اهتمام الجامعات العربية بها، وعدم تشجيع المؤسسات العربية لأصحابها). لكن الذي نحتاج إليه هو تغيير الفرد العربي، خاصة المثقف، كل في مجال اختصاصه وميدان ممارسته، ليتصالح مع ذاته ويتوافق معها، ويكف عن أن يحرص على أية حياة، في حين يجاهد الأفراد والمؤسسات في مجتمعات أخرى على توفير الحياة المليئة والمنظمة والفعالة. وهنا بالذات تظهر أهمية وفائدة وجدوى السيكولوجيا الفينومينولوجية الوجودية، إنها قاعدة للتغيير الذي ينبثق من الذات ليشمل المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسات الجامعية بما فيها أقسام علم النفس.

إن علم النفس المعرفي علم عصري مساعد، بما اكتسبه من نتائج وافدة إليه من علوم مختلفة فيها الهندسة والطب وعلم الأعصاب والحاسوب، وعلم النفس العام وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والفلسفة. ويمكن فتح الباب لعلوم أخرى، فيصبح بحق ذلك العلم الذي طالما حلم به كثير من العلماء في القرن 19م؛ أي علم ملتقى العلوم الذي تلتقي عنده روافد علوم كثيرة، سرعان ما يفيد بها غيره من العلوم والناس. وفي هذا الصدد، يمكن أن يفيد علم النفس الفينومينولوجي، وأيضا الإنسان الذي يُعالَج بهذا العلم الفينومينولوجي أو يُساعَد عبر علوم المصاحبة الأخرى التابعة أو المنبثقة من علم النفس الفينومينولوجي.

سيكون وضع علم النفس المعرفي كوضع الطب للمدرب المصاحب Coach؛ فالأول يصف العلاج الكيميائي(العقاقير)؛ والثاني يصاحب في الميدان لتحقيق التغيير الفعلي، وهو بهذا قد يكون مقدمة لعلم النفس الفينومينولوجي بغرض التحقق من فرضية الإنسان الذي يعاني أو الطالب الذي لا يتقدم، وبعد ذلك يأتي الاشتغال الحقيقي والفعلي لعالم النفس الفينومينولوجي كمعالج مصاحب، ومرافق محرر.

وما دمنا لم نأخذ بعلم النفس الفينومينولوجي في مؤسساتنا التربوية، فلن ننتج إلا الأجراء وليس المفكرين، إلا المنفذين وليس المبدعين، إلا المكبلين الذي لا يضرهم تكبيل غيرهم، وليس المحررين الذين ينطلقون إلى آفاق أرحب للسمو بذواتهم وبمحيطهم الاجتماعي والبيئي والروحي، وفق ما نادى به روجرز وتياره، وأصبح يدعو إليه موران ورفاقه[20]. في الغرب، وأيضا مصطفى حجازي[21] وحسن حنفي[22] في الشرق.


[1]-لخص د. الغالي أحرشاو معالم هذه الفكرة التي يدعو إليها في محاضرة ألقاها بكلية التربية، جامعة البحرين سنة2001 وأعاد نشرها تحت عنوان:"الثورة المعرفة وإشكالية السيكولوجيا في الوطن العربي" مجلة علوم التربية، عدد25، أكتوبر2003، الدار البيضاء، دار النجاح الجديدة، ص ص : 11-18

وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ أحرشاو يتوفر على موقع خاص به بعلم النفس المعرفي خاصة، وبالمناقشات في علم النفس المغربي والعربي عامة هو:www.psy-cognitive.net/vb/f89.html

كما يوجد موقع مغربي يهتم بجديد الإصدارات في علم النفس عامة وعلم النفس المعرفي خاصة، هو :

www.psy-cognitive.net/vb/f69.html.

= كما يجب التنبيه إلى أن هناك مؤلفات مغربية وعربية في الموضوع، من بينها:

- د. اسماعيل علوي ود. بنعيسى زغبوش، العلاج النفسي المعرفي، عالم الكتب الحديث للنشر وجدار للكتاب العالمي.

- عبد الكريم بلحاج، المدخل إلى علم النفس المعرفي، الرباط، دار أبي رقراق.

[2]-د. نبيل علي، العقل العربي ومجتمع المعرفة، الجزء الأول، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نونبر2009.

[3]- لأن هذا المؤلف متخصص في هندسة الطيران، ومهتم بمعالجة اللغة العربية حاسوبيا، وتعريب نظم المعلومات عربيا وعالميا، ألف ما يزيد على خمس عشرة دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP.

[4]- نبيل علي، مرجع مذكور، ص298

[5]-نفسه، ص ص:298-299

[6]- نفسه، ص:302

[7]-نفسه، ص ص :301.302

[8]- نفسه، ص:197

[9]- نفسه، ص:201

[10]- نفسه، ص ص:206-207

[11]-Françoise Parot et Marc Richelle, opt.cit, P :174

[12]-Ibid, PP :172-174

[13]- R.A.wilson and F.c.Keil, the MIT Encyclopedia of cognitive sciences, cite in: Sciences Humaines, N°100, Décembre, 1999,P:38

[14]- Ibid, même page.

[15]- يمكن أن نذكر على سبيل المثل في المغرب د.العربي بلفقيه وفي لبنان د. محمد أحمد النابلسي. بخصوص هذا الأخير أنظر مجلة الثقافة النفسية: عدد13- مجلد، يناير1993، بيروت، دار النهضة العربية.

[16]- Mc Gill University, Psychology Department Garduate Studies, 1996-1997(Brochure).

[17]- Ibid, P :2

[18]- د. مصطفى سويف،علم النفس الحديث ـ معالمه ونماذج من دراساته، القاهرة، مكتبة الأنجلو مصرية، 1967.

[19]- بدأ الباحثون العرب منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين يبينون أهمية هذا العلم المكون من ثلاثية هي: هندسة الجينات وكيمياء الدماغ والإعلام المصنع بالحاسوب في علاج بعض الأمراض العضوية المستعصية من خلال اكتشاف المورثات المسؤولة عنها والتعامل معها تغييرا وتعزيزا، وكذلك الحال مع الأمراض النفسية "السلوكية والانفعالية" بتعديل كيميائي للدماغ في مختلف أنشطته وفي الانتقال من قياس الذكاء والإبداع إلى تعلم الذكاء والإبداع. لكنهم بينوا كذلك مخاطر هذا العلم من حيث التحكم في الإنسان داخليا وتسييره دون رغبة منه أو إرادة، وتنزع منه حرية اتخاذ القرار تكنولوجيا وسياسيا واقتصاديا، ومن حيث العزل الكلي للإنسان أثناء دراسته، وكأنه فرد غير اجتماعي وغير علائقي. في حين أن أحد مهام علم النفس توظيف القلق الوجودي المصيري لعصر ما بعد التكنولوجيا من أجل عملية نمو حقيقية.

انظر: د. مصطفى حجازي، لقاء معه، مجلة علوم التربية، عدد10، السنة5، مارس1969، ص ص:187-194.

[20]- Edgar Morin et Boris cyrunliuk , Dialogue sur la nature humaine, Paris, Ed, de l’aube,2010.

- Edgar Morin et Patricke vivret, comment vivre en temps de crise, Paris, Bayard,2010.

- Edgar Morin ,la voie, Paris, Fayard, 2010.

[21]- في أعماله عن سيكولوجية الرجل المقهور والرجل المهدور.

[22]- في أعماله عن الدين والثورة خاصة في: الدين والثقافة الوطنية، القاهرة، مكتبة مدبولي،1987.