أثر الأخلاق الكانطيّة في الفكر العربي المعاصر


فئة :  أبحاث محكمة

أثر الأخلاق الكانطيّة في الفكر العربي المعاصر

الملخص:

إنّ حضور كانط في الفكر العربي المعاصر هو حضور لا ينكر، إنه كالجمر تحت الرماد، تظهر فلسفات وتختفي، إلا أنّ العقلانية النقدية الكانطية ما يزال لها حضورها المؤثر في جلّ الفلسفات المعاصرة، وكذلك الأخلاقيات الراهنة، بل إنّ كثيراً من الجهود في مجال الأخلاق ما زالت تحيا على الأخلاق الكانطية. ولقد اطلع المفكرون العرب على فلسفة كانط في مناخ نظري وأيديولوجي مختلف، صاحبه اختلاف في فهم فلسفته واستلهامها، ففهمه أحدهم كفيلسوف وضعي، وفهمه آخر كفيلسوف مثالي ترنسندنتالي (جواني)، وتأثر ثالث بالروح العقلي والمنزع النقدي، وأراد رابع أن يعدل مثاليته المتطرفة، فاختلف تأثر كل واحد منهم عن الآخر حسب الزاوية التي ينظر إليه منها، فظهرت اتجاهات فلسفية عربية متنوعة تنبت جذورها في الفلسفة الكانطية. ليظل أثر كانط في الفكر العربي لا يقتصر على الاهتمام بتأسيس مذاهب فلسفية تقوم على تأكيد النقد وتجاوز الميتافيزيقا والأخلاق والاهتمام بتأكيد الخير والقانون الأخلاقي الداخلي، بل تحول إلى جوانب أخرى أكثر فاعلية تخلخل التفكير السائد في الثقافة العربية، خاصة فيما يتعلق بالموقف من التفسيرات المتشددة في التراث والدين والسياسة. وإذا كنا هنا نناقش تأثير فلسفة كانط الأخلاقية في الفكر العربي المعاصر فإننا نقدم شهادة عملية تشهد أنّ ما بقي حيّاً من فلسفة كانط الأخلاقية اليوم أكثر بكثير ممّا بقي من فلسفته النظرية فيما يخص المبادئ والمنطلقات، مثل قابليتها للتعميم المبنيَّة على صلاحية عناصر من مفاهيمها المطلقة وضرورتها، وعلى أنّ الإنسان غاية في ذاته وأنّ قيمته غير قابلة للتصرف. فيرصد هذا البحث بالتفصيل بعض المحاولات الجادة في فكرنا العربي المعاصر التي سعت لتأسيس مذاهب أخلاقية قائمة على مثالية كانط الأخلاقية، وأبرز هذه المذاهب هي: الجبر الذاتي عند زكي نجيب محمود، والجوانية عند عثمان أمين، والدين والأخلاق عند يحيى هويدي، والمثالية المعدلة عند توفيق الطويل.

  للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا