الإسلام أبكما، أو في فنون السماع: قراءة في خطاب التحريم، ومنزع التضييق


فئة :  أبحاث عامة

الإسلام أبكما، أو في فنون السماع: قراءة في خطاب التحريم، ومنزع التضييق

محاور الدراسة:

- مدخل

- إبطال السماع/ اللهو، وتموقعه خارج بنية الدين

ملخص الدراسة:

يتساوق تنامي الظهور الحضاري لثقافة ما مع بروز أشكال تاريخية تدل على تولدها وتطورها ونضجها، ويكون ذلك دالاً، باعتبار التنوع والانفتاح والتوزع، وإضافة طرائق مستحدثة تدعم المكاسب الأولى وتُشْرعُها على ألوان غير مسبوقة، ما يفيد انغراسها في طينة الإبداع المتوالي والخلق الإيجابي باستمرار.

وينطبق ذلك على كل الفضاءات التي عرفها التاريخ، ومنها الإسلام، من الوجهة الحضارية، لا من جانب ما هو دين إلهي منزل؛ أي نقيّم حضوره التاريخي بلحاظ الفاعلية الإنسانية، ولا بالربط مع المتعالي المقدس، ولا نقصد بذلك الفصل الذي يمارسه البعض بين الفينة والأخرى، بداعي الحرية تارة، وبداعي عدم التكلم باسم الإله تارة أخرى، بل الغرض الأصيل هو التعود على تناول الإضافة البشرية إلى الحياة بالتقييم والتقويم، في صلتها مع الرباني أولاً، وفي اتصالها مع ربيباتها من الثقافات الأخرى ثانيًا، إن فيما مضى وكان، وإن فيما يزاول ويمارس.

ونرمي بالمقدمة السالفة إلى اختبار الحضارة الإسلامية في بعض جوانبها، من جهة رمزيتها الخاصة في احتضان بعض القيم، التي انبثقت عنها، والتي تنصبت في الدعوة إليها. وما أدت إليه ممارسات بعض الناطقين باسمها، مثل المتكلمين والفقهاء وغيرهم، خاصة وأن هؤلاء انتدبوا آراءهم بوصفها المعادل المطلق والموضوعي لمراد الله ومقصده، فوطنوا الأمة على النزول إلى اجتهاداتهم بما هي حق ينبغي أن يعمم، وبما هي نظام اجتماعي يجب أن يسود، فذهل الناس مع الوقت عن قيم الإيمان وفسحته، والتعايش مع العالم في وئام وسلام، ودخلوا في حال التنابذ العام والعارم مع كل شيء، فقط لأن ذاك في حسبانهم تدين وتقرب إلى الله.

ونجدنا في حال من التيه التنظيري، إذ نقارب الحضارة الإسلامية في بعض منعرجات تطورها، خاصة تلك المراحل المقيتة التي ألغي فيها التعدد والاختلاف والانفتاح، بداعي الوحدة والنزول على مراد الحق، وليت شعري لم يؤد ذلك إلا إلى الانعطافة الكبرى في وأد جماليات الإسلام وصورته البهية التي رآها به العالم، حالَما انفتح عليه في فترات الازدهار الحضاري، ومن الناس من اقتنع، لمّا فهم العقيدة مبسوطة مشروحة بلغة المتكلمين والفلاسفة أو الصوفية، ذوي التوجه المركب الجامع؛ ومنهم من آمن، إذ شاهد صروح العمران قد أفرزت رؤية للوجود جميلة لا تستبطن قبحًا، فكانت الثقافة الإسلامية مزدانة بثوب قشيب يتلألأ بمنظر بهي، ومن أجمل جواهر ثوبها المبهرج، جماليات السماع بكل ألوانها وأطيافها وآلاتها، وكلماتها وألحانها وأوزانها.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا