الإسلام السياسي بين قول التأسيس وفعل التخسيس (التكفير والعنف)


فئة :  أبحاث عامة

الإسلام السياسي بين قول التأسيس وفعل التخسيس (التكفير والعنف)

ملخص:

يدور فكر هذا البحث حول ظاهرتي التكفير والعنف اللتين اقترنتا بأحداث وأسباب ومسوّغات، بعضها شرعية وبعضها غير شرعية، في عدّ هاتين الظاهرتين ضرورة ملحّة عند من يرغبون في إصلاح كثير من الأخطاء ومعالجة الإشكالات التي رأوا أنها منافية لقيم الإسلام. وهاتان الظاهرتان جاءتا مع ما يُسمّى "الإسلام السياسي" الذي مُيَز عن غيره من مظاهر الإسلام مثل العبادات والشعائر ومجالات الحياة الأخرى كالاقتصاد والتعليم والمجتمع وغيرها.

فالإسلام السياسي ولِدَ نتيجة ردة فعل الخيبة في تحقيق حكم الدين الإسلامي في البلدان الإسلامية بسبب الاستعمار من جهة وصعود الحركات القومية من جهة أخرى. فضلاً عن الصراع على السلطة من قبل جهات لا دينية وعشائرية وقبلية لا تطبق حكم الدين في نهجها. فالرغبة في المشاركة السياسية إسلامياً من قبل أطراف متحمسة لتطبيق الدين تتعارض في كثير من الأحيان في أغلب تجارب البلدان الإسلامية مع أجندات خارجية وداخلية معارضة لسياسة الأحزاب الإسلامية وطريقتها ونهجها في الحكم، هذا لعدم رغبة الأحزاب الليبرالية والجمهور الذي يحمل توجهاً ليبرالياً وديمقراطياً، لأنه لا يرى في حكم الأحزاب الإسلامية أنه يحقق هذه الرغبة.

فالمشاركة في قناعات بعض الأحزاب والأطراف الدينية لا تكون هي الطموح الأخير، فالطموح والاندفاع إلى فرض تفكير سَلفي وسلوكيات متطرفة على الناس من قبل أصحاب المشاريع الإسلامية - التي كان سبيلها السلاح في بسط تعاليم الدين بالقوة والذين يستندون بها إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية وسير السَلَف من الصحابة - جعل من طبيعة المشاركة السياسية خطوة تحفها المحاذير من قبل الشركاء السياسيين من الأطراف الأخرى، فالتوجس من العنف والعنف البديل من جماعة الأحزاب السياسية الإسلامية المتطرفة جعل من علاقة الإسلام السياسي والمتحزبين باسمه بغيرهم من الشركات علاقة اقتتال وتنافر، فلم يعد الوطن والمصالح المشتركة والمصلحة العامة سبباً في تفهم طبيعة العملية السياسية، فلم تكن الأنظمة السياسية القائمة مؤسسة على مبدأ الشراكة ولم تكن تنبع من قيم دينية، فالطابع القومي الشمولي والأنظمة الدكتاتورية ساعدت في تأسيس ميليشيات وعناصر مسلحة وأجنحة عسكرية لكثير من الأحزاب الإسلامية في العالم الإسلامي والعربي.

فبين قول التأسيس الذي استند إليه كثير من الحركات الراديكالية والمتطرفة والسلفية، وبين الممارسات التي تبيح استعمال القوة والعنف والإرهاب مع أعدائه، فشل الإسلامي السياسي في تحقيق تعاليم الدين، وأصبح أعداءُ الإسلام السياسي مجهولين، وذلك من أجل تسويغ كلّ الممارسات الخسيسة مع أي جهة، فضلاً عن خلق الأعداء من أجل اتساع دائرة الاتهام والسيطرة كيفما شاء أو يصنعه بشكل وهمي أو واقعي وتزيد من عمق الهوة بينها وبين الآخر بما يحقق مصالحه الخاصة التي يُفهم بها الإسلام وتطبيقه والذي يتعارض وعلى وفق أجندتها مع كثير ممن يفهمون الإسلام وفاعليته بطريقة عقلانية تؤسس من خلاله على الحوار والتسامح واللاعنف، والتي تتفق مع قيم المدنية ومفهوم الدولة الحديث.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا