أنثربولوجيا الدين (Anthropology of Religion)


فئة :  مفاهيم

أنثربولوجيا الدين (Anthropology of Religion)

تمثّل أنثروبولوجيا الدين مجالاً مهمّاً من مجالات البحث الأنثروبولوجي، وهي تعنى بالبحث في الظاهرة الدينيّة عامة، وإن اختلف الباحثون فيها بشأن تعريف موحّد لموضوعها الأساسي (أي الظاهرة الدينيّة)، إذ بقيت التعريفات المقدّمة محلّ جدل ونقد. ومنها محاولة تايلور الذي عرّف الدين بأنّه "الإيمان بالكائنات الروحيّة" وكان موضع الانتقاد كامناً في كيفيّة التمييز بين الروحي والطبيعي، إذ "لا يوافق غالبيّة الأنثربولوجيّين المعاصرين على أنّ الإيمان بالكائنات الروحيّة أو الكائنات فوق الطبيعيّة يختلف في جوهره عن الإيمان بالظواهر الطبيعيّة، طالما أنّ نوعي الإيمان يتمّ اكتسابهما خلال عمليّة التنشئة الاجتماعيّة، والعمليّات التربويّة، وأنّه يتمّ التسليم بهما على مسؤوليّة الآخرين" (سيمور- سميث، 2009، ص 120). واتّجه عدد آخر من الأنثربولوجيّين تحت تأثير نظريّات دوركهايم حول الوظائف الاجتماعيّة للمعتقدات والأفعال الدينيّة إلى تفضيل التعريفات الوظيفيّة للدين... ويعدّ غيريتز (Geertz) "من كبار المفكّرين النظريّين المعاصرين في ميدان الأنثروبولوجيا الدينيّة. ويرى أنّ الدين هو: "نسق من الرموز يستهدف خلق أمزجة ودوافع تتّسم بالقوّة والشمول والاستمرار في قلوب الناس، وذلك عن طريق صياغة تصوّرات لنظام عام للوجود، وإلباس تلك التصوّرات هالة من الصدق الواقعي، حيث تبدو تلك الأمزجة والدوافع واقعيّة تماماً" (سيمور- سميث، 2009، ص 122).

وتنظر أنثربولوجيا الدين في مختلف أشكال الظاهرة الدينيّة وتطوّراتها التاريخيّة وأصولها وأبعادها الرمزيّة.

انظر:

-سيمور- سميث، شارلوت. (2009). موسوعة علم الإنسان. (مجموعة من أساتذة علم الاجتماع بإشراف محمد الجوهري، مترجم). (ط.2). القاهرة: المركز القومي للترجمة.