التدين لدى الشباب المغربي: حالة مدينة فاس - دراسة ميدانية -


فئة :  أبحاث محكمة

التدين لدى الشباب المغربي:  حالة مدينة فاس - دراسة ميدانية -

لتدين لدى الشباب المغربي:

حالة مدينة فاس - دراسة ميدانية -

 الملخص:

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الممارسات الدينية عند الشباب بمدينة فاس، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتمثلت الأداة في استبانة تم تطبيقها على عينة بلغت (304) منهم 151 ذكور%) ا49,7) و153 من الإناث%) 50,3)، وتم تحليل البيانات باستخدام البرنامج (spss) كشفت النتائج أن هناك حضورا قويا للدين في حياة الشباب في مدينة فاس، ويتجلى ذلك على الخصوص في الممارسات الدينية اليومية التي يهيمن عليها الطابع الفردي المعقلن كأداء الصلاة في المسجد والصيام، وقراءة القرآن، والذكر اليومي لله، وهو تدين يحاول أن يتجه إلى امتثال الشباب لمعايير الضبط الاجتماعي؛ فالشباب يولون أهمية كبرى للدين، باعتباره ميكانيزيما أساسيا في الاستقرار النفسي لغالبيتهم، فرغم ما يعرفه العالم، ومدينة فاس - على وجه الخصوص - من تحولات وتغيرات بنيوية مهمة تفرضها العولمة، فإن إنتاج القيم الدينية ما يزال متجذرا بشكل قوي عند شباب مدينة فاس، وتتواصل إعادة إنتاج هذه القيم جيلا بعد جيل؛ فالدين إذن معطى أساسي في الهوية الشبابية، وأن للقيم الأخلاقية دورا مهما في حياة الشباب، ولا ريب في أن المجتمع، تحكمه معايير اجتماعية، حيث تشكل هذه المعايير مجموعة من القيم الناظمة للأقوال والأفعال والمواقف والقرارات، بالرغم مما تشهده مدينة فاس من تغيرات وتحولات في سيرورة البنيات الاجتماعية والثقافية، حيث نلاحظ أن الشباب متكيفون مع مواكبة هذه التحولات، لكن على العموم نلاحظ أن الشباب منضبطون للمعايير الاجتماعية التي تفرضها طبيعة الحياة، حيث نجد أن الأخلاق حاضرة بقوة، وأنها لازالت مترسخة في شخصية الشباب.

وقد خلصنا إلى أن الطقوس الدينية عند الشباب تبقى موضوعا مركبا تتداخل فيه عناصر قد لا تقاس وتضبط بالدرجة العلمية المتوقعة، لذلك فإن ما توصلنا إليه يؤكد على حضور قوي للطقوس الدينية، حيث تشكل هذه الأخيرة امتثال الشباب لنظم الضبط الاجتماعي، كما تعد الطقوس الدينية في مدينة فاس من الممارسات اليومية والضرورية المكملة للحياة الدينية. وعيله، فإن الشباب لا زالوا يحافظون على رابطة القرابة، والتي تشكل ملمحا بارزا في الحفاظ على علاقات الدم لتحقيق تماسك اجتماعي قوي، كما تقوي الصلة بين الأفراد، وتنمي فيهم روح التضامن والانسجام وخلق روح التراحم وبناء العلاقات الروحية والعاطفية، كما تعبر هذه الطقوس الدينية على المشاركة الجماعية والاندماج الاجتماعي، حيث تساهم صلة الأرحام في تجديد العلاقات الاجتماعية بين الشباب، لكونها عاملا من العوامل المساهمة في إدماج الشباب داخل النظام الثقافي للمجتمع.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا